حوادث الغرق.. مآسي الصيف المتكررة !!
د. أحمد الفارسي لـ(عمان): احتمالية النجاة أكبر بكثير للمرضى الذين تلقوا إنعاشا قلبيا رئويا في مكان الحادث قبل الوصول للمؤسسة الصحية.
إن السباحة في الشواطئ أثناء هيجان موج البحر وما يصاحبها من التيارات الساحبة تعد من الأسباب الرئيسية لحالات الغرق المؤدية للوفاة، ويلجأ المواطنون والمقيمون للشواطئ والأودية هربا من حرارة الصيف، إلا أن ضمن هؤلاء من لا يجيد السباحة من الكبار أو الأطفال، وتمثل الشواطئ والأودية والقنوات المائية والسدود والبرك المائية إضافة إلى الآبار وخزانات المياه المكشوفة ومجاري الأودية أثناء جريانها من أكثر الأماكن التي تكثر فيها حالات الغرق.
وقال الدكتور أحمد بن عبدالله الفارسي، استشاري العناية المركزة للأطفال: مع ارتفاع درجات الحرارة صيفا، وتزامن فصل الصيف مع الإجازة الصيفية للأطفال، تشهد الشواطئ إقبالا كبيرا من المواطنين والمقيمين للاستمتاع بالجو الجميل ولممارسة نشاطات السباحة والرياضات المائية المتنوعة، إلا أن هذه المتعة قد تتحول إلى مأساة وإلى خطر كبير قد يؤدي إلى فقد أحد أفراد العائلة، إذ تتكرر حوادث الغرق على الشواطئ بشكل مستمر ولا تمر مدة زمنية قصيرة، إلا وتُطلعنا الأخبار عن حدوث مأساة بعد أخرى مما يستوجب الوقوف على هذه المشكلة المجتمعية وعمل اللازم للوقاية من تكرارها.
الإنعاش الرئوي
وأشار إلى أن إحصائيات هيئة الدفاع المدني والإسعاف تشير إلى 521 حادث غرق تم التعامل معه خلال عام 2021 مقارنة بـ361 حادث غرق في 2020، وتعتبر هذه الأعداد والزيادة السنوية فيها مؤشرا خطيرا عن وجود مشكلة مجتمعية وجب التوعية والتنبيه عليها.. مشيرا إلى أن مسؤولية الآباء تكمن في ضرورة تدريب أبنائهم على أساسيات ومهارات السباحة في سن مبكرة وتعليمهم قواعد السلامة في الماء، مثل عدم السباحة بمفردهم وعدم السباحة في المناطق الخطرة.. كما يحب عليهم التأكد من ارتداء سترة النجاة عند السباحة في البحر وعدم ترك الأطفال دون رقابة أثناء السباحة.
وأضاف: أما في حالة حدوث الغرق فإنه يتطلب إخراج المصاب بشكل سريع من الماء والتصرف بحكمة عن طريق التأكد من دراية المسعف بمهارات السباحة وارتداء سترة النجاة قبل الإقدام على المساعدة لضمان سلامته أولا، ومن ثم سلامة الغريق، أما الخطوة الثانية فإنها تتطلب وعيا مجتمعيا ومبادرات منظمة لتعليم أفراد المجتمع أساسيات الإسعافات الأولية وطريقة عمل الإنعاش القلبي الرئوي، حيث إن الدراسات العلمية أكدت أن احتمالية النجاة أكبر بكثير للمرضى الذين تلقوا إنعاشا قلبيا رئويا في مكان الحادث قبل الوصول للمؤسسة الصحية.. مضيفا: كي يستمر الاستمتاع والترفيه وينتهي كما بدأ يتطلب من الجميع خاصة أولياء الأمور المصاحبين لأطفالهم اليقظة والمراقبة المستمرة لأطفالهم لأن الانشغال ولو لعدد من الثواني القصيرة قد يحوِّل المُتعة إلى مِحنة ومأساة كبيرة.
أسباب الغرق
وأكدت هيئة الدفاع المدني والإسعاف أن أسباب حوادث الغرق تكمن في عدم إجادة السباحة، وعدم التقيد باللوائح الإرشادية، والمجازفة بعبور الأودية أثناء جريانها، والإنقاذ العشوائي الذي يؤدي أحيانا إلى غرق أكثر من شخص في نفس الوقت، إضافة إلى عدم مراقبة الأطفال أثناء الرحلات والتنزهات بالقرب من المسطحات المائية، والسباحة في الأماكن غير المخصصة كالبرك الزراعية والسدود وقنوات المياه والتجمعات المائية.
ودعت الهيئة إلى أن الالتزام بإجراءات السلامة بممارسة السباحة في الأماكن المخصصة لذلك، وتوفير أطواق النجاة وسترات السباحة، وعدم تعبئة أو ملء حوض السباحة كاملا، إضافة إلى التأكد من خلو الحوض من الأطفال عند المغادرة، وأن تكون المسابح مزودة بسلالم ثابتة ومقابض معدنية موزعة على محيط حوض السباحة، وضرورة تواجد ممن يجيد السباحة لمراقبة الأطفال أثناء ممارستهم للسباحة.
