عمان اليوم

"الفيب".. مخاطر صحية وتدمير للذاكرة

02 أغسطس 2023
تحتوي على 8 أضعاف نيكوتين السجائر العادية
02 أغسطس 2023

اكتسبت السجائر الإلكترونية قبل عدة سنوات رواجًا كبيرًا بين المراهقين والتي تعرف فيما بينهم "بالفيب"، فمنهم من يلجأ لها كبديل للسجائر التقليدية، حيث سُوّق كبديل أكثر أمانًا، وأصبح هذا النوع من السجائر عامل جذب للشباب والمراهقين باعتبارها "موضة جديدة"، ومع ذلك فإن العديد من الدراسات تشير إلى أن هذه السجائر تسبب مخاطر صحية عديدة، حيث توصلت إحدى الدراسات بأن السيجارة الإلكترونية "الفيب" أحد العوامل التي تؤدي إلى دمار ذاكرة المراهقين.

يشير أحد مدخني السيجارة الإلكترونية إلى أنه انتقل للتدخين من السيجارة التقليدية إلى الإلكترونية وذلك لمحاولة الإقلاع عن التدخين ولكن ذلك لم يمنعه من تركها قائلًا: بأنها تتميز بعدم محدودية وقت التدخين، فرائحتها المقبولة تجعله يدخن في أي مكان لأنها غير مزعجة، وأقل تكلفة من السيجارة التقليدية.

ترويج خاطئ

وأوضحت الممرضة حنان السومرية، مختصة بالصحة النفسية للأطفال والمراهقين أن السيجارة الإلكترونية تحتوي على مادة البروبيلين والنيكوتين جلايكول والجلسرين والنكهات المضافة وتتكون من البطارية، وملف التسخين والفتيلة، وخزان المحلول والمحلول الإلكتروني وهي المادة التي يتم تبخيرها لهذا سميت (بالفيب)، كما تعمل ببطارية مشحونة وخزان مليء بالسائل الإلكتروني وكويل، وعند الضغط على الزر تبدأ البطارية في تغذية الملف أو الكويل بالطاقة والكويل هو سلك مصنوع من معدن رفيع لذلك يسخن بسرعة وكذلك السائل الذي يلمسه، ويحاط الكويل بسحابة صغيرة ولكنها كثيفة، وعندما يقوم المستخدم بسحب الهواء يمر الهواء عبر الفوهة مما يسمح بتبخر المزيد من السائل فترة السحبة، وعادةً لا تتجاوز الخمس أو ست ثواني، كما أن طريقة عمل السيجارة الإلكترونية تتشابه بشكل كبير مع السيجارة العادية وتعطي للمدخن نفس إحساس السيجارة العادية وتحتوي السيجارة الإلكترونية على نسب متفاوتة من النيكوتين وبذلك تؤدي أيضا للإدمان.

وأضافت السومرية: على الرغم من أن السيجارة الإلكترونية كانت موجودة منذ فترة طويلة، لكن في الآونة الأخيرة سوّقت مواقع التواصل الاجتماعي لها عند المراهقين على اعتبار أنها (هبة)، وصُنعت بأشكال مغرية للمراهقين خصوصًا أنها تأتي بنكهات مختلفة، وزاد من انتشارها الترويج الخاطئ على أنها أقل خطورة من السيجارة العادية.

مخاطر صحية

وتقول السومرية: إن السجائر بشكل عام سواءً كانت العادية أم الإلكترونية تحتوي على مادة النيكوتين بنسب مختلفة بالتالي تؤثر سلبًا على الصحة وقد تكون أشد خطرا نظرا لسميتها العالية، والاستمرار عليها لفترة طويلة يؤدي إلى الكثير من الأمراض، وتعدّ أكثر خطرًا من السجائر العادية حيث إنها تحتوي على ٨ أضعاف النيكوتين الموجود في السجائر العادية ويسبب النيكوتين الإدمان الشديد، وقد يصبح غير المدخن على السجائر العادية مدمنًا عليها في حال البدء في استخدام السيجارة الإلكترونية، بالإضافة لذلك فإن استخدامها باستمرار يعرّض الشخص للإصابة بسرطان الرئة لأنها تحتوي انبعاثات النيكوتين والمواد السامة الأخرى الضارة بكل المدخنين وغير المدخنين الذين يتعرضون للرذاذ الصادر عنها بشكل غير مباشر وتعاطيها من قبل الأطفال والمراهقين له آثار ضارة على نمو الدماغ وتدمير الذاكرة وهو في تلك الفترة في طور النمو مما يؤدي لاضطرابات التعلم والقلق .

عقوبات

ووفقًا لحماية المستهلك فإن السجائر الإلكترونية في سلطنة عُمان تعد من بين الأمور المحظورة ،حيث تقرر سحب الكميات الموجودة من السيجارة والشيشة الإلكترونية من كافة أسواق السلطنة حفاظًا على الصحة العامة، وفرض عقوبات وغرامات مالية للمخالفين مقدارها (٥٠٠ ريال عماني)، وتضاعف الغرامة إذا تتكررت المخالفة، وفي حال استمرار المخالفة تفرض غرامة إدارية مقدارها (١٠٠ ريال عماني) عن كل يوم تستمر فيه المخالفة، على ألا يزيد مجموعها (٢٠٠٠ ريال عماني).