رحلة استكشافية معمقة لروح الفن وتجددها في عالم الإبداع
مساحة ملهمة جمعت المواهب الشابة والمتميزة في عالم الفن بمجموعة واسعة من الأعمال الفنية التي تتميز بتنوع مضامين الأعمال التي تعبّر عن مفاهيم مختلفة وتتحدث إلى عوالم متعددة عبر ستين لوحة تشكيلية بالإضافة إلى عملين تركيبيين وثمانية منحوتات تعكس رؤية فريدة للواقع والفن وتبرز التنوع والغنى الفني الموجود في معرض «أبعاد تشكيلية» في نسخته الخامسة الذي يتواصل في قاعة رواق الفنون بالنادي الثقافي ويستمر حتى السادس والعشرين من الشهر الجاري...
يسلّط «أبعاد تشكيلية» الضوء على الجماليات المؤثرة والتفاصيل الدقيقة التي تجعله تجربة فنية مميزة ومثيرة للإعجاب حيث تم التصميم والتنسيق والترتيب بهدف تعزيز تأثير الأعمال الفنية وجمالها وأن تتفاعل الأعمال المعروضة بالمساحة المحيطة بها، ما يعزز تجربة الزائر ويساعده على اكتشاف الروح الفنية التي يحملها المعرض عبر استخدام مجموعة متنوعة من التقنيات والمواد لإنشاء الأعمال الفنية منها الرسم بالألوان الزيتية، والأكريليك، والمائية، والنحت بالخشب والحجر، والتجميع والتشكل الفني.
يضم المعرض الذي يشارك فيه 40 فنانا أعمالا تتنوع بين اللوحات التشكيلية المتنوعة المعبرة عن تفاعلات الناس مع المجتمع وتفاعلاتهم مع الحياة في مختلف زواياها.. تعكس هذه الأعمال الفنية التنوع والتعايش الاجتماعي، وتحث الناظر على التأمل في العلاقات الإنسانية والتواصل الاجتماعي وأثره في المجتمعات عموما، وتسلط الضوء على تأثير الواقع الافتراضي على السلوك والشكل البشري، وتأخذنا هذه اللوحات في رحلة فنية تستكشف العلاقة المعقدة بين التكنولوجيا والإنسانية بطرق مؤثرة وملهمة.
في حين تعكس صور وجوه الناس (البورتريهات) من جميع الأعمار والجنسيات التفاعلات والعواطف الإنسانية بشكل ملموس، إضافة إلى لوحات الخيول وعرضة الهجن بريشة تعكس حيوية وجمالية الفنون، بالإضافة إلى ذلك، تعبّر الأعمال النحتية عن مهارات ومواهب الفنانين في التلاعب بالمادة وتشكيلها بأشكال رمزية وتفاصيل متقنة تمثلت بتنوعها بين الأبراج في سلطنة عمان حيث تعزز هذه اللوحات الروح الثقافية والتاريخية لهذه المناطق وتحفّز الزائرين على استكشافها، إضافة إلى الأعمال النحتية والأشكال الرمزية التي تعبّر عن الحياة والفناء بطرق مبتكرة ومثيرة.
وأنت تقف أمام هذا الكم من جمال الألوان وإبداع الريشة لا يمكن تجاهل روعة اللوحات الزخرفية التي تتميز بتشكيلاتها الجمالية الرائعة، التي تنقل الزائر إلى عالم من الجمال والتفاصيل الدقيقة جنبا إلى جنب اللوحات الحروفية التشكيلية التي تضفي جمالًا ورونقًا فريدًا على المعرض، كما ترصد بعض الصور فئات مختلفة في المجتمع يمارسون حرفهم التقليدية المتنوعة، إضافة إلى تفاعلاتهم في الأسواق التقليدية العمانية، حيث يعكس الفنانون روح الحركة والحياة في هذه الأماكن التاريخية الخلابة، تعزز استكشاف الزائر لتلك المواقع بمزيد من الحماس والفضول.
عندما تتجول في المعرض، ستشعر بروعة الألوان وإبداع الريشة في كل لوحة.. ستدخل عالما فنيا يتجاوز العادات والتقاليد، ويتحدث لك بلغة جمالية تعبّر عن العواطف والأفكار والمشاعر، في تفاعل عاطفي وفكري يجعلك تستكشف عوالم جديدة وترى الحياة بزاوية مختلفة.. حيث يسعى المعرض إلى تجسيد الفن كوسيلة للتعبير والتواصل، وتعزيز الوعي الفني والثقافي للمجتمع، ويهدف إلى إلهام الزوار وتحفيزهم على التفكير بشكل جديد ورؤية العالم من منظور فني متجدد.
