عمان اليوم

مختصون : "صعوبات التعلم" يمكن تجاوزها بالتدخل المبكر والدعم النفسي

14 أبريل 2023
أكدوا أهمية دور الأسرة في معالجة مشكلات التأخر الدراسي
14 أبريل 2023

للآباء والأمهات دور مهم في علاج مشكلات التأخر الدراسي لدى أبنائهم، وتعد ملاحظة تصرفات وسلوكيات الطفل في المراحل العمرية الأولى من الأمور الأساسية في تذليل صعوبات التعلم، فالطفل الذي يعاني من صعوبات، لا يستطيع التعلم بنفس الطريقة التي يتعلم بها الآخرون، وعلى أولياء الأمور معرفة ماهية المشاكل التي يواجهها، وأنواع التعلم التي ستكون صعبة عليه والمصادر المساعدة له.

وقال معلمون: إن على ولي الأمر أن يلاحظ مدى استيعاب طفله للأشياء الإدراكية لأنها تعد الأهم، وكلما كان التدخل مبكرا كانت النتائج أفضل، وعلى الوالدين تقبل الوضع واتخاذ القرار الإيجابي لمساعدة أبنائهم على التقدم الدراسي.

وتقول زهرة النعمانية معلمة صعوبات تعلم: يتم تقييم الطالب في الصف الأول وبالتحديد في الفصل الدراسي الثاني حيث يتم تشخيصه وإجراء المقابلات والاختبارات التقيمية بحيث في بداية العام الجديد يلتحق ببرنامج صعوبات التعلم من الصف الثاني.

وأضافت النعمانية دور معلم صعوبات التعلم تدوين ملاحظات الطالب، وأجراء مقابلة شخصية وبالإضافة إلى اختبارات إدراكية التي تقيس مستوى الانتباه والذاكرة واختبارات أكاديمية التي تتعلق بالمواد الدراسية.

ويجب الإشارة أن طلبة صعوبات التعلم يتميزون بالذكاء المتوسط وفوق المتوسط، موضحة أنه إذا كان الذكاء أقل من المتوسط لا يعد صعوبة تعلم وإنما يعد بطء تعلم أو تأخر دراسي بسبب مشكلة أدت إلى تدني مستوى التحصيل الدراسي للطالب أو ربما لديه توحد، وأحيانا يكون هناك خطأ في التشخيص من قبل المعلم أو ولي الأمر.

صعوبات التعلم

أضافت النعمانية: من خلال خبرتي الطويلة في برنامج صعوبات التعلم صادفتني بعض التحديات، ومنها رفض أولياء الأمور التحاق أبنائهم المدرجين بالبرنامج معتبرين أن البرنامج فقط لذوي الإعاقة، ومن التحديات الأخرى أن يخلي ولي الأمر مسؤوليته التامة تجاه ابنه وعدم متابعته في المنزل والاعتماد الكلي على برنامج صعوبة التعلم في المدرسة، مشيرة إلى أهمية أن يدرك ولي الأمر المراحل العمرية التي يمر بها الطفل، وأن يلاحظ مدى استيعاب طفله الأشياء الإدراكية التي تتعلق بالذاكرة البصرية والسمعية والانتباه وعدم التشتت وذلك من خلال اللعب معه.

مواءمات مساعدة

وقالت سعاد القلهاتي معلمة صعوبات تعلم بمدرسة مدينة السلطان قابوس للتعليم الأساسي: القاعدة الرئيسية في التربية الخاصة تشير إلى أنه كلما كان التدخل مبكرا كانت النتائج أفضل، وعند ملاحظة ولي الأمر على طفله خلال السنوات الأولى من عمره تأخرا في مهارات معينة مثل الكلام أو المشي أو اندماجه مع الآخرين عليه أن يبادر في البحث لإن هذه مؤشرات لوجود مشكلة لدى الطفل.

وأشارت إلى أن صعوبات التعلم هي صعوبة مدى الحياة، فالطالب يحتاج إلى مساندة خلال فترة دراسته، والآن أتيح وجود مواءمات لطلبة الدبلوم العام بإشراف لجان خاصة تشرف على طلاب صعوبات التعلم أثناء فترات الاختبارات سواء كان في القراءة أو الكتابة، مع إضافة الوقت الإضافي لهم، وأحيانا تصادفنا حالات أن الطالب لديه الإجابة، ولكن ليس قادرا على الكتابة، وهذه المواءمات تلبي حاجتهم للمساعدة.

أوضحت القلهاتية، أن صعوبة التعلم هو اضطراب في العمليات العقلية المسؤولة عن التركيز والانتباه والذاكرة قد يصاب الطفل لعدة أسباب كثيرة تنتج عنها صعوبة في القراءة والكتابة والحساب، و كل هذه الأمور بعيدة كل البعد عن أي مشكلات أخرى اجتماعية أو اقتصادية أو طبية.

المراحل العمرية

وحول أعراض صعوبة التعلم، تقول نائلة بنت محمود البريدية، أخصائية نفسية: بطبيعة الحال فإن الطفل يمر بمراحل نمائية جسدية وعقلية وحسية تتوافق مع المراحل العمرية المعروفة، وأيضا معرفة الوالدين بخصائص المراحل العمرية وبالتطورات التي يعيشها الطفل مع ملاحظة ابنه فإنه يعطيه مؤشرا مبدئيا، ولكن ينبغي على الوالدين أن لا يتسرعوا في إطلاق الأحكام وإنما يتأكدوا من المختصين هل يوجد سبب عضوي لهذا التأخر أو هل هو عرض عارض، ولوجود هذا العارض يتم التأكد عن طريق المختصين بالاختبارات المقننة، حتى يبدأ الطفل بتلقي التعليم المناسب والدعم النفسي الذي يساعده على التقدم.

احتمالات الإصابة

وأضافت البريدية: نجد أن بعض الوالدين يدخلون في حالة من الإنكار والمقاومة عند معرفتهم أن أحد أبنائهم يعاني من صعوبات تعلم، لذلك على المعلمين مراعاة ذلك ويتفهموا هذا الشعور، ولكن ينبغي الجلوس الفردي مع الوالدين ومحاولة تفهم مشاعرهم، والتحدث معهم عن الاهتمام الذي توليه وزارة التربية والتعليم لفئة صعوبات التعلم وعرض نماذج لنجاحات متقدمة لشخصيات كانت لديهم صعوبات التعلم، فوجود معلمين متخصصين ومدربين تدريب مهاري وعلمي مُعين على تقدم الطلاب، وأن البدء في الوقت المناسب أفضل من المقاومة وتأخر التشخيص يؤخر تطور الطفل عن أقرانه.

وكشفت البريدية، أن الدراسات تشير إلى أن أغلب حالات صعوبات التعلم غير معروفة الأسباب، ولكن بعضها قد يكون وراثيا خاصة فيما يتعلق بمهارات سماع الأصوات المميزة، وقد يكون هناك بعض الحالات التي يكون فيها تأثر في نمو الدماغ خلال الحمل بالطفل أو تأثر أثناء الولادة، أو تأثر في المراحل المبكرة من الطفولة لتعرض الطفل لمشكلة معينة، أو تلوث البيئة، ولكن ليس من المجدي أن يبحث الوالدان عن أسباب أصابة ابنهم بصعوبات التعلم، بل عليهم الدور الفعال في علاج الطفل من خلال ملاحظته وتقبل الوضع واتخاذ القرار الإيجابي الذي يساعد على تقدم الطفل، بجانب التكاتف مع المدرسة.