مختصون: إدمان الأطفال لوسائل التواصل الاجتماعي.. خطر محدق
وسائل التواصل الاجتماعي فضاء واسع يحمل في طياته معارف مختلفة ومخاطر محدقة على الأطفال والمراهقين في ظل غياب الرقابة الأسرية، لكنها تبقى إحدى الوسائل التي فرضتها التكنولوجيا للتواصل مع الأهل والأقران والأصدقاء، فمن المهم اليوم للوالدين تعليم أبنائهم كيفية التحكم في استخدام الأجهزة الذكية وصنع توازن صحي حقيقي ما بين الغرض من استخدام الأجهزة الذكية والأشياء الأخرى التي لا فائدة منها في هذه الأجهزة، كما تقع على عاتق الوالدين مسؤولية مراقبة أبنائهم للبرامج التي يستخدمونها بالإضافة إلى تعليمهم إيجابيات وسلبيات استخدام هذه الوسائل، وقد أكد عدد من المختصين أهمية هذه الوسائل للأطفال مع ضرورة مراقبة الأبناء أثناء استخدام وسائل التواصل الاجتماعي، وحمايتهم من الوقوع في براثن الابتزاز الإلكتروني.
الشاشات الذكية
وقالت الدكتورة منى بنت سعيد الشكيلية: إن الإدمان على الأجهزة الذكية يحدث عند الصغار والكبار على حد سواء ولكن آثارها أسوأ عند الأطفال، إذ إن الشاشات الذكية مغرية بحيث يكون أحيانا من الصعب على الطفل تغيير ميوله لألعاب أخرى ومن هنا يصبح من السهل وقوع الطفل في الإدمان على الأجهزة الذكية، ولابد من التنبه إلى أنه ليس كل الأطفال المستخدمين لوسائل التواصل الاجتماعي مدمنين، فمن خلال الأعراض يمكننا معرفة الطفل المدمن على وسائل التواصل الاجتماعي من غيره، ومن تلك الأعراض تفادي الطفل أو المراهق الجلوس مع أفراد العائلة وانسحابه من التجمعات الأسرية أو المناسبات العائلية، واستمراره لساعات طويلة في استخدام هذه التطبيقات مع معرفته بخطورة وسائل التواصل الاجتماعي، بالإضافة إلى وضوح التأثيرات السلبية على نمط حياته الاجتماعية أو أداءه المدرسي وعلاقاته بأصدقائه والأشخاص من حوله التي تبدأ في التراجع، ورغم أن المراهق مدرك للآثار السلبية نتيجة الاستخدام المفرط لوسائل التواصل الاجتماعي إلا أنه يصر على استخدامها مما يفقده التحكم الذاتي بنفسه للتوقف على الانخراط أكثر في هذه التطبيقات مما يؤدي ذلك أيضًا إلى عدم تحمل بعده عن الأجهزة الذكية وتطبيقاتها، مع تأثير ذلك على قدرة المراهق أو الطفل على النوم، واستيقاضه في منتصف الليل لمشاهدة أي مستجدات في وسائل التواصل الاجتماعي، وامتلاكه شعوراً للرد على كل الرسائل والتنبيهات التي يتلقاها من خلال هذه التطبيقات، ويلجأ إلى تحسين مزاجه من خلال الانخراط بوسائل التواصل الاجتماعي مع ابتعاده عن جوه الأسري تدريجياً.
وأشارت إلى أن معرفة الطفل أو المراهق المدمن على الأجهزة الذكية ليس سهلاً لكن لابد للوالدين من ملاحظة بعض الأعراض قبل الحكم على الطفل أو المراهق بإدمان هذه التطبيقات بينها ملاحظة سرعة انفعاله وعنفه إذا ما أخذ جهازه الذكي أو عدم قدرته على استخدام الهاتف الذكي في بعض الأماكن التي لا يوجد بها اتصال بهذه التطبيقات مما يؤدي إلى انفعاله، وكذلك تجنب الطفل أو المراهق التجمعات الأسرية والعائلية وتفضيل استخدام الجهاز الذكي، وكذلك عدم اهتمامه بنفسه ودراسته وعلاقته بالأشخاص من حوله، وتداخل استخدامه للأجهزة الذكية مع أوقات نومه، وظهور تغييرات في عاداته الغذائية بالإضافة إلى تغييرات في المزاج للطفل أو المراهق بحيث يصعب تفسيرها، فإذا كانت كل هذه العوامل ظاهرة فإنه مدمن فعلاً على وسائل التواصل الاجتماعي.
