العرب والعالم

الصحة العالمية تعرب عن أسفها لـ"الاختلال الصادم في تلقي اللقاحات"..وتؤكد أن الجائحة في "مرحلة حرجة" في منطقة آسيا-المحيط الهادئ وسط تزايد الإصابات

25 أغسطس 2021
نتائج تقرير طلبه بايدن عن منشأ الفيروس" غير حاسمة"..والصين تنتقد "تسييس" أمريكا للقضية
25 أغسطس 2021

عواصم - وكالات: حذرت منظمة الصحة العالمية، الأربعاء، من أن جائحة كورونا تمر "بمرحلة حرجة" في منطقة آسيا-المحيط الهادئ، وأكدت ضرورة بذل كافة الجهود الممكنة للحد من انتقال العدوى الآن لتجنب ظهور متحورات جديدة، أكثر خطورة.

ولفت المدير الإقليمي للمنظمة في غرب المحيط الهادئ، تاكيشي كاساي، إلى أن عدد حالات الإصابة والوفيات بكورونا في دول آسيا-المحيط الهادئ "يرتفع بشكل حاد" لأسباب، على رأسها انتشار متحور دلتا، شديد العدوى، من فيروس كورونا.

وكشف كاساي أنه خلال الأسابيع الثلاثة الأولى من شهر أغسطس الجاري، سجلت المنطقة 10% من إجمالي الإصابات في العالم، وأكثر من 8% من الوفيات.

وقال المسؤول في مؤتمر صحفي عبر الإنترنت:"في هذه المرحلة الحرجة من الجائحة، دعونا نواصل العمل معا".

وشدد كاساي:"إننا قادرون على تقليل الخطر الذي يمثله الفيروس من خلال الاستفادة القصوى من كل أداة لدينا لمكافحته اليوم."

كما اعربت منظمة الصحة العالمية عن أسفها لـ"الاختلال الصادم في تلقي اللقاحات" المضادة لكوفيد-19، وذلك في مستهل اجتماع سنوي عبر الانترنت لوزراء الصحة في القارة الافريقية.

وقال المدير العام لمنظمة الصحة تيدروس ادهانوم غيبريسوس "في العالم، قام 140 بلدا بتلقيح ما لا يقل عن عشرة في المئة من سكانه، ولكن في قارتنا، وحدها أربعة بلدان تمكنت من تحقيق هذا الهدف بسبب الاختلال الصادم في تلقي اللقاحات".

واعتبر أن "الازمة المرتبطة باللقاح تعكس الضعف الاساسي في جذور الوباء: عدم التضامن العالمي وعدم تقاسم المعلومات والمعطيات والعينات البيولوجية والموارد والتكنولوجيات والادوات".

وبهدف تعزيز التضامن العالمي، دعا مدير منظمة الصحة الدول الافريقية الى دعم "معاهدة دولية او أي أداة اخرى قانونية تتيح تحسين التعاون الدولي" على صعيد الرد على الوباء. وقد تتم مناقشة هذه المعاهدة في نوفمبر خلال دورة خاصة للجمعية العالمية للصحة.

وقالت المديرة العامة لمنظمة الصحة في افريقيا ماتشيسيدو مويتي إن "منصة كوفاكس سلمت 40 مليون جرعة لقاح للدول الافريقية، لكن ذلك لا يشكل سوى قسم ضئيل من الجرعات الضرورية لحماية سكان القارة من اخطار المرض الخطير والوفيات المتصلة بكوفيد-19".

واضافت "نأسف بشدة للتأخير والصعوبات في احترام الاتفاقات بسبب أمور غير متوقعة حصلت خلال الوباء. لقد استخلصنا عبرا عديدة".

واعتبرت ان وباء كوفيد-19 يمثل "في الوقت نفسه فرصة وتذكيرا ملحا بالحاجة الى إعادة التفكير في الانظمة التي تعزز المساواة والى الاستثمار في شكل أكبر في تطوير عالم أكثر صحة وعدالة".

واضافة الى كيفية الاستجابة للجائحة، فان الدورة الحادية والسبعين للجنة الاقليمية لمنظمة الصحة العالمية في افريقيا المقررة لثلاثة ايام ستبحث ايضا مكافحة "كل اشكال شلل الاطفال" وسرطان عنق الرحم والسل والايدز والالتهابات التي تنتقل عبر التهاب الكبد والتهاب السحايا.

