مؤتمر التجارة الإلكترونية يؤكد أهمية تبني التقنيات الحديثة لمواكبة الثورة الصناعية الرابعة
تطرق إلى رؤية عمان ٢٠٤٠ وتحول الأعمال ونمو الدفع الإلكتروني في السلطنة -
كتبت - رحمة الكلبانية -
أكد مجموعة من الخبراء المشاركين في أعمال مؤتمر عمان للتجارة الإلكتروني الذي تنظمه وزارة التجارة والصناعة، على أهمية مواكبة التقنية في عالم الأعمال للصمود أمام التغيرات التي يفرضها العالم والثورة الصناعية الرابعة. كما استعرض المؤتمر في يومه الثاني مجموعة من النماذج العمانية الناجحة للتجارة الإلكترونية وتطوير الأعمال تقنيًا.
ناقش المؤتمر في يومه الأخير عددا من القضايا منها رؤية عمان ٢٠٤٠، وتحول الأعمال، ونمو الدفع الإلكتروني في السلطنة وفضل السياسات المقدمة للابتكار في مجال الخدمات الإلكترونية وكيفية توسيع نطاق بدء التشغيل من خلال التجارة الإلكترونية في العالم، بالإضافة إلى كيفية الاستفادة من التكنولوجيا لتعزيز المجتمع رقميا وتجربة الزبائن وإدارة الأعمال.
وحول رؤية عمان ٢٠٤٠ فيما يتعلق بالتجارة الإلكترونية، قال الدكتور يوسف البلوشي خبير اقتصادي بمكتب الرؤية: إن التحول الإلكتروني في التجارة لم يعد خيارًا بل هو أمر حتمي لا بد منه، ورؤية عمان 2040 تمهد أرضية مناسبة للانتقال إلى التجارة الإلكترونية وهناك تجديد في القوانين ومنصة إلكترونية وإرادة نابعة من الشباب العماني أنفسهم، وكعمانيين علينا أن نؤمن بأن المستقبل بأيدينا نحن وحدنا والسلطنة مهيأة للانتقال إلى نموذج اقتصادي مستدام قادر على توفير فرص عمل لأبناء السلطنة وتعظيم الاستفادة من الموارد والإمكانيات المتاحة.
مستقبل التجارة الإلكترونية
وقدم جنادن جونجن الرئيس التنفيذي لمؤسسة «أوروبا الاقتصادية» ورقة عمل أوضح خلالها التغييرات التكنولوجية التي شهدها العالم، ومستقبل التجارة الالكترونية حيث قال: كان العالم خلال الفترة من عام 1990 إلى 2007 يركز بشكل عام على تطوير بعض الخدمات إلكترونيًا وخاصة المتعلقة بالمعلومات، ولكن الأمر اختلف بعد 2007 حيث بدأت ثورة الهواتف النقالة وانتقل التركيز فيها إلى التواصل بشكل أكبر حتى بات اليوم 5 مليارات شخص حول العالم يستخدمون الهاتف النقال وهذا الرقم في تزايد، وأتوقع في 2020 ستطغى تقنية الذكاء الاصطناعي على جميع القطاعات، حيث ستكون التكنولوجيا اليد الأخرى للإنسان في كل شيء.
وأعقب: إن هيمنة الذكاء الاصطناعي يخيف البعض، حيث يعتقدون بأن الآلات ستسيطر علينا ولكن الحقيقة أن هذه التقنية سوف تفتح لنا آفاقا أوسع وستحسن من حياتنا في جميع الجوانب. وفي التجارة الإلكترونية، اتجاهات المستهلكين من تخلق التغيير في التقنيات المستخدمة كحاجتهم لآليات دفع سريعة وغيرها، وباعتقادي أن التجارة التقليدية والتكنولوجية اندمجت وستندمج بشكل أكبر لدرجة أن الأجيال القادمة لن تفرق بين الاثنين.
