دراسة حديثة تكشف أساليب إدارة المؤسّسات الصحفيّة في سلطنة عمان
د. خالد العدوي: قرارات الغلق فترة "كورونا" وانخفاض المعلنين ساهمت في"التسريح" وتراجع الرضا الوظيفي
كشفت دراسة علمية حديثة عن أساليب إدارة المؤسسات الصحفيّة في سلطنة عمان في القطاعين العام والخاص، والفروقات بين صحيفة عمان كمؤسسة حكومية، وصحيفة الوطن كمؤسسة خاصة ضمن متطلبات الحصول على درجة الدكتوراه في علوم الإعلام والاتّصال للباحث والصحفي الدكتور خالد بن راشد بن محمد العدوي، وذلك من خلال استخدام المنهج المختلط MIXED METHODS، لفهم الإشكالية المطروحة بكيفيّة أعمق، توضيحاً للغموض ورفعاً للالتباس وإنارة للسبيل، وبهدف فهم هذه الدراسة بشكل أعمق، وتوضيح النقاط الغامضة فيها.
وتكمن أهمية دراسة وتحليل وتشخيص أساليب إدارة المؤسسات الصحفية المطبوعة وصولاً إلى أنجع الأساليب الممكنة لتطوير سلوكيات العاملين في تلك المؤسسات، ومعرفة أبرز التحديات والمعوقات التي تعترض سير العمل، والتأثيرات التي تنعكس على النواحي الإيجابية كنقاط قوة للعاملين من جهة، والنواحي السلبية التي يمكن علاجها وتعدّ نقاطاً سلبية.
وقد سعت هذه الدراسة التي حازت على تقدير (مشرف جداً) امتياز مع مرتبة الشرف في إشكاليتها إلى التعرف عن الأسباب التي تختفي وراء تعثر الأداء في إدارة المؤسسة الإعلامية من خلال محاولة فحص جوانب الإدارة ضمن مؤسستين إعلاميتين هما "عمان" و"الوطن"، أهذا التعثّر ناجم عن الأساليب التقليدية في القيادة الإدارية للمؤسسة الصحفية وكيفيّة ممارستها أم أنّ له أسبابا أخرى؟ وهذا السؤال المركزي يجعلنا صلب محور إدارة المؤسسة الإعلامية إجمالاً.
وقد حاولت الدراسة البحثية تحليل واقع أساليب وممارسات إدارة وقيادة المؤسسات الصحفية في سلطنة عمان، وتشخيص معاناة المؤسسات الصحفية في الوطن العربي عامة، وفي سلطنة عمان خاصة من تعثر الأداء جراء الأساليب والممارسات التقليدية في "القيادة الإدارية الصحفية".
كما سعت الدراسة إلى الكشف عن التصورات السائدة حول أساليب وممارسات إدارة المؤسسات الصحفية في سلطنة عمان بين القيادات والعاملين تحت إدارتها، والتحديات الإدارية المرتبطة مباشرة بتنسيق إنتاج عمل تلك المؤسسات الصحفية.
وتعد هذه الدراسة الجامعية أولى الدراسات العمانية المتخصّصة التي تتناول واقع أساليب إدارة المؤسسات الصحفية في سلطنة عمان، وتشخص أساليب الإدارة الحديثة في الصحافة المحلية على وجه خاص وكذلك تفسّرها وتحللها.
وقد استخدم الباحث العماني للكشف عن كافة النتائج التي تحصلت عليها الدراسة من خلال صحيفة الاستقصاء، والمقابلة بشقيها (المقننة وغير المقننة)، وصحيفة الملاحظة، وقد خلصت الدراسة التي أنجزت في إطار أساليب إدارة المؤسسات الصحفية العمانية إلى عدة نتائج أبرزها: أنّ المؤسسات الصحفية محل الدراسة، تمارس أسلوب عمل متطوّر، غير أنه تم تسجيل وجود اختلافات بسيطة في أساليب الإدارة التي تلجأ إليها كل مؤسسة، من حيث إجراءات العمل المنتهجة، وهذا يرجع إلى عدة عوامل تتمثل في وجود علاقة بين ملكية الجريدة وأسلوب الإدارة المنتهج، حيث تسير صحيفة (الوطن) وفق النهج الاقتصادي والتجاري ، المرتكز على المنافسة في السوق الإعلاني وكسب المعلنين من خلال تقديم منتوج جيّد، وبالتالي تمارس إدارتها، بمختلف الأساليب العصرية المعمول بها في المؤسسات الاقتصادية الكبرى في المؤسسة الصحفية لإنتاج منتوج ذي نوعية يرجى من ورائه تحقيق المزيد من الأرباح وبالتالي المزيد من التطور من خلال الاستثمارات، أمّا صحيفة (عمان) بوصفها صحيفة حكومية، فهي تسير وفق مبدأ الربحية التي أنشئت من أجلها باعتبارها صحيفة تعتمد على أرباحها من الإعلانات والاشتراكات والتوزيع وطباعة الكتب والمجلات والمنشورات للمؤسسات الصحفية وقطاعات الدولة الأخرى.
