كبار السن في الحمراء يتحدثون عن تجاربهم مع أعراض فيروس كوفيد 19
حمود الهطالي: هزمت الفيروس في سن الـ95 وأنصح بالتطعيم
خلفان الحنشي: أبنائي ساندوني وكنت لا أقوى على الوقوف
طالب الربعاني: الحكومة حريصة على سلامة المواطنين من خلال توفير اللقاحات
متابعة – عبدالله بن محمد العبري
يواصل مركز صحي الحمراء تطعيم الفئات المستهدفة حسب الأعمار التي حددتها وزارة الصحة وذلك من خلال مركز التحصين بمدرسة الحمراء للتعليم الأساسي، ومنها طلبة المدارس من سن 12 – 18 سنة مع إعطاء الجرعة الثانية لمن أخذ الجرعة الأولى من اللقاحات المضادة لفيروس كوفيد 19 وخلال ذلك كان لنا لقاء مع عدد من كبار السن الذين نقلوا لنا تجاربهم ومعاناتهم مع مرض كوفيد 19 واستطاعوا أن يتغلبوا على تحديات المرض خلال الفترة الماضية في تجارب تعكس واقع الإرادة وتقدم صورة عن إمكانية تجاوز مضاعفات فيروس كورونا.
أنصح بالتطعيم!
يقول حمود بن مسيعيد الهطالي: "من المفارقات العجيبة أنني كنت أرفض التطعيم مع بداية إعطاء الجرعة الأولى لفئة كبار السن التي حددتها وزارة الصحة حفاظا على سلامة هذه الفئة من الإصابة بهذا المرض حيث انقسمت الآراء في حينها بين مؤيد ومعارض فكنت في صف المعارضين للتطعيم، لكن كنت دائما أستمع للأخبار من إذاعة سلطنة عمان وأتابع أحداث ومستجدات هذا المرض من خلال تصريحات المسؤولين في وزارة الصحة وعلى رأسهم معالي الوزير إلى جانب ما يعلن عبر الإذاعة من حجم الإصابات والوفيات جراء هذه الجائحة، ومع أنني تجاوزت سن التسعين عاما لكني أقدمت على أخذ اللقاح، وبعدها ظهرت لي حمى فقلت هذه الحمى من تفاعل اللقاح لكن ازدادت الأعراض فحملتني زوجتي أم خالد وأبنائي إلى المستشفى، وبعد إجراء فحص ظهرت إصابتي بمرض كورونا (كوفيد19) وكانت لوقفة زوجتي وعناية أبنائي بي واهتمامهم بمراجعتي للمستشفى وإعطائي الأدوية في أوقاتها إلى جانب الإكثار من التغذية الأثر في تجاوز هذا المرض.
ومن جوانب التغذية الصحية التي ساعدتني لمواجهة الأعراض، تناول وجبات غذائية من المواد الطبيعية وشرب نقيع الأعشاب والنباتات التي عرفها الأولون وتناول عسل النحل الطبيعي الخالص والثوم والبصل والزنجبيل والكثير من النباتات والحبوب الغذائية، وقد حجرت نفسي في غرفة خاصة، لكن لم تتخلَّ عني زوجتي وأبنائي ولم يتركوني وحيدا أصارع المرض، مما خفف عني وطأته وتحملت شدة الألم خلال الأسبوع الأول وبدأ الألم يتناقص، وبعد عشرة أيام إلى أسبوعين أصبح بمقدوري تناول الوجبات الغذائية المعتادة والحمد لله عادت لي صحتي وتجاوزت الإصابة بهذا المرض وإنني أنصح الجميع بالإقبال على أخذ اللقاح والتحصين نظرا لما رأيته من شدته وكثرة آلامه في جميع أجزاء جسدي".
مقاومة المرض بالعمل
وتقول أم خالد من ولاية الحمراء: "أصبت بمرض فيروس كورونا (كوفيد19) من خلال انتقال العدوى بدخول الفيروس عن طريق الأنف عندما كنت أشرف على أحد المرضى في العائلة، ولمعرفتي بمضاعفات هذا المرض من خلال التنبيهات والإرشادات التي تنقلها وسائل الإعلام المرئية والمسموعة اتبعت نفس طريقة العلاج وتحمل شدة المرض والتداوي بالأعشاب الطبيعية إلى جانب العلاج الذي صرف لي من المستشفي ومراجعة الطبيب بصفة مستمرة ولم أركن إلى البيت والنوم بل حاولت دائما أن أقضي أعمالي بين المزارع والحصاد وإحضار الأعلاف الحيوانية (القت والحشائش) لإطعام المواشي والاعتناء بها لأشغل نفسي عن التفكير في هذا المرض مع تحمل الألم الشديد وعزل نفسي عن أفراد العائلة في المنزل، والحمد لله استطعت مقاومته حتى بدأت خفته الشديدة حيث كان شديدا خلال الأسبوع الأول وبعد مرور عشرة أيام بدأت الآلام في التلاشي، بعد ذلك سارعت إلى المؤسسة الصحية في الولاية لأخذ اللقاح وشجعت أهلي وأبنائي للذهاب إلى مركز التحصين باللقاح المضاد لتحقيق الوقاية منه".
