الفن التشكيلي من مرحلة الإبداع في الهواية إلى التسويق التجاري
استطلاع ـ فيصل بن سعيد العلوي
سليم سخي: لا يوجد لدينا فنان يعيش على الفن والمجالات الإبداعية ليس لها سوق من الأساس
سلمان الحجري: الظروف فرضت نمطا للتعايش مع المتغيرات وأعدت إحياء مشروعي التجاري للواجهة
صالح الشكيري: وصلنا لقرار الإغلاق ولكن قاومنا التحديات وأعدنا النظر بسياستنا وحققنا الاستقرار
سعيد الرويضي: مشاركاتنا وتفاعلاتنا قلّت.. وتحويل النتاج الإبداعي تجاريا في هذا الوقت مجازفة
مرتضى اللواتي: آن الأوان لأن يسوّق الفنان العماني أعماله محليا وعالميا
حارث الناعبي: هنالك استغلال مبالغ في الفن.. علينا إعادة النظر في الجودة ومقاربة تطلعات المتلقي
لم تكن الجائحة وحدها العامل الرئيسي التي أوجدت مشاريع فنية لمبدعين عمانيين في مجالات الفنون المختلفة تحولت إلى مشاريع تجارية.. لكن (الجائحة) ربما "سرعّت" في ظل الظروف الصعبة التي يحاول العالم التعايش معها في ولادة تلك المشاريع لتكون رافدا للدخل، لكن هل فرضت الجائحة سطوتها عنوة لتحقيق ذلك؟ أم أنها مشاريع ولدت أفكارها سابقا وكان للجائحة تأثير مباشر على ولادتها أو وأدها ـ ربما ـ؟.. ومع وجود نماذج من المبدعين استطاعوا فعلا تحقيق طموحاتهم في مشاريعهم هل يؤكد ذلك أن تحويل النتاج الإبداعي مجدٍ تجاريا مقارنة بالصرف المادي والجهد البدني للفنان؟.. إن كان كذلك فمن هي الفئات التي يستهدفها الفنان في مشروعه؟ وهل وصلنا إلى قناعة بأن ثقافة المجتمع في تلقي وقبول الأعمال الفنية من الممكن ان يجد القبول ذاته حينما يتعلق الأمر بدخول معرض أو صالة خاصة بمبلغ رمزي واقتناء لوحة ما بمبلغ مادي مثلا ؟ في هذه المساحة نستطلع آراء بعض المبدعين العمانيين الذي شرعوا في إطلاق مشاريعهم والتعريف بها وطرح التحديات في ظل الظروف التي فرضتها الجائحة...
هورايزون سلمان الحجري
يحمل مشروع الدكتور سلمان الحجري التجاري أسم آرت هورايزون للاستشارات المتخصصة في الفنون والتصميم وإدارة المشاريع الفنية في السلطنة وخارجها، ويأتي على هيئة صالة عرض يقع في مبنى تجاري في المعبيلة.
يقول الدكتور سلمان الحجري مؤسس آرت هورايزون: أصبحت الاستشارات الفنية مجالا ثريا يسهم في تعزيز دور الفن في المجتمع عبر تقديم حلول بصرية متميزة سواء للمؤسسات أو الأفراد، ويسعى المشروع إلى توفير الأعمال الفنية المناسبة للفنادق والمنتجعات السياحية أو المؤسسات الخاصة الراغبة في تكامل منظومة التصميم المعماري مع التصميم الداخلي للمبنى، كما يوفر المشروع خدمات فنية متخصصة كالطباعة الرقمية وتأطير الأعمال الفنية بأعلى مستويات الجودة والخبرة المتمثلة في الفريق القائم على هذه الخدمات، وهي خبرات أكاديمية في مجال الفنون والتصميم تمتد لأكثر من عشرين عاما، حيث يؤهل المشروع بأن يكون رائدا في الاستشارات الفنية في مجال الفن التشكيلي والتصميم الجرافيكي، بالإضافة إلى الاستشارات الفنية والطباعة الرقمية حيث يوفر خدمات التدريب في مجالات الفنون التشكيلية المختلفة من خلال التعاقد مع فنانين محترفين يقدمون حلقات عمل فنية مقننة لجميع من يرغب في تطوير مهاراته في مجال محدد من الفن. ويستهدف هذا المشروع عموم الناس في المقام الأول وجميع الفنانين التشكيليين والمصورين الفوتوغرافيين وجميع من له علاقة بالفنون البصرية ومهتم بالطباعة الرقمية أو إقامة المعارض إضافة إلى ملاك المشاريع السياحية والفنادق والمنتجعات.
