تربويون: ضرورة تحفيز اعتماد الأبناء على أنفسهم في "المذاكرة"
- تقسيم المادة إلى وحدات واختبار الطفل بشكل دوري
- التشجيع على طرح الأسئلة وعدم الخوف من الخطأ
- الاستعانة بالألعاب والأنشطة التفاعلية لجعل التعلم أكثر متعة
أكد تربويون على ضرورة غرس مفهوم الاستقلالية لدى الأبناء، وتشجيعهم على القيام بمهامهم الدراسية بمفردهم مع توفير بيئة هادئة خالية من المشتتات تسهم في تنظيم جدول زمني للدراسة، مشيرين إلى وجود فترات يمر بها الطفل بصعوبة في التركيز والفهم، ولتجاوز تلك المشكلة على الوالدين التحلي بالصبر والمرونة.
فاطمة الزعابية باحثة تربوية تقول: تعد مساعدة الأبناء على الاعتماد على أنفسهم في الدراسة أحد أهم التحديات التي تواجه الأسرة ففي ظل التنافسية المتزايدة والضغوط الدراسية، يبحث الآباء عن أفضل السبل لتوجيه أبنائهم نحو الاستقلالية والنجاح الأكاديمي، يمكن للوالدين مساعدة ابنهم في الاعتماد على نفسه في مذاكرة دروسه بتشجيعه على الاستقلالية بدلا من القيام بالمهام نيابة عنه، و تشجيعه على أخذ زمام المبادرة وحل المشكلات، وتخصيص مكان هادئ ومريح للدراسة، وتوفير الأدوات اللازمة قد يساهم على تحفيزه على ذلك، يمكن تعويد الأبناء على عمل قائمة بالأعمال بحيث يضعها أمامه، سواء كانت القائمة برسم رموز تشير للأعمال أو العبارات البسيطة، كما يجب على الآباء تقديم الدعم المعنوي المستمر لأبنائهم، وتشجيعهم على الثقة بأنفسهم وقدراتهم، ومن المهم تعليمهم مهارات الدراسة الفعالة، مثل كيفية إدارة الوقت، وتقسيم المهام، وأخذ الملاحظات.
وأشارت الزعابية بقولها: أحيانا يمر الأطفال بفترات يجدون فيها صعوبة في التركيز أو الاهتمام بالدراسة، ولتجاوز هذه المرحلة يجب على الآباء التحلي بالصبر والتفهم، ومحاولة اكتشاف الأسباب الكامنة وراء هذا الرفض، هل هناك مادة معينة يجدها صعبة؟ هل يشعر بالضغط؟ أم هناك عوامل خارجية تؤثر عليه؟ يمكن للآباء مساعدة أبنائهم على تجاوز هذه المرحلة من خلال خلق بيئة دراسية محفزة، وتحويل الدراسة إلى نشاط ممتع من خلال استخدام الألعاب التعليمية، والقصص، والأنشطة التفاعلية، وتشجيعهم على المشاركة في الأنشطة التي يحبونها، وتقديم الدعم المعنوي المستمر، مع تجنب الضغط الزائد الذي قد يؤدي إلى نتائج عكسية، والتركيز على بناء علاقة إيجابية مبنية على الثقة والاحترام المتبادل، ويمكن لأولياء الأمور التعاون مع المدرسة والمعلمين لحل أية مشاكل قد تواجه الطفل.
القدرات التعليمية
وأوضحت الزعابية أنه لايوجد عمر محدد لجعل الطفل يعتمد على نفسه في المذاكرة، ولكن يمكن البدء تدريجيًا في سن مبكرة. ومع ذلك، يجب مراعاة شخصية الطفل وقدراته الفردية، لا يوجد عمر محدد يمكن فيه القول بأن الطفل أصبح جاهزا تماما للاعتماد على نفسه في المذاكرة، فهذا يعتمد على عدة عوامل منها النضج، فبعض الأطفال يمتلكون قدرات تنظيمية وتركيزا أعلى من أقرانهم في نفس العمر، مما يمكنهم من الاعتماد على أنفسهم في وقت مبكر، كما يعتمد على صعوبة المادة الدراسية حيث تلعب دورًا كبيرًا؛ فالمواد التي تتطلب تفكيرًا مجردا أو حلا للمسائل قد تحتاج إلى إشراف أكبر من المواد الأخرى. بشكل عام، فتدريب الطفل للاعتماد على نفسه في المذاكرة يكون بشكل تدريجي ويمكن البدء بمهام مثل تنظيم أدواته الدراسية أو قراءة نص قصير بمفرده، ثم زيادة درجة الصعوبة تدريجيا.
أساليب تحفيزية
وعن أهم الطرق والاستراتيجيات التي يمكن اتباعها لمساعدة الأبناء على المذاكرة قالت: تتمحور حول خلق بيئة دراسية محفزة وتوفير الدعم اللازم، و يمكن البدء بتحديد أوقات محددة للدراسة وتخصيص مكان هادئ ومريح لذلك، كما أن تقسيم المادة إلى وحدات أصغر واختبار الطفل بشكل دوري يساعد على ترسيخ المعلومات، و من المهم أيضا تشجيع الطفل على طرح الأسئلة وعدم الخوف من الخطأ، ومكافأته عند تحقيق الأهداف، بالإضافة إلى ذلك، يمكن الاستعانة بالوسائل التعليمية المتنوعة مثل الألعاب والأنشطة التفاعلية لجعل عملية التعلم أكثر متعة، ومن الفنيات التي تساعد على المذاكرة وضع جدول زمني للدراسة، وتخصيص وقت محدد لكل مادة، كما يمكن تقسيم المادة إلى أجزاء صغيرة وسهلة الفهم.
