No Image
عمان اليوم

د. طلال البوسعيدي لـ"عمان": القرنية المخروطية مرض مزمن يصيب العين وبعض أسبابه وراثية

07 مايو 2022
07 مايو 2022

  • الحد من تطور المرض يكمن في التوقف عن حك العين وعلاج الحساسية

القرنية ذلك الجزء الخارجي المرئي من العين والذي يقع في مقدمة أجزاء العين والمحمي بالجفنين العلوي والسفلي من الغبار والرياح وغيرها، وفي الحالات الطبيعية تتخذ القرنية هيئة قبة أو سطح قليل التحدب .. ولكن عند الإصابة بالقرنية المخروطية فإن شكل القرنية يبدو مختلفًا عما ذكر، إذ تتخذ شكلًا شبيهًا بالمخروط فيزيد تقوسها بشكل ملحوظ لتبدو أكثر بروزًا للخارج، وإحدى أسباب الإصابة بالقرنية المخروطية، الوراثة إذ يكون لها دور في الإصابة بهذه الحالة، خاصة إذا احتوى تاريخ العائلة المرضي على إصابات سابقة بما في ذلك الوالدين، وكذلك أيضاً فرك العيون بشكل مفرط بسبب حساسية العيون.

  • فرك العين

    طلال البوسعيدي

وقال الدكتور طلال بن غالب بن خليفة البوسعيدي، طبيب عيون والمتخصص في القرنية وعمليات الليزر والعدسات اللاصقة بمستشفى النهضة: القرنية هي النسيج الشفاف المقوس الأمامي للعين، وتتميز القرنية بانحناء منتظم جداً وشفافية عالية مثل الزجاج الصافي، وأي خلل في شفافية أو تحدب القرنية يؤدي إلى ضعف الرؤية، ويسمى هذا المرض بالقرنية المخروطية إذ تتحول القرنية من قرنية منتظمة إلى قرنية غير منتظمة كما أن سماكة القرنية تقل عند مرضى القرنية المخروطية مقارنة بالعين الطبيعية ويمكن كذلك تكّون ندبات في القرنية عندما تكون الحالة متقدمة.

وأشار إلى أن أحد أسباب القرنية المخروطية هي أسباب وراثية لدى أفراد العائلة لذا يجب فحص بقية أفراد العائلة في حال اكتشافها بين أحدهم، كما تكمن إحدى الأسباب في فرك العين بشكل مستمر، ففي حالة وجود حساسية مفرطة بالعين مثل الرمد الربيعي أو الحساسية العامة والأمراض التي تؤثر على الأنسجة الغضروفية في الجسم، والتي تزيد من إمكانية حدوث وتفاقم القرنية المخروطية لدى هؤلاء الأشخاص مع كثرة فرك العينين والذي بدوره يؤثر على صلابة القرنية مما يؤدي إلى الإصابة بالقرنية المخروطية .. مشيراً إلى أن السبب الثالث لحدوث القرنية المخروطية هو النوم بشكل خاطئ ويحدث عندما يتعود المرء أن ينام على وجهه مع وضع راحة اليد في العين، والسبب الرابع للإصابة بالقرنية المخروطية يكون بسبب المضاعفات النادرة لعمليات تصحيح النظر بالليزر أو الليزك وذلك لأن هذا النوع من العمليات يؤدي إلى تقليل سماكة القرنية لذلك يقوم الأطباء بفحص القرنية فحصاً دقيقاً لتجنب حدوث القرنية المخروطية كمضاعفات لعملية تصحيح النظر بالليزر.

  • القرنية المخروطية

وأوضح أن أعراض القرنية المخروطية عديدة من بينها الشكوى من عدم ثبات النظر حيث يضطر المريض إلى تغيير مقاس نظارته كل عدة أشهر مع وجود انحراف في قياس النظر، بالإضافة إلى نقص في النظر بشكل متسارع، وتكّون هالات حول الأضواء وخاصة في الليل، وكذلك اضطرار المريض إلى إغلاق عينيه بشكل جزئي لكي يرى جيداً، وغالباً ما يكون المريض يعاني من حساسيات مزمنة في العين أو الجلد أو الجيوب الأنفية أو الربو، موضحاً: أن تشخيص المرض يتم باكتشاف القرنية المخروطية لدى طبيب العيون المختص الذي يمكن أن يشخص الحالة في عيادته عن طريق فحص العين، أو عن طريق استخدام التصوير الطبوغرافي للقرنية الذي بدوره يعطي تقريراً كاملاً عن حالة القرنية، وثمة خمس مراحل للقرنية المخروطية: وهي مبدئية، وبسيطة، ومتوسطة، ومتقدمة، ومتقدمة جداً، وتعتمد كل مرحلة على مدى ضعف البصر وشدة تحدب القرنية وسماكة القرنية ومقدار الانحراف المصاحب لكل حالة، ووجود الندبات في القرنية.