ويؤكد "الحجري" أن الظروف الجديدة فرضت نوعا مختلفا في طريقة تعايش الإنسان مع كل هذه المتغيرات الصحية والاجتماعية و الاقتصادية مما حدا بي شخصيا إلى إعادة إحياء فكرة المشروع التجاري والتي ساورتني في عام ٢٠١٣ حيث كنت للتو حاصلا على الدكتوراه في الفن والتصميم، فقمت بإنشاء سجل تجاري ولكني لم أقم بتفعيله وقتها بسبب انشغالي الدائم بالأعمال الأكاديمية مثل البحوث والتدريس وخدمة المجتمع، ولكن مع الانتهاء من الترقية الأكاديمية وحصولي على رتبة "أستاذ مشارك" في عام 2020 قررت إعادة إحياء فكرة المشروع التجاري المتصل بالفن فكان هذا المشروع الـذي أعتقد أنه مشروع ناجح وجديد في هـذا الحقل.
وحول الإقبال من قبل الجمهور يؤكد الدكتور سلمان الحجري أن هناك إقبالا على الطباعة والاستشارات الفنية المتخصصة، وإقبال كبير على الطباعة الرقمية، وكذلك التأطير الفني، ومستقبلا على بيع الأعمال الفنية الأصلية والتدريب المقنن.. والمدهش في الموضوع بأن المستفيدين من الخدمات هم من تم تحديدهم كفئة مستهدفة عند فتح المشروع، وهذا يدل على أن ثقافة المجتمع جيدة في تلقي وقبول الأعمال والخدمات المتصلة بالفنون عموما، وعليه أعتقد أن تحويل الإنتاج الإبداعي مجدٍ تجاريا مقارنة بالصرف المادي والجهد البدني للفنان الذي قد يكون جيدا أيضا في حالة تغيير النظرة المجتمعية والمؤسسية تجاه الفن.
(انامل آرت) لسليم سخي
يقدم الفنان المخضرم سليم سخي مشروعه باسم (أنامل آرت) مستهدفا تقديم خدمات الفنون البصرية المختلفة وتوظيفها بشكل يناسب الأسلوب التسويقي والتجاري، ويركز هذا النشاط على بيع الأعمال الفنية وخدمات الفنون الرقمية من الطباعة والتصميم وإقامة أنشطة فنية تفاعلية للمستهدفين من أفراد وطلاب ومؤسسات وتقديم دورات تعليم للرسم بشكل مباشر أو عبر وسائل التواصل الاجتماعي والتي يؤكد فيها الفنان أن التسويق من خلالها جانب مهم ورئيسي تلبي طلبات من خارج السلطنة.
يقول الفنان سليم سخي حول مشروعه: إن فكرة إقامة هذا المشروع التجاري الفني لم تكن وليدة الجائحة إنما فكرة قديمة، متجددة كانت تدور في ذهني لإيجاد منفذ لتسويق الأعمال الفنية إلى جانب تقديم خدمات فنية أخرى والتي تعتمد على الإلمام باستخدام التكنولوجيا والأجهزة والحاسوب في تقديم مثل هذه الفنون الرقمية التي أصبح لها متذوقون ومشترون وهي بأسعار مناسبة للجميع بحكم إمكانية عمل عدة نسخ منها مما يجعلها في متناول اليد، وتحمل أبعادا فنية جديدة تضاف إلى جوانب الفنون البصرية، كما أصبحت لها مسابقات ومعارض محلية ودولية.