وفي سياق منفصل، قالت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) إن معدلات التطعيم من كوفيد-19 في أفغانستان تراجعت 80 %في الأسبوع الأول الذي أعقب سيطرة حركة طالبان على العاصمة الأفغانية كابول، وحذرت من أن صلاحية نصف عدد الجرعات القليلة التي تسلمتها البلاد حتى الآن توشك على الانتهاء.

وسيطرت طالبان على كابول في 15 أغسطس بعد استيلائها بالفعل على معظم أنحاء البلاد بعدما قررت الولايات المتحدة سحب قواتها لتنهي حربا دامت عشرين عاما.

وقال متحدث باسم اليونيسف لرويترز إنه منذ سيطرة طالبان "انخفض عدد السكان الذين تلقوا لقاحات مضادة لكوفيد-19 بنسبة 80 %".

وتشير بيانات اليونيسف إلى أن الأسبوع الذي بدأ يوم 15 أغسطس شهد تطعيم 30500 شخص في 23 من 34 إقليما أفغانيا، مقارنة مع 134600 في الأسبوع السابق في 30 إقليما.

وتنسق اليونيسف توزيع اللقاحات عبر آلية كوفاكس التابعة لمنظمة الصحة العالمية.

وذكر المتحدث باسم اليونيسف "التراجع مفهوم. مثلما هو الحال في أوقات الفوضى والصراع والطوارئ، يعطي الناس أولوية لسلامتهم وأمنهم"، وأشار إلى أن المنظمة تدعو جميع العاملين في الأطقم الصحية في أفغانستان، ومن بينهم النساء، إلى العودة إلى أعمالهم.

وامتنع المتحدث عن التعقيب بشأن ما إذا كان تراجع معدلات التطعيم ناتج كذلك عن تشكك طالبان المحتمل في اللقاحات، لكنه حذر من المخاطر الناجمة عن تباطؤ طويل الأمد في حملة التطعيم.

وقال المتحدث إن صلاحية نحو مليوني جرعة من لقاحات جونسون اند جونسون تسلمتها أفغانستان حتى الآن تنتهي في نوفمبر تشرين الثاني.

وكشفت بيانات منظمة الصحة العالمية أنه جرى توزيع 1.2 مليون جرعة من اللقاحات فحسب في أفغانستان حتى 20 أغسطس،ويبلغ عدد سكان أفغانستان نحو 40 مليون نسمة.

الى ذلك قالت منظمة معنية بعمليات الإجلاء من أفغانستان، الأربعاء، إن هناك أكثر من 10 أشخاص من المجموعة الأخيرة التي تم إجلاؤها إلى الهند، ثبتت إصابتهم بفيروس كورونا، وتم وضعهم في الحجر الصحي.

وقال بونييت سينج تشاندهوك، من المنتدى العالمي الهندي، إن "الاختبارات أثبتت إصابة ما يتراوح بين 12 و15 شخصا من المجموعة التي كانت تضم 78 شخصا، والتي تم نقلها جوا من كابول الثلاثاء".

وتساعد المنظمة وزارة الشؤون الخارجية والقوات الجوية الهندية في عمليات الإجلاء، إلى جانب لجنة إدارة دلهي السيخ جورودوارا.

وذكرت محطة تلفزيون "نيودلهي تي في" الإخبارية أن هناك 81 شخصا، على الأقل، جاءوا على متن رحلات جوية انطلقت من كابول يومي الاثنين والثلاثاء، وتم إرسالهم إلى منشأة الحجر الصحي التي تديرها شرطة الحدود الهندية التبتية في دلهي.

وأجلت الهند حتى الآن 626 شخصا من أفغانستان، بينهم 228 مواطنا هنديا، بحسب ما ذكره هارديب بوري، وهو دبلوماسي سابق ووزير في حكومة ناريندرا مودي،وكان من بين الذين تم إجلاؤهم 77 شخصا من السيخ الأفغان.

