"جباة المدلة".. جمال الطبيعة ومتعة المغامرة في جبل شمس

قد يواجه البعض حيرة عند رؤية صور لموقع "جباة المدلة" دون أن يتوقعوا وجودها في جبل شمس، لكن بمجرد زيارة المكان، سيكتشف الزائر جمال هذا المعلم السياحي الفريد.

"جباة المدلة" عبارة عن برك مائية تتميز بجمالها الطبيعي، وتقع في ولاية الحمراء بمحافظة الداخلية المعروفة بمواقعها السياحية الشهيرة مثل جبل شمس ومسفاة العبريين وكهف الهوتة والجبل الشرقي، بالإضافة إلى حاراتها القديمة وغيرها من المعالم الطبيعية والتراثية.

يتكون الموقع من بركة عميقة تشكلت بفعل شلال الوادي الذي يتدفق من قمة جبل شمس، حيث أدت عوامل النحت الناتجة عن السيول إلى تكوين هذه البرك التي تمتد على طول الوادي، وتتميز مياه هذه البرك بالبرودة الشديدة حتى في فصل الصيف، وذلك بسبب ارتفاع الموقع وابتعاده عن أشعة الشمس، كما أن المكان يشبه كهفًا كبيرًا، وزيارة الجباة تعد فرصة لهواة السباحة والمغامرات والمشي الجبلي والاستمتاع بالمناظر المحيطة بها.

ولزيارة "جباة المدلة"، يجب على الزائر أن يكون لديه خطة مدروسة تأخذ في الاعتبار طبيعة وجيولوجية جبل شمس، تبدأ الرحلة بالوصول إلى وادي غول، الذي يقع في الاتجاه الشمالي الغربي من الولاية، على بعد حوالي 10 كيلومترات من مدخل الولاية. بعد ذلك، يتجه الزائر يمينًا نحو الطريق الترابي المؤدي إلى وادي النخر، ويواصل السير حتى يصل إلى بلدة الحاجر، التي تُعتبر من أجمل القرى في الولاية، حيث تحتوي على نقوش صخرية تاريخية تعود لآلاف السنين، بالإضافة إلى أشجار النخيل ومياه الوادي المتدفقة، خاصة خلال موسم الأمطار.

يتطلب السير في الطريق بعض الصبر والتحمل نظرًا للمنحدرات والمرتفعات، ويجب على الزائر أن يكون حذرًا ويتخذ احتياطات السلامة العامة. بعد ذلك، الزائر إلى بلدة النخر، التي تبعد 5 كيلومترات عن الحاجر، وتشتهر بجريان الوادي فيها على مدار العام. كما أن البيوت الأثرية في البلدة تعود لآلاف السنين، وتتميز بتشييدها من الحجارة والجص العماني، مما يُضفي جمالًا على المكان. بعد ذلك، يسلك طريقًا ترابيًا مشيًا على الأقدام، وتتطلب الممرات الجبلية والحجارة الملساء الحذر والتعاون مع الفريق للوصول بأمان.