20-(6)
مكفوفون يقتحمون مجال التصوير الفوتوغرافي في مصر
16 أبريل 2021
16 أبريل 2021
القاهرة، العمانية: تقول الأمم المتحدة: إن الأشخاص ذوي الإعاقة، وخاصة المكفوفين واجهوا تحديات في ظل جائحة كوفيد-19 مع الإجراءات الاحترازية سيما الذين يعتمدون على استخدام اللمس للتعبير عن احتياجاتهم والحصول على المعلومات. وأطلقت في مصر مبادرة "قد التحدي" ساعدت بعض المكفوفين على ممارسة مهنة التصوير وكانت التجربة الأحدث والتي رصدتها وكالة الأنباء العمانية هي لقاء صحفي أجرته المبادرة مع سعادة السفير عبدالله بن ناصر الرحبي سفير السلطنة المعتمد لدى مصر ومندوبها الدائم لدى جامعة الدول العربية بمشاركة محرر ومصور من المكفوفين. وأكد خالد فريد مؤسس مبادرة "قد التحدي" لوكالة الأنباء العُمانية أنه يعتمد في مبادرته لتعليم المكفوفين فن التصوير على تقنيات تعتمد على حواس أخرى غير الإبصار وأنه نظم حلقات عمل ضمت كل حلقة خمسة أشخاص، وتمكن الكثير من المشاركين فيها من اختراق مجال التصوير، والعمل في مجال تصوير المنتجات والأشخاص بدقة فائقة. ولفت إلى أنه يستند في مبادرته على تعليم المكفوفين التصوير، عن طريق إحساسهم بالمشاهد أو الأشخاص، عن طريق اللمس، وحساب المسافات بين الكاميرا وما يقومون بتصويره، وضبط الكاميرا عبر معرفة اتساع العدسة باللمس، مع الاستعانة بكاميرات ذاتية الضبط. وكانت تجربة إجراء حوار صحافي طرفه الآخر من المكفوفين مثيرة لسعادة السفير عبدالله بن ناصر الرحبي، الذي أكد لوكالة الأنباء العُمانية أن لقاءه مع مجموعة من ذوي الإعاقة البصرية جعلته يعيش زمنا من التأمل في قدرة الإنسان على تحدي كل الصعاب لاسيما وأن التجربة إن لم يعشها واقعيا وعمليا لما كان سيستوعب كيف يتم التقاط صورة ضوئية من قبل إنسان كفيف بهذه الدقة التي جاءت عليها صور اللقاء. وذكر أنه رحب بذلك تشجيعا لفكرة مبادرة "قد التحدي" انطلاقا من الشعور بالمسؤولية الإنسانية للدفع بهذه الفئة كي تندمج في المجتمع مع عدم إخفاء شعوره بالرغبة في معايشة الواقع وكيف يتم ذلك. وأوضح سعادته أنه مع بداية إجراء الحوار والدخول إلى المكتب استطاعت المصورة الكفيفة أن تأخذ أبعاد المكتب وزوايا الصورة ووصف المكان، والمدهش هو أن الصورة بعد التقاطها لم يكن فيها ما يعيبها من حيث اختيار فتحة العدسة التي تعطي مقدار الإضاءة وهي التي تتحكم في نقاء الصورة و جودتها. وأشار سعادته إلى أنه بحكم ممارسته هواية التصوير في بعض الأوقات، فهو يعلم أن المبصر أحيانا لا يستطيع إتقان مقدار الإضاءة بشكل دقيق ما لم يكن محترفا في التصوير، وهو ما جعله يتيقن أن فقدان البصر ليس نهاية الأمر، وأن تفعيل البصيرة يعوض فقدان البصر. وأكد سعادته أهمية تمكين المجتمع لفئات ذوي الإعاقة، وشدد على ضرورة تكاتف الجميع من أجل حصول هذه الفئة على حقوقها وتمكينها كي تصبح عضوا فاعلا في المجتمعات.