وأضافت: أن فكرة استخدام الجهاز الذكي مفيد للمراهق للتواصل مع الأهل والأقران والأصدقاء، ومن المهم للوالدين تعليم أبنائهم كيفية التحكم في استخدام الأجهزة الذكية، وهذا الأمر لا يأتي من حديث عابر للوالدين مع أطفالهم وإنما يكون جزءا من التربية، فالأجهزة الذكية أصبحت واقعا لا يمكن إنكاره ومرحلة مرتبطة مع مراحل نمو الطفل ولابد من استخدامها، ولابد من تجهيز الطفل أو المراهق لهذه المرحلة، وأن العمر المناسب لامتلاك الأجهزة الذكية بين 13 ـ 14 عامًا ولكن تحت إشراف الوالدين، ومن المهم تثقيف الأبناء حول هذه الأجهزة والتحدث بشكل صريح حول الفوائد والمشكلات التي من الممكن أن تحصل.. مضيفة: أن الحديث بين الوالدين وأبنائهم حول الأجهزة الذكية كثيراً ما يكون حول الجوانب السلبية وتهميش الفوائد الإيجابية ولذلك لابد من توضيح الإيجابيات والسلبيات على حد سواء مما يجعل قدرة الأبناء على الاستماع لوالديهم يكون أفضل من التركيز فقط على الجوانب السلبية للأجهزة الذكية، كما لابد من وضع خطة للأبناء وحلول واضحة بينها الضوابط والتوازنات في الأسرة وتذكيرهم الأبناء أن الإدمان يحدث ليس لهم فقط حتى البالغين من الممكن أن يقعوا فيه، والتزام البالغين باستخدام وسائل التواصل الاجتماعي حسب ضوابط معينة يساعد أبناءهم أيضاً في المضي على نهجهم في استخدام هذه التطبيقات، كما أن الأسرة تتحمل مسؤولية مراقبة استخدام أبناءها لهذه الوسائل خاصة المبتدئين منهم وحديثي العهد باستخدام الأجهزة الذكية ومعرفة خياراتهم من التطبيقات، ومنع استخدام الجهاز الذكي في أوقات النوم وألا يكون الجهاز بحوزة الطفل أثناء ذهابه للنوم، وتحديد وقت معين لتسليم المراهق الجهاز الذكي لوالديه خلال اليوم، وعدم استخدام الجهاز الذكي أثناء تناول الوجبات سواء للبالغين أو المراهقين على حد سواء لتكوين القدوة الحسنة لأبنائنا.
مخاطر التواصل
وقال الدكتور هلال بن ناصر الريامي، طبيب قلب أطفال بقسم صحة الطفل في مستشفى جامعة السلطان قابوس: إن وسائل التواصل الاجتماعي والأجهزة اللوحية أصبحت مكونًا أساسيا في حياة أطفالنا، وتسهل هذه البرامج التواصل مع بعضهم البعض ومع أهلهم ولكن دائما ما تكون هنالك مخاطر للتواصل مع الغرباء وتكمن الخطورة في احتمالية أن ينشر الأطفال معلومات وصور شخصية قد يصل صداها أبعد من المتوقع ويصعب السيطرة عليها أو حذفها من هذه البرامج.. كما قد يتم استغلال وابتزاز الطفل أو المراهق بسبب هذه الصور أو المعلومات التي يدلي بها، إضافة إلى تعلمه سلوكيات وعادات دخيلة قد تسبب له ولعائلته الكثير من المتاعب.
وأوضح أنه ينبغي على ولي الأمر أن يكون على دراية وثقافة بالبرامج الجديدة بحيث يسهل عليه التعامل مع طفله ويستطيع أيضًا مساعدته في حل المشاكل التقنية، كما ينصح أن يظهر الأب أو الأم الشغف للتعلم من أبنائهم وأخذ المعلومات عن هذه البرامج والنقاش حول أهمية الحيطة والحذر، وأيضًا من الجيد أن يكون ولي الأمر على معرفة واطلاع بحسابات أبنائه والتفاعل معهم في حالة وجود هذه الحسابات وعدم منعهم من ذلك خاصة عند المراهقين حيث يستطيع أن ينشئ حسابًا وهميًا بكل سهولة، على أن يكون هناك نقاش وحوار حول كيفية استخدام وإدارة هذه الحسابات وبالإضافة إلى فوائدها ومخاطرها.. كما أنه من الاستراتيجيات الجيدة هو وجود الأجهزة اللوحية في مكان عام في المنزل بحيث يسهل متابع الطفل أو المراهق دون أي إحراج، ومن الأمور المهمة جداً أن تكون هنالك برامج لحماية هذه الأجهزة والبرامج لمنع الدخول في المواقع غير المرغوبة ولا مانع بوجود برامج مراقبة لتحديد الوقت بحيث لا يستطيع الطفل تخطي الوقت المخصص مع متابعة الأنشطة التي يقوم بها الأطفال في البرامج والمواقع المختلفة، أضف إلى ذلك أن يتواصل الطفل أو المراهق مع أشخاص يعرفهم وألا يلتقي بأشخاص تعرف عليهم عن طريق وسائل التواصل الاجتماعي دون وجود ولي الأمر.. كما أنه من الجيد توجيه الأطفال والمراهقين عما ينبغي نشره لأن كل ما يتم نشره لا يمكن التخلص منه بعد ذلك وقد يسبب هذا ضرراً كبيراً بمستقبل الطفل.
وأضاف: أن تعليم الطفل كيفية المحافظة على خصوصيته وعدم نشر تفاصيل حياته في وسائل التواصل وعدم الاعتداء على الآخرين بلفظ أو تعليق قد يدخل الطفل المسائلة القانونية التي هي من الأمور ذات الأهمية، كما أنه عند التحدث عن الحماية والأمن ينبغي على الطفل أن يستخدم رقماً سرياً معروفا من والديه و التأكد من عدم الإفصاح عن هذه البيانات إلى أي شخص، مضيفاً: ربما من الأمور التي يعاني منها البعض هو التنمر الإلكتروني والواجب على ولي الأمر إطلاع أبنائه وتثقيفهم بطريقة التعامل مع هذه الظاهرة وعدم الانسياق والانجرار خلفها وتشجيعهم على الحديث عند حدوث التنمر عليهم، ومن خلال ما ذلك يمكن لأولياء الأمور التأكد من جاهزية أبنائهم قبل البدء باستخدام الفضاء الواسع من مواقع ووسائل التواصل الاجتماعي.
التنشئة الاجتماعية
وقالت جليلة بنت راشد الغافرية، أخصائية اجتماعية بمدرسة الفجر الجديد بالمديرية العامة للتربية والتعليم بمحافظة شمال الباطنة وعضو بجمعية الاجتماعيين العمانية: مع تنامي ظاهرة استخدام الأطفال لوسائل التواصل الاجتماعي في مختلف المجتمعات، نلاحظ أن خطورة هذا الاستخدام تكمن في عدم القدرة على ضبطه وفق أسس علمية مقبولة، مما يؤدي لحدوث آثار متنوعة على الطفل وأسرته ثم المجتمع ككل؛ خصوصاً مع كبر حجم فئة الأطفال في أغلب المجتمعات حيث تبلغ نسبتهم في المجتمع العماني (17.8%) من إجمالي السكان في الفئة العمرية "10 ـ 19" بحسب المركز الوطني للإحصاء والمعلومات، وبالتالي يمكن القول إنه في حال وجود ضعف في مستوى الضبط لعملية الاستخدام لهذه الوسائل فإن ذلك قد ينعكس سلباً على التنشئة الاجتماعية للطفل فيما يتعلق بقيمه وهويته ولغته وسلوكه وفكره، وقد لا تستخدم بالطريقة المناسبة أو للهدف الذي وضعت من أجله، وقد يتعرض الطفل لمواد غير لائقة وقد يتشارك معلومات عنه أو عن الآخرين مع أشخاص لا يعرفهم مما يعرضه للخطر، ومع طول فترة الاستخدام تتحول لوسيلة لتضييع الوقت، وتغزو خصوصية الأفراد، وتروّج للإشاعات، وتضعف العلاقات، وتسهّل الجرائم الإلكترونية، كما تظهر آثار سلبية فيما يتعلق بالجانب الاجتماعي التعليمي والنفسي والصحي للطفل، وتوجد العديد من الدراسات التي تناولت آثار وسائل التواصل الاجتماعي على الطفل منها دراسة "أثر استخدام وسائل التواصل الاجتماعي على تنشئة الطفل في المجتمع العماني، مقدمة من جمعية الاجتماعيين العمانية إلى وزارة التنمية الاجتماعية"، التي أوضحت أن من بين آثارها السلبية في الجانب الاجتماعي كالانسحاب والعزلة الاجتماعية، وإنشاء هويات زائفة افتراضية وعلاقات سطحية، وتولد مشاعر سلبية نتيجة المقارنات الاجتماعية وبالتالي تدني مستوى رضا الطفل عن حياته الأسرية والاجتماعية، ومن الآثار الصحية التي تطرقت لها الدراسة إصابة العين بالإجهاد وبعض المشكلات كقصر النظر والجفاف، ومشكلات في العمود الفقري، وتشنج عضلات العنق بسبب وضعية الجلوس الخاطئة، والأرق واضطرابات النوم، وكذلك ضعف الانتباه والتركيز والصداع، واحتمالية إصابته بالسمنة نتيجة قلة الحركة، واكتساب الطفل عادات غذائية غير صحية نتيجة محاكاة أنظمة ووصفات غذائية تم نشرها عبر وسائل التواصل الاجتماعي أو الإنترنت، ومن الآثار النفسية السلبية، تسبب الضغط والتوتر النفسي، وانخفاض مستويات التقدير الذاتي وفقدان الثقة بالنفس، بالإضافة إلى عدم القدرة على فهم معايير الصواب والخطأ عند التعرض لمحتويات مواقع وسائل التواصل الاجتماعي، ويوقع الطفل في إشكالية ازدواجية المعايير والقيم، وضياع مكانة القدوة والمثال، حينما يرى إفراط والديه في استخدام أجهزتهم في مقابل حرمانه ومنعه من استخدامها وتصفح الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي.
وأشارت إلى أن هناك العديد من الاتجاهات والدراسات التي حاولت وضع سن معين للاستخدام أو للامتلاك سواء كان لوسائل التواصل الاجتماعي أو المواقع الاجتماعية أو تصفح الإنترنت كسن 18 و17 و13 عام، ومنها ما عرج على وجود اختلافات بين الذكور والإناث في ذلك، واختلاف بحسب نوعية الجهاز المستخدم الهاتف، أو الجهاز اللوحي وغيرها، أو باختلاف الظروف الاجتماعية والاقتصادية والثقافية للأسرة، كما توجد بعض البرامج التي تشترط سنا معينة لاستخدامها أو تحميلها، ومن وجهة نظري في هذا الجانب أعتقد أنه لا يمكن اليوم حرمان الطفل من استخدام وسائل التواصل الاجتماعي فهو ضرورة وقد تكون لها إيجابيات يمكن أن تستثمر بالشكل الصحيح في حال تم استخدامه وفق ضوابط محددة ورقابة وتوجيه أسري بدون حرمان أو مبالغة في ذلك، أما فيما يتعلق بالسن الملائم لامتلاك وسائل التواصل الاجتماعي فذلك تحدده الأسرة أو الوالدان بشكل أدق باختلاف طبيعة الابن أو الابنة ومدى نضجه ووعيه في التعامل معه والحاجة إليه.
ضبط الاستخدام
وأكدت أن دور الوالدين يتضح في عملية تأهيل وضبط استخدام الأبناء لوسائل التواصل الاجتماعي في التوجيه والنصح المباشر وغير المباشر والحرص على غرس القيم والرقابة الذاتية منذ السنوات الأولى في نفوس الأبناء، وتوعية الطفل بآليات التعامل والحماية والخصوصية في استخدام وسائل التواصل الاجتماعي ومخاطرها وكيفية التعامل معها، وتفعيل لغة الحوار والابتعاد عن القوة والعنف في التوجيه والحرص على إشباع حاجات الأبناء وقضاء وقت معهم، ووضع مجموعة من القواعد والضوابط للاستخدام بالاتفاق فيما بينهم مثل تخصيص أوقات وساعات معينة ومحددة لاستخدام وسائل التواصل الاجتماعي، ومتابعة الأبناء من خلال برامج التحكم عن بعد بأجهزة أبنائهم، وتفعيل آليات الخصوصية والحماية في أجهزة أبنائهم وأجهزتهم الخاصة، بالإضافة إلى متابعة حسابات أبنائهم ومتابعة ما يقومون بنشره والتعليق عليه.
البيئة المدرسية
ونوهت ميساء بنت بطي البلوشية أخصائية نفسية إلى مخاطر مواقع التواصل الاجتماعي والإدمان عليها ومشاهدتها لفترات طويلة، في العديد من المشكلات النفسية وسلوكياتهم في البيئة المدرسية، وعادة ما تحدث صعوبة في التمييز بين الخيال والواقع بسبب مشاهدة ولعب الألعاب الشديدة التركيز، وأضافت: هناك العديد من الآباء يشرفون على أطفالهم شخصيا خاصة على الحسابات الشخصية على جوجل واليوتيوب لما تحتويه من مواد كثيرة قد لا تليق بهم، ومع التطور الهائل في التكنولوجيا توفرت برامج تساعدهم على مراقبتهم وحذف غير اللائق من المواد المعروضة، فمع تضافر الجهود نحمي أطفالنا ونحد من إدمانهم على برامج التواصل الاجتماعي.