وقد شهدت مؤسستي عمان والوطن تطوّرات كبيرة في مجال إدارتها، وتمكنت كل واحدة من تحقيق استقلالية الطبع وحتى التوزيع، فجريدة الوطن اشترت مطابع خاصة، وأيضا خطوط توزيع لجميع أنحاء سلطنة عمان، ونفس الأمر بالنسبة لـ (مؤسسة عمان) التي أصبحت اليوم تطبع في مطابع وزارة الإعلام ورسمت مشروع اقتناء مطبعة خاصة ضمن الاستثمارات المستقبلية.
وتوصّلت نتائج الدراسة إلى أنّ الصحيفتين موضوع الدراسة توليان اهتماما بالغا للتوظيف والتكوين لإطاراتها سواء في قسم التحرير أم الإدارة والقسم التقني، وذلك بهدف رفع مستوى المؤسسة وتطويرها أكثر وتحديثها، وتخصّص سنويا ميزانية للتكوين والتدريب.
وقد أثبت الدراسة أنّ الإدارة الناجحة في أية مؤسسة إعلامية، يجب أن تعتمد على القدرة على المنافسة حيث تؤدي المنافسة إلى توليد الطاقات البشرية وتطوير الأفكار، والقيادة المثالية النموذجية التي تمتلك صفات (الثقة، والصراحة، والطموح، والكفاءة، والنزاهة، والأمل والتفاؤل، وصفة التغيير)، والقيادة الإعلامية تعني أولئك الأشخاص الذين يتحملون مواقع المسؤولية في إطار المسؤولية، أي المدراء الذين يتولون الإمساك بدفّة القيادة والتوجيه في المؤسسة وبمختلف مواقعهم.
كما توصلت الدراسة إلى مجموعة من نتائج العمل الميداني الكمي والكيفي أنّ أسلوب إدارة المؤسسات الصحفية المستخدم هو الأسلوب التقليدي الذي يعتمد بشكل أكبر في مسألة الحضور والانصراف للعاملين أكثر من قياس كمية الإنتاج الصحفي، ولديها مقياس التواجد المكتبي أكثر من الاستخدام الالكتروني للعمل عن بعد، وهذا الأسلوب يحدّ من الإنتاج الصحفي المأمول في ظل الطفرة الإلكترونية للإعلام الجديد.
كما أن نظام العمل في مؤسستي (الوطن) و (عمان) بالطرق التقليدية لا يشجع العاملين لديهما من إنتاج الرسالة الصحفية الناجحة، وقد علل المبحوثون ذلك بالإشارة إلى بعض القيود التي يفرضها قانون المطبوعات والنشر، والقوانين ذات الصلة.
وكشفت نتائج الدراسة أيضا أنّ معدل التعاون والتكافل بين الزملاء الصحفيين والفنيين والإداريين مرتفع، وأنّ التوزيع على الأقسام التحريرية والفنية والإدارية هو توزيع عادل بين العاملين الصحفيين والفنيين والإداريين في مؤسستي (عمان) و (الوطن) ويتمّ وفق رغباتهم وقناعاتهم وتخصّصاتهم، وكذلك يتمّ تعيين المحررين والمسؤولين في الأقسام، والدوائر، وفق الكفاءة، والمهنية.
وأكدت نتائج الدراسة أنّ توفر مبدأ النقاش الهادف يساهم في تجاوز العديد من الخلافات بين العاملين في صحيفتي (عمان) و(الوطن)، ويعتبره عدد كبير من العاملين بالصحف (عينة الدراسة) مرضي ومقبول، وإذا كانت هناك حالات خاصة تتمّ مناقشتها بين الإدارة والموظف، مع إيجاد بيئة للعمل الجماعي المناسب بين العاملين، وتفعيل مبدأ المشاركة الجماعية، والتشاور بين الزملاء والأخذ بمرئياتهم وآرائهم.