لا داعي للقلق!
من جهته يقول خلفان بن محمد الحنشي: "كانت بداية معاناتي مع المرض عند إصابتي بالعدوى، صحيح أنه لم تظهر علي الأعراض وبما أني أبلغ من العمر أكثر من 75 عاما فقد تماديت في أخذ اللقاح بحجة الكبر لكن عندما ظهرت أعراض المرض في جسدي كحمى عادية وشيء من الأوجاع بادر أبنائي إلى الذهاب بي لمستشفى خاص وعندما أجريت لي الفحوصات الطبية ظهرت النتيجة إيجابية فكانت الصدمة بأني مصاب بمرض الكورونا القاتل فكان الخوف أكثر من المرض لكن تحليت بالصبر إلا أن العزل عن العائلة في مجلس خارج عن المنزل جعل الألم يزداد لأن الوسواس كثيرة، والخوف تفاقم لكني لازمت قراءة القرآن إيمانا مني بالله، وكذلك شرب الماء الساخن في جميع الأوقات ولم أتناول أية وجبات غذائية باردة مع الإكثار من تناول الحمضيات وعسل النحل وغيره من الأعشاب الطبيعية، كما خفف عني حدة الألم وقوف أبنائي وأهلي معي وكانوا يطمئنونني بأن الإصابة خفيفة ولا داعي للقلق لكني عانيت كثيرا من الألم في جميع أجزاء جسدي وكنت لا أقوى على الوقوف علي أقدامي، ولا أستطيع المشي لكن بعد الأسبوع الأول من الإصابة بهذا المرض بدأت تقل حدته علي حتى تماثلت للشفاء والحمد لله وكان علي المسارعة لأخذ الجرعة الأولى من اللقاح المضاد لهذا المرض علما بأن أبنائي كانوا يحثونني على التطعيم لكني لم أستمع لهم فكانت النتيجة إصابتي بالفيروس وإنني أحث الجميع من كل الفئات العمرية على الإقبال والمسارعة إلى مراكز التحصين لأخذ اللقاح المضاد لهذا المرض".
أيام من الخوف!
ويحكي طالب بن سالم بن خلف الربعاني قصته مع مرض كوفيد19 فيقول: "أصبت بالعدوى بفيروس كورونا (كوفيد19) وخيم على قلبي الخوف والرعب لما لهذا المرض من مخاطر كبيرة وما حصد من الأرواح على مستوى الولاية والسلطنة والعالم كنوع من الزكام والحمى، فبادر أبنائي إلى حملي للمستشفى ومن خلال الفحوصات الطبية الخاصة بهذا المرض ظهرت النتيجة إيجابية يعني أني مصاب بهذه الجائحة فقرر الأطباء حجزي في المستشفى لتلقي العلاج إلا أن أسرة التنويم كانت ممتلئة ولا يوجد سرير حتى أرقد في المستشفى فطلبت منهم أن يسمحوا لي بالذهاب إلى المنزل وأن أتخذ مكانا منعزلا في المنزل أحجر نفسي فيه بعيدا عن أفراد العائلة مع اتخاذي للإجراءات الاحترازية الشديدة حتى لا أتسبب في نقل العدوى لأي فرد من أفراد العائلة، ولازمت الخطوات التي تنصح بها وزارة الصحة المصابين بهذا المرض مع الحرص على تناول الوجبات الغذائية الساخنة وتعريض جسدي لأشعة الشمس على الرغم من كونها حامية لكني تحملت لهيبها كما تحملت تداعيات المرض، ومن ضمن ما فعلته تناول العلاج بانتظام والإكثار من تناول الحمضيات والخضروات والفواكه الطازجة بكثرة حتى استطعت بعون الله التغلب على هذا المرض بالصبر على كل الآلام التي صاحبت الأيام الأولى خاصة ومن خلال العناية التي تلقيتها من أفراد العائلة الذين كانوا السبب في تخفيف القلق والخوف والحمد لله استطعت تجاوز هذا المرض والخروج منه دون أن يخلف لي آثارا جانبية، ويضيف طالب الربعاني القول: لقد سارعت بعد شفائي من المرض إلى مركز الحمراء الصحي للتطعيم باللقاح المضاد لكوفيد19 وقاية لي من التعرض للإصابة مرة أخرى وأنصح الجميع بمن أخذ الجرعة الأولى أن يسارع بأخذ الجرعة الثانية حيث إن الحكومة حريصة على سلامة المواطنين من خلال توفير اللقاح".