No Image
رأي عُمان

سوريا.. في عمق الوجدان العماني

20 فبراير 2023
20 فبراير 2023

شغلت زيارة الرئيس السوري بشار الأسد لسلطنة عُمان أمس الأوساط السياسية العربية والعالمية واستبشر بها الجميع، ليس لأنها زيارة نادرة للرئيس السوري لدولة عربية منذ أكثر من 12 عاما ولكنْ لأنها كانت لسلطنة عمان، ما يعني أن الهُوة الكبرى بين سوريا والدول العربية في طريقها إلى الردم والتلاشي عبر الدبلوماسية العمانية التي أثبتت عبر الزمن قدرتها على احتواء الكثير من التحديات العربية العربية، وأن خطابا عربيا جديدا سيحل محل الخطاب السائد خلال العقد المنصرم من الزمن العربي.

كانت تجربة سلطنة عُمان في التعامل مع ما حدث في سوريا خلال السنوات الماضية نابع من قراءة عميقة لحقيقة الأحداث ومآلاتها ولذلك بقي الموقف العماني داعما للدولة السورية وصمودها وصمود مؤسساتها، وهذا موقف ثابت من مواقف السياسة العمانية التي لا تؤمن فيه بمقاطعة أي دولة عربية ناهيك عن دخولها في أي مؤامرات من شأنها المساس بسياساتها الداخلية عربية كانت أم غير عربية فما بالك بدولة في حجم سوريا إحدى ركائز الأمة العربية طوال التاريخ.

لا شك أن زيارة الرئيس السوري بشار الأسد لسلطنة عمان هي لحظة عربية فارقة يتبعها، بإذن الله تعالى، عودة سوريا إلى محيطها العربي، يقوى بها وتقوى به، ويطوي الجميع صفحات عقد مأساوي من الزمن العربي على كل الأصعدة، وتبدأ سوريا بمشاركة عربية وعالمية مرحلة الإعمار وجمع النسيج السوري إلى بعضه البعض تحت راية الدولة السورية.

إن النظام العالمي يمر بلحظة تشكل جديدة، وبموازين مختلفة، وتكتلات سياسية وعسكرية طرأ عليها الكثير ولا سبيل أمام الدول العربية إلا أن تكون على كلمة واحدة، والدول العريقة مثل عُمان وسوريا أثرها ورأيها مهم في هذا السياق لأن لديها في رصيدها السياسي وخبرتها تراكما حضاريا مهما في هذه اللحظات الحاسمة من المشهد، ويعتد برؤيتها وتصوراتها. ولعل ما حدث في العالم العربي خلال ما عرف بالربيع العربي دافع نحو مسارات عربية جديدة وميثاق يعيد للأمة قوتها وأمجادها.

كانت سلطنة عمان وما زالت تتعامل مع سوريا باعتبارها دولة عربية لا يمكن إلا أن تكون في قلب المشهد العربي ولذلك هي معها في لحظات الفرح وفي اللحظات العصيبة التي تمر بها كما كان عليه الحال في اللحظة التي تعرضت فيه لزلزال مدمر، فقد استشعرت عُمان دولة وقيادة وشعبا المسؤولية الإنسانية الكبيرة تجاه سوريا وتجاه شعبها العريق، وهو شعور إنساني، والإنسانية لا يمكن أن تتجزأ أبدا.. وستبقى عُمان بكل عروبتها المترسخة في الوجدان مع العرب ومع قضاياهم حتى النهاية.