"اختار أرضك".. تعزز الشفافية وتقلل من البيروقراطية وتكدس المراجعين

- الخدمة تحفظ للمستفيدين الخصوصية وتتيح اختيار الموقع ومعرفته قبل الاستلام

- مطالب بالتوزيع حسب الأقدمية والأولوية وتوفير الخدمات الأساسية في المخططات السكنية

أطلقت وزارة الإسكان والتخطيط العمراني مؤخراً خدمة "اختار أرضك" التي تمكن المستحقين من بدء عملية الhختيار إلكترونيا والتي تتيح اختيار موقع المخطط المناسب للأرض ومعاينتها حيث يتيح للمستحقين 3 اختيارات خلال 5 أيام، والخدمة التي تأتي في إطار التحول الإلكتروني في الخدمات الحكومية هي تجربة مغايرة عن السابقة التي يتم من خلالها الإعلان عن المستحقين في وسائل الإعلام وتحديد موعد الحضور إلى الوزارة أو إحدى مديرياتها في محافظات سلطنة عمان لسحب القرعة ثم دفع الرسوم بعد أشهر محددة.

"عمان" استطلعت آراء المستحقين للأراضي الحكومية السكنية حول هذه الخدمة الجديدة التي خصصت مدة 3 أشهر لاستكمال دفع الرسوم المستحقة مع اشتراط عدم التصرف بها إلا بعد تعميرها وقد أبدى عدد من المستطلعة آرائهم شكرهم لوزارة الإسكان والتخطيط العمراني على تحويل خدمة منح الأراضي الحكومية السكنية إلكترونيا لأهميتها في التقليل من البيروقراطية وتكدس المراجعين، مستبشرين بالتوجه الجديد في توزيع الأراضي مع تأكيدهم على ضرورة وجود خدمات أساسية في المخططات السكنية، حيث ثمة آلاف الأراضي تم منحها منذ عشرات السنين ولا توجد بها خدمات إلى اليوم، مع مطالبة المستحقين بضرورة منح الأراضي بحسب الأقدمية وذات الأولوية.

وسطاء عقاريون

يعرب بن أحمد السيفي صاحب مكتب البنيان العقارية أكد ضرورة توفر الخدمات الأساسية في الأراضي الحكومية السكنية قبل توزيعها حتى لو كانت بعيدة حيث ليس بالمعقول الحصول على تمويل لبناء أرض في مكان ما لا تتوفر فيها خدمات، كما أن ما يثير الاستفهام بحسب الخدمة الجديد "اختار أرضك" هو أن المعيل هو من تكتب الأرض باسمه، فإذا ما كان هذا المعيل حصل على أرض سابقًا وقام ببيعها مثل كان يحدث كثيراً لسداد مستحقات مالية فما هو ذنب الزوجة التي ربما لم تحصل على أرض في السابق مما يصب في صعوبة الاستقرار الاجتماعي لهذه الأسرة أو تلك.

وأشار إلى أننا نحيي وزارة الإسكان والتخطيط العمراني على هذه الخدمة الإلكترونية التي تخفف نوعا ما من التردد على ديوان عام الوزارة أو المديريات التابعة لها في مختلف المحافظات، مشيرا إلى أهمية توفر الخدمات الأساسية كالكهرباء والمياه والصرف الصحي بالإضافة إلى الطرق والاتصالات، وإلا فإن توزيع أراضٍ دون وجود الخدمات الأساسية لا طائل منه ويفضل أن يمنح المواطن شقة أو فله في إحدى المخططات المتكاملة.

وقال زكريا بن أحمد بن سيف العميري، صاحب مكتب الطموح المتميز للتجارة: إن الخدمة الجديدة التي أطلقتها الوزارة لمنح الأراضي الحكومية السكنية للمواطنين المستحقين تحت مسمى "اختار أرضك" تحفظ لكافة المستحقين الخصوصية بدلا من عرض الأسماء في الصحف المحلية ووسائل التواصل الاجتماعي للوزارة.

وأشار إلى أن الخدمة تتيح للمستفيدين اختيار الموقع ومعرفة موقع الأرض بالتحديد قبل الاستلام وهذا الأمر مجدي، كما أنه يصب في تخفيف أعداد المراجعين للوزارة وبخاصة لسحب القرعة.. مشيرًا إلى أن من أهم الأساسيات في هذا النظام هو عدم تمكن المستحق من بيع الإيصال أو الأرض إلا بعد تعميرها لتعزيز الاستقرار الاجتماعي والأسري مجتمعيًا.

آراء المستحقين

وقال حارث بن محمد بن سالمين القيضي، مقدم طلب منذ عام 2011: إن الخدمة التي دشنتها وزارة الإسكان والتخطيط العمراني تنم عن الاتجاه السائد نحو تعزيز الخدمات الحكومية إلكترونيا وتؤدي هذه الخطوة إلى العديد من الجوانب الإيجابية بينها عدم نشر أسماء المستحقين في وسائل الإعلام وهو ما يحفظ الخصوصية، كما يخفف نسبيًا ازدحام المراجعين في ديوان عام الوزارة أو مديرياتها بمختلف المحافظات.

وأشار إلى أننا قرأنا عن الخدمة الجديدة ولم نجربها لكننا نأمل أن تكون كما هي حسبما ذكرت وزارة الإسكان والتخطيط العمراني في حساباتها بمواقع التواصل الاجتماعي، ولا شك أن معرفة المستحق بموقع أرضه وفي أي مخطط أمر مهم قبل دفع الرسوم للوزارة، كما أن وجود الخدمات الأساسية في المخططات يعد أولوية قبل توزيعها للمستحقين حيث إن الكثير من الأراضي قد تم توزيعها منذ عشرات السنين ولم تصلها الخدمات مما يعنى أن لا جدوى من تعميرها إلا بوصول هذه الخدمات.

وأضاف: نتمنى أن تكون الأولوية للأقدمية من الطلبات المقدمة للوزارة وكذلك الفئات من ذوي الاحتياجات الخاصة والمتقاعدين.. مضيفاً: بحسب وزارة الإسكان والتخطيط العمراني فإنها تعتزم توزيع أكثر من 23 ألف قطعة أرض خلال هذا العام ونأمل أن تكون هناك مؤشرات شهرية لعدد الأراضي التي يتم توزيعها بشكل شهري.

وقال محمد بن درويش الخصيبي، مقدم طلب في عام 2016: أن خدمة "اختار أرضك" تعد أفضل من تلك المعمول بها سابقاً، حيث ينتظر المرء نزول الإعلان في الصحافة المحلية ليذهب بعدها إلى الوزارة لإجراء القرعة على منحة الأرض التي لا يعلم في أي مكان هي إلا من خلال هذه القرعة، وسوف تعزز هذه الخدمة الشفافية في معرفة موقع الأرض والمخطط قبل الوصول لمرحلة دفع الرسوم.

وأشار إلى أهمية وضع أقدمية الطلبات ضمن أولويات توزيع منح الأراضي الحكومية السكنية على أن تشمل مختلف المخططات التي ستقوم الوزارة بتوزيع الأراضي فيها على الخدمات الأساسية وخاصة أننا سمعنا أن الوزارة تعتزم هذا العام توزيع أكثر من 23 ألف قطعة أرض وهو رقم قياسي مقارنة بعام 2021.