وكشفت نتائج الدراسة أيضا أن إدارة الصحف (عينة الدراسة) لديها مجموعة من الممارسات التي تعتبرها الأفضل في إدارة عملها التحريري والفني والإداري، أبرزها: بيئة العمل الصحية التي تشعر العاملين بالصحف بالاستقرار والراحة النفسية، والتعاون والتكافل بين الزملاء الصحفيين والفنيين والإداريين، والعدالة في التوزيع على الأقسام التحريرية والفنية والإدارية، وحل الخلافات والمشاكل العالقة بين العاملين.
كما كشفت نتائج الدراسة أهمية إدارة الصحف بالنقاش الهادف، وتحقيق الرضا الوظيفي للعاملين، وتعزيز الإنتاج الصحفي عبر خطط وبرامج مرسومة، وتذليل التحديات والعقبات التي يواجهها العاملون بصحف العينة، في جو عمل جماعي، وتفعيل المشاركة الجماعية وإيجاد علاقة ودّ وعمل بعيداً عن الطبقيات أو المسميات أو المناصب.
وبيّنت الدراسة العلمية أبرز تحديات العاملين في الصحف، وضعف الإمكانيات والمهارات لدى بعض العاملين بسبب ندرة التدريب والتأهيل، حيث كشفت النتائج أن الصحيفتين (عينة الدراسة) لديهما مجموعة من التحديات التي تعيق مواكبة التطور الرقمي، من أبرزها عدم اللحاق بركب التنمية الإدارية الإلكترونية في ظل التقشف وتقليص موازنة التدريب للعاملين بالصحف إثر الجائحة الفيروسيّة لمرض فيروس كورونا (كوفيد19)، ويفتقد العاملين بها إلى الدورات التدريبية التي تعتبر مهمة في تطوير الأداء المهني والوظيفي للعاملين، ومن ثمّ تجويد الخدمة الصحفية بالشكل المطلوب والمعهود.
فضلاً عن ذلك، فإنّ إدارة الصحف تعاني من وقف الترقيات والعلاوات والحوافز المالية المستحقة لهم، نتيجة تردي الأوضاع المالية، وانخفاض أسعار النفط، وكذلك التداعيات التي خلفتها الجائحة (كوفيد19)، وانخفاض في عدد المعلنين، والشركات والهيئات الحكومية والخاصة، بالإضافة إلى قرارات الغلق الجزئي والكلي، وفي فترات متكرّرة، مما كان له أثر في تسريح عدد من العاملين، وتقليل نسبة في المخصصات الشهرية للعاملين نتيجة انخفاض نسبة العائد المالي للصحف عامة، وهذا كان له تأثير مباشر على أدائهم، وفي تجويد المادة الصحفية.
كما أنّ الحرية الصحفية لدى الصحفيين بحسب ما أشار إليها المبحوثين مقيدة بقانون المطبوعات والنشر، ومتاحة إلى حدود معقولة، فضلاً عن ضعف الإمكانيات والمهارات لدى بعض العاملين الذين يزيدون عبئا على الإدارة في عمليات التأهيل والوعي المهني بالمجال التحريري والفني وكذلك الإداري.
وأشارت الدراسة إلى أن ملكية الصحيفتين (عينة الدراسة) تساهم في توفير بيئة جاذبة للعمل والإنتاج التحريري، وكشفت نتائج الدراسة أنّ هناك مجموعة من الطرق تستخدمها إدارة الصحيفتين (عينة الدراسة) في معالجة تحدياتها، ومن أبرز تلك الطرق إيجاد بيئة عمل صحفية (صحية)، وجاذبة للعمل تشعر العاملين بالصحيفتين بالحيوية والاستقرار والراحة النفسية، وتفعيل مبدأ التعاون والتكافل بين الزملاء الصحفيين والفنيين والإداريين وفرض ضوابط تنظم العمل.
