وزير الخارجية الإيراني يوقّع "قوة التفاوض" في قلب المعرض
تتواصل لليوم الثالث على التوالي فعاليات وبرامج معرض مسقط الدولي للكتاب في دورته الـ 29 حيث شهد تدفقا كبيرا للزوار في الفترة المسائية المخصصة اليوم الجمعة، وشهد المعرض مساء اليوم توقيع عباس عراقجي وزير الخارجية الإيراني كتابه بعنوان «قوة التفاوض» الصادر عن دار هاشم في بيروت، بحضور معالي السيد بدر بن حمد البوسعيدي وزير الخارجية ومعالي الدكتور عبدالله بن ناصر الحراصي وزير الإعلام رئيس اللجنة الرئيسية المنظِّمة لمعرض الكتاب، ويشتمل الكتاب الصادر عن دار هاشم في بيروت وترجمته الدكتورة فاطمة محمدي سيجاني على مقدمة وستة أبواب متكاملة عن طبيعة المفاوضات وأنواعها السياسية وسمات المفاوض ومهارات ومراحل التفاوض ومتطلّباته، حيث يستعرض عراقجي في كتابه أسلوبه في التفاوض خاصة في الملف النووي الإيراني الذي قاده لسنوات، فضلًا عن خبراته في قيادة عملية التفاوض في الملف النووي في أواخر فترة حكم الرئيس الإيراني حسن روحاني، مؤكدا في الكتاب أنّ المفاوضات ليست مجرّد لقاءات رسمية بين الدبلوماسيين، بل هي فنٌّ متأصّل في الثقافة الإيرانية، نجده في أسواق البازار الإيراني حيث التجار المخضرمون الذين يساومون على الأسعار بطريقة محترفة.
وقد تجوّل معالي الدكتور وزير الخارجية الإيراني في معرض الكتاب واطّلع على عدد من أجنحته، من بينها جناح محافظة شمال الشرقية ضيف شرف معرض مسقط الدولي للكتاب في دورته الـ 29، وما يضمه من محتوى ثقافي ومحلي للمحافظة وتاريخها وتراثها.
كما زار معاليه جناح وزارة الإعلام وتعرف على أركانه مثل: محتوى وكالة الأنباء العُمانية الإلكتروني الذي يضم المعرض الافتراضي بالذكاء الاصطناعي والصور المعروضة التي تحكي بين الماضي والحاضر، من بينها صور لوزارة الإعلام وميناء صلالة وعين الكسفة وأقدم وثيقة مصورة تعود إلى ما قبل السبعينات، إضافة إلى ما تقدمه المديرية العامة للإعلام الإلكتروني (منصة عين ومنصة عين للطفل والبوابة الإعلامية) من مواد مرئية ومسموعة، بما يزيد على 65 ألف مادة وكتابًا صوتيًا -وهي 60 كتابًا-، وما تهدف إليه المنصة في مجال التحول الرقمي.
كما اطلع معاليه على إصدارات وزارة الإعلام مثل: كتاب «الحضور العُماني في شرق أفريقيا» الذي صدر بثلاث لغات (العربية والإنجليزية والسواحيلية) ويتحدث عن أثر الوجود العُماني في شرق أفريقيا وبالتحديد في السواحل الشرقية وما كان للعُمانيين من أثر في تلك المناطق، إضافة إلى مجسم بيت العجائب - ضمن محتوى الكتاب-، والذي بُني في عهد السلطان برغش بن سعيد في عام 1883م.
وزار معاليه دار الكتب والأدب الإيرانية وتعرف على أحدث الإصدارات والمطبوعات المتنوعة، إضافة إلى جناح المملكة العربية السعودية الذي اطّلع فيه على أهم المخطوطات والإصدارات التي يحويها الجناح.
كما شهد اليوم سلسلة من الفعاليات الثقافية والفكرية المتنوعة التي فتحت نوافذ متعددة على الإبداع العربي والعالمي، وكان من أبرزها في جناح المملكة العربية السعودية، حيث أقيمت ندوة بعنوان «الواقعية السحرية: تحولات السرد الخليجي الحديث» قدّمها الأستاذ وليد قادري بتنظيم من مركز LPTC التابع لوزارة الثقافة السعودية، وتناولت الندوة نشأة الواقعية السحرية وخصائصها البنيوية والسردية، وأثرها على الرواية الخليجية، مع مقارنة منهجية بين السرد الواقعي والتجريبي، ومرور على أبرز الأعمال الخليجية التي انتمت إلى هذا التيار الأدبي المتداخل مع الفنتازيا والواقع.
وفي محور فنون الكتابة، قدم الدكتور فهد توفيق الهندال حلقة عمل بعنوان «تجويد كتابة القصة القصيرة»، ركّز فيها على تقنيات تجاوز النمط التقليدي، وتقديم القصص من منظور مختلف يتّسق مع فكرتها وشخصياتها ومساحتها، من دون أن تفقد هويتها كـ«قصة قصيرة». وقد جاءت حلقة العمل ضمن سعي المعرض لتمكين الكُتّاب والمهتمين بأسس الكتابة الإبداعية الحديثة.
أما في الجناح الألماني، فقد أقيمت جلسة فنية ملهمة بعنوان «سلطنة عمان ليست مجرد مكان، بل تجربة تُحس»، بتنظيم من السفارة الألمانية في سلطنة عمان، وأدارتها الإعلامية سارة اللواتية، الجلسة استضافت 3 مصورات ألمانيات: ناديا فرينز، ناتاشا بلانكرمان، وسابينا رانينغ، وشاركن رؤيتهن لسلطنة عمان من خلال عدساتهن وتجاربهن الشخصية، كاشفات عن زوايا إنسانية وثقافية ألهمتهن في عُمان.
وفي سياق الحفر بالذاكرة التاريخية، قدّم محمد قاسمي محاضرة بعنوان «ملكة سبأ: الأسطورة والحقيقة»، تناول فيها نظرة العرب للملكة بلقيس، وفتح نقاشًا حول التداخل بين السرد الأسطوري والحقيقة التاريخية، في محاولة لتأمل الإرث الحضاري الممتد من اليمن إلى تخوم الذاكرة العربية القديمة.