وحول تأثيرات الجائحة يقول: في زمن كورونا توقف النشاط لدى المؤسسات الرسمية والخاصة في إقامة المعارض، فتسويق الأعمال كان نادراً، وحتى قبل كورونا فلابد لتلك المؤسسات وبالذات في هذه الظروف الاستثنائية العمل على فكر جديد يوفر خريطة تسير عليها الحركة التشكيلية تتيح للفنانين سبل الدعم وتسويق الأعمال.
ويؤكد "سخي": لا يوجد لدينا فنان تشكيلي يعيش على الفن فسوق الأعمال الفنية لدينا ضعيف جداً وتسويق الأعمال الفنية يكاد أن يكون معدوما فبعد كل هذه السنوات لا نزال نعاني من عدم وجود تسويق منظم للفنان العماني ولمنتجه الفني الإبداعي فمعظم الفنانين التشكيليين موظفون لدى جهات مختلفة ولكن المجالات الفنية الإبداعية ليس لها سوق من الأساس فكورونا لم يغير شيئاً ولم يفرض سطوته على هذا الفن حسب رأيي وهنا أتحدث عن حالنا نحن على المستوى المحلي فقط. ويضيف سليم سخي: الشغف وحب الفن لدى الفنان ليس كافيا لتحويل المنتج الفني لديه إلى مشروع تجاري دون دراية بالمعطيات التجارية فأسس وقواعد العمل التجاري ومدى إمكانية تحويل العمل الفني لديه إلى منتج قابل للتسويق مهم جدا، أما أنا فاعتمدت من خلال هذا المشروع في الأساس على الخدمات الفنية الرقمية التي أصبحت لها ضرورة شبه يومية ومستمرة كالطباعة والتصميم إلى جانب تقديم دروس تعليم الرسم وتنفيذ طلبات رسم الوجوه وهذه الخدمات سوف تعوض عن الجانب الآخر من صعوبة تسويق اللوحات الفنية النخبوية وبما أن المشروع يقدم خيارات متعددة من الفنون بتقنيات مختلفة مما يتيح لكل الفئات من المتذوقين الحصول على الأعمال الفنية المناسبة لها فنحاول أن نلبي طلبات الفئات المختلفة وأصبح الفن من خلال هذه التجربة التجارية أكثر قرباً من عامة الناس من وجوده في قاعات المعارض وهذا ما لمسناه واقعا فالنافذة التجارية تلغي الحاجز النفسي بين المتلقي وفكرة أن الأعمال الفنية هي فقط لفئة مقتدرة فتلقى القبول من المجتمع.
وفي الختام يؤكد الفنان سليم سخي أن: جميع الأنشطة التجارية هي في الأساس أنشطة إنسانية تميز بها الشخص وقام بتحويلها إلى مشروع تجاري ان كان خياطاً أو مصوراً أو حلاقاً أو مصمماً للأزياء أو طباخاً أو مؤلفاً أو محامياً أو صانعاً للعطر... إلخ، وكل تلك الأنشطة يبذل بها الجهد والوقت والفكر وهي جميعها مجدية اذا قدمت بالتميز والإبداع وينطبق ذلك أيضاً على الفن التشكيلي.
