عمان اليوم

أخصائيو أرصاد: فرص ترجح ابتعاد مسار «بيبارجوي» عن السواحل العمانية

08 يونيو 2023
مرتفع جوي على شبه الجزيرة العربية يحد من تطور الحالة المدارية
08 يونيو 2023

رياح القص وارتفاع الرطوبة والضغط الجوي تضعف الحالة -

70% احتمالية تحركه نحـــو السـواحـــل الهندية -الباكستانية -

مسار الإعصار سيتضح خلال الـ 24 ساعة المقبلة والمتغيرات واردة -

وضع بحر عمان حاليا غير مشجع بدرجة كبيرة لتطور الحالة -

أكد أخصائيو أرصاد جوية صعوبة التنبؤ بمسار الأعاصير المدارية لأنها قد تضعف أو تغير اتجاهها فجأة حسب العوامل الجوية وهذا ما تظهره توقعات حالة الإعصار المداري «بيبارجوي» الموجود وسط بحر العرب، حيث تشير المؤشرات الأولية إلى احتمالية تحركه نحو السواحل الهندية -الباكستانية بنسبة 70%، وترجح ابتعاد مساره عن السواحل العمانية بنسبة 30%.

وقال مازن بن علي الربيعي أخصائي أرصاد جوية بهيئة الطيران المدني في تصريح لـ«$»: يوجد احتمال لتطور الحالة المدارية إلى إعصار من الدرجة الثانية خلال الساعات الـ 24 القادمة، وأغلب النماذج العددية حاليا تتوقع توجه مسار الحالة المدارية إلى الشمال والشمال الشرقي بمحاذاة السواحل الهندية الباكستانية، وهذه التوقعات قد تتغير بفعل تغيرات المناخ والطقس وهناك احتمال تعمق الحالة واتجاهها نحو الشمال والشمال الغربي باتجاه السواحل العمانية إلا أن وضع بحر عمان حاليا غير مشجع بدرجة كبيرة لتطور الحالة والعوامل المناخية، مشيرا إلى أن المتغيرات ورادة في التنبؤ بتغير مسار الحالة المدارية بناء على تغيرات الطقس ومنطقة رياح القص التي قد تغير من اتجاه الحالة إلى الشمال الغربي باتجاه سواحل سلطنة عمان سواء المطلة على بحر العرب أو بحر عمان.

وأوضح الربيعي: هناك الكثير من العوامل التي تؤدي إلى تغير مسار الحالة الجوية عن سواحل سلطنة عمان وتراجع تأثيرها منها رياح القص، وهي الاختلاف المفاجئ في سرعة الرياح أو اتجاهها بين نقطتين قريبتين في الغلاف الجوي وتكون في الحالات المدارية عكسية، فمثلا كلما كانت الرياح عالية كانت حركة الحالة المدارية أقل ويكون تطورها أضعف، كذلك الرطوبة الموجودة في الغلاف الجوي من سطح البحر إلى طبقات الجو العليا عادة ما تكون عمودا من الرطوبة، فكلما كانت المنطقة مشبعة بالرطوبة كانت عاملا مساعدا على تطور الحالة المدارية، كما أن درجات حرارة سطح المحيط المناسبة التي في العادة تتراوح بين 27 و31 درجة وإذا ارتفعت تعد عاملا عكسيا لتطور الحالة المدارية، إضافة إلى وجود عامل آخر يعمل على جذب الحالة المدارية وهو وجود المنخفضات الشتوية أو الأخاديد الغربية التي تعمل كعامل جذب لمصاحبة الحالة المدارية، مشيرا إلى أن أكبر عامل يحد من تطور الحالة المدارية وجود مرتفع جوي مناخي واقع على شبه الجزيرة العربية قد يساهم في تراجع تطور الحالة وابتعادها عن سواحل سلطنة عمان.

وفي السياق قال خالد بن أحمد الوهيبي من هيئة الطيران المدني: إن الفرص مواتية لتطور الحالة المدارية إلى إعصار من الدرجة الثانية خلال الساعات القادمة ومن المتوقع تدفق السحب العالية على سواحل سلطنة عمان المطلة على بحر العرب، التي بدأت بالتدفق على محافظتي الوسطى وظفار، موضحا أنه وبحسب المؤشرات الحالية هناك احتمالان لمسار الإعصار، حيث تشير المعطيات الأولية وخرائط الطقس إلى أن الاحتمال الأكبر تحرك الإعصار إلى الاتجاه الشمالي الغربي ثم الانعطاف نحو الشمال الشرقي باتجاه السواحل الهندية-الباكستانية، والاحتمال الآخر انعطافه نحو سواحل سلطنة عمان ولكن أقل مقارنة بالتحرك الأول نحو الهند وباكستان نتيجة عدة عوامل من بينها ارتفاع الضغط الجوي المؤثر حاليا على شبه الجزيرة العربية التي ستدفع بالحالة المدارية إلى السواحل المقابلة.

وأضاف الوهيبي: يوجد تغير أكثر في انخفاض الجو بالسواحل الهندية -الباكستانية مقارنة بالضغط الجوي في سواحل سلطنة عمان ولكن ما زالت المؤشرات توضح أنه ما بين 20 و30% تتحرك الحالة المدارية إلى السواحل العمانية وستكون الصورة واضحة خلال الساعات الـ24 المقبلة التي ستوضح مسار تحرك الإعصار.

وقد أوضحت آخر صور للأقمار الاصطناعية وتحاليل المركز الوطني للإنذار المبكر من المخاطر المتعددة إلى تمركز الإعصار المداري «بيبارجوي» من الدرجة الأولى في وسط بحر العرب على دائرة عرض 13.7 شمالا وخط طول 66.2 شرقا ويبعد عن سواحل سلطنة عمان 1030 كم، بسرعة رياح حول المركز تتراوح بين 64 و82 عقدة.

وأشار المركز في ملخص توقعات بحر العرب الذي صدر ظهر اليوم حول الحالة المدارية إلى أن الأيام القادمة سوف تشهد تدفقا للسحب العالية والمتوسطة على السواحل المطلة على بحر العرب مع ارتفاع موج البحر الذي سيكون هائجا ويصل ارتفاعه إلى 6 أمتار.

وحذر المركز الوطني للإنذار المبكر من المخاطر المتعددة من ارتياد البحر وممارسة الأنشطة البحرية خلال الأيام الثلاثة القادمة نظرا لارتفاع هيجان موج البحر بين (3-6) أمتار على سواحل بحر العرب.