ثقافة

نصوص الشعر الشعبي

02 سبتمبر 2024
02 سبتمبر 2024

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ القصيدة الأولى ـــــــــــــــــــــ

لا تسد أبواب قلبك

حمود الحجري

كل غيمٍ همّى

يوم شفتك

كل زرعٍ تضاحكْ

يا اخْضرار الجهات

وْغناوي السهول.

حروفنا تشبهنا، نحن الحالمين بالحياة، نفترش أهداب القصيدة، ونمعن النظر في البعيد، نشاكس نجوم الليل، ونعقد صحبة مع الوقت، نعيد ترتيب حياتنا، ونشعر بتلك الومضة من الشِعر تقترب منا، تحاول إغراءنا بمطرها، وتزيح بعض همومنا المترسبة في أعماقنا، تهطل، تهطل، حتى تخضّر قلوبنا.

الشاعر حمود الحجري يتلبّس قصيدته، ويكثفها، ويمطر على أرض القلب مطرا من ورد.

(1)

كل غيمٍ همّى

يوم شفتك

كل زرعٍ تضاحكْ

يا اخْضرار الجهات

وْغناوي السهول.

(2)

الليل للعاشقين

الليل، كل الليل، للعاشقين

غصنهم

عشّهم

رملهم...

بحرهم

.

.

.

كل حاجه لهم

(3)

مدوّخْك الوله أدري

وأعْيتك الذرايع

شوف لك "تخريجةْ" ترضي قلبك المجروح

ليمتى تحبس سحابك

لا تسدّ أبواب قلبك...

عن معاتب ماه.

(4)

آصابعي تنسى الزعل

وتجيك

ولهى

ترتعش

...

متلعثمة

حتى الكلام..

يقول شي

ويريد شي

(5)

مْسامحك

أمد لك يدّي

بطيبة قلب ما يحمل عليك

أمد لك يدّي

بشوق...

(6)

فرَحْ

فرَحْ

فرَحْ

عارم

وجنحانه طوال...

فرَحْ

فرَحْ

صاخب

مثل أطفال موج البحر

بأحضان الرمل

فرَحْ

ما عكّره

غير التوجّس

لا يجي باكر

بدون غناه

وجنونه

بدونه!!

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ القصيدة الثانية ـــــــــــــــــــــــــــــ

ساري البرّاق

سالم بن صالح الصيعري (أبو تمام) - الإمارات

أقبل علي يا ساري البرّاق لا تسري حدر

ترى أُكم ذاك الجبل صدري وراسي قمّته

القلب لا يعترف بالعمر، لا يعنيه كم من الزمن مضى، ولا كم من الوقت بقي، إنه يدق حتى آخر لحظاته، لا يتوقف عن الحب، والاستمتاع بالحياة، ولا يستمع لقول أولئك الذين يحاولون تقييده، وإسكات دقاته، إنه ذلك المنطلق كسهم نحو هدفه، لا يعير اللوم، والعتب سمعا، ولا يقف عند حدود الزمن الافتراضي، يحاول أن يعيش لحظاته، ويحيا كنسر محلّق في الفضاء، لا ينكسر طالما أسعفه جناحه على التحليق.

الشاعر الإماراتي يفترش أكمة نائية، ويغرد كناي منفردا بعزفه، ليس معه سوى قلبه، وخياله، وشعره.

باتسوّر المحراب يا داوود في صدري قهر

أنا خصيم الوقت ذا يعزّني بحجته

يقول ما لك في الهوى من بعد ما شاب الشعر

ما يدري اش معنى الهوى ولا يكابد علّته

من الحيا قد لي سنة ومن الأثر صدري قفر

مدري أنا ليه الزمان الشين يأخذ راحته؟!!

أقبل علي يا ساري البرّاق لا تسري حدر

ترى أُكم ذاك الجبل صدري وراسي قمّته

يا غصن من فوقك سماء تمطر ومن تحتك نهر

ارفق على عودي من عجاف السنين تحتّته

بالله لا مرّك نسيم البحر من بعد العصر

اعطه من أنفاسك نسم.. أنا هنا في حاجته

وإن ما بقى لريشة الرسام في الغرشة حبر

محابر عيوني فدى للي رسم، ولريشته

يا عالم الذكرى أنا منحوت من شعر ونثر

لكن حظي في الهوى يبخل علي بصحبته!!