تقرير اجهزة الاستخبارات الامريكية يفشل في التوصل حول منشأ الفيروس

فشل التقرير الذي طلبه الرئيس الأميركي جو بايدن من أجهزة الاستخبارات في بلاده حول منشأ فيروس كورونا بحسم هذه القضية الحساسة التي أثارت خلافاً بين واشنطن وبكين، وفق ما ذكرت وسائل إعلام أميركية مساء الثلاثاء.

وكان الرئيس الاميركي قد أمر في نهاية مايو أجهزة الاستخبارات في الولايات المتحدة بـ"مضاعفة جهودها" لتوضيح منشأ كوفيد-19 بعدما فشل عملها حتى الآن في تحديد ما إذا كان الفيروس حيواني المنشأ أو تسرب من مختبر صيني في ووهان، وبتقديم تقرير خلال 90 يوماً.

تلقى بايدن تقريرا صنف بغاية السرية الثلاثاء، لكن الوثيقة لا توفر نتائج حاسمة لأنه على الرغم من بحثهم وتحليلهم، لم يتمكن مسؤولو الاستخبارات من التوافق على تفسير قاطع، على ما نقلت صحيفة واشنطن بوست عن مسؤولين اميركيين اثنين لم يتم الكشف عن هويتهما مطلعين على الملف.

ويعود أحد الأسباب في ذلك إلى أن الصين لم تقدم معلومات كافية، بحسب صحيفة "وول ستريت جورنال" التي نقلت ذلك أيضا عن مسؤولين أميركيين لم تكشف عن هويتهما.

وأوضحت صحيفة واشنطن بوست نقلا عن المسؤولين أن أجهزة الاستخبارات ستحاول في الأيام المقبلة رفع السرية عن أجزاء من التقرير لاتاحته للجمهور.

في الأشهر الأخيرة، عادت نظرية تسرب الفيروس من مختبر في مدينة ووهان الصينية بقوة إلى صلب النقاشات في الولايات المتحدة، بعدما استبعدتها غالبية الخبراء. تزايدت الدعوات لإجراء تحقيق أكثر عمقًا بما في ذلك في الأوساط العلمية.

استبعدت بكين مرة أخرى الأربعاء إجراء أي تحقيق جديد لمنظمة الصحة العالمية على أراضيها حول حادث المختبر.

واعتبر المدير العام لإدارة الحد من التسلح بوزارة الخارجية الصينية، فو كونغ الأربعاء "إن الصين لا تحتاج إلى إثبات براءتها".

وقال للصحافيين "إذا كانت الولايات المتحدة تعتقد أن الصين مذنبة، يتعين عليها أن تقدم أدلة".

سجلت أولى الإصابات بفيروس كورونا في نهاية العام 2019 في ووهان، قبل أن ينتشر الوباء في جميع أنحاء العالم ويودي حتى الآن بحياة ما لا يقل عن 4,43 ملايين شخص، بحسب تعداد لوكالة فرانس برس الثلاثاء بالاستناد إلى مصادر رسمية.

من جهتها، انتقدت الصين الأربعاء "تسييس" الولايات المتحدة لمساعي التوصل إلى منشأ فيروس كورونا وطالبت لإجراء تحقيق بشأن مختبر عسكري أمريكي كمصدر محتمل للفيروس، وذلك قبل أيام قليلة من نشر تقرير للمخابرات الأمريكية بخصوص منشأ كورونا.

ويهدف التقرير إلى تسوية وجهات نظر متباينة لوكالات المخابرات التي تدرس نظريات مختلفة إزاء كيفية ظهور الفيروس، ومنها نظرية كانت قد رُفضت في السابق وتفيد بأنه تسرب من مختبر صيني.

وقال فو كونج المدير العام لإدارة السيطرة على الأسلحة التابعة لوزارة الشؤون الخارجية، في إفادة صحفية "جعل الصين كبش فداء لا يمكن أن يبرئ ساحة الولايات المتحدة".

وذكر السكرتير الصحفي للبيت الأبيض هذا الأسبوع أنه كان من المقرر الانتهاء من التقرير بحلول أمس الثلاثاء لكن إعداد نسخة غير محظورة النشر سيستغرق بضعة أيام.

وقالت الصين إن من المستبعد بشدة أن يكون الفيروس قد تسرب من أحد مختبراتها، ساخرة من نظرية تقول إن الفيروس أفلت من مختبر بمدينة ووهان الصينية، حيث ظهرت عدوى كوفيد-19 في أواخر عام 2019 لتتسبب في الجائحة.