استشارات صالح الشكيري
أسس الفنان والخطاط صالح الشكيري منذ عام 2009 شركة (ايه وان للاستشارات الفنية) وهي عبارة عن مؤسسة عمانية معاصرة فنية تجارية، تعمل في المجال الاستشاري الفني في كل القطاعات التجارية وتساعد العلامات التجارية على نسج حزم فنية تتماشى مع أفضل القصص الخاصة بمشاريعهم وتصاميمهم الداخلية والخارجية والمحيطة بهم وعلاماتهم التجارية
يقول الفنان صالح الشكيري: فريقنا في الشركة متعاون ومتعدد المهام في كل لحظات وخطوات المشاريع، حيث إننا نعمل بالتوافق مع الفنانين والمصممين والمصنعين الذين ينفذون معنا المشاريع ويشاركونا طريقة تفكرينا لتقديم خبرات فنية مميزة للفئات المستهدفة، ويمكننا سويًا بالاستعانة بخبرتنا على فهم متطلبات زبائننا وأن نتشارك في تنفيذ وعرض أعمال فنية متخصصة لمشاريعهم، وأصناف من أرقى أنواع الفنون المعاصرة ذات الطابع الجمالي الحديث.
ويضيف "الشكيري": العام الماضي تأثرنا كثيرا بسبب الجائحة وما صاحبها من إغلاقات وتحديات كثيرة وصلت في بعض الأحيان إلى قرار إغلاق المؤسسة ولكن بفضل الله تعالى تحملنا كثيرا حتى وصلنا للعام الجاري الذي فتح لنا أبوابا جديدة مع شركات جديدة، خاصة بعد إعادة النظر في الاستراتيجيات التي كنا نعمل عليها والتي فرضت الجائحة إعادة النظر فيها سواء على مستوى التسعيرة والتوظيف وغيرها.. فتغيرت إلى سياسات تقليص في أغلبها حتى نحافظ على مكسب نستطيع من خلاله تغطية المصاريف الأساسية للشركة إن أبتعد الكسب قليلا فالأهم أن نحافظ على المشروع وهذا الكيان الذي تأسس على أساس بيع أعمال الفنانين التشكيليين العمانيين بحيث نعمل على التسويق لهم في المشاريع ونحن نعمل حاليا في وقت الجائحة على 4 مشاريع وعندنا طلبات خلال هذا العام.
ويؤكد "الشكيري" العمل القائم حاليا عن بعد هو امتداد لفكرة مشروعنا الذي انطلق حتى العام الماضي دون مكاتب بل عبر التواصل عن بعد وقريبا أنشأنا المكتب للطباعة والاجتماعات العامة فكانت سياستنا الابتعاد عن العمل المكتبي والتركيز على النتاج عبر الوسائل البديلة الحديثة.
وحول الفئات المستهدفة فيقول الخطاط صالح الشكيري: نحن نستهدف في مشاريعنا الأفراد العوام والنخب والشركات في عمومها فالثقافة العامة للمجتمع الفني أن الفنان اذا رسم لابد أن يبيع لوحته ونحن نعمل كوسطاء بين الجمهور والفنان الرسام والنحات وكل من لهم صلة بالنتاج الفني.. نبيع الأعمال لهم ونسوق لهم ولكننا في الوقت نفسه لسنا صالة عرض، وفي الحقيقة بدأ الإقبال للبيع وإن كان منخفضا فعلا خلال الأشهر الثلاثة الماضية، في بداية الجائحة كان الإقبال معدوما وإنتاج المشاريع معدوم ولكن الحمد لله هذا العام عوض عما قبله.
فنون سعيد الرويضي
يعد مشروع سعيد الرويضي للفنون مدرسة مصغرة لنقل المعلومات وتبادل الأفكار بين الفنانين، وهو أشبه بمرسم تقام فيه الدروس المتعقلة بمجال الفن التشكيلي من حلقات العمل وغيره ويستهدف جميع الفنانين والأطفال والهواة وكل من له صلة بالفن، كما يقوم بترتيب إدارة المناسبات وعمل بعض اللوحات لفئات معينة ممن يرغب في اقتناء الأعمال أو ما شابه حيث يعرض حاليا أعماله الخاصة ويستهدف إضافة إلى ذلك الفنانين الأجانب من مختلف الشرائح.
