الدراجات.. هواية وتوفير وقود أم إرباك مروري؟!
مختصون لـ «عمان»:
- لا توجد مجازفة لقيادة الدراجات النارية إذا تلقى قائدها التدريب وفق برنامج متكامل
- قيادة الدراجات توفّر الوقود وتعد ترفيها وهواية وصديقة للبيئة في الوقت نفسه
- منع ارتداء سماعات عند التنقل ليتمكن السائق من معرفة ما يجري حوله وتخصيص مسار آمن
- ضرورة توعية أولياء الأمور بمخاطر استخدام أبنائهم للسكوتر دون الإلمام بالطريقة الآمنة
- تحديد مناطق لاستخدام السكوتر وحظره من الاستخدام في الشوارع العامة
تباينت أقوال عدد من المختصين والمهتمين بالدراجات النارية والهوائية، حيث نظر إليها البعض أنها وسيلة تنقل توفّر الوقود والوقت والجهد، وتحافظ الدراجة الهوائية على اللياقة كونها رياضة أكثر منها وسيلة تنقل، واتفق آخرون على أن الدراجات تبقى وسائل خطرة تفتقر لقلة الأمان وخطرا لقائديها والآخرون، فضلا عن مزاحمتها للسيارات في مواقفها وللمشاة في أرصفتهم.
واستطلعت «عمان» آراء مجموعة من المختصين والمهتمين حول استخدام الدراجات الهوائية والنارية.
قال راشد بن فقير البلوشي المدير العام والمؤسس لمركز تعليم سياقة الدراجات النارية: «إن قيادة الدراجة النارية هي هواية ووسيلة نقل اقتصادية في الوقت نفسه، ولكن حاليا ما زالت تعتبر هواية في السلطنة، أما الدراجة الهوائية فهي وسيلة رياضة في المقام الأول»، موضحا أن رياضة الدراجات الهوائية لها عشاقها من مختلف الأعمار، وهي ممتعة في جميع أيام السنة وليست مقتصرة فقط على الشتاء كونها رياضة كباقي الرياضات التي يمارسها الإنسان في حياته اليومية وأصبح لها أماكن مخصصة لممارستها.
وأوضح البلوشي أن قيادة الدراجات النارية تتطلب الحصول على رخصة قيادة ويوجد اختبار نظري واختبارات عملية، ويقدم مركز تعليم سياقة الدراجات النارية تدريبات نظرية ومن ثم عملية وأساسيات قيادة الدراجة النارية والقيادة الوقائية والتدريب على تقديم اختبار الحصول على رخصة سياقة ويتم تأهيل قائد الدراجة النارية بالتدريج حتى يتمكن من سياقة الدراجة النارية بثقة وأمان على الطريق والتعامل مع مختلف الظروف أثناء قيادته للدراجة.
وعبّر راشد عن وجهة نظره قائلا: «لا توجد مجازفة إذا تلقى قائد الدراجة النارية التدريب وفق برنامج متكامل يؤهله في قيادة الدراجة النارية بشكل صحيح، وفيما يتعلق بوسائل الأمان فإن لبس قائد الدراجة الوقائي هو وسيلة الأمان، وبخصوص تهور بعض السائقين فهذا يعتبر تصرف فردي فالتصرفات الفردية لا تعمم على جميع قائدي الدراجات النارية والملتزمين بقواعد والقوانين ذات العلاقة».
واختتم حديثه: «لكل شخص هواية يميل إليها، بالنسبة لي شخصيا أُفضل الدراجة النارية كون لها متعة مختلفة عند قيادتها بين مختلف التضاريس في بلدنا الحبيب عُمان، بالإضافة إلى ذلك فإن قيادة الدراجة النارية تزيل الضغوط وتمد سائقيها بالراحة النفسية والنشاط والحيوية.»
وسيلة تنقل
من جهته يقول فيصل بن عامر الحنشي من فريق عُمان بايكرز: «إن قيادة الدراجات الهوائية والنارية هواية جميلة وبنفس الوقت وسيلة للتنقل الاقتصادي الممتع وتوفر الكثير من الوقت عند التنقل، حيث إنها تجمع بين الرياضة والاستمتاع بالمناظر أثناء ممارستها.» مؤكدا أنه يجب على المتدرب اجتياز دورة تدريبية نظرية وعملية للتأكد من فهمه لأساسيات القيادة الآمنة.
وأضاف الحنشي: «لا تعد قيادة الدراجات مجازفة إذا كان القائد لديه الوعي اللازم وتفهمه لمخاطر الطريق ويقود الدراجة ملتزماً بالأنظمة والقوانين، المشكلة تكمن في بعض السائقين المتهورين، وبالنسبة لي أجد قيادة الدراجة النارية أفضل حيث إننى استمتع بسهولة التنقل بها وزيارة مختلف المناطق الجميلة كما أنني استخدمها كوسيلة نقل من وإلى العمل، بهدف ابتداء يوم جديد بشحنه من النشاط من خلال ممارساتي لهوايتي المفضلة.» مشيرا إلى أن ثقافة قيادة الدراجات النارية غير منتشرة بشكل واسع بالمجتمع العماني، وذلك يعود لقلة الوعي والخوف من المخاطر وسلوكيات بعض قادة الدراجات النارية.
رياضة وترفيه
وأوضح مازن بن محمد البرام أن هناك فرقا في استخدام الدراجة النارية والهوائية فهي ليست حكرا لفئة الشباب فهناك العنصر النسائي يقود الدراجتين سواء الهوائية أو النارية، أما من ناحية القيادة لا تختلف قيادة الدراجة الهوائية عن النارية حيث يكمن الاختلاف فقط في المحيط والتركيز بأنه يكون أعلى في الدراجة النارية، وبالنسبة لآلية السياقة فهي الخلفية نفسها ففي سياقة الدراجة النارية عندما يكون الشخص لديه خبرة في الدراجة الهوائية يكون قد قطع نصف الشوط في تعلم السياقة على الدراجة النارية فقط الفرق في تعلم آلية الخانق والغيارات أما التوازن والتركيز يكون لديه خلفية من خلال قيادته للدراجة الهوائية.
وقال مازن: «نلاحظ بمجتمعنا أن الدراجة النارية ما زالت وسيلة ترفيه (هواية)، أما الدراجة الهوائية فهي رياضة لا تقتصر على جنس أو عمر فيمارسها جميع أفراد المجتمع، ولدى بعض أصحاب المطاعم هي وسيلة نقل الطلبات، وفي فصل الشتاء يمكننا القول إننا نمارس هذه الرياضة في أغلب الأوقات، أما في فصل الصيف فقط في الليل أو أول الصباح يمارسها الشخص.» معرجا في حديثه إلى أنه يجب اجتياز اختبارين في قيادة الدراجة النارية أحدهما (عملي) اختبار المخاريط والشارع للحصول على رخصة السياقة من قِبَل شرطة عمان السلطانية، والثاني (نظري) يكون فقط في الإشارات الإرشادية أو المرورية.
واختتم البرام حديثه قائلا: «قد تكون قيادة الدراجة مجازفة حالها حال أي وسيلة نقل ففي استخدامك للسيارة هناك أيضا مخاطر، فالبعض يرى أن السيارة تتوفر لديها وسائل أمان أكثر مثل محيط السيارة، لكن ألاحظ وبأمانة الشخص الذي يقود الدراجة النارية يكون تركيزه أعلى من الشخص الذي يقود المركبة وتكون جميع حواسه منصبة على الشارع عكس قيادة السيارة البعض يستخدم الهاتف أثناء القيادة وأيضا تركيزه لا يكون بنسبة مائة بالمائة للشارع، كما يمكننا القول: إن ليس جميع مرتادي الدراجة النارية بنفس التركيز هناك قُدرات وفروق من شخص لآخر، كما أننا نرى التهور عند بعض سائقي الدراجات النارية أثناء القيادة بسبب نقص الثقافة والوعي فقط وليس المهارة ويجب عليك أن تعلم أنه مهما كنت خبيرا في سياقة الدراجة يعتبر أي خطأ منك يكلفك حياتك أو أحد أعضاء جسمك، ويجب أيضا عليك التقيد باللبس الآمن الذي نرى وللأسف الغالبية لا يتقيدون به ولا يعطون له أي أهمية لهذا عندما ترى حوادث الدراجات النارية تراها خطيرة وتكلف الشخص حياته.» موضحا أنه يفضّل قيادة الدراجة النارية عن الهوائية لأنها أكثر أمانا واستمتاعا في قيادتها بأنحاء السلطنة وأكثر تركيزا من الدراجة الهوائية كما أنه لا يوجد مسار خاص لقيادة الدراجة الهوائية أما النارية فهو نفس مسار السيارات فمن وجهة نظري هذه النقطة تسبب أريحية في قيادة الدراجة النارية لكن يجب احترام قوانين الشارع، ولذلك ظهر مركز تعليم سياقة الدراجة النارية التي من أبرز أهدافه نشر الوعي في كيفية سياقة الدراجة بالطريقة الآمنة واحترام مرتادي الشارع ونتمنى من قائدي الدراجات النارية الانضمام إلى الدورات التدريبية في المركز لإنشاء جيلٍ واعٍ في قيادة الدراجة النارية.
وسيلة اقتصادية
ويعبّر باسل بن أسامة القصير عن وجهة نظره المتمثلة في أن قيادة الدرجات النارية تعتبر من أبرز وسائل النقل في العالم لما فيه من سرعة في عملية التنقل وفي الوقت نفسه خففت من أعباء الازدحام والوقود، وتعتبر هواية لعدد كبير من جميع فئات المجتمع، أما بخصوص الدراجات الهوائية فتعتبر هواية وصديقة للبيئة بامتياز ولكنها ليست الحل الأنسب للتنقل خاصة لمسافات طويلة، ولذلك نحث جميع المتدربين لدينا في فريق عمان بايكرز وجميع الدراجين من استخراج رخصة القيادة بما فيه من سلامة شخصية للدراج بحصوله على تأمين يغطي نفقة العلاج او الحادث لا قدر الله، وعند امتلاكه للرخصة يستطيع التنقل عبر دول العالم باستخراجه رخصة دولية.