ولمحت بكين بدلا من ذلك إلى أن الفيروس تسرب من مختبر في فورت ديتريك بولاية ماريلاند الأمريكية عام 2019.

وقال فو "العدالة تقتضي أنه إذا كانت الولايات المتحدة تصر على أن هذه فرضية سليمة، فينبغي لهم أن يقوموا بدورهم ويطلبوا التحقيق بشأن مختبراتهم".

كان فريق مشترك من منظمة الصحة العالمية والصين قد زار مختبر ووهان لعلم الفيروسات، لكن الولايات المتحدة قالت إن لديها بواعث قلق بشأن مدى حرية الوصول إلى البيانات التي أُتيحت للتحقيق.

دراسة أميركية:فاعلية لقاحي فايزر وموديرنا ضد دلتا تنخفض إلى 66 %

أظهرت دراسة أعدّتها السلطات الصحية الأميركية أنّ فاعلية لقاحي فايزر وموديرنا المضادّين لفيروس كورونا انخفضت من 91 بالمئة إلى 66 %منذ أن أصبحت المتحوّرة دلتا هي السائدة في الولايات المتحدة.

وأعدّت الدراسة التي أجريت اختباراتها على آلاف الموظفين في مراكز رعاية صحية ومستشفيات في ستّ ولايات لدراسة فاعلية اللقاحين، بموجب فحوص أجريت أسبوعياً على متطوعين لرصد الإصابات المصحوبة بعوارض وتلك غير المصحوبة بأي عوارض.

وتلقّى أفراد طواقم الرعاية الصحية بغالبيتهم الساحقة أحد هذين اللقاحين.

وبين ديسمبر 2020 و أبريل 2021 كانت فاعلية هذين اللقاحين في منع الإصابة بالفيروس 91 %، وفق بيانات نشرتها مراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها، وهي الوكالة الفدرالية الرئيسية في البلاد.

لكن في الأسابيع التي أصبحت فيها المتحوّرة دلتا هي السائدة، أي مسؤولة عن أكثر من 50 %من الإصابات، تراجعت الفاعلية إلى 66 بالمئة.

إلا أنّ معدّي الدراسة يشدّدون على أنّ هذا التراجع قد لا يكون ناجماً حصراً عن المتحورة دلتا، بل قد يكون مردّه تراجع الفاعلية مع مرور الوقت.

وكتب معدّو الدراسة "على الرغم من أنّ هذه البيانات المرحلية تشير إلى تراجع طفيف لفاعلية اللقاحين المضادين لكوفيد-19 في منع الإصابة، يؤكد الانخفاض المستمر في مخاطر العدوى بنسبة الثلثين أهمية التلقيح ضد فيروس كورونا وفوائده".

ولا تشير الدراسة إلى أي فارق بين فاعلية لقاحي فايزر وموديرنا.

وكانت دراسات عدة قد اشارت إلى انخفاض فاعلية اللقاحات إزاء المتحورة دلتا، على الرغم من اختلاف النسب بين دراسة واخرى.

وانخفاض فاعلية اللقاحات هي أحد الأسباب التي دفعت السلطات الصحية الأميركية إلى إطلاق حملة لإعطاء جرعة ثالثة معززة من لقاحي فايزر وموديرنا المضادين لكوفيد-19، لجميع الأميركيين اعتباراً من 20 سبتمبر.

لكنّ السلطات تشدّد على أنّ فاعلية اللقاحات في منع العوارض الخطرة لدى المصابين والحؤول دون دخولهم المستشفى ووفاتهم تبقى مرتفعة.

وأظهرت دراسة أخرى نشرتها الثلاثاء مراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها أجريت على مصابين في لوس أنجليس بين مطلع مايو ونهاية يوليو ان احتمال إدخال الأشخاص غير الملقّحين إلى المستشفى أكبر بـ29 مرة مقارنة بالملقحين.

وأصبحت دلتا هي المتحوّرة السائدة في الولايات المتحدة في مطلع يوليو، وهي مسؤولة حاليا عن أكثر من 98 بالمئة من الإصابات.