أموال المنتجين تحدد مستوى الأعمال الدرامية.. ونحتاج للمنتج الفنان
نمطية الأدوار تدمر الممثل وعليه ألا يستكين لشخصية قام بها ونجحت -
نحتاج إلى الأعمال التاريخية لكنها مكلفة ويلزمها كاتب ومخرج ومنتج خبرتهم كافية بالتاريخ -
لو أن أجور المسرح والسينما كافية لما عملت في الدراما التلفزيونية -
يعد الفنان تيسير إدريس من طينة الكبار في الوسط الفني نظرا لقدرته على تجسيد غالبية الأدوار بمهارة وتقنية عالية، وعدم تقييد نفسه بنمط معين من الأداء ولا في الأدوار.
تيسير إدريس الذي قدم شخصيات كثيرة في أعمال عديدة على مختلف الشاشات العربية لم يكن يوما سوى عاشق للفن كما هو عاشق للحياة، عشق المسرح والسينما ومنهما انطلق في رحاب الفن.
فرض احترامه وتقديره على الجميع نظرا لطبيعته الطيبة ورقي تعامله وحسن معشره.
لم ينل حظه من أدوار البطولة المطلقة في الأعمال التي قدمها طوال مسيرته الدرامية، حيث قدم حوالي مائة عمل درامي وأكثر من 30 عملا مسرحيا، ولكنه استطاع بحرفيته العالية أن يحول أي دور يقوم به إلى دور بطولة ويشد الانتباه إليه ويسرق الأضواء بفضل إجادته للدور والاشتغال عليه بطريقة مختلفة.
أبدع في الأعمال التاريخية التي قدمها، كما أبدع بباقي الشخصيات التي منحها الكثير من روحه الوثابة لتقديم الأفضل.
حزين جدا لما آل إليه واقع المسرح والسينما السورية، ولكنه سعيد بما يقدمه رغم كل الحنين الذي ينتابه للمسرح.
استطعنا أن نأخذ بعضا من وقته وهو لا زال يقوم بتصوير بعض المشاهد لأحد أعماله ليكون هذا الحوار الممتع.
ما هي مشاركاتك في هذا الموسم الرمضاني؟
• شاركت في عدة أعمال هذا الموسم مثل مسلسل «الزند» تأليف عمر أبو سعدة وإخراج سامر البرقاوي وإنتاج شركة الصباح، العمل الثاني هو «خريف عمر» إخراج المثنى صبح وتأليف مجموعة من الشباب والشابات، وعملت في مسلسل «باب الحارة» للمخرج منال عمران وتأليف مروان قاووق وإنتاج شركة قبنض، وعملت ضيفا في مسلسل «صبايا» للمخرج فادي وفائي وتأليف محمود إدريس وإنتاج عماد ضحية؛ حاولت أن أكون في كل دور مختلفا عن الآخر وأقدم ما يرضي الجمهور ويرضيني.
تقوم بدور مهم في مسلسل «الزند» حدثنا عن اختيارك وعملك لهذه الشخصية..؟
• أديت دور «يوز باشي» في الزند، كان الدور صعبا ومركبا ولا يستطيع أي ممثل أن يؤديه، وكانت هذه تجربتي الأولى مع المخرج سامر برقاوي، وقد اهتم جدا بهذه الشخصية ربما لأنه أحبني وأحببته، اشتغلنا معا على أدق التفاصيل فيها حتى ظهرت بهذا الشكل الذي شاهدتموه، وأسلوب المخرج سامر كان راقيا في التعامل مع الشخصيات وتقديم العمل بطريقة أقرب للسينمائية.
برأيك هل بدأت الدراما السورية تستعيد عافيتها أم أنها عافية غير مكتملة لأسباب أنت تراها وتحب أن تقولها.. وكيف ترى المشهد الدرامي...؟
• طبعا الدراما السورية بدأت تستعيد عافيتها من خلال الأعمال المهمة التي قدمتها خلال المواسم الفائتة رغم كل الصعوبات، أصبح هناك تنافس واسع بين المنتجين والمخرجين والكتاب والممثلين وهذا يشير إلى أن تطور المشهد الدرامي أكثر وفيه إخلاص شديد للمهنة وكل شخصية في هذه الأعمال تثبت هويتها من خلال إخلاصها للمهنة مهما كان عمله مصورا كان، أو عامل صوت أو مصمم ديكور أو مصمم ملابس أو مخرجا أو فنانا أو منتجا، الجميع أثبتوا وجودهم لتقديم كل هذه الأعمال التي تتابعونها.