يقول الفنان سعيد الرويضي إن مشروعه أقيم قبل الجائحة وفي مكان آخر وهي فكرة قديمة أراد تتويجها في الواقع، لكن تصادف ذلك مع أوج الجائحة، لذلك فإن الفئات المستهدفة للانتساب في حلقات عمل والتعليم تأثر أعدادها بظروف الجائحة وقللت من مشاركاتنا وتفاعلاتنا ولكننا بعزم على التواصل مستمرون.
ويضيف "الرويضي" أنا حاليا في فترة بناء المشروع لأنني اعتبره حديثا ولم أروج بعد لعمليات بيع اللوحات بشكل واسع ولكنني روجت للدروس وحلقات العمل والمحاضرات في المجال الفني، حيث ان ظروف الجائحة فرضت قلة نسبة الشراء بشكل عام فالجهات الداعمة والشركات يبدو بسبب الأوضاع الاقتصادية والجائحة قللت بل عدمت هذه المشتريات ونتمنى أن يكون هناك داعم من خلال حلقات العمل والمحاضرات الفنية الأكاديمية التي من خلالها نستهدف الخروج بثقافة معينة تخدم الكثير من الفنانين وتبرز امكانياتهم ومهاراتهم وأن يكون لهم مستقبل فني ينطلقوا من خلاله فنيا أو تجاريا ونتأمل من خلال هذه المؤسسة أن نظهر فئة من الشباب المتلهف لتطوير نفسه في مجالات الفنون التشكيلية خاصة مع توسع هذه المجالات، فالفن يصل بسهولة إلى القلوب ولا شك من خلال ذلك تجد الدعم من قبل فئات مقتدرة ماديا أو معنويا.
ويشير سعيد الرويضي إلى أن الدخول للتقنية قلل من المستوى الفكري السابق في تبني أعمال فنية تحمل بعض المواصفات الحقيقية في لوحة فنية، فدخول التصوير وأنواع الطباعة وتقنية الرسم التقني حقق بعض المميزات التي تعوض المقتني من لوحة ممكن أن يعلقها في بيته وتكون لوحة تقنية وليس لوحة مرسومة باليد وهناك فرق شاسع تاريخيا وفرق شاسع في جودة العمل وبناءه واللوحة الحقيقية لها ميزتها ولها أصولها وتاريخها وثباتها وقوامها بالنسبة للمقتني أو المتلقي الذي يفهم ويعي ما معنى لوحة.
وحول جهد الفنان المبذول يقول "الرويضي": يبذل الفنان جهدا عاليا من التركيز والدراسة والبحث في بناء عمل فني واحد قد يستغرق إنجازه أياما وشهورا وقد يكون اكثر، لذلك على المتلقي أن يعي ذلك فالثقافة العامة للمجتمع وإن كانت موجودة لكنها تحتاج لزمن أكبر لتصل إلى المستوى المأمول، أما الآن فالمجتمع لا يقبل على شراء اللوحة بل ويسترخص قيمتها الفنية وهذا لا يرضي حتى جهد الفنان لكن نتمنى ان تتوسع ثقافة تلقي الأعمال وأن تحقق التأثير الأفضل مستقبلا... فنحن لا نتمنى أن نكون تجاريين قدر ما ننشر المعرفة، ومع ذلك أنا بعت أعمالا كثيرة ومنها أعمال غالية جدا وعندي تكدس للوحات ولا أجد من يشتري ولكن في المقابل لا استطيع البيع بمبلغ زهيد يشعرني بالتقليل او الانتقاص من قيمة العمل.
ويؤكد الفنان سعيد الرويضي أن تحويل النتاج الإبداعي في السابق كان مجديا لكن حاليا مع الظروف الحالية العامة أصبح مجازفة، والمؤشرات لا تساعد على التحول التجاري من وجهة نظري، ولكنني متأمل في الأيام القادمة أن أحقق مبتغاي.. وفي كل الحالات هذا المشروع مرسمي الخاص إن لم يحقق شيئا فأنا أمارس فيه هواياتي وأعمالي الخاصة وأقوم بحلقات العمل من خلاله وفق الجدول المخطط.
