No Image
العرب والعالم

الرضيعة ريم .. تكتب لها الحياة من تحت الأنقاض

18 أغسطس 2024
الناجية الوحيدة من صاروخ العدوان الاسرائيلي على منزل"أبو حية"
18 أغسطس 2024

خوف ورعب متجدد لأطفال غزة مع كل قصف وغارة إسرائيلية على أهالي القطاع، فالضحايا والمصابون لا يعرفون سببًا لمعاناتهم.

الطفلة ريم واحدة من عشرات آلاف الأطفال ضحايا هذه الحرب التي يشنها جيش الاحتلال، ريم تحمل على وجهها آثار غارة إسرائيلية، ولم يبق من عائلتها سوى الجدة وخالتها، تلوذ بهم حال سماعها أصوات القصف والطائرات.

ريم جهاد حسني أبو حