العرب والعالم

روسيا تعزز الدفاعات والتحصينات بينما تجهز أوكرانيا لهجوم مضاد

27 أبريل 2023
الحلفاء أرسلوا جميع المركبات القتالية التي تعهدوا بها لكييف
27 أبريل 2023

رئيس وزراء أوكرانيا يدعو بابا الفاتيكان لزيارة كييف

مقتل شرطي تعاون مع الروس في منطقة محتلة في أوكرانيا

الكرملين يرحب باتصال الرئيسين الصيني والأوكراني

بولندا: مقترحات حظر واردات الحبوب الأوكرانية" غير كافية"

عواصم "وكالات": تمتد خنادق مضادة للدبابات بالقرب من بلدة بولوهي المحتلة في جنوب شرق أوكرانيا لمسافة 30 كيلومترا، وخلفها تتراص حواجز خرسانية مدببة يطلق عليها اسم "أنياب التنين"، وبعد ذلك تأتي خنادق دفاعية حُفرت لتتمركز القوات الروسية بداخلها.

الدفاعات التي أظهرتها صور بالأقمار الصناعية هي جزء من شبكة واسعة من التحصينات الروسية تمتد من غرب روسيا عبر شرق أوكرانيا وحتى شبه جزيرة القرم، وشيدت استعدادا لهجوم أوكراني كبير.

ويتدرب الآلاف من الجنود الأوكرانيين في الغرب على استخدام أسلحة عسكرية مختلفة في ساحة المعركة قبل هجوم مضاد يقول مسؤولون أوكرانيون إنه سيأتي عندما تكتمل جاهزية القوات.

واطلعت رويترز على صور بالأقمار الصناعية لآلاف المواقع الدفاعية داخل روسيا وعلى طول خطوط الجبهة في أوكرانيا، والتي تظهر أن أشد المواقع تحصينا تتركز في منطقة زابوريجيا في جنوب أوكرانيا وعند مدخل شبه جزيرة القرم.

وقال ستة خبراء عسكريين إن التحصينات، التي بُنيت في الغالب في أعقاب التقدم السريع لأوكرانيا في الخريف، يمكن أن تجعل الأمر أكثر صعوبة على أوكرانيا هذه المرة. وأضافوا أن التقدم سيتوقف على قدرة أوكرانيا على تنفيذ عمليات معقدة ومشتركة بشكل فعال.

وقال نيل ملفين المحلل في المعهد الملكي للخدمات المتحدة "بالنسبة للأوكرانيين فإن الأمر ليس متعلقا بالأرقام. المسألة هي هل يمكنهم القيام بهذا النوع من الحروب وعمليات الأسلحة المشتركة؟. لقد أثبت الروس أنهم لا يستطيعون فعل ذلك وعادوا إلى أسلوبهم السوفيتي القديم في الاستنزاف".

وقد يغير الهجوم المضاد الأوكراني أساليب الحرب التي تحولت إلى معركة استنزاف دموية. ويقول خبراء عسكريون إن امتداد الجبهة لمسافات طويلة قد يوسع دفاعات روسيا.

وإذا تمكنت كييف من استعادة السيطرة على الجنوب، فقد تستعيد طرق الوصول إلى موانئ التصدير على البحر الأسود دون عوائق في وقت أشارت فيه روسيا إلى أنها قد تنهي اتفاق تصدير الحبوب.

ويقول خبراء عسكريون إن أوكرانيا قد لا تتلقى دفعة كبيرة أخرى من العتاد المدرع من الغرب في القريب العاجل، الأمر الذي يضغط على كييف لاستعادة أكبر مساحة ممكنة من الأراضي في حال بدأ الدعم العسكري في التراجع.

وأوضح ملفين "استنزفنا معظم المخزونات في الغرب. سيستغرق الأمر بضع سنوات لتجديد المخزونات. أعتقد أن هذه فرصة كبيرة لأوكرانيا للتقدم".

لم ترد وزارة الدفاع الأوكرانية على طلب للتعليق على أي هجوم مضاد محتمل.

ممر بري

تعهدت أوكرانيا باستعادة جميع الأراضي التي تحتلها روسيا، وهي منطقة بحجم بلغاريا تقريبا، لكن المسؤولين لا يرغبون في الكشف عن أي معلومات قد تساعد موسكو.

