No Image
رأي عُمان

التسامح.. أساس التعايش والتقارب والحوار

29 مايو 2022
29 مايو 2022

مثلت سلطنة عمان حالة فريدة في محيطها الإقليمي بسياسة التسامح والاعتدال، وحظيت نظير ذلك باحترام وتقدير العالم.. تلك الحالة الاستثنائية من الوئام والتعايش والفهم المشترك في محيط يموج بالغلواء والتطرف أدهشت أصدقاء عمان، فاتخذوها مثالا للتجارب الناجحة في العيش المشترك ونموذجا يحتذى للسلم العالمي.

والتسامح يتجذر عميقا في تاريخ عمان، فلم يعرف المجتمع العماني الصراعات الطائفية والمذهبية، ولم يمارس الإقصاء في خطابه وثقافته، يربي ناشئته على قيم المواطنة، وأفراده على الاحترام المتبادل وقبول الآخر.

هذا النهج في التعايش والانفتاح على الثقافات، كان وما يزال أساسا للتماسك والتآزر في المجتمع، به استتب الأمن، وازدهر الاقتصاد، ومضت مسيرة التنمية بثبات لتحقيق غاياتها، فالتسامح يشكل الإطار الأخلاقي للنهضة العمانية الحديثة والمتجددة، ويتعاضد مع القيم الإنسانية الرفيعة والأخلاق السامقة لمواطني هذه البلاد.

لقد نأت عمان طوال تاريخها عن التشدد والتطرف وكراهية الآخر، وشيد العمانيون جسورا مع العالم، وأسهموا في بناء الحضارة الإنسانية بكل تمظهراتها.. وكانوا رسل سلام ودعاة تقدم.

وها هي عمان تحتضن على أرضها الطيبة مختلف الروافد الثقافية والدينية، تتعدد فيها المشارب والآراء بما يثري الحياة ويعمق رؤية عمان للمستقبل. إنها تقدر وتحترم كل الأديان وهو نهج مترسخ انطلاقا من مبادئ الدين الإسلامي الحنيف الذي هو دين تسامح وتعايش مع كل الأديان السماوية. وتأتي زيارة غبطة البطريرك يوحنا العاشر بطريرك أنطاكية بدعوة من وزارة الأوقاف والشؤون الدينية لتؤكد هذا النهج الإنساني القويم. ومثل هذه الزيارات تحمل أهمية ودلالات كبيرة، فهي تعمل على تعزيز المشترك الإنساني وتقوية الترابط بين الدول والتفاهم حول الأمور التي تعزز مسارات الأمن والاستقرار.

ستبقى عمان منارة للتسامح الديني .. واحة سلام وإخاء وتلاق ومحبة .. نهجها التقريب والتواصل والحوار، بعيدة في سياستها عن الانحياز والتعصب والغلو، وجديرة بثقة الجميع.

وسيظل العمانيون متشبثين بفضيلة التسامح سبيلا إلى السلام والنماء، وضمانة للعيش المشترك. وصدق رسول الله: «لو أن أهل عمان أتيت ما سبوك ولا ضربوك».