ما بين أعمال البيئة والأعمال الاجتماعية ثمة انتقادات تطال هذه المسلسلات من ناحية نقل الواقع، اجترار البيئة وتكرارها، ونقل الواقع الاجتماعي بما يحمله من وجع وانتقاء الوجه البشع منه، ما رأيك...؟
• انتقاء المواضيع في المسلسلات مسألة يتحملها الكاتب والمخرج معا، طبعا بعد موافقة الشركة المنتجة لهذه الأعمال.
قد تتكرر الأعمال البيئية ربما، وهذا وارد، ولكن عليك أن تنظر كيف يتم معالجتها ومن أي زاوية، كل الأفكار واحدة، بينما كيفية معالجتها تحتاج لكاتب مهم ولديه إلمام بالدراما ويعالجها بطريقته الجديدة.
النظر للواقع وانتقاء الأعمال منه هذه مهمة الكاتب أيضا، هو الذي يستقي موضوعاته من الواقع وكيف يجسدها أو يتناولها، مهمة الفنان تأدية الدور...
برأيي لا يجوز تناول نص لا يعكس الواقع، والمخرج الجيد بالتأكيد يبحث عن نص مقنع وجدير بالعمل وممثلين جيدين وهناك تكامل بالعمل حتى ينال النجاح المطلوب.
هل أموال المنتجين هي التي تحدد بوصلة الفن وإلى أي طريق يمكن أن تسير به..؟
• طبعا.. المنتجون هم الذين يحددون مستوى الأعمال الفنية إذا كانت عالية المستوى أم لا، برأيي أهم شيء في العملية الفنية هو المنتج الفنان، وليس المنتج «بياع البطاطا»، من حق المنتج أن يربح، ولكن بنفس الوقت يجب أن يقدم كل شيء للعمل كي ينجح وهذا هو المهم، ويمكنه أن يصنع دراما حقيقية بإعطاء العمل حقه بتوفير كل مستلزماته الإنتاجية، ويعطي الممثلين والمخرجين والكتاب وكل شخص حقه من الأجور ودون مماطلة، ويتعامل معهم بطريقة حضارية لا أن يستجدونه لكي يدفع لهم حقوقهم، وبوجود الظروف المثالية يمكن أن ينجح العمل.
برأيك ما وصفة النجاح للعمل الدرامي..؟
• وصفة النجاح لأي عمل درامي هي «نص جيد، مخرج جيد، إنتاج جيد»، طبعا يكون المخرج جيدا عندما يستطيع انتقاء النص اللائق والمتميز، والممثلين المناسبين، ويكون الإنتاج جيدا عندما يستطيع المنتج أن يصرف على العمل بسخاء، يجب أن يكون هذا التكامل الثلاثي موجودا في أي عمل فني ليخرج بشكل متقن ويصبح ناجحا.
لماذا هناك إقلال في الأعمال التاريخية التي تستهوي المشاهدين بشكل عام..؟
• لا أعرف بالتحديد لماذا، ولكن يمكن القول لأنها تحتاج إلى إنتاج ضخم وبالتالي هي مكلفة جدا، كما أنها محط جدل رغم كل الجماهيرية والمتابعة لها، الأعمال التاريخية فيها دراما قابلة للتوسع وأحداث رائعة وأتمنى أن يتم إنتاج عمل تاريخي واحد سنويا على الأقل، ويتصدى له مخرجون ومؤلفون ومنتجون كبار وموثوق من خبرتهم التاريخية، ويكون التصوير بطريقة سينمائية لأننا نحتاج دائما لاستذكار التاريخ بشكله الممتع، وتاريخنا حافل بما هو مضيء ويستحق أن يتم تخليده بأعمال درامية يكتبها أدباء متمكنون من قراءة التاريخ بشكله الصحيح.
كفنان مسرحي لديك صوت جهوري وحضور جميل وإلقاء ممتع وهذا ما يناسب الأعمال التاريخية التي أبدعت فيها، إلى أي حد يجذبك التاريخي، وما العمل التاريخي الذي أبدعت فيه أكثر...؟
• قدمت أعمالا تاريخية كثيرة فعلا كانت بالنسبة لي مهمة وجميلة وقدمت فيها ما أملك من طاقة ولعل آخرها في السنة الماضية وكان عملا تاريخيا مهما جدا اسمه «فتح الأندلس» للمخرج الكويتي محمد العنزي واعتبره عملا كبيرا وملحميا.