وأرسل الغرب العشرات من الدبابات القتالية الحديثة وعربات المشاة القتالية لتكون في طليعة الهجوم، إلى جانب معدات لبناء الجسور ومركبات إزالة الألغام.

وتُظهر صور الأقمار الصناعية أن هذا هو سبب قيام روسيا بحفر وبناء تحصينات واسعة النطاق ومتعددة المراحل لضمان أن تكون قواتها أكثر ثباتا مما كانت عليه عندما طُردت من شمال شرق أوكرانيا ومدينة خيرسون.

وتظهر الصور التي حللتها رويترز أن معظم أعمال البناء الروسية حدثت بعد نوفمبر تشرين الثاني عندما انسحبت قواتها من مدينة خيرسون في الجنوب. وسعى الجانبان إلى تعزيز مواقعهما خلال أشهر الشتاء.

ويقول الخبراء العسكريون إن الدفاعات الممتدة لمئات الكيلومترات تحدد المناطق التي تتوقع روسيا شن هجوم عليها أو ترى أن لها أهمية استراتيجية.

ولم ترد وزارة الدفاع الروسية على أسئلة حول الدفاعات وقدرتها على صد هجوم مضاد.

وبحسب صور الأقمار الصناعية، تتركز المواقع الروسية بشكل أكبر بالقرب من خطوط الجبهة في منطقة زابوريجيا الجنوبية الشرقية، وفي الشرق وعبر الشريط البري الضيق الذي يربط شبه جزيرة القرم بباقي أوكرانيا.

وتوقع الخبراء العسكريون جميعا أن يكون التوجه الرئيسي للهجوم المضاد في الجنوب، على الرغم من أن أعنف قتال في الأشهر القليلة الماضية تركز في الشرق، وخاصة حول مدينة باخموت.

وفي الأسبوع الماضي، توجه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى منطقة خيرسون في زيارة نادرة اعتبرها بعض المراقبين مؤشرا على أهميتها الاستراتيجية.

وقال أولكسندر موسينكو المحلل العسكري في كييف إن الجنوب مهم من الناحية الاستراتيجية بالنسبة لأوكرانيا.

وأضاف أنه إلى جانب تعطيل الممر البري الممتد من روسيا إلى شبه جزيرة القرم المحتلة، فإن التوغل في الجنوب قد يؤدي إلى دخول شبه الجزيرة في مرمى نيران المدفعية.

ويتمركز أسطول البحر الأسود الروسي في شبه جزيرة القرم، التي استولت عليها موسكو من أوكرانيا في عام 2014، وتستخدمه روسيا لاستعراض قوتها في اتجاه الشرق الأوسط والبحر المتوسط. كما استخدمته على مدى الأربعة عشر الماضية لاستهداف أوكرانيا بصواريخ كروز.

كما يوجد في الجنوب محطة زابوريجيا النووية، وهي أكبر محطة للطاقة النووية في أوروبا. واحتلت موسكو المحطة منذ مارس آذار العام الماضي لكنها معطلة منذ سبتمبر أيلول. وكانت تمد أوكرانيا بخُمس احتياجاتها من الكهرباء.

جهد هائل في الحفر

تقع بلدة بولوهي في منطقة زابوريجيا، وهي بوابة أوكرانيا الرئيسية صوب الجنوب.

وتقع بقية مناطق الجنوب خلف نهر دنيبرو، وهو حاجز طبيعي ضخم يتعين على القوات الأوكرانية التغلب عليه.

وقال جون فورد الباحث المشارك في معهد ميدلبري للدراسات الدولية "لقد تتبعت الخنادق والحواجز الممتدة من الضفة الشرقية لنهر دنيبرو وجنوب فاسيليفكا وصولا إلى فيدوريفكا، وهذا يعني أنها تمر عبر منطقة زابوريجيا".

ووفقا لتقديراته، تمتد المنطقة الدفاعية وحدها لمسافة 120 كيلومترا.

وإلى جانب الحواجز والخنادق المتعرجة، ستشمل الخطوط الدفاعية الروسية أيضا حقول الألغام والأسلاك الشائكة ومواقع الأسلحة الوهمية.

معوقات ميدان المعركة

على الرغم من شبكة الدفاعات، قال أربعة خبراء إن جهود روسيا الدفاعية قد تتشتت بسبب طول الجبهة، وهي ثغرة أمنية ستسعى كييف لاستغلالها بالخدع والتشتيت وعنصر المفاجأة وسرعة العمليات.

