مهلة لانهاء عمليات الاجلاء تلوح في الأفق مع احتشاد آلاف المغادرين طالبان بين الاعتراف الدولي واحتمال العقوبات في مؤتمر الأزمة الأفغانية
كابول -عواصم - وكالات:عبرت حركة طالبان بشدة عن معارضتها لأي إرجاء لرحيل القوات الأميركية عن أفغانستان في الوقت الذي عملت الدول الغربية بأقصى سرعتها أمس لإجلاء المغادرين من أفغانستان قبل انقضاء مهلة تنتهي بنهاية الشهر الحالي، في حين واجه الرئيس الأمريكي جو بايدن ضغوطا متزايدة للتفاوض على إتاحة مزيد من الوقت لإجلاء آلاف العالقين.
وكثف الأميركيون أمس جهودهم لإجلاء آلاف الأفغان والأجانب من كابول في أسرع وقت ممكن بعدما حذرت حركة طالبان من انها لن تسمح باستمرار هذه العمليات إلا لأسبوع واحد وقاموا بإجلاء 48 ألف شخص منذ بدء الجسر الجوي في 14 اغسطس، عشية سيطرة طالبان على كابول،
وحذر وزير الخارجية الألماني هايكو ماس أمس من أن المهلة المتبقية حتى 31 اغسطس، "لن تكون كافية" لاجلاء "كل الذين نريد إخراجهم" من البلاد.
وسادت حالة من الفوضى شابها العنف أحيانا في مطار كابول، إذ تحاول القوات الغربية وحراس الأمن الأفغان إبعاد الحشود الراغبة في الفرار من البلاد بعد سيطرة حركة طالبان على العاصمة الأفغانية في 15 أغسطس.
وصرح دبلوماسي في حلف شمال الأطلسي بأن دولا مختلفة قامت بإجلاء نحو 50 ألف شخص خلال الأيام العشرة الماضية وتحاول الانتهاء من الأمر قبل انقضاء المهلة المحددة لسحب القوات الأجنبية في 31 أغسطس .
وأضاف المسؤول الذي طلب عدم ذكر اسمه "يعمل كل فرد من القوات الأجنبية بوتيرة تشبه حالة الاستعداد للحرب كي لا يفوت الموعد النهائي".
وبحث قادة دول مجموعة السبع الكبرى، وهي بريطانيا وكندا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا واليابان والولايات المتحدة، الأزمة عبر الإنترنت أمس .
وحذر بايدن، الذي ذكر أن القوات الأمريكية قد تظل في البلاد بعد انقضاء المهلة، من أن الإجلاء سيكون "صعبا ومؤلما"، مضيفا أن أخطاء كثيرة قد تقع.
وقال آدم شيف رئيس لجنة المخابرات في مجلس النواب الأمريكي للصحفيين بعد إفادة بشأن أفغانستان قدمها مسؤولون في المخابرات إنه لا يعتقد أن الإجلاء سيكتمل في غضون الأيام الثمانية الباقية.
وأضاف "أرى أن الأمر ممكن، لكن الاحتمال ضعيف جدا نظرا لعدد الأمريكيين الذين يتعين إجلاؤهم".
واعتبرت الحكومة البريطانية أمس انه "من غير المرجح" ان ترجىء الولايات المتحدة انسحابها من أفغانستان الى ما بعد الموعد المرتقب في 31 اغسطس لافساح المجال أمام استمرار عمليات الإجلاءوقال وزير الدفاع البريطاني بن والاس لشبكة "سكاي نيوز"، "أعتقد انه أمر غير مرجح. ليس فقط بسبب ما قالته طالبان انما هو غير مرجح أيضا اذا نظرتم الى تصريحات الرئيس بايدن".
وقال مسؤول في طالبان إنه لن يتم تمديد المهلة، وإن كان قد أشار إلى أن القوات الأجنبية لم تطلب تمديدا. وقالت واشنطن إن المفاوضات مستمرة.
وذكر رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون قبل قمة مجموعة السبع "سأطلب من أصدقائنا وحلفائنا الوقوف بجانب الشعب الأفغاني وتكثيف الدعم للاجئين والإغاثة الإنسانية".وكتب على تويتر "سنحكم على طالبان بأفعالها لا بأقوالها".
وقالت مفوضة الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان ميشيل باشيليت إنها تلقت تقارير موثوقا بها عن انتهاكات خطيرة على يد حركة طالبان تشمل إعدام مدنيين خارج نطاق القضاء وقيودا على النساء .
ورغم ذلك عاد ألوف الأفغان إلى منازلهم في الأقاليم بعد أن علموا أن الوضع هناك "هادئ نسبيا" حسبما قال الدبلوماسي في حلف شمال الأطلسي، محذرا في الوقت ذاته من ندرة التقارير الاستخباراتية والأمنية الواردة من المناطق النائية.
وذكرت هيئة الإذاعة الأسترالية أمس أن أستراليا أجلت أكثر من 50 من المشاركات الأفغانيات في الألعاب البارالمبية لذوي الاحتياجات الخاصة والرياضيات وذويهن بعد تأمين تأشيرات لهم.
ويبحث قادة دول مجموعة السبع الاقتصادية اتخاذ موقف موحد إزاء الاعتراف بحركة طالبان أو فرض عقوبات عليها للضغط عليها لكي تفي بتعهداتها بخصوص احترام حقوق المرأة والعلاقات الدولية.
وقال دبلوماسي أوروبي "سيتفق قادة مجموعة السبع على تنسيق الموقف حول ما إذا كان سيتم الاعتراف بطالبان أو موعد ذلك... وسيلتزمون بمواصلة العمل معا على نحو وثيق".
وبدأ قادة طالبان، الذين سعوا لإظهار وجه أكثر اعتدالا منذ السيطرة على كابول في 15 أغسطس ، محادثات بخصوص تشكيل حكومة تضمنت مناقشات مع بعض الخصوم القدامى من حكومات سابقة مثل الرئيس الأفغاني الأسبق حامد كرزاي. وذكرت وكالة بجواك للأنباء أمس أن حركة طالبان الأفغانية عينت وزيرا جديدا للمالية ومديرا للمخابرات وقائما بأعمال وزير الداخلية.
وقالت الوكالة إن جول أغا سيتولى وزارة المالية في حين سيكون صدر إبراهيم سيكون قائما بأعمال وزير الداخلية. وعينت الحركة نجيب الله مديرا للمخابرات بينما سيكون الملا شيرين حاكما لكابول وحمد الله نعماني رئيسا لبلدية العاصمة.
وسيكون لاعتراف دول أخرى بحكومة طالبان عواقب مهمة مثل السماح للحركة بالحصول على المساعدات الأجنبية التي كانت تعتمد عليها الحكومات الأفغانية السابقة.