أحب الأعمال التاريخية كثيرا وأعتقد أن الجمهور يحبها ويتفاعل معها وخاصة الجيل الجديد وهو بحاجة لأعمال تاريخية يكتبها أشخاص ضليعون بالتاريخ بشكل صحيح وموثق تماما كي لا يتم تزوير الحقائق.
هناك من شبهك بالممثل العالمي (دانيال دي لويس) كحالة إبداعية خاصة في التمثيل، ما قصة هذا التشبيه..؟
• الذي شبهني هو أحد مؤلفي عمل «فتح الأندلس» الدكتور محمد اليساري وبنظري هو أهم من كتب في التاريخ الإسلامي، وسبق أن كتب مسلسل «أحمد بن حنبل» وسيكمل معنا في أعمال أخرى تتناول ازدهار الأندلس وسقوط الأندلس مع ذات المخرج محمد العنزي.
وربما جاء تشبيهه من مقدار محبته لي بعد أن رأى حجم الجهد والتعب الكبير الذي قدمته من أجل نجاح شخصية «لودريق» حتى استطعت أن أوصلها لما شاهدتموها عليه وما أردت إيصاله للمتلقي، وكان شاهدا على ما أقوم به حينها ولمس شيئا مضافا عليه من روحي لهذه الشخصية مما أقنعه ودفعه للكتابة عني.
طبعا الأداء العفوي والطبيعي وقراءة ودراسة الفترة التاريخية لهذا العمل ومعرفة الشخصية بماضيها وحاضرها وتصرفاتها أمور كثيرة لعبت دورا مهما بنجاح الشخصية؛ «لودريق» أخذ مني الكثير، وبمساعدة المخرج وبالحوارات بيننا استطعنا الوصول للجاهزية مما دفع الكاتب الرائع للإعجاب والكتابة بما أحب أن يقوله عني وله مني كل التقدير.
كيف تتقمص الشخصية وماذا تمنحها لكي تكبر وتصبح مهمة ومؤثرة وقريبة ومقنعة للمتابع ..؟
• أمنح أي شخصية ألعبها كثيرا من الصدق والعفوية وكل ما تحتاجه من خلال فهمي لفن التمثيل، عليّ أن أكون ملما بكل جوانب الشخصية وكيف تتصرف مع أهلها ومع محيطها الخارجي وحركاتها والعوامل النفسية لها، في الفن عليك أن تدهش قبل أن تدهش، وتنبهر أنت قبل أن تُبهر، وتَستمع قبل أن تُمتع المشاهد هذا شيء مهم.
هل تقاسيم الوجه أو شكل الممثل والممثلة أو طريقة كلامه هي التي تعكس أدواره ويكرر نفسه في ذات النمطية التي تلاحقه دائما، فالمشاهد بات يعرف إن هذا الدور لهذا الممثل مثلا، هل هي مسؤولية المخرج، أم عدم اشتغال الممثل على نفسه ليخرج من عباءة الدور والنمطية التي تلاحقه..؟
• لا أعتقد إن ما ذكرت له علاقة بانتقاء الدور، أنها قناعة المخرج بأداء الممثل بعد أن يكون قد درس الشخصية بشكل دقيق ضمن رؤيته وبما يخدم العمل، ويمنحها لممثل تقارب وجهة نظره، المخرج الجيد من يشتغل على كل الشخصيات، والفنان الماهر من يبدع بكل شخصية ولا يكرر نفسه دائما، وعليه ألا يتقوقع بدور يبقى ملتصقا به طويلا، الموهبة والإمكانيات تثبت نفسها، لكل من المخرج والممثل، تكرر هذا في أعمال سابقة واليوم نرى أداء كبيرا لممثلين قاموا بأدوار نراهم فيها لأول مرة وبمهارة عالية، النمطية تدمر الممثل وعليه ألا يستكين لشخصية ما قام بها ونجحت، وعلى المخرج أن يبحث عن مكامن الإبداع في كل ممثل للوصول إلى النتيجة المبهرة.
العلاقة الروحية والنقاش بين الممثل والمؤلف والمخرج يؤدي للنجاح وأي خلل في هذا الثلاثي يؤدي للفشل.
