"أثر التطوع في المجتمع".. ندوة تستعرض أساليب تنظيمه وتطويره
- د.محمد الشعيلي: التطوع ينمي الروح التعاونية السامية بين أفراد المجتمع
- فتحية البحرية: التطوع الاقتصادي بإقامة مشاريع لدعم المحتاجين وإيجاد فرص عمل للباحثين
- سليمة العامرية: ضرورة الوعي بالقوانين المنظمة للعمل التطوعي ومصادر التمويل
- د.شمسة الحارثية: تنشيط دور الشركات في مجال المسؤولية الاجتماعية
- بشرى الكندية: العمل التطوعي له أثره الإيجابي على الصحة النفسية
- د.سالم الحارثي: تجارب مثمرة للجمعيات الأهلية في تعزيز التكافل الاجتماعي
شهدت ندوة "التطوع واثره في المجتمع" طرح العديد من الأفكار والاقتراحات التطويرية في العمل التطوعي وتنظيمه والتأكيد على أهمية العمل التطوعي وآثاره الإيجابية على المجتمع والاقتصاد وأهمية جذب المتطوعين من خلال أساليب جديدة ومبتكرة في العمل التطوعي والابتعاد عن الطرق التقليدية والروتينية وضرورة إظهار الإنجازات الخيرية التي يقوم بها الأفراد لتحث الشباب على الانخراط في تقديم المساعدات الإنسانية والأعمال الخيرية، ونشر فكرة التطوع ومميزاته لدى الطلاب في الجامعات والمدارس.
وعقدت وزارة التنمية الاجتماعية بالتعاون مع الجامعة العربية المفتوحة اليوم الندوة "بمناسبة اليوم العالمي للتطوع الذي يصادف الخامس من ديسمبر من كل عام، وذلك تحت رعاية معالي الدكتورة ليلى بنت أحمد النجار وزيرة التنمية الاجتماعية بديوان عام الوزارة بمرتفعات المطار.
في البداية رحب المكرم الدكتور محمد الشعيلي بالحضور مستعرضًا مسيرة العمل التطوعي في دول العالم بداية بهيئة الأمم المتحدة والاحتفال به أول مرة منذ 36 عامًا بعام 1985، حيث تحتفي به الحكومات والدول بمختلف أنحاء العالم إدراكًا منها بأهمية التطوع والعمل على تطويره وتقديرًا وتكريمًا للمشاركين في التطوع من مؤسسات وأفراد.
وأضاف الشعيلي: يعد العمل التطوعي الذي تقوم به الجمعيات الخيرية ومؤسسات المجتمع المدني أو من خلال المؤسسات والمنظمات الحكومية من مظاهر التكافل الاجتماعي ويسعى دائمًا إلى خلق روح سامية تعاونية بين أفراد المجتمع الواحد والمجتمعات المختلفة.
وتناولت الندوة طرح العديد من أوراق العمل ومناقشة قضايا تهم العمل التطوعي، فقد استهلت الندوة بورقة عمل بعنوان "أساليب وطرق التطوع وكيفية تعزيزه في المجتمع" قدمتها فتحية بنت حارب البحرية أخصائية اجتماعية بوزارة التنمية الاجتماعية مشيرة فيها إلى أنواع الأعمال التطوعية منها التطوّع الافتراضي أو الإلكتروني التي تُقدم من خلال شبكة المعلومات الدولية الإنترنت، سواء من البيت أو من العمل، ويوفر فرصة وصول لقدر أكبر من أفراد المجتمع لم نكن لنصل إليهم من خلال الوسائل التقليدية للتطوع، كما يساعد بعض الحالات الإنسانية التي تمنع محبي التطوع من التطوع التقليدي، مثل الإعاقات الجسمية، أو ساعات العمل الكثيرة التي لا تتيح لمن يعملها الوقت الكافي للتطوع على أرض الواقع، أو حتى أن تكون لدى الفرد مشاكل في التنقل بصفة عامة. أما التطوع المالي فهو قدرة الإنسان على بذل المال في التطوع لخدمة الآخرين والمساعدة في تحسين وضعهم المعيشي، ويعد هذا النوع من التطوع أسهل الأنواع وأبسطها لمن يقدر على ذلك.
كما ذكرت البحرية نوع التطوع الفكري المتمثل في تأليف الكتب، وكتابة المقالات والبحوث التي تنفع الناس دون انتظار مقابل مادي، أما التطوع في المجالات الاقتصادية ويقصد بذلك إقامة المشاريع الاقتصادية لدعم الفقراء والمحتاجين وإيجاد فرص عمل للباحثين عن عمل، والتطوع في المجالات الدعوية ويقصد بذلك التطوع من أجل إقامة المساجد، أو مدارس تحفيظ القرآن أو تحفيظ القرآن، وتجهيز طلاب العلم وغير ذلك من الأعمال التي تخدم المجال الدعوي.
تطوع الطوارئ
وتناولت فتحية البحرية في ورقة عملها التطوع في حالات الطوارئ الذي يحدث عند حدوث بعض الكوارث الطبيعية الطارئة مثل: الفيضانات والزلازل والأعاصير وانهيار المباني والبراكين وغيرها، حيث يتبارى بعض الأشخاص في جمع التبرعات لإغاثة المتضررين ماديًا ومعنويُا وإيداع المصابين في المراكز الطبية لإنقاذ حياتهم ومساعدتهم في الحصول على منازل أخرى وغيرها من أوجه المساعدة، بالإضافة إلى التطوع في الدول النامية أو المتضررة، ويقصد به التزام أشخاص من المجتمع، وعلى الأغلب يكونون من المعلمين أو الأطباء للسفر إلى بلاد متضررة من مجاعات وحروب بهدف مساعدة الأطفال، وكبار السن، والمجتمع ككل، وتعد تلك التطوعات من أشكال الضمير المهني لديهم إذ أن كل مهنة تفرض على صاحبها مساعدة الآخرين دون النظر إلى الأجر العائد عليهم.
وقالت البحرية: حتى نشجع الناس على القيام بالعمل التطوعي يجب أن نفعل تعزيز ونشر وتطوير العمل التطوعي من خلال الإعلان عنها في مواقع التواصل الاجتماعي أو على التلفاز، وإظهار الإنجازات الخيرية التي يقوم بها الأفراد لتحث الشباب ذات الفكر والإبداع على الانخراط في تقديم المساعدات الإنسانية والأعمال الخيرية، ونشر فكرة التطوع والعمل الخيري ومميزاته لدى الطلاب في الجامعات والمدارس لتحث الشباب للقيام بالأعمال التطوعية كمثال بسيط مساعدة زملائهم في الدراسة، وتوضيح التفاصيل التي تسهل العمل التطوعي والفوائد المعنوية التي تعود على فاعله، ووضع خطة وأهداف يطرحها صاحب المؤسسة على الشخص المتطوع حتى يفهم كل التفاصيل، ويكون لديه حافز للعمل، وجذب المتطوعين من خلال أساليب جديدة، ومبتكرة في العمل التطوعي، والابتعاد عن الطرق التقليدية والروتينية.
مشاريع تطوعية
واستعرضت سليمة بنت سالم العامرية رئيسة قسم التواصل الاستراتيجي بوزارة التنمية الاجتماعية ورقة عمل "المعلومات الضرورية لإنشاء مشاريع تطوعية" فقالت: يجب أن يكون العمل التطوعي منظمًا وباستعداد مسبق لخوض التجربة بالمشاريع المتكاملة من خلال معرفة القوانين المنظمة للعمل التطوعي، وتحديد الفكرة، وفريق العمل واختصاصاته، ووضوح الأهداف، ومعرفة مصادر التمويل والمظلة القانونية.
وتناولت الدكتورة شمسة بنت حمد الحارثية مدير عام جمعية دار العطاء ورقة عمل حملت عنوان "آثار التطوع ونتائجه على المجتمع" مشيرة إلى إيضاح أثر التطوع على المجتمع في الجانب الاقتصادي من خلال تنشيط دور الشركات في مجال المسؤولية الاجتماعية وخلق اقتصاد متضامن في المجتمع، وشركات قائمة على الاستدامة.
أما التطوع وأثره على المجتمع فيكون بخلق مبدأ التكافل والتضامن بين أفراد المجتمع، وتمكين المجتمع بأن يكون جزءًا من حل القضايا الاجتماعية المختلفة ومشاركتها في اتخاذ القرار المناسب، وتوفير فرق تطوعية، تعزيز دور المواطنة والانتماء، واستثمار الطاقات البشرية، والابتكار بين الشباب، أما أثر التطوع على الدولة فقد يكون بتطوير وتعزيز سياسات الدفاع، وتطوير القوانين والتشريعات، وتكامل شراكة القطاع العام والخاص والتطوعي في مجال التنمية واتخاذ القرار.
الصحة النفسية
وقالت بشرى بنت يوسف الكندية المديرة المساعدة بدائرة الجمعيات وأندية الجاليات بوزارة التنمية خلال ورقتها "العمل التطوعي وأثره على الصحة النفسية" على آثر التطوع على الصحة النفسية في أنه يجعل المتطوع أكثر إقبالا على الحياة، ومحاطًا بشبكة من العلاقات الاجتماعية، ويعتبر تنفيسا انفعاليا للضغوط النفسية، يكسب المتطوع أساليب مواجهة، والقدرة على المواجهة، والبحث عن المعلومة وإيجاد بدائل لحل المشكلة واختيار الأفضل، وعلى الشخص أن يكون أكثر عقلانية في مواجهة الضغوط والمشكلات، وتحمل المسؤولية.
كما طرحت الكندية دراسة معدة من قبل أحد المختصين حول الضغوط النفسية وأساليب مواجهتها لدى المشتغلات بالعمل التطوعي وغير المشتغلات به أنه على المشتغلات بالعمل التطوعي ينخفض لديهن مستوى الضغوط النفسية مقارنة بغير المشغلات بالعمل التطوعي (من غير الموظفات).
كما تحدث في الندوة الدكتور سالم بن سيف الحارثي مقدمًا ورقة عمل بعنوان "دور وتجربة الجمعيات الفاعلة في المجتمع في مجال التطوع. وتضمن حفل افتتاح الندوة تكريم المشاركين في الندوة والمساهمين لإنجاح الفعالية.
