سلطنة عمان الأولى بين دول شرق المتوسط في مكافحة انتقال الإيدز والزهري

حصلت سلطنة عمان على شهادة الاعتراف الدولية في القضاء على انتقال فيروس مرض نقص المناعة البشري، ومرض الزهري من الأم إلى الطفل لتكون بذلك أول دولة من دول إقليم شرق المتوسط تحصل على الشهادة العالمية لتحقق بذلك هدف استراتيجية منظمة الصحة العالمية لقطاع الصحة العالمية (2022/ 2030) الرامية إلى تحقيق القضاء على فيروس مرض نقص المناعة البشري من الأم إلى الطفل في 50 دولة على الأقل بحلول عام 2025 و100 دولة بحلول عام 2030م.

وأشاد الدكتور أحمد بن سالم المنظري المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط بمساهمة كافة القطاعات المختصة في حصول سلطنة عمان على الاعتراف الدولي كأول دولة في إقليم الشرق المتوسط في القضاء على انتقال فيروس مرض نقص المناعة البشري ومرض الزهري من الأم إلى الطفل، لتكون الدولة الـ 16 على مستوى العالم التي تحقق هذا الإنجاز الذي يعد اعترافًا من منظمة الصحة العالمية بتحقيق جميع الأساسيات للوصول لأهداف التغطية المستدامة والقضاء على جميع الأوبئة المعدية.

وأضاف المنظري: كانت هناك مراجعات دقيقة وشاملة لمختلف الاحتياجات الأساسية التي تقوم بها كل دولة للحصول على الاعتراف الدولي ووجود جميع البيانات الخاصة بالأمهات المصابات والمواليد وبيانات المختبرات، ومقدرة المختبرات التشخيصية في إيصال المعلومات بسرعة وبدقة عالية وسهولة وصول المعلومات للمصابين، وسهولة وصول المصابين إلى التشخيص والعلاج في الوقت المناسب وباستخدام طرق مناسبة لحفظ الحقوق، مشيرًا إلى أنه على الدولة للحصول على الاعتراف الوصول إلى درجة تغطية لأكثر من 95% من النساء الحوامل وتوفير الفحوصات اللازمة للحوامل في الأشهر الأولى، بالإضافة إلى تسجيل مؤشرات منخفضة تكون نسبة انتقال المرض من الأم إلى الطفل أو الجنين فيها أقل من 2% ويجب أن تكون حالات الإصابة بين المواليد أقل من 50 حالة لكل 100 ألف مولود، مؤكدًا أن السلطنة تمكنت من تحقيق هذه الأهداف خلال الفترة الماضية بناء على خطط استراتيجية وضعتها لسنوات عديدة وجهد بذل قامت به الجهات المختصة والفرق المعنية بالأمراض.

وفي السياق تتسلم سلطنة عمان شهادة الاعتراف الدولي مساء اليوم الأربعاء في حفل رسمي بفندق قصر البستان بحضور معالي الدكتور هلال بن علي السبتي وزير الصحة وعدد من أصحاب المعالي والسعادة وكبار المسؤولين الصحيين في منظمة الصحة العالمية ومكتبها الإقليمي لشرق المتوسط.

وقد بدأت السلطنة مشروع القضاء على انتقال فيروس نقص المناعة البشري والزهري من الأم إلى الطفل في عام 2020 بتشكيل لجنة وطنية تقوم بالعمل على مراجعة وتحسين السياسات لمشروع القضاء على انتقال فيروس نقص المناعة البشري والزهري من الأم إلى الطفل.

ويُحفز هذا الإنجاز الذي حققته سلطنة عمان العديد من الدول الأخرى في المنطقة وخاصة دول مجلس التعاون الخليجي للعمل من أجل تحقيق هدف القضاء على فيروس مرض نقص المناعة البشري من الأم إلى الطفل وذلك نتيجة للوثائق التفصيلية لهذا المشروع، والذي أظهر التزامها القوي في السياسة والصحة العامة، والنظام الصحي المرن، والوصول إلى خدمات رعاية الأم والطفل عالية الجودة، وأنظمة المراقبة الوظيفية والمشاركة المجتمعية التي بموجبها منحت سلطنة عمان شهادة القضاء على انتقال فيروس نقص المناعة البشري والزهري من الأم إلى الطفل (EMTCT).

ويعود تحقيق سلطنة عمان لهذا الإنجاز إلى عدة عوامل تتمثل أبرزها في وجود قيادة حكيمة ملتزمة بالعمل من أجل تحقيق واستدامة القضاء على انتقال فيروس نقص المناعة البشري والزهري من الأم إلى الطفل، ودمج مؤسسات الرعاية الصحية الأولية التي تقدم الرعاية للأم والطفل في جميع محافظات سلطنة عُمان مع وجود شبكة مختبرات تقوم بإجراء فحوصات عالية الجودة ووجود أنظمة محدثة حول علاج فيروس نقص المناعة البشرية "الإيدز" في سلطنة عمان بالإضافة إلى وجود نظام إلكتروني في جميع المؤسسات الصحية سواء التابعة أو غير التابعة لوزارة الصحة والمؤسسات الصحية الخاصة ووجود لجنة وطنية مكونة من 17 خبيرًا باختصاصات محددة ومجموعات عمل فنية في مختلف المجالات تعمل على هذا المشروع.

وستواصل وزارة الصحة العمل بتوصيات اللجنة الاستشارية للمصادقة العالمية (GVAC) للحفاظ على قضاء سلطنة عمان على انتقال الفيروس من الأم إلى الطفل، التي ستراجعها اللجنة (GVAC) في مارس 2025. كما ستعمل على تسريع الشراكات بين القطاعين العام والخاص لمكافحة فيروس مرض نقص المناعة البشرية العدوى المنقولة جنسيًّا.