وكشفت النتائج أيضا إلى أن إدارة الصحيفتين (عينة الدراسة) تعمل على محاسبة وعقاب المقصرين من العاملين في مؤسستي (عمان) و (الوطن)، وتختلف درجة المحاسبة بحسب قناعاتهم وليس بحسب القانون أو اللائحة المعمول بها في إدارة العمل الصحفي، وحل الخلافات والمشاكل العالقة بين العاملين في صحيفتي (عمان) و (الوطن) باستخدام سلطة المسؤول.
واستخدمت الصحيفتين (عينة الدراسة) مبدأ النقاش الهادف الذي أسهم في تجاوز العديد من الخلافات بين العاملين، وتحقيق الرضا الوظيفي للعاملين بها بنسبة 65.4%، وإيجاد خطط وبرامج لتحقيق أهداف الصحيفة وتطلعاتها، والأخذ بمبادرات العاملين التي ترى أنّها قابلة للتنفيذ ومتوافقة مع فلسفة ومنهاج الصحيفة، وتذليل التحديات والعقبات التي يواجهها العاملون بصحف العينة بطرق المشاركة الجماعية وليس بالطريقة التقليدية، والتشاور بين الزملاء والأخذ بمرئياتهم وآرائهم أو استشارتهم والاستئناس برأيهم ومقترحاتهم.
وأثبتت الدراسة أنّ هناك ستة مؤثرات مجتمعية ومؤسسية ومهنية على أساليب العمل وإدارة الصحف العمانية تتمثل في قيود قانون المطبوعات والنشر والقوانين ذات الصلة بتحديد صلاحيات العمل الصحفي، والسياسة التحريرية المحددة، والتحفظ المجتمعي على مشاركة المرأة في الحقل الإعلامي عامة، والصحفي خاصة، وهذا ما أكدته النتائج التي تشير إلى ضعف نسبة الإناث في صحف الدراسة مقارنة بالذكور، وهناك مراعاة لظروف المرأة، تتعلق بالإعفاء من العمل الليلي، أو المناوبات، وتغطية المناسبات أو الحالات الاستثنائية كحالات الأعاصير في المناطق الساحلية والحدودية والتي تبعد عن مقر الصحيفة، وتتطلب المبيت خارج حرم منزل المرأة، فضلاً عن إعفائها من العمل خلال المناسبات الاجتماعية والوطنية والدينية كالأعياد، وعامل التدريب والتأهيل الذي أثّر على جودة العمل، وهو ما يفسر أنّ أكثر من ثلثي العاملين في مؤسسات عينة الدراسة (عمان) و (الوطن) إمكانياتهم ضعيفة، وبحاجة إلى تأهيل وتكوين، وإلى تحسين في قدراتهم العملية والمهنية، فضلا عن وقف الحوافز المالية المميزة للعاملين لديها بشكل دوري ومنتظم، والحرية الصحفية متاحة دون الخروج عن موجهات قانون المطبوعات والنشر.
كما أكدت النتائج أن بيئة العمل الصحفية في مؤسستي عمان والوطن متقاربة إلى حد كبير، وتشرف عليهما جهة واحدة وهي وزارة الإعلام، ويتنافسان في نفس السوق، وتتواكب سياسة عمل الصحيفتين مع الاستراتيجية العامة للدولة، وتوصلت نتائج الدراسة إلى مدى تأثير بيئة العمل الصحفي على الإنتاج التحريري في مؤسستي عمان والوطن، وقد جاءت رؤية المبحوثين في الصحيفتين متقاربة ومتوافقة.
وأكدت النتائج أيضا عدم وجود فروق إحصائية ذات دلالة معنوية طبقا للمؤسسة الصحفية كمتغير مستقل وبيئة العمل الصحفي المؤثرة في الإنتاج التحريري، إلا أن بيئة العمل الصحية مختلفة بين مؤسستي عمان والوطن نتيجة التراجع في العائد المالي والمادي للإعلانات والبيع والاشتراك وتوقف الطباعة الورقية.
وأكدت نتائج الدراسة وجود علاقة بين بيئة العمل الصحفي ومستوى الإنتاج التحريري في مؤسستي عمان والوطن، وقد جاءت رؤية المبحوثين في الصحيفتين مختلفة، حيث أكدت النتائج أبرز التأثيرات المتعلقة ببيئة العمل الصحية في إدارة مؤسستي عمان والوطن وتتمثّل في "أنّ وقف الترقيات أو العلاوات أو الحوافز يؤثر على إنتاج الرسالة الإعلامية وجودتها" وقد بلغت قيمة المتوسط النسبي لاستجابات المبحوثين 93%، والنقاش الهادف يسهم في تجاوز العديد من الخلافات بين العاملين في الصحيفة"، والمحسوبية والتمييز بين العاملين بالصحيفة تؤثر على إنتاج الرسالة الصحفية.