وقدر المحلل العسكري أولكسندر موسينكو أن روسيا ستستخدم ما يتراوح من مئة ألف إلى 110 آلاف جندي لشن هجوم، بما في ذلك ثمانية ألوية هجومية بإجمالي 40 ألف جندي.

ولم تذكر روسيا عدد القوات المنتشرة في أوكرانيا أو عدد الجنود داخل حدودها وتستعد لإرسالهم.

وقال موسينكو إن أوكرانيا تستهدف النقاط اللوجستية كما فعلت قبل استعادة مدينة خيرسون.

وأظهرت وثيقة مخابرات أمريكية مسربة بتاريخ 28 فبراير شباط اطلعت عليها رويترز إن الغرب أرسل 200 دبابة إلى أوكرانيا.

لكن تلك الوثائق نفسها قالت أيضا إن أوكرانيا تواجه نقصا حادا في الدفاعات الجوية، مما قد يشكل مشكلة لها إذا تقدمت قوات كييف بسرعة وكانت في حاجة إلى الحماية من القصف الجوي.

دعوة بابا الفاتيكان

قال رئيس الوزراء الأوكراني دينيس شميهال اليوم إنه دعا البابا فرنسيس لزيارة أوكرانيا وطلب المساعدة في إعادة ألوف الأطفال الذين نُقلوا لروسيا أو إلى أراض تحتلها منذ غزوها لبلاده.

وأضاف في مؤتمر صحفي في روما إنه أجرى محادثات في الفاتيكان وناقش صيغة كييف للسلام لإنهاء حرب روسيا في أوكرانيا المستعرة منذ 14 شهرا. وتابع قائلا "طلبت من قداسته المساعدة في إعادة الأطفال الأوكرانيين الذين يتم احتجازهم واعتقالهم وإبعادهم إلى روسيا بطريقة إجرامية". وتشير تقديرات كييف إلى أن نحو 19500 طفل نقلوا إلى روسيا أو إلى شبه جزيرة القرم التي تحتلها روسيا منذ غزو موسكو في فبراير شباط العام الماضي، وهو ما تدينه باعتباره عمليات إبعاد بشكل مخالف للقانون. وتنفي موسكو، التي تسيطر على أجزاء شاسعة من الأراضي الأوكرانية في الشرق والجنوب، خطف الأطفال وتقول إنها نقلتهم بعيدا حفاظا على سلامتهم. وقال شميهال "ناقشنا صيغة السلام (الأوكرانية) واحتمالات وضع مسار وتقديم مساعدة من قداسته ومن الفاتيكان لتحقيق كل عناصر صيغة السلام التي قدمها الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي". وسبق أن قال بابا الفاتيكان (86 عاما) إنه يريد زيارة كييف وموسكو في مهمة لإحلال السلام.

مقتل شرطي

قتل شرطي تعاون مع السلطات الروسية اليوم في انفجار عبوة ناسفة في ميليتوبول إحدى المدن الرئيسية في المناطق المحتلة في جنوب أوكرانيا، بحسب ما أعلنت الإدارة الروسية.

وميليتوبول هي عاصمة الجزء الذي تحتله روسيا في منطقة زابوريجيا الأوكرانية.

وذكرت وزارة الداخلية الروسية أن الانفجار وقع في ساعة مبكرة من صباح اليوم أمام مبنى سكني، في هذه المنطقة التي أعلنت روسيا ضمها في سبتمبر الماضي.

وأصيب اثنان من عناصر الشرطة بجروح ونُقلا إلى المستشفى، وتوفي أحدهما في وقت لاحق في المستشفى، وفقًا لموقع الإدارة الروسية على الإنترنت الذي بث مقطع فيديو يظهر شاحنة وسيارة تضررتا من الانفجار وبقع دماء على الأرض في مكان قريب.

وأكد رئيس بلدية ميليتوبول الذي يعيش في المنفى إيفان فيدوروف، على تلغرام أن الرجل الذي قُتل كان "متعاونًا"، وهو أولكسندر ميشتشينكو قائد الشرطة السابق في منطقة قريبة من ميليتوبول.

وقال إنه "لم ينتقل إلى جانب العدو بنفسه فحسب، بل أقنع زملاءه أيضًا بأن يصبحوا خونة".

