"هاكاثون التخطيط ".. مشاريع مستدامة في العمارة والبيئة
حصدت جامعة التقنية والعلوم التطبيقية بمسقط معظم جوائز هاكاثون التخطيط العمراني 2022 في نسخته الثانية الذي نظمته وزارة الإسكان والتخطيط العمراني على مدار يومين ضمن فعاليات ملتقى أكتوبر بمركز عمان الدولي للمعارض.
وخصصت المشاريع المشاركة لدراسة منطقة رمال بوشر وتصميم مشاريع هندسية ذات بعد هندسي يبحث في الاستدامة الجدوى الاستثمارية، حيث فاز مشروع "أنسنة وادي الغدير" بجائزة أفضل فريق استثماري وهو مشروع حيوي لإعادة إحياء منطقة الخوير الكائنة بين تلال الرمال وادي الغدير في بوشر.
ويرتكز المشروع على الربط بين المناظر الطبيعية المتواجدة في المنطقة مع خطوط المواصلات لكي تكون المنطقة متداخلة ومترابطة مع باقي مسقط، وإحياء المنطقة المطلة على وادي الغدير بتوفير ممشى بوليفارد متكامل مع جسر معلق على طول الوادي لتحقيق مبدأ أنسنة المدن.
كما فاز فريق هوية كأفضل فريق عمل، وتمثلت فكرة المشروع في إنشاء منطقة ديناميكية مستدامة وآمنة تتكيف مع احتياجات المستخدمين والحفاظ على الطاقة من أجل توليد الكهرباء.
وقالت الطالبة سلسبيل بنت عبدالله الحوسنية: المشروع يُعنى بتصميم مُستدام وآمن يتكيف مع احتياجات المستخدمين في المنطقة وحافظنا من خلاله على هويّة العمارة العمانية في ظل التحديات العالمية وما تحمله من مؤثرات ثقافية.
كما فازت فرق جامعة التقنية والعلوم التطبيقية بالمراكز الثلاثة الأولى التي تشاركت مع كليات وجامعات أخرى جميعها بحثت في آلية إيجاد حلول مناسبة لتطوير منطقة رمال بوشر ومحيطها "حديقة الكثبان الرملية"، حيث جاءت الفكرة من خلال مشروع مستدام يهدف إلى تحقيق قيمة الطبيعية الرملية وإظهار القيمة الجمالية للمنطقة من خلال تصميم متنفّس طبيعي يظهر الطبيعة الصحراوية العمانية ويبرز قِيمها المميزة ويحافظ عليها في محمية مصغرة تساعد الزوار على التعرف على النباتات المتواجدة بالمنطقة، وتنشيط حركة المنطقة الاقتصادية والتجارية من خلال التصميم المبتكر المستدام.
وقالت الطالبة جهينة بنت أحمد الشيبانية: إن مشروع "حديقة الكثبان الرملية" هو مشروع مستدام يهدف إلى تحقيق القيمة الطبيعية الرملية وإظهار القيمة الجمالية للمنطقة من خلال تصميم عدة أنشطة مختلفة تخلق قيمة اجتماعية واقتصادية للمشروع إذ يهدف المشروع إلى تصميم متنفّس طبيعي يظهر الطبيعة الصحراوية ويبرز قيمها المميزة ويحافظ عليها في محمية مصغره تساعد الزوار على التعرف على اختلاف النباتات والزهور الصحراوية المتواجدة بالمنطقة، وتنشيط حركة المنطقة الاقتصادية والتجارية.. كما أنه يعالج المشاكل البيئية والمكانية في المنطقة من خلال أسس التصميم المبتكر المستدام.
وأوضحت أن تطوير التخطيط العمراني كبيئة مستدامة يتحقق من خلال جوانب عدة أهمها هو الحفاظ على مبادئ الاستدامة والعمارة والبيئة في جميع مراحل تخطيط المدن وتطويرها.. كما أن التركيز على المشاكل البيئية المتواجدة بالمنطقة يزيد من فرصة توفير حياة أفضل للقاطنين بالمنطقة وذلك من خلال التركيز على هذه النقاط وإيجاد حلول مناسبة ومستدامة توفر حياة آمنة ومريحة، ويتحقق ذلك من خلال تصاميم ومخططات تراعي احتياجات الناس، وخلق المدن الآمنة والصحية ذات التأثير الإيجابي على البيئة، وتجديد النشاط التنموي والاقتصادي للمنطقة.
وأشارت إلى أن قدرة ومرونة المدن على مواجهة وتصدي الأعاصير وأخطار الأنواء المناخية يعتمد على التخطيط العمراني بشكل كبير، ليس فقط للمناطق أو الأحياء السكنية وإنما للمدن بشكل كلي، وتمكين المدن وتعزيز قدرتها على مواجهة مثل هذه الأخطار يقوم على مراجعة التخطيط العمراني الذي تقوم عليه المدن والقرى في سلطنة عمان بشكل عام، ولهذا فإن التخطيط هو الأساس الذي يمكن هذه المناطق الصمود، فالطبيعة الجغرافية والبيئية التي تتمتع بها سلطنة عمان تختلف من محافظة إلى أخرى، وبالتالي على التخطيط العمراني مراعاة ذلك، فما تسببه الكوارث ليست المخاطر البيئية وحدها ولكن أيضا بالتنمية العمرانية التي تقوم عليها المدن وقدرتها على الاستدامة مع تزايد النمو السكاني المستمر، وهذا ما شهدناه في العديد من ظروف الأعاصير والأنواء المناخية المختلفة التي تعرَّضت لها البلاد سابقا.. مشيرة إلى أن هناك أهمية كبيرة في تشجير المدن، فإن تواجد المساحات الخضراء والأشجار في تخطيط المدن تزيد من عملية التمثيل الغذائية والتي يقوم خلالها النباتات بالحصول على ثاني أكسيد الكربون وزيادة كمية الأكسجين في الهواء مما يوفر حياة صحية وآمنة للمواطنين.
كما أن الأشجار والنباتات تسهم في تنقية الهواء من التلوث وأيضا تسهم في خفض درجة الحرارة خلال فصل الصيف، والتشجير يحمل أهمية كبيرة في المناطق الصحراوية خاصة، فهو يعمل على تثبيت التربة والحد من الزحف الرملي.