  • مرض مزمن

وأضاف: إن مرض القرنية المخروطية يعد مرضاً مزمناً ويمكن أن يتطور من مرحلة إلى أخرى عند المرضى الذين يقل عمرهم عن خمس وثلاثين سنة .. مضيفاً: أن الوقاية من حدوث القرنية المخروطية والحد من تطورها إلى الأسوأ يكمن في التوقف عن فرك أو حك العين بشكل نهائي، وعدم الضغط على العين "مثل النوم مع وضع اليد على العين"، وعلاج الحساسية المزمنة للعين عن طريق الأدوية وقطرات العين، وتجنب المواد المسببة للحساسية لتقليل تهيج العين وبالتالي تقليل فرك العين، منوهاً أن الاستمرار في حك العين أو الضغط عليها عند النوم يؤدي إلى تدهور حالة القرنية المخروطية وتطورها من حالة بسيطة إلى متقدمة وهذا بدوره يؤدي إلى ضعف النظر تدريجياً.

وقال الدكتور طلال البوسعيدي: إن علاج القرنية المخروطية يكمن في هدفين رئيسيين إذ الهدف الأول هو منع تطور حالة القرنية المخروطية من بسيطة إلى متقدمة وذلك عن طريق التوقف عن فرك أو حك العين بشكل نهائي.

وأشار إلى أن عملية تثبيت القرنية هي عملية يلجأ إليها الطبيب عندما يلاحظ أن حالة القرنية المخروطية آخذة في التطور بالرغم من كل الاحترازات المذكورة سابقاً، والغرض الوحيد من هذه العملية هو فقط تثبيت القرنية على المرحلة التي وصلت إليها ومنع تدهور الحالة إلى الأسوأ، إذ أن عملية التثبيت ليست لإرجاع القرنية إلى وضعها الطبيعي كما أنها ليست لتحسين النظر، وإنما تهدف إلى تثبيت القرنية على المرحلة التي وصلت إليها، مع العلم أن عملية تثبيت القرنية تعتبر عملية روتينية وهي عبارة عن تدخل جراحي يتم من خلاله العمل على زيادة صلابة القرنية عن طريق استخدام قطرات فيتامين "ب 2" والأشعة فوق البنفسجية.

وأوضح أن الهدف الثاني هو تحسين النظر عند مرضى القرنية المخروطية إذ توجد عدة طرق لتحسين النظر عند مرضى القرنية المخروطية وكل مرحلة من مراحل القرنية المخروطية تناسبها طريقة معينة، ففي المرحلة المبدئية يكمن العلاج في النظارات الطبية، أما في المرحلة البسيطة فإن العلاج يكون عن طريق النظارات الطبية وكذلك العدسات اللاصقة الصلبة أو السكليرال، فيما يكمن العلاج في المرحلة المتوسطة بنفس علاج المرحلة البسيطة بالإضافة إلى زراعة حلقات داخل القرنية، بينما في المرحلة المتقدمة فإن العلاج يرتكز على عدسات السكليرال وزراعة حلقات داخل القرنية، وزراعة عدسة داخل العين، ويكمن علاج المرحلة المتقدمة جداً في زراعة قرنية كاملة أو جزئية على حسب حالة القرنية.

  • زراعة القرنية

وأضاف: إن خيار زراعة القرنية هو الخيار الأخير الذي يلجأ إليه الطبيب والمريض وذلك عندما تكون حالة القرنية المخروطية متقدمة جداً ولا يوجد أي تحسن في النظر حتى مع استخدام النظارات والعدسات اللاصقة أو الحلقات، مضيفاً: إن عملية زراعة القرنية لا ينصح بها أبداً إذا لم يكن هناك حاجة حقيقية لها، لأن هذه العملية قد تصاحبها بعض المضاعفات مثل رفض الجسم للقرنية المزروعة والالتهابات البكتيرية الفيروسية والفطرية، بالإضافة إلى النزول الأبيض والأسود في حالات نادرة، كما يجب على المريض المتابعة بشكل دوري لمدة عام على الأقل، كما أنه يكون ملزما بوضع قطرات العين لمدة طويلة جداً قد تمتد لسنوات، ويحتاج المريض بعد زراعة القرنية إلى استخدام النظارات أو العدسات اللاصقة لتحسين النظر.