وكان عدد سكان ميليتوبول يبلغ قبل الحرب حوالى 150 ألف نسمة. وسيطرت عليها القوات الروسية بعد فترة وجيزة من بدء الغزو الروسي في فبراير 2022 وتقع حالياً على بعد حوالي 65 كيلومترًا خلف خط المواجهة شمالًا.

وتعد منطقة زابوريجيا إحدى المناطق الأوكرانية الأربعة مع منطقتي دونيتسك ولوغانسك في الشرق وخرسون في الجنوب، التي أعلنت روسيا ضمها في 2022 في حين لا يسيطر جيشها عليها بشكل كامل.

وفي العام الماضي، لقي عدد من المسؤولين المتعاونين مع روسيا مصرعهم في هجمات في مناطق أوكرانية محتلة.

الكرملين يرحب

قال الكرملين اليوم إنه يرحب بأي شيء قد يساهم في إنهاء الصراع في أوكرانيا، وذلك ردا على سؤال حول موقف روسيا إزاء المكالمة الهاتفية التي أجراها الرئيس الصيني شي جين بينغ ونظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الأربعاء.

لكن الكرملين قال إنه لا تزال هناك حاجة لتحقيق أهداف ما تسميه روسيا "العملية العسكرية الخاصة" في أوكرانيا.

وتحدث الرئيسان الصيني والأوكراني أمس الأربعاء للمرة الأولى منذ إرسال روسيا قواتها إلى أوكرانيا في فبراير شباط العام الماضي، ليتحقق بذلك أحد أهداف كييف التي سعت علانية منذ أشهر لإجراء مثل هذه المحادثات.

وقال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف إن روسيا على علم بتفاصيل ما ناقشه الرئيسان وإن مواقفهما بشأن الصراع معروفة جيدا.

وتابع "إننا مستعدون للترحيب بأي شيء يمكن أن يعجل بإنهاء الصراع في أوكرانيا وقيام روسيا بتحقيق كل الأهداف التي حددتها لنفسها".

وقال "أما مجرد أنهما تواصلا، فهذه مسألة سيادية لكل منهما وأمر يتعلق بحوارهما الثنائي".

وردا على سؤال عما إذا كانت روسيا والصين قد ناقشتا خلال زيارة الرئيس الصيني لموسكو مؤخرا مسألة إعادة أوكرانيا لحدودها عام 1991، أجاب بيسكوف "لم تتم مناقشة ذلك".

مقترحات " غيركافية"

قال وزير شؤون الاتحاد الأوروبي في بولندا زايمون شينكوفسكي فيل سيك إن مقترحات المفوضية الأوروبية المتعلقة بحظر واردات الحبوب من أوكرانيا " غير كافية".

ونقلت وكالة بلومبرج للأنباء عن فيل سيك القول إن الدول الخمس التي تتفاوض مع الاتحاد الأوروبي تريد أن تكون لائحة المنتجات المحظورة أطول مما تتضمنه المقترحات.

وأضاف أن المشكلة ليست فقط الحبوب، ولكن المنتجات الأخرى المتضررة.

وكانت دول شرق أوروبا أعربت عن رغبتها الأسبوع الماضي في توسيع حظر فرضته مؤخرا على المبيعات المحلية من الحبوب الأوكرانية، ليشمل مبيعات زراعية أخرى، من جارتها التي تمزقها الحرب، بما في ذلك زيت عباد الشمس واللحم والبيض والحليب والفاكهة اللينة.

أرسلوا جميع المركبات

قال الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرج اليوم إن أعضاء الحلف وشركاءه سلموا تقريبا جميع المركبات القتالية التي وعدوا بها إلى أوكرانيا.

وقال للصحفيين في مقر الحلف العسكري في بروكسل "تم بالفعل تسليم أكثر من 98 بالمئة من المركبات القتالية التي جرى التعهد بها لأوكرانيا. وهذا يعني أكثر من 1550 مركبة مدرعة و230 دبابة ومعدات أخرى، بما في ذلك كميات هائلة من الذخيرة".

وقال في مؤتمر صحفي مع رئيس وزراء لوكسمبورج زافييه بيتل "إجمالا، قمنا بتدريب وتجهيز أكثر من تسعة ألوية مدرعة أوكرانية جديدة. وهذا سيضع أوكرانيا في موقف قوي لمواصلة استعادة الأراضي المحتلة".