طبيبة جلدية : 3 % نسبة انتشار«البهاق ».. والمشاكل النفسية تعمق الإصابة
مرض البهاق ارتبط تاريخيا بالعديد من أمراض المناعة الذاتية -
تأخير العلاج لفترة طويلة يصعب الاستجابة وقد يكون غير مجدي -
بلغت نسبة الإصابة بمرض البهاق في سلطنة عمان خلال هذا العام 3 % لدى مختلف الفئات العمرية من الجنسين، وأصبح يؤرق عدد من الأسر العمانية. ويعد المرض مناعيًا ذاتيًا شائعًا ومزمنًا يسبب بقعًا بيضاء على الجلد نتيجة فقدان الخلايا الصبغية في البشرة، وينتشر حجمه مع مرور الوقت، بالنظر إلى التباين بين البقع البيضاء، ومناطق الجلد الطبيعي.
وقد ارتفعت نسبة الإصابة بعد انتشار فيروس كورونا بشكل كبير جدًا دون معرفة العلاقة والرابط بينهما، والعامل النفسي كان له دور كبير في ظهور البهاق، خاصة وأن بعض الحالات أصيبت مباشرة مسببة مشكلة نفسية شديدة أدت إلى ظهور البهاق، ولكن بسبب تداركه للأمر تم علاجه، والسيطرة على المرض.
وعادة ما ينتشر المرض بين أنواع البشرة الداكنة، وله تأثير عميق على نوعية حياة الأطفال والبالغين. غالبًا ما يعاني مرضى البهاق من العزلة، وتدني احترام الذات، بحسب ما أكدته الدكتورة فخرية بنت خميس الشبلية، طبيبة أمراض جلدية وتجميل وليزر لـ«$».
تطرقت الشبلية إلى مسببات مرض البهاق، وأنواعه، وكيف ممكن علاجه، وتجنب الإصابة به من خلال حديثها إلى النوع الأكثر شيوعًا من البهاق، وله مسار غير متوقع، وغالبًا ما يكون العلاج صعبًا، موضحة أن العلاجات المتعددة بما في ذلك العوامل الموضعية، والعلاجات الخفيفة، وإجراءات التطعيم الذاتي قد أثبتت فعاليتها في إعادة التصبغ، وتكون الاستجابة للعلاج بطيئة بشكل عام، وقد تكون شديدة التباين بين المرضى، وبين مناطق الجسم المختلفة في المريض نفسه.
وأشارت الدكتورة إلى أنه يتم تحقيق أفضل النتائج في أنواع البشرة الداكنة، على الرغم من أن النتائج تستجيب لأماكن الوجه والجذع بشكل أفضل للعلاج، بينما يصعب علاج الأطراف، وغالبًا ما ترتبط إعادة التصبغ المثلى بكثافة بصيلات الشعر.
كما تطرقت إلى البهاق المقطعي، وهو نوع أقل شيوعًا من البهاق، وغالبًا ما يبدأ في مرحلة الطفولة، وله مسار أكثر قابلية للتنبؤ به، في الغالبية العظمى من المرضى هناك حد أدنى من التقدم بعد عام أو عامين من ظهور المرض، في حين أن البهاق القطاعي قد يكون أكثر صعوبة علاجيًا مقارنة بالأمراض غير الجزئية، إلا أن أفضل النتائج تتحقق من خلال إجراءات زراعة الخلايا الذاتية.
هل البهاق وراثي؟!
وبينت الدكتورة فخرية الشبلية مسببات البهاق بأنها غير معروفة بشكل قطعي حتى الآن، فعادة ما ينسب المرضى بداية مرضهم إلى أحداث معينة، مثل: الإصابة الجسدية، والاحتكاك، أو المرض، أو حروق الشمس، والإجهاد العاطفي، والعامل النفسي، أو الحمل، والتعرض للمواد الكيميائية.
وأضافت: إن البهاق لا يعد من ضمن الأمراض الوراثية الرئيسية، وتشير الدراسات الجينية إلى وجود نمط وراثي متعدد العوامل من (25 إلى 50) بالمائة الإصابة بالبهاق. كما أجريت دراسة استقصائية على (2624) مريضًا مصابًا بالبهاق من أمريكا الشمالية، والمملكة المتحدة انتشار البهاق بنسبة (6٪) في أشقاء مرضى البهاق. كما أن احتمالية إصابة التوائم (23) بالمائة فقط، لو أصيب أحد التوائم بالبهاق احتمالية إصابة التوأم الآخر. وحددت الدراسات الجينية ما يقارب (36) موضعًا للإصابة بالبهاق غير المقطعي، كما أكدت أن المرض غير معدي.