منظور أسري
يستطيع الوالدان مساعدة أطفالهم على اتخاذ اختيارات ذكية على الإنترنت من خلال الإشراف على حساباتهم الشخصية وأجهزتهم، وخاصة مع انتشار المواد المعروضة التي لا تليق بهم والمنافية للأخلاق والعادات والتقاليد. تقول جهاد بنت ناصر البلوشية: كنت أمانع حصول أطفالي على حسابات في مواقع التواصل الإجتماعي ولكن مع التقدم التكنولوجي أصبح من الضرورة حصولهم على حسابات شخصية مع ضرورة الإشراف الشخصي عليها بين فترة وأخرى، وتطبيق " جوجل " سهل عملية الإشراف وإدارة أدوات الرقابة الأبوية من خلال Family link لإدارة عناصر مثل: إعدادات الحساب وعناصر التحكم، والتطبيقات على الأجهزة الخاضعة للإشراف، والموقع الجغرافي، ووقت النظر إلى الشاشة، والمواضيع التي بُحث فيها، بالإضافة أنه يمكن للوالدين دائما تغيير كلمة مرور حساب الطفل والدخول إلى حسابه.
وأضاف محمد بن أحمد القيوضي: من الضروري على الوالدين الإشراف المستمر على حسابات أولادهم وخاصة المراهقين تفاديا لدخولهم مواقع لا تليق بهم، وهناك برامج تساعدني على حظر تطبيقات أو مواقع إلكترونية معينة أو السماح بها، ومراقبة التطبيقات التي يستخدمها الطفل ومدة استخدامها، وقفل الأجهزة عندما يحين وقت الراحة أو الدراسة أو النوم.
وعن فرض الرقابة الأبوية على حسابات الأطفال على الإنترنت لحمايتهم من المعلومات والمحتوى غير الملائم قال محمود بن هلال الفارسي: أصبحت سلامة وخصوصية أطفالنا في الوقت الحالي من أصعب الأمور وخاصة السلامة الرقمية لأنه من الصعب السيطرة على أبعادها بشكل كامل، وتتيح أدوات الرقابة الأبوية عبر نظام التشغيل "ويندوز" إعدادات مختلفة للآباء وذلك لضمان تجربة آمنة عبر الإنترنت لأطفالهم، وكما يستطيع الوالدين مراجعة نشاط أطفالهم أو اختيار تلقي بريد إلكتروني أسبوعي يتيح لهما معرفة مواقع الويب التي يزورها الطفل والمصطلحات التي يبحثون عنها والتطبيقات والألعاب التي يستخدمونها.
وأضاف القيوضي: يستطيع الوالدان أيضا عند تفعيل نظام الرقابة الأبوية على الإنترنت للويندوز القدرة على حظر التطبيقات والألعاب غير المناسبة عن طريق اختيار حدّ عمري معين للمحتوى، وذلك بمعنى أن أي شيء مخالف سيتطلب من الوالد منح الموافقة للوصول إلى هذه الوسائط.
وبينت مروة بنت حميد الناصرية أن المراهقين والأطفال في سن المدرسة أكثر معرفة وتطورا من الناحية التكنولوجية، وقد يفوق معرفتنا نحن الآباء بكثير ولكن هذا لا يمنع من الإشراف على حساباتهم وخاصة تطبيق اليوتيوب، وبدون المراقبة يمكنهم إخفاء مساراتهم عن طريق مسح البيانات الخاصة من متصفح الإنترنت الذي يستخدمونه، بما في ذلك سجل التصفح وذاكرة التخرين المؤقت وملفات تعريف الارتباط، ويضم اليوتيوب عددا غير محدود من مقاطع الفيديو التي لا تلائم مستوى الأطفال والمراهقين، ولكن هناك وضعا يسمى "وضع تقييد المحتوى"، ويمكن استخدامه للمساعدة في حجب المحتوى الذي لا يناسب الأطفال، بالإضافة إلى تثبيت تطبيق " YouTube Kids " المصمم ليعرض المحتوى الملائم للأطفال فقط.
ويقول موسى بن عبدالله الشعيلي: انتشرت الكثير من الألعاب على مواقع التواصل الإجتماعي التي لا تصلح للأطفال لما فيها من العنف الشديد أو مشاركة بيانات خاصة مع الآخرين بدون قصد، وأستطيع الإشراف على أولادي عن طريق تطبيق " Mobicip"، حيث يقوم التطبيق بتسجيل لقطات شاشة من جهاز الطفل بشكل دوري، سواء الرسائل التي يرسلها طفلك ويتلقاها، والصور التي يستعرضها، والألعاب التي يقوم بتنزيلها، ويعتبر طريقة مميزة لحماية أطفالنا من الخداع الإلكتروني والتنمر.