قدمت على خشبة المسرح أكثر من 30 عملا وتألقت فيها، ولكنك غادرتها باتجاه التلفزيون، ما الذي دفعك لترك هذا العشق، وما هو وجع المسرح الذي قلت عنه ذات يوم «يطهرني، يغسلني من الغبار. أحب المسرح. ولو أنه كان يوفر لي العيش الذي أريده، لما عملت إلا فيه وفي السينما»؟
• أنا في الأساس ممثل مسرحي وخريج المسرح الجامعي، ومنذ بداياتي والمسرح بالنسبة لي هو بيتي الأساسي والباقي هي استئجار، لكن المسرح الآن لا يلقى الكثير من الاهتمام وأجوره المادية ضعيفة فلا يمكن العيش من خلاله، لو أن المسرح والسينما يعطياني ما يكفيني من الأجور لكي أعيش لما توجهت إلى الأعمال التلفزيونية، أجور المسرح والسينما الضعيفة تدفعني أنا وغيري للعمل في الدراما التلفزيونية مع أن المسرح والسينما هما عشقي.
وكما أوردت في سؤالك، فعلا عندما أقف على خشبة المسرح فإنه يطهرني، لأن الغبار الذي يغطيني يأتي من التلفزيون، وها أنا الآن مليء بالغبار لأنني لا أستطيع العمل بالمسرح.
المسرح يعاني من أزمة كبيرة على مستوى الوطن العربي بشكل عام، والخوض فيها يحتاج لحديث طويل، وعودته تحتاج لجهود حكومية كبيرة لكي يعود متألقا.
ماذا عن السينما التي أبدعت فيها ونلت من خلالها عدة جوائز، هل هي بخير في ظل الواقع الذي تمر به..؟
• قدمت عملين مهمين فيها، ونلت من خلال فلم «صعود المطر» للمخرج عبد اللطيف عبد الحميد جائزة السعفة الذهبية في مهرجان دمشق السينمائي الدولي التاسع كأفضل ممثل دور أول. السينما أحبها وتسحرني بكل تفاصيلها وجمالها، ولا أزال تواقا إليها بأعمال مهمة.
السينما واقعها أسوأ من المسرح بسبب غياب القطاع الخاص عنها وغياب دور السينما، وابتعاد المنتجين عنها، وما تعانيه من إهمال جعلها تقتصر على المناسبات فقط، ومحصور إنتاجها في المؤسسة العامة للسينما، أمنيتي كفنان أن تعود السينما السورية لسابق عهدها وأن تتوفر لها الأجواء المناسبة لذلك.
بصراحة، هل العمل في الفن يطعم خبزا هذه الأيام، وماذا تعاني شخصيا جراء مهنتك كفنان..؟
• الفنان الحقيقي هو من يقتات من خلال عمله، أما الفنان غير الحقيقي ولم يصنع شيئا ولا يقتات من فنه فليذهب ويبحث عن عمل آخر غير الفن يكون مصدر رزق له لأنه يبدو أنه غير موهوب، ولم يكن الفن مهنته أبدا، امتهان الفن من شأنه أن يجعل الفنان يعيش حياة كريمة، يوجد بعض الفنانين مع احترامي لهم غير موهوبين هم الذين لا يعيشون من وراء الفن ولا يأخذون أجورا جيدة لذلك يعانون من قلة الكسب المادي، لذلك أتمنى أن يذهبوا لعمل آخر أفضل من أن يبقوا يركضون وراء الفن، وليس لديهم شيئا يقدمونه بل يتحدثون فقط بأحاديث فارغة لا معنى لها، الفن هو فن الحياة والجمال، والفن يجعل للحياة معنى وحياة ورزقا.
وجود (الشلة) الفنية في الوسط الفني ظاهرة مؤثرة، هل ينتمي تيسير إلى (شلة) معينة، وبالأحرى كيف هي علاقتك بالوسط الفني من زملائك...؟
• ليس لدي (شلة) بالوسط الفني، وعلاقتي جيدة مع معظم المخرجين ومعظم زملائي الفنانين، ليس لدي أي مشاكل معهم لأني «الملك»، الكل يحبني وأنا أحبهم بكل صدق وأمانة، أما بالنسبة للشللية ففي كل المجالات موجودة وبكل الدنيا «في ناس أقرب من ناس» هذا ليس غلطا.