مشيرةً إلى أن مرض البهاق ارتبط تاريخيًا بالعديد من أمراض المناعة الذاتية، حيث سجل متلازمة تضخم الغدد المناعية الذاتية أعلى نسبة ارتباط بالبهاق، وإلتهاب الغدة الدرقية هاشيموتو، ومرض جريفز، وداء السكري من النوع الأول، وداء الثعلبة، وفقر الدم الخبيث، والتهاب المفاصل الروماتويدي، والصدفية.
العلاج
أفادت الدكتورة أن التأخر في العلاج لفترة طويلة يصعب الاستجابة، وقد يكون العلاج غير مجدي بعدها، على عكس من يلجأ للعلاج سريعًا، وعن أنواع العلاج قالت: مستخلص الجنكوبيلوبا يحتوي على مضادات الأكسدة وخصائص مناعية يعطى لوقف تطور البهاق، والمينوسيكلين يحمي الخلايا الصبغية من الموت، وهو مضاد حيوي آمن، ويمكن استخدامه من المرحلة المبكرة من البهاق، وديكساميثازون يُعطى لوقف الانتشار، وإعادة التصبغ، وسيكلوسبورين يعطى لوقف انتشار البهاق، وتوفاستينيب علاج بيولوجي يعطى لإعادة التصبغ، وكريم الركسوليتينيب فعال ضد البهاق والثعلبة في آن واحد، وتكون النتيجة نمو الشعر وإعادة التصبغ، ولكن احتمال فقدان التصبغ في حالة توقف العلاج، كما بينت أن هناك بعض العلاجات المساعدة كالستيرويد الموضعي فيتامين (د)، وبروستاجلاندين، والعلاج الضوئي.
وعلقت على العلاج بالتمويه التجميلي الذي يمكن أن يكون مفيدًا لمرضى البهاق الذي يؤثر على المناطق المكشوفة، مثل: الوجه، والرقبة، واليدين، ويمكن استخدام التمويه أثناء العلاج، وقد يكون خيارًا للمرضى الذين يعانون من البهاق البؤري، أو القطعي الذين لا يرغبون في علاج إعادة التصبغ. وأضافت: تشمل منتجات التمويه مستحضرات التجميل، ومنتجات التسمير الذاتي التي تحتوي على ثنائي هيدروكسي أسيتون DHA، والمنتجات التي تحتوي على DHA هي الأكثر شيوعًا؛ لأنها توفر لونًا دائمًا لمدة تصل إلى عدة أيام، ولا يتم فركها فورًا على الملابس.
مضيفة: المرضى الذين يستجيبون جيدًا للعلاج، ويحققون إعادة التصبغ بشكل مثالي، يمكن تقليل العلاجات لهم تدريجيًا ثم إيقافها، ومع ذلك يمكن استخدام الكورتيكوستيرويدات الموضعية، أو مثبطات الكالسينيورين الموضعية بشكل متقطع، على سبيل المثال مرتين أسبوعيًا، والعلاج الضوئي جلسة واحدة كل أسبوعين كعلاجات صيانة طويلة الأمد، بالنسبة للمرضى الذين ينتكسون بعد التوقف عن العلاج، أو أثناء مرحلة الصيانة، ويمكن إعطاء دورة أخرى من العلاج الفعال، بما في ذلك العوامل الموضعية، أو العلاج بالضوء اعتمادًا على مدى انتشار المرض.
كما أشارت إلى تجنب استخدام الوشم أو التصبغ المجهري في مكان الإصابة؛ لخطر أكسدة صبغة الوشم، مما يؤدي إلى مزيد من التشوه، وتجنب استخدام ليزر إزالة الشعر للمرضى؛ لأن الشعر هو مصدر الصبغة.
وعن مدى ارتباط سرطان الجلد والبهاق، أفادت الدكتورة بأن الدراسات لم تثبت عن خطر الإصابة بسرطان الجلد في المناطق المصابة بالبهاق، أو توحيد اللون، أو في الجلد الذي تعرض للعلاج الضوئي.
كما بينت الدكتورة أنه يجب تقديم الدعم النفسي للمريض من قبل الأسرة إذا لزم الأمر، وتقييم قدرة المريض على التعامل مع المرض مدى الحياة بعناية في وقت التخطيط للعلاج، كما أنه لا توجد دراسات دقيقة لتقييم فعالية التأثيرات النفسية لمرضى البهاق، إذ وجدت إحدى التجارب للعلاج المعرفي السلوكي، بالإضافة إلى العلاجات التقليدية كان فعالًا في تحسين نوعية الحياة للمرضى، ورفع احترام الذات لديهم، وتحسين صورة الجسم المتصورة لديهم، وأثره على مسار المرض نفسه.
