مدعي عام "الجنائية الدولية" يطالب باعتقال نتانياهو بتهمة ارتكابه جرائم حرب
غزة "وكالات": طلب مدعي عام المحكمة الجنائية الدولية اليوم إصدار مذكرة توقيف في حقّ رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتانياهو للاشتباه بارتكابه جرائم حرب، في وقت يواصل جيش الاحتلال عملياته العسكرية في قطاع غزة حيث تحتدم المعارك لا سيما في مدينة رفح في أقصى جنوب القطاع.
وطلب مدعي المحكمة الجنائية الدولية كريم خان في بيان إنّه يسعى للحصول على مذكرات توقيف ضدّ نتانياهو ووزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت بتهم جرائم تشمل "التجويع" و"القتل العمد" و"الإبادة و/أو القتل".
كما طلب إصدار مذكرات توقيف بحق قادة في حركة حماس، بينهم رئيس المكتب السياسي للحركة اسماعيل هنية، للاشتباه في ارتكابهم جرائم حرب وجرائم ضدّ الإنسانية خلال هجوم السابع من أكتوبر.
واستنكرت حماس "بشدة" طلب مدعي المحكمة الجنائية الدولية، وقالت الحركة في بيان "حركة حماس تستنكر بشدَّة محاولات المدّعي العام للمحكمة الجنائية الدولية مساواة الضحيَّة بالجلاّد عبر إصداره أوامر توقيف بحقّ عدد من قادة المقاومة الفلسطينية". واعتبرت أن طلب المدعي العام إصدار مذكرة اعتقال بحق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو ووزير الدفاع يوآف غالانت "جاءت ... متأخرة سبعة أشهر".
بينما نددت اسرائيل بطلب خان، وقال وزير الخارجية الإسرائيلي يسرائيل كاتس إن "هذه وصمة عار تاريخية ستبقى في الذاكرة إلى الأبد".
وبعد أسبوعين تقريبا من بدء العملية العسكرية الإسرائيلية في رفح، أعلنت الأمم المتحدة نزوح أكثر من 810 ألف فلسطيني من المدينة.
وقال سرحان أبو السعيد (46 عاما) في المدينة لوكالة فرانس برس "السؤال الذي يراودنا هو الى أين سنذهب؟"، وأضاف "الموت يطاردنا من كل مكان".
وقال شهود لوكالة فرانس برس إن القوات البحرية الإسرائيلية قصفت رفح، فيما أفاد مسعفون أن غارة جوية أصابت مبنى سكنيا في الأجزاء الغربية من المدينة، كما تصدت المقاومة الفلسطينية لقوات الاحتلال في شمال ووسط غزة.
وذكر مراسل فرانس برس ومسعفون فلسطينيون أن طائرات حربية إسرائيلية شنّت ليلا غارات على وسط مدينة غزة وأحياء الزيتون وصبرة فيها.
كما أفاد شهود أن مروحيات تحلّق فوق مخيم جباليا للاجئين في شمال قطاع غزة حيث تجدّد القتال في الأسابيع الأخيرة، وعن غارات جوية على مخيم البريج ودير البلح في وسط القطاع المحاصر.
وارتكب جيش الاحتلال 8 مجازر ضد العائلات بقطاع غزة، أسفرت عن استشهاد 70 فلسطينيًّا، وإصابة 110 آخرين، خلال الساعات الـ 24 الماضية. يذكر أن حصيلة الشهداء في قطاع غزة ارتفع إلى 35456، والإصابات إلى 79476، منذ بدء عدوان الاحتلال الإسرائيلي في السابع من أكتوبر الماضي.
استراتيجية سياسية
وأعلن وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت اليوم أنه أبلغ مستشار الأمن القومي الأمريكي جايك ساليفان أن "واجب" إسرائيل هو توسيع هجومها البري في مدينة رفح "وتفكيك حماس وإعادة المحتجزين".
وتزامنت الزيارة مع بروز خلافات عميقة بين المكوّنات السياسية الإسرائيلية، إذ هدّد الوزير في حكومة الحرب بيني غانتس السبت بالاستقالة ما لم يصادق نتانياهو خلال ثلاثة أسابيع على خطة لفترة ما بعد الحرب في قطاع غزة.
وسارع نتانياهو الذي يرفض حتى الآن النقاش بشأن فترة ما بعد الحرب، للرد على غانتس، معتبرا أنّ مطالبه "معناها واضح: نهاية الحرب وهزيمة إسرائيل، والتخلي عن معظم المحتجزين، وترك حماس سليمة وإقامة دولة فلسطينية". كذلك، تعارض واشنطن عملية واسعة النطاق في رفح.
نقص الإمدادات
على المستوى الإنساني، توقّف تسليم المساعدات بشكل شبه كامل الى قطاع غزة مذ سيطرت الاحتلال على معبر رفح.
وفي ظلّ إغلاق المعابر البرية الرئيسية أو عملها بشكل محدود، بدأت بعض إمدادات الإغاثة تصل غزة عبر ميناء عائم موقت أنشأته الولايات المتحدة.
لكن وكالات إنسانية وأخرى تابعة للأمم المتحدة تؤكد أن المساعدات عبر البحر أو الجو لا يمكن ان تحل محل المساعدات التي تدخل برا.
وقال منسّق الشؤون الإنسانية لدى الأمم المتحدة مارتن غريفيث الأحد إن تضييق الخناق على المساعدات التي تصل إلى غزة ينذر بعواقب "مروّعة"، محذراً من مجاعة في القطاع المحاصر.
في جنوب لبنان، استشهد أربعة مقاتلين من حزب الله اليوم جراء ضربات إسرائيلية، وفق ما أفاد مصدر مقرّب من الحزب وكالة فرانس برس، وطالت الضربات الإسرائيلية بلدتي ميس الجبل والناقورة.
وأفاد حزب الله من جهته عن استهدافه ثكنة برانيت الإسرائيلية "بصاروخ بركان ثقيل"، وذلك "رداً على الاعتداءات الاسرائيلية على القرى الجنوبية الصامدة والمنازل الامنة وخصوصاً الاعتداء على بلدة الناقورة". كما أعلن في بيانات متلاحقة عن استهداف مواقع عسكرية إسرائيلية أخرى.