ومثال على ذلك ذكر جونجن أن هناك منصات تجارية عالمية تكنولوجية باتت تتجه إلى فتح متاجر على أرض الواقع يستطيع من خلالها الزبائن استلام طلباتهم أو تسجيل طلبات جديدة بناءً على البضائع الموجودة، كما هو الحال مع موقع «أمازون»، وفي المقابل قامت بعض المتاجر الصينية التقليدية بإدخال التكنولوجيا على بعض الخدمات كالدفع من خلال التخلص من منصات المحاسبة والاستغناء عن الكادر البشري تمامًا، كما قام بعضها بتوفير أجهزة تصوير ذكية أمام المنتجات تعرف المستهلك بجميع المعلومات عن المنتج.
تبني التغير
وأوصى بدر اللواتي، مؤسس والرئيس التنفيذي لشركة smart life solution المختصة في تطوير الأعمال على أهمية أن تقوم المؤسسات الكبيرة والصغيرة على حد سواء بتبني أحدث التقنيات التكنولوجية وتوظيفها في أعمالها بما يتواءم مع متطلبات المستهلكين لما لذلك من أثر إيجابي في الارتقاء وزيادة مدخولها والحفاظ على موقعها في السوق على أقل تقدير.
وقال اللواتي: إن التمسك بأساليب التجارة التقليدية ومقاومة التغيير قد تنتج عنه نتائج عكسية، ومثال على ذلك ما حصل مع سلسلة متاجر الألعاب الشهيرة «تويز آر آص» التي أغلقت مؤخرًا نتيجة إفلاسها بسبب عدم مواكبتها للتغيرات، والأمر ذاته يحدث مرة أخرى مع سلسلة متاجر الكتب العالمية «بوردرز» فبالرغم من شهرتها وانتشارها الواسع إلا أن مبيعاتها تناقصت بشكل كبير في الفترة الأخيرة بسبب وجود متاجر كتب إلكترونية تقدم خدمات توصيل للمنازل.
وأضاف: إن التغيير إلى تبني التقنيات الحديثة ورفع الخدمات للإنترنت قد طال جميع القطاعات دون استثناء، كان أبرزها القطاع البنكي الذي استفاد منها في توفير خدماته 24 ساعة طوال أيام الأسبوع السبعة.
وأكد أن التقنيات التي جلبتها لنا الثورة الصناعية الرابعة ستعزز من التجارة الإلكترونية ومن أهمها الذكاء الاصطناعي، وقال: عندما يقوم أحدهم باستخدام بطاقته البنكية في أحد المتاجر الساعة السابعة مساءً في نيويورك تقوم بعض البرامج في هاتفه تلقائيًا باقتراح مجموعة من المطاعم القريبة من موقعه، وغير ذلك.
حلول بنكية
وتحدث ماجد المعمري مؤسس منصة «ثواني» للدفع الإلكتروني الحلول البنكية الإلكترونية الذكية كجزء مهم وأساسي في منظومة عمل التجارة الإلكترونية.
وأوصى المؤسسات التجارية الإلكترونية ببناء علاقة ثقة قوية مع الزبائن تمنحهم الراحة لإعطاء معلوماتهم البنكية وحفظها على الموقع لتسريع العملية في مرات الشراء المقبلة.
واستعرض مؤسس منصة «ثواني» مجموعة من تطبيقات الدفع الذكية المعمول بها دوليًا والتي تمكن الزبائن من إتمام عملية الشراء بواسطة الابتسام لشاشة الهاتف فقط في أقل من ثانية واحدة وذلك باستخدام تقنية التعرف على الوجه. وقال: إنه في ثوانٍ يستطيع الأشخاص تخليص عملية الدفع في 3 خطوات لا تتجاوز الدقيقة وبالرغم من ذلك فإن هنالك مطالبات لاختصارها إلى خطوة واحدة.
ومع اتجاه العالم إلى الدفع الإلكتروني السريع، قال المعمري: إن البعض يتخوف من الاعتماد على التكنولوجيا الحديثة في ما يتعلق بأمورهم المالية الأمر الذي يحتم على المؤسسات التجارية ومواقع البيع على الإنترنت إبقاء جميع الخيارات الأخرى متوفرة كالدفع عند الاستلام، وإدخال بيانات بطاقة الائتمان وغيرها.