
يوضع بطريقة بسيطة في الرحم - «اللولـب» وسيلة من وسـائل التخطيط الأسري الطويلة الأمد
حضرت إحدى النساء تسأل عن وسائل التخطيط الأسري للمباعدة بين الأحمال، وبعد أخذ التاريخ الصحي للمرأة للتأكد من وضعها الصحي، بدأت بالكلام عن الوسائل المناسبة لها، ولما وصلت إلى وسيلة اللولب ارتفع صوت المرأة بالرفض وعدم الرغبة في استخدام هذه الوسيلة، لأنها سمعت من بعض النساء بعض الكلمات التي لا تشجعها على استخدام اللولب، فطلبتُ منها الهدوء وبدأت أتكلم معها عن هذه الوسيلة المهمة وزودتها بهذه المعلومات.
يعتبر اللولب من الوسائل الفعالة التي توفر حماية من الحمل تصل إلى عشر سنوات، وهي وسيلة معتمدة من قبل منظمة الصحة العالمية، حيث تستخدم بنجاح منذ زمن طويل في العديد من البلدان العربية والأجنبية.
اللولب عبارة عن جسم صغير يتم تركيبه في تجويف الرحم، وهو مصنوع من مادة البلاستيك المغلف بالنحاس ويعمل عن طريق عرقلة وصول الحيوانات المنوية الى البويضة، كما يحدث تغيرات في بطانة الرحم مما يجعله غير مناسب للحمل.
وهذه الوسيلة مناسبة إذا كان عند المرأة على الأقل طفل واحد وهي في الأساس ترغب بوسيلة طويلة الأمد لمنع الحمل، وكذلك إذا كانت لا تستطيع استخدام الحبوب سواء لأسباب صحية بسبب الهرمونات التي تحتويها الحبوب ،او بسبب عدم قدرتها على الانتظام اليومي في استخدامها، وكذلك إذا كانت تعني من التهابات الحوض، واللولب مناسب للمرأة إذا لم يكن لديها عيوب خلقية في الرحم، ويعتبر احد الخيارات المناسبة للمرأة المرضعة حيث لا يؤثر على الرضاعة الطبيعية، لذا يمكن وضعه بعد الأربعين (6 أسابيع من الولادة) أو أثناء الرضاعة.
تختلف استجابة الجسم من امرأة لأخرى إلى وجود اللولب داخل الرحم، فيزيد لدى بعض النساء من نزف الدورة الشهرية، ويسبب المغص خلال الأشهر الثلاثة الأولى، حيث يتم وصف علاجات طبية معتمدة للحد من هذه الأعراض، وأحياناً قد يزيد من احتمالية الإصابة بالتهابات الحوض.
طريقة التركيب
وبالنسبة لتركيب اللولب واستخراجه، فإن اللولب يوضع بطريقة بسيطة في الرحم من قبل طبيبة متدربة بعد أن يتم فحص سريري بسيط للمهبل والحوض للتأكد من عدم وجود التهابات أو أي عيوب خلقية والتأكد من وضعية الرحم، ولا يستغرق وضعه وقتاً طويلاً ولكن قد يسبب بعض الآلام البسيطة. ويعمل اللولب لمدة عشر سنوات بعد تركيبه إلا في حالة خلعه، حيث يمكن استخراجه متى ما شاءت المرأة من قبل طبيبة متدربة بطريقة سهلة وغير مؤلمة ويفضل في الأيام الأولى للدورة الشهرية، ومن الجدير بالذكر أن المرأة يمكن أن تحمل مباشرة بعد استخراج اللولب.
وتحتاج المرأة إلى زيارات قليلة بعد وضع اللولب، فتكون الزيارة الأولى بعد نهاية الدورة الشهرية الأولى من تركيب اللولب للتأكد من وضع اللولب، وبعد 6 أشهر وبعد سنة. وبالطبع يمكنها أن تراجع المؤسسة الصحية عند حدوث أي أعرض تشير إلى وجود اي التهابات مثل الإفرازات الغزيرة من المهبل، وتأخر الدورة الشهرية والسخونة والرعشة وآلام شديدة بالبطن وعدم الإحساس بالخيط.
ونحن ننصح بالتأكد من صحة المعلومات الواردة بشأن اللولب او غيره من الوسائل وذلك بسؤال أهل الاختصاص في المؤسسة الصحية، فمثلا بخصوص اختراق جدار الرحم من قبل اللولب، فلقد تبين أن هناك نسبة ضئيلة جدا تقدر بحالة واحدة من بين كل ألف حالة تحدث أثناء التركيب بسبب ضيق شديد في عنق الرحم او انحناء شديد في وضعية الرحم، وهذا لا يحدث اذا كانت الطبيبة متدربة على التعامل مع هكذا حالات، وهو الحال في جميع مؤسساتنا الصحية، واما بخصوص اختراق اللولب ووصوله إلى القلب فهذه معلومة ليست لها أي اساس من الصحة.
الدكتورة سلوى جبار الشهابي- طبيبة اختصاصية
دائرة صحة المرأة والطفل- المديرية العامة للرعاية الصحية الأولية
ديوان عام وزارة الصحة