هناك مخرج يختار شخصية قد تناسب الدور أكثر من فنان آخر حتى لو لم تكن بينهم علاقة قوية، أي المخرج يختار وفق مصلحة العمل وليس أهوائه الخاصة، وهذه الخطوة يقوم بها المخرج المتمكن والحريص على نجاح عمله، ولكن بشكل عام تطبق مقولة «الأقربون أولى بالمعروف».
تواجد جيل جديد من المواهب الفنية الشابة هل يمكن اعتباره تهديدا لنجومية الفنانين الذين تسيدوا الساحة لسنوات طوال، وسحب البساط من تحت أرجلهم، وما رأيك بهذه الوجوه الشابة..؟
• بالعكس تواجد جيل جديد من المواهب الفنية الشابة هو رديف رائع وجميل لنا كمؤسسين وسيكملون المشوار من بعدنا، وأنا أحد الذين يشجعون كل الممثلين والممثلات الشباب وأعطيهم الملاحظات وأحثهم ليقدموا كل شيء مهم، وبعد افتتاح المعهد العالي عندنا ظهرت وجوه كثيرة مهمة جدا في الدراما السورية والعربية وأثبتوا جدارة وتألقا وأصبحوا نجوما ويقدمون أداء بحرفية عالية، وهذا لا يضايقنا أبدا، بل يجعلنا سعداء أنا أو غيري، بل نفتخر أن بلدنا ولادة وفيها مواهب قادرة على العطاء.
أتمنى رأيك الصريح بالفنانات الجدد اللواتي يعتمدن على جمالهن وعمليات التجميل في دخول الوسط الفني وهل يستحققن أن يكونَّ ممثلات...؟
• برأيي أن عمليات التجميل ليس لها أي علاقة بأن تدخل الفتاة الفن أو لا تدخل، الموهبة هي الأساس وتفرض حضورها، بالتأكيد الجمال عنصر مهم كي تأخذ أدوارا، ولكن الجمال قد لا يظهر بأدوار لا تتطلب الجمال بل الحضور وأداء الشخصية التي قد تكون بشعة مثلا، أو تضطر لعمليات مكياج لتتناسب مع الدور، وهنا يكون المعيار في الحضور الموهبة.
الممثلة غير الموهوبة وتعتمد على عمليات التجميل فقط لن تستمر صدقني، ستكون خارج العمل، ومن باب التنويه وقول الحق أقول إذا كانت الفتاة ظريفة وعملت تجميل لأنفها مثلا ليكون جميلا أو قامت بعمليات تجميل بسيطة تحتاجها دون مبالغة، هذا الأمر ليس خطأ ومرحبا به ولائقا أصلا، لكن قبل كل شيء الموهبة هي التي تصنع الفنانة أو الفنان.
كممثل عملت معها وتابعتها، كيف ترى الدراما الخليجية..؟
• رأيي هنا خاص جدا كفنان، الدراما الخليجية فيها الكثير من الفنانين والفنانات الرائعين جدا وقدموا أعمالا محترمة وأذكر منهم صديقي د. حبيب غلوم وآخرين، وطبعا هناك ممثلون كبار في عُمان والكويت والإمارات والبحرين والسعودية يجمعني بهم حب المسرح والفن وبعض الأعمال التي قدمناها معا.
وحتى تتطور الدراما الخليجية أكثر «فأنا أدلو برأي خاص أيضا هنا»، لا بد من كتابة عمل مشترك سوري وخليجي، يكتبه أدباء محترفون يتحدث عن قاسم مشترك ما، ويتم استقطاب ممثلين ومخرجين سوريين للمشاركة فيه بتوليفة معينة مع الأحبة في الخليج «مع احترامي للدراما الخليجية طبعا» ومن شأن هذا المزيج أن يرفع من مستوى الدراما الخليجية بشكل أكبر، ومبرر حديثي أن خبرة السوريين باتت أكبر وأوسع بعد أن أسسوا لتقاليد درامية فنية على كل المستويات وعلى مدى سنوات طويلة من التعب وأصبحت لدينا خبرة تراكمية على مستوى التمثيل والإخراج والتصوير والديكور والإضاءة وغيرها من أدق التفاصيل، وهذا الكلام ليس انتقاصا من أحد بل أن التجارب السورية مع الأعمال العربية أثبتت نجاحها في السنوات الأخيرة والشواهد كثيرة من لبنان الشقيق وغيرها من الدول الأخرى التي استعانت بالكوادر السورية ونجحت.