No Image
عمان اليوم

إدمان الألعاب الإلكترونية.. خطر يهدد أوساط الشباب !

15 فبراير 2023
"الصحة العالمية" صنفته من الأمراض
15 فبراير 2023

اكتسبت الألعاب الإلكترونية مكانة بارزة خلال الفترة الماضية، خاصة خلال جائحة كوفيد 19 حيث كان لجميع المهتمين بالألعاب الالكترونية فرصة ممارسة الألعاب الالكترونية عبر الإنترنت كمصدر للترفيه، ونشر موقع بزنس واير الإلكتروني خلال نهاية عام 2022م تقرير حول سوق الألعاب الالكترونية في سلطنة عمان وتوقع التقرير حدوث نمو خلال الفترة من 2021-2027م بنسبة 12.2%، وذلك بسبب تزايد اهتمام الشباب في سلطنة عمان من الفئة العمرية 15-30 سنة باستخدام الألعاب الالكترونية، ومن المتوقع أن تستحوذ ألعاب الهاتف المحمول على غالبية النمو مدفوعة بزيادة الاعتماد على الهواتف ونمو الاتصالات وخفض تكاليفها.

فالألعاب الالكترونية أصبحت أولوية لعدد ليس قليل للشباب وسببت اضطرابات في العلاقات الأسرية والاجتماعية بشكل عام، حيث أدرجت منظمة الصحة العالمية الإدمان على الألعاب الإلكترونية، ضمن نسختها الأخيرة من دليل تصنيف الأمراض عام 2022، واعتبرت الإدمان عليها اضطرابا صحيا، ويضحي مدمنوها بأوقاتهم ومسؤولياتهم وقد وُجد أن المكوث في البيت لفترات طويلة يؤدي إلى الإدمان عليها.

"عمان" التقت بعدد من ممارسي الألعاب الالكترونية للتعرف على تجاربهم وآرائهم بشأنها، حيث قال حسن بن علي البوسعيدي: بوجود الألعاب الالكترونية نستطيع التعبير عن مشاعرنا، بالإضافة إلى أنها تشكل متنفسا وبديلا لضغوطات الحياة المختلفة،" موضحا أن الاستمرار في قضاء ساعات طويلة على الألعاب الإلكترونية يسبب الإدمان والتعود عليها، ومع مرور الوقت يصبح الأشخاص انطوائيين ومنعزلين، وعاجزين عن الاندماج في المجتمع، ما يؤدي لوجود خلل في الحياة الاجتماعية." ونوه إلى ضرورة تقسيم الوقت وتخصيص وقت محدد لهذه الألعاب حتى لا تسرقنا من الحياة الاجتماعية ولا تدمر صحتنا الجسدية والنفسية.

وتقول سعاد العبرية: "إن تمضية أوقات طويلة بصفة مستمرة على الألعاب الإلكترونية في الأجهزة الذكية يجعل أصحابها عرضة للسمنة، كما أن إدمان الألعاب الإلكترونية، يسبب اضطرابات في النوم، إضافة إلى العزلة والوحدة التي تصل إلى الاكتئاب، ناهيكم عن تعرض البعض للتنمر بعد الخسارة في اللعب." وأوضحت أن بعض الآباء يدمنون استخدام بعض الألعاب الالكترونية ولا يهتم بشؤون أسرته وهذا أمر سلبي يهدد استقرار الأسرة.

وتتحدث أم محمد "ربة منزل" وتقول" بدأ زوجي من أيام الحظر في جائحة كورونا بقضاء ساعات طويلة على مختلف الألعاب الإلكترونية لمدة تتجاوز 4 ساعات متواصلة دون أن يشعر بالوقت، وعندما كنت أتحاور معه كيف يستطيع مواصلة اللعب لساعات بدون ملل كان يبرر أن لهذه الألعاب فائدة في تحسين الحالة النفسية والابتعاد عن الضغوطات النفسية بعد العمل وغيره، ولكن في المقابل كان ابتعاده عن الأسرة يزداد تدريجيا كل يوم.!" مضيفة: إن أصدقاءه كانوا يتذمرون من تعلقه بالألعاب وتضييع الوقت إلا أنه لم يكن يبالي واستمر في تمضية يومه بعد الدوام بين الألعاب الالكترونية.

وأوضحت أن الألعاب الالكترونية قد تتسبب في الانفصال الأسري أي حدوث توتر في العلاقات الزوجية، بسبب التقصير المباشر في حقوق الزوجة والأبناء، وقالت: "لا مانع من استخدام الألعاب الالكترونية ولكن بتوازن وتقنين ووعي بآلية الاستخدام."

ويستغرب علي العجمي هجوم البعض على الألعاب الإلكترونية واصفين إياها أنها بلا فائدة ومضيعة للوقت، وأوضح أن بعض الألعاب الالكترونية تسهم في تنشيط الذهن، وقال: "لو نظرنا إلى الموضوع من زاوية أخرى لوجدنا أن هنالك إيجابيات فبعض الألعاب تصفي الذهن وتنمي المهارات الفكرية وحتى المعرفية، إضافة إلى أنها تمثل حلا مقبولا لمن يشعر بالوحدة، أو لديه فراغ.

ويعلّق سالم الحضرمي: "إن الإدمان على الألعاب الالكترونية باتت تهدد الترابط الأسري بشكل خاص والاجتماعي بشكل عام، موضحا أن الألعاب الالكترونية ووسائل التواصل الاجتماعي وغيرها من التقنيات لها تأثيرات اجتماعية ونفسية واسعة على الأسرة على المدى القصير والطويل، حيث أسهمت الألعاب الالكترونية في تقليل التواصل بين أفراد الأسرة الواحدة."

وتشارك سلوى بنت محمد الجابرية قائلة: "إدمان الألعاب الالكترونية أمر خطير ومخيف جدا، ولمساعدة خروج الشخص من حالة الإدمان يجب الاعتراف بالمشكلة؛ لأنها الخطوة الأولى نحو العلاج والتقليل تدريجيا من ممارسة الألعاب الالكترونية، فالأمر لا يأتي مرة واحدة وإنما يأتي بطريقة تدريجية للتخلص منه،" وتوضح أن المجتمع العماني بشكل عام يعي خطورة هذه الألعاب. وأكدت أهمية العثور على بدائل مثل ممارسة الرياضة أو تعزيز هواية معينة أو مهارة يحبها وذلك من أجل تقليل ممارسة الألعاب الالكترونية حتى لا يقع في الإدمان.