ولاية الرستاق
نهضت الرستاق كولاية لها بعدها الحضاري حين شاركت في صياغة فترة من التاريخ العماني، ومنها انطلقت دعوات الوحدة لتكون عمان صفا واحدا أمام هجمات الغزاة الذين لم يستوعبوا دروس التاريخ، حيث صاحب الأرض يحمل نور الحق مهما ضعفت قواه أمام سطوة المحتل. وإشارات التاريخ التي ما زالت في الرستاق تنبئ بمجد عاشته المدينة قديما حين كانت عاصمة لدولة اليعاربة وبعدها عاصمة الإمام أحمد بن سعيد مؤسسة دولة البوسعيد، وحديثا وهي تمازج بين أمسها ويومها باحتفائية الطامح لمكانة مستحقة، ومجد مؤكد. كانت الرستاق عاصمة لدولة اليعاربة منذ عصر مؤسسها الإمام ناصر بن مرشد اليعربي عام 1624م، ومنها انطلق مؤسس الدولة البوسعيدية الإمام أحمد بن سعيد. من الرستاق بدأ الإمام ناصر بن مرشد بتوحيد عمان تحت راية واحدة بعد أن تناثرت أجزاؤها بين مستعمرين اثنين هما الفرس والبرتغاليين، وكان له النصر في غزواته. وتتميز الرستاق بمجموعة الأماكن السياحية المعالم التاريخية التي جعلت من ولاية الرستاق ذات موقع سياحي واستراتيجي. ومن ضمنها قلعة الرستاق. وتتميز مدينة الرستاق بعدد من المواقع السياحية الهامة، أبرزها: عين الكسفة وهي عبارة عن عيون لمياه طبيعية تصل درجة حرارتها 45 درجة مئوية ثابتة، تخرج منها المياه الساخنة وجداول لسقاية البساتين، وتشتهر مياه عين الكسفة بكونها علاجا طبيعيا لأمراض الروماتيزم نظراً لطبيعتها «الكبريتية». وكذلك علاجا للأمراض الجلدية، وتقع على مسافة كيلومتر من وسط الولاية.
قلعة الرستاق
وتمثل قلعة الرستاق فن الهندسة المعمارية العماني في موقعها وأهميتها وتحصيناتها وتقسيماتها ومرافقها وجمال مظهرها.. وعلى امتداد حقب التاريخ، توسع بناء القلعة وملحقاتها. وتتكون حالياً من طابقين، بالإضافة إلى الطابق الأرضي، وتحتوي على مساكن ومخازن أسلحة وغرف استقبال وصباحات وجامع (البياضة) وسجون وآبار ومرافق أخرى.. وتضم 4 أبراج:
أولهما البرج الأحمر: البرج الثاني برج الريح: وثالثها برج الشياطين: أما الرابع فهو البرج الحديث وتشمل المرافق أربعة صباحات هي: صباح اليعاربة، وصباح الوسطي، وصباح الشرجة، كما توجد في الطابق الأرضي 3 مواقع للسجون ومخزن للتمور وسجن رابع (قنطرة)، ومخزن للأسلحة، وغرفة مسائية للبرزة، في الطابق الأول، كما توجد فيها ثلاثة آبار للماء، كما يوجد في أعلى القلعة قبران، أحدهما لسعيد بن إبراهيم بن قيس بن عزان 9321ه/1908م.. والآخر لسعيد بن محمد بن هلال بن علي بن بدر 1355ه/1934م. إلى جانب قبر كل من إبراهيم ومحمد ابني فيصل بن حمود بن عزان البوسعيدي وجميع أسقف القلعة مبنية من جذوع النخيل وحطب الكندل، ويزيد سمك جدارها على 3 أذرع تقريباً.