كادوك مرتضى
وفي شقين يسهم مشروع "كادوك" للفنان مرتضى بن عبدالخالق اللواتي أولا في تعريف الفنون البصرية والحركة التشكيلية وثانيا هو توفير نوعية من الفن تكون في متناول من يحب ان يقتني أعمالا لها بصمة منها لوحات أصلية أو نسخ مجازة من ناحية جودة الطباعة بأسعار تكون في متناول الجميع.
يقول الفنان مرتضى اللواتي إن الاسم التجاري "كادوك" هو اسم مستعار لشخصية كان لها حضور بأروقة مطرح فبما أني من محبي مطرح فأثرت أن أحيي هذا الاسم.
وحول أعماله ومشروعه يقول "اللواتي": لكل فنان مجال معين في عمله وكوني فنانا تشكيليا وممارسا جيدا للرسم والواقعية فان نتاج أعمالي تكون واقعا ملموسا رسما واقعيا يحاكي الواقع في تفاصيله، أما المشروع الفني فإني استهدف اتاحة الفرصة للشباب العماني وتمكينهم من الانخراط في مجال تسويق أعمالي على منصات التواصل وكذلك التدريب في الاستوديو، وأعتقد أنه آن الأوان لأن يتسنى للفنان العماني الدخول في مجال تسويق الأعمال الفنية محليا ثم عالميا إن أمكن.
مرسم الناعبي
وحول مشروعه الذي سماه "مرسم" يجذب الفنان حارث الناعبي الرسامين والمهتمين بالرسم وأولياء الأمور بحلقات عمل فنية للرسم تستقطب الصغار والكبار وساحة للرسم تستهدف الأعضاء للانتساب بها مثل النوادي الرياضية، يقول "الناعبي": نوفر في المشروع احتياجات الرسم والعمل الفني كافة إضافة إلى بيع الأدوات الفنية وتقديم حلقات العمل الفنية في مختلف أنواع الفنون وبإمكان أي هاوٍ أن يمارس الرسم في أي وقت وهناك مدربون من الممكن أن يرافقوه أثناء تلك الممارسة.
وعن الفكرة يقول التشكيلي حارث الناعبي: فكرة المرسم فكرة قديمة ولكن لم أعلن عنها، وشاء الله أن أفتتح المرسم في الجائحة وهي أثرت فعلا.. كنت أبحث عن مكان شرح أبدع فيه فجاءت الفكرة إعادة المشروع للواجهة.. أما تأثير الجائحة ماديا فكبير لغياب الناس والاحترازات ولكنني في الواقع متواصل لأن الإقبال جيد وهدفي دعم الرسالة الفنية والوقوف مع المهتم لأن الجانب التجاري صار مستغلا بدرجة كبيرة في موضوع الفن فكل شيء أصبح غاليا ومبالغا فيه من أدوات فنية وحلقات عمل وأما الجودة فهي للأسف ضعيفة.. لذا جاء مشروعي مستهدفا توفير الجودة والسعر المناسب ومقاربة تطلعات الناس في ذلك.
وحول وعي المجتمع يقول "الناعبي": المجتمع واع بالفن ويبدو ذلك جليا في أن أولياء الأمور هم الذين أصبحوا يبحثون لتنمية قدرات الأبناء ويستشعرون مواهبهم وفي السابق لم يكن كذلك.. إذن الثقافة الفنية في ازدياد وعلينا أن نستغل وسائل التواصل مع شح المراسم.
وفي الختام يؤكد الفنان حارث الناعبي أن تحويل النتاج الإبداعي في مجتمعنا ما زال لا يضاهي الجدوى في خارج السلطنة ولكن هناك تطورا ملموسا والرهان على الوقت لا شك سيكون مجديا جدا بعد ذلك.