وقال باسل: «من وجهة نظري الشخصية لكل شيء سيئات وإيجابيات، فالدراجة النارية إذا كنت متقيدا بقوانين السير وعدم الاستهتار في السرعة وملم في السياقة فإنها كافية لتكون وسيلة نقل آمنة في كل المقاييس، ولكن للأسف لدينا فئة قليلة من الشباب لديهم تهور أثناء القيادة.»
ممارسة الرياضة
وقال سالم بن عبد الله الحضرمي: «إن الدراجات الهوائية فرصة لممارسة رياضة وتعد وسيلة ترفيه ومتعة، وتتطلب قيادتها مجهوداً حركياً، كماً أن التعامل مع الدراجات الهوائية أسهل من خلال التحرك بها بين السكك الضيقة وداخل الأحياء، كما أن أسعارها معقولة جداً.» مؤكدا في حديثه أن الدراجات الهوائية تعد وسيلة جيدة للحفاظ على الصحة البدنية، واستخدامها بشكل يومي يزيد من حركة العضلات وينشط الدورة الدموية، على عكس المركبة التي تحفز على الكسل.
ويعارض محمد الشكيلي فكرة استخدام الدراجة النارية والهوائية في روتين الحياة، ويعتبرها مجازفة بالسلامة وتعود بمخاطر كثيرة على سائقيها وغيرهم، مشدداً على ضرورة استخدامها في الأماكن المخصصة لها.
السكوتر
ونلاحظ في الوقت الحالي خاصة مع اعتدال درجات الحرارة ودخول الشتاء أن السكوتر يجتاح المناطق السكنية، وهناك الكثير من الشباب والفتيات من مختلف الأعمار يرتادون الطرقات بـ«السكوتر»"، فيتجمّعون يومياً في شوارع المناطق السكنية والاستمتاع بقيادة السكوتر وسط نسيم الهواء العليل.
وحذّر عدد من أولياء الأمور أبنائهم من المخاطر التي قد تترتب على عدم الالتزام بأماكن محددة لقيادة الاسكوترات، إضافة إلى إهمال وسائل الحماية والسلامة، واتفقوا على أن تداعيات جائحة كورونا دفعت الكثير إلى البحث عن أنشطة جديدة للمتعة والترفيه خارج المنازل.
شروط عامة
تقول أم الريم: «من وجهة نظري أن ظاهرة السكوتر جديدة علينا، فأصبح أولياء الأمور يوفرون لأطفالهم السكوتر دون توعيتهم بالمخاطر التي قد يتسببون بها لقائدي السيارات ولأنفسهم، حيث يستخدمها الأطفال للعب والتصرف بشكل خاطئ داخل الأحياء السكنية»، ودعت الجميع إلى الانتباه إلى أهمية الوعي باقتناء السكوتر نظرا لعدم التزام أصحاب الاسكوترات بضوابط السير والخروج إلى الشوارع الرئيسية دون انتباه. موضحة أنه للتقليل من مخاطر الاسكوترات، يجب أن تكون هناك شروط عامة ينبغي مراعاتها عند السماح لهذه الوسيلة بالاستخدام، كوضع عمر أدنى بحيث لا يسمح للأطفال باستخدامها، بالإضافة إلى ضرورة ارتداء الخوذة؛ ومنع ارتداء السماعات عند التنقل ليتمكن السائق من معرفة ما يجري حوله، وأن يخصص مسار آمن للتنقل بهذه الوسيلة.
جهاز سريع
ويرى عمر بن حمد البوسعيدي أن السكوتر خطير جدا حيث إنه جهاز سريع وسرعته تتسبب في فقدان التوازن وبالتالي عدم القدرة على السيطرة مما تنجر عنه العديد من الكوارث، ونلاحظ انتشار استخدام الاسكوترات لأنها تعد وسيلة نقل خفيفة وسريعة، ويجب تقنين هذا الأمر في تخصيص أماكن لاستخدامها ومنع عشوائية استخدامها.» ودعا الجهات المختصة إلى ضرورة توعية أولياء الأمور بمخاطر استخدام أبنائهم للسكوتر دون الإلمام بالطريقة الآمنة للاستخدام أو حماية أنفسهم من مخاطر الحوادث خاصة وانه يتم استخدامه وسط الشارع، مع ضرورة تحديد مناطق لاستخدام السكوتر وحظره من الاستخدام في الشوارع.
وأكد البوسعيدي أن استخدام السكوتر والدراجات الهوائية في الشوارع يربك السائقين، حيث إنه يظهر فجأة أمام سائق السيارة دون تنبيه أو إنذار مسبق، إضافة إلى عدم لبس وسائل الأمان من خوذة وملابس عاكسة للضوء.