كما أن العائد المالي والمادي للإعلانات والبيع والاشتراك، وتوقف الطباعة الورقية خلال فترة الإغلاق التي شهدتها سلطنة عمان إثر جائحة كورونا والتي امتدت قرابة خمسة أشهر من تاريخ 24 مارس إلى 18 أغسطس 2020، وهذا ما أثر سلباً على العائد المالي لتلك الصحف.
كما أن الرضا الوظيفي للعاملين في مؤسستي عمان والوطن متقارب نتيجة عوامل مشتركة بين العاملين، وتقارب الاختصاصات والمهام والحوافز وطبيعة العمل.
وأكدت نتائج الدراسة علاقة الرضا الوظيفي بإدارة العمل في مؤسستي عمان والوطن، وأنّ هناك تأثير بتعلق بالرضا الوظيفي للعاملين في مؤسستي عمان والوطن، فكلما كان الرضا الوظيفي مرتفعاً انعكس إيجاباً على جودة العمل الصحفي وكفاءته، وقد جاءت رؤية المبحوثين في الصحيفتين متوافقة، حيث أكدت النتائج أن "إدارة الصحيفة تساعد على تعزيز الإنتاج الصحفي بين العاملين" حيث بلغت قيمة المتوسط النسبي لاستجابات المبحوثين 69%، و"تضع إدارة الصحيفة خططا وبرامج لتحقيق الأهداف المرسومة"، كما "تعمل الإدارة على تحقيق الرضا الوظيفي للعاملين بالصحيفة"، وقد "حققت إدارة المؤسّستين حوافز مالية مميزة للعاملين بالصحيفة بشكل دوري ومنتظم".
وأثبتت النتائج أن هناك تقارب كبير في نظرة العاملين في مؤسستي عمان والوطن إلى المسؤولين نتيجة العوامل المشتركة، التي أكّدت مدى تأثير نظرة العاملين في مؤسستي عمان والوطن على إدارة المؤسستين، وقد جاءت رؤية المبحوثين في الصحيفتين متوافقة، وأثبتت النتائج أنّ "علاقة المسؤول في الصحيفة مع العاملين علاقة ود وعمل جماعي بعيدا عن الطبقيات والمسميات أو المناصب" حيث بلغت قيمة المتوسط النسبي لاستجابات المبحوثين 76 %، وهو ما يؤكد أنّ التعاون والتكافل بين الزملاء الصحفيين والفنيين والإداريين حاضر وفاعل، كما أنّ المسؤولين في مؤسستي (عمان) و (الوطن) يعملون على إيجاد جوّ من العمل الجماعي بين العاملين، كما أنّ إدارة العمل في الصحيفة تتمّ بطرق المشاركة الجماعية وليس بالطريقة التقليدية، و يتمتع المسؤول في الصحيفة بمهارات إدارية وفنية عالية في إدارة العمل الصحفي" بنسبة 73 %، وهذا ما يفسر أن حل الخلافات والمشاكل العالقة بين العاملين في مؤسستي (عمان) و (الوطن) تتمّ باستخدام سلطة المسؤول ومهاراته الإدارية والفنية في عمليات الربط والضبط بين العاملين، وأن أغلب المبحوثين أكّدوا أنّ النقاش الهادف أسهم في تجاوز العديد من الخلافات بين العاملين في صحيفتي (عمان) و (الوطن).
ويعمل المسؤول في الصحيفة على إيجاد جو من العمل الجماعي بين العاملين " حيث بلغ متوسطها النسبي 71 %، يتحمل المسؤول في الصحيفة أخطاء العاملين ويواجهها بنفسه أمام الرؤساء والقادة بنسبة 65%، ويرى الباحث أن هناك عوامل مشتركة بين العاملين في المؤسستين، وهذا ما يفسر أنّ المسؤول هو من يتحمل أية عقبات أو تحديات أو أخطاء قد تحدث عند العاملين، ويواجهها أمام الرؤساء والقادة، ويتصدّى لها من خلال الدفاع عنهم، وتبرير أخطائهم.