وقالت الزعابية: من أهم العلامات التي تدل على وجود مشكلة في التركيز هو التشتت المستمر، وصعوبة في متابعة التعليمات، والنسيان المتكرر، والحركة الزائدة، وللتغلب على هذه المشكلة، يمكن اتباع عدة استراتيجيات منها توفير بيئة هادئة خالية من المشتتات، وتنظيم جدول زمني للدراسة، وتقسيم المادة إلى أجزاء صغيرة، وتشجيع الطالب على أخذ فترات راحة قصيرة بين الحين والآخر، كما يمكن اللجوء إلى تقنيات الاسترخاء مثل التنفس العميق والتأمل للمساعدة في تهدئة العقل وتحسين التركيز.
إستراتيجيات الانفصال
من جهتها قالت فاطمة المعمرية مشرفة صعوبات تعلم بتعليمية شمال الباطنة: اعتماد الطفل على نفسه في المذاكرة بشكل عام يحتاج إلى الكثير من الجهد والتدريب والتنوع في الأساليب والاستراتيجيات لفصل الطفل عن والديه أو من يهتم به، يبدأ هذا الأمر مع أبنائنا منذ نعومة أظافرهم نريد منهم الاعتماد على أنفسهم في جميع أمور الحياة ومنها المذاكرة في مرحلة معينة، ولمساعدة الأبناء في الاعتماد على أنفسهم للمذاكرة نحتاج إلى قاعدتين ذهبيتين لابد من وجودهما في ذهن كل ولي أمر وهما الصبر والمرونة، فنحتاج إلى الصبر لأن هناك مقاومة وردة فعل ستأتي من الأطفال ليس الجميع بالطبع ولكن البعض سيقاوم انفصال من يعتمد عليه في المذاكرة لذا يجب عدم الاستسلام للطفل والإصرار على هدف استقلال الطفل عن ولي أمره في موضوع المذاكرة، أما المرونة فنحن نحتاجها لتغيير أدواتنا وطرقنا وأساليبنا واستراتيجياتنا كلما تطلب الأمر، هاتان القاعدتان لا بد أن تكونا حاضرتين عند بدء عملية الانفصال.
وأوضحت المعمرية عن أول خطوة لتمهيد طريق اعتماد الأبناء على أنفسهم في المذاكرة وهي الحوار والمناقشة وهذه الخطوة تتطلب توافر شروط معينة منها اختيار التوقيت المناسب واستخدام صوت مريح للطفل والهدوء وعدم الانفعال وإعطاء الطفل مساحة من الحرية للتعبير عن مشاعره وما يقلقه ويخيفه حيث سنكتشف أن هناك كثيرا من الأشياء كنا نجهلها عما يدور في ذهن الطفل وما يقلقه في موضوع الاعتماد على نفسه وعندئذ سنحاول إيجاد الحل لكل مشكلة وأيضا هذا الأمر يتطلب المعرفة التامة بالطفل من حيث طبيعته وسماته ومقدار تحمله للمسؤولية وشخصيته بشكل عام حيث هناك أبناء تكون استجابتهم سريعة وسلسة وبعضهم يرفض المساعدة من الأساس ويحب الاعتماد على نفسه في سن مبكر جدا وهناك نوع تكون استجابته بطيئة ويأخذ وقتا لعملية الاعتماد، هذا النوع يحتاج أيضا إلى عملية الانفصال التدريجي عن طريق إعطائه مهمات وواجبات بسيطة للغاية يقوم بها بمفرده حتى لو قام بها بشكل خاطئ حيث لابد أن نترك مساحة للخطأ وعدم توبيخه والانتقاص من أدائه مهما كان ذلك الأداء حيث لابد هنا من التحفيز والتشجيع وإعطائه أملا أنه في المحاولة القادمة سيصيب الهدف، وإذا كان هناك طفل أكبر منه في المنزل فلابأس أن يتابع عملية التعلم (من أعمال ومهمات وواجبات) في مرحلة التدرج في الانفصال عن الطفل وليس معنى ذلك أننا وضعنا أحدا آخر ليحل محلنا للمساعدة، ولكن الهدف انفصال الطفل المتعلق بولي الأمر الذي يعتبر مساعدته فرضا وواجبا كأن يقول مثلا عند سؤاله لماذا لم تنجز الواجب؟ فيرد (أنت السبب لم تقم بذلك معي)، والكثير من الطرق التي تحتاج إلى كثير من الصفحات، وكل ما سبق لا بد أن يسانده التعزيز بأنواعه أيضا لا ننسى الرغبة الصادقة من ولي الأمر في مساعدة الطفل للاعتماد على نفسه.
وأضافت المعمرية: إذا أتينا إلى المدة التي يمكن جعل الطفل يعتمد على نفسه في المذاكرة، فمتى مرتبطة بجاهزية ولي الأمر وقراءته للطفل بشكل ممتاز ومعرفة أن هذا هو التوقيت المناسب، وأن ولي الأمر قدم كل ما لديه حيث إن الطفل قد تشبع بالحوار والتمهيد للأمر وتم إعطاؤه كل الأدوات والوسائل المعينة على المذاكرة بنفسه، وتوزيع زمن المذاكرة ووضع جدول لها ومتى وكيف يطلب المساعدة إذا تتطلب الأمر ذلك كل ذلك يخبر ولي الامر أن الطفل أصبح جاهزا بشكل تام، وأيضا استعداد الطفل يكون جليا وواضحا للانفصال عنه، وكل ما سبق من وجهة نظري لابد أن يبدأ منذ الصف الثاني لتركه يعتمد على نفسه بشكل كامل في الصف الرابع أو الخامس كحد أاقصى، وجميع ما سبق من واقع تجربتي تم تطبيقه على أبنائي ومن قراءتي السابقة.