ـــــــــــــــــــــــــــــــــ القصيدة الثالثة ــــــــــــــــــــــــ

درب الجمر

خالد مهوّس العريمي

أعوذ بك من شر دنياك وإبليس

وشرار خلقك من صحاب وخصومي

تمر على الإنسان لحظات من البؤس، واليأس، والمواقف المزعجة التي تعلق في الذاكرة، ولا يبقى معها إلا اللجوء إلى الله، فهو الطريق الوحيد الذي ينجي المرء من المهالك، ورغم أنه طريق شائك إلا أن نهايته هي السعادة الأبدية، حين تبدأ الروح بالأفول، وتغيب شمس العمر، ولا يبقى سوى الالتجاء إلى الله الذي يقبل عباده دائما، ورغم كل أحزان الحياة، وكوابيس المعضلات، يظل حبل الله ممدودا بالخير، وهو المنجى والملجأ الوحيد الذي نستطيع معه، وبه النجاة من كل هذا الظلام.

الشاعر خالد مهوّس يوجه نصيحته التالية لأولئك الذين يبحثون عن الأمل في الحياة، ويشعرون باليأس من كل شيء، ويتغافلون عن طريق النجاة العظيم.

لا يشغلك همّك وكثر الهواجيس

والليل تسهر به تعد النجومي

في وحدتك كلها الدقايق رماميس

ليتك تفضفض عن قليل العلومي

شروى الذي في غبّة البحر ويقيس

كبر المسافة كان يقدر يعومي

خذ لك من أيامك مقام ومقايس

واحذر تسكّنها كثير الهمومي

الحُر ماخذ من خطأ الوقت تدريس

يعثر بها دايم ويرجع يقومي

ما وقّفه كثر الخساير عن الريس

دايم على وقته يشد العزومي

الجمر دربه في دروب النواميس

ما يلتفت لا قام غيره يلومي

متعوذٍ منها حلوم الكوابيس

يوم الليالي في حزنها تحومي

يا خالقٍ شمس النهار ونسانيس

وعالم بأنفاسي معاشي ونومي

أعوذ بك من شر دنياك وإبليس

وشرار خلقك من صحاب وخصومي

حنّا بلا عفوك حيارى مفاليس

وأنت الكريم.. مـا غير وجهك يدومي

يا رب من عندك تهون الهواجيس

يا راشدٍ عبدك بعلم النجومي

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ القصيدة الرابعة ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

مساء الثلاثاء

عبود بن سعود الجنيبي

رحمة ومرت دقايق كنّها يوم عيد

على عجالة وظرف الوقت ما ساعفه

للقلب صولاته وجولاته، علومه الأكيدة، ومساءاته الأثيرة، وعشقه الأبدي، يبحث عن رحلته البعيدة، ويعيد ترتيب دهشته، ويسافر مع الغيم، باحثا عن سربه الأخضر، يشاهد فاتنته وهي تقترب من الظل، ويستمتع بالحياة التي تكون أجمل حين تمطر السماء، حيث تعود الطيور إلى أوكارها، ويختلط الواقع، بالخيال وتبقى الصورة مخزونة في الذاكرة.

الشاعر عبود الجنيبي يسافر بخيالاته إلى ذلك الشعور الجميل، ويعود محملا بالشعر.

مساء الثلاثاء يعيد شعورنا من جديد

ويرّجع الذاكرة للشوق والعاطفة

أحلى مساء بالحياة أكون فيها سعيد

جاء بالصدف والله أني ما ني بعارفه

برًقٍ يشكّل سحاب أبيض وكتلة جليد

مثل الهدوء جاتنا لي يسبق العاصفة

رحمة ومرت دقايق كنّها يوم عيد

على عجالة وظرف الوقت ما ساعفه

يا جعلها بالحفظ وأقرأ عليها المفيد

من فيض نور الهدى آيات متعارفة

الفاتحة والفلق والواقعة والحديد

وأواخر البقرة أقراها وهي خاطفة

وأدعو لها الخير يا ربي لها بالمزيد

واللهم لا حسد عينٍ لها شايفة

زينٍ مثالي تفرّد في زمانه وحيد

ما يشبهه غير زينه بالحلا والفه

إن قبّلت طولها فارع قوامه يميد

وإن دبّرت كل خطوة مايلة عازفة

تتحرك الأرض معها ويتغنّى القصيد

فيها وللزين وصفة ما ني بناصفه

يا حظ من كل يوم يشوفها مستفيد

ولا فرّق الله حب قلوب متوالفة

وأنا يشرّفني المدح العزيز الأكيد

قدره، وصيته، وعز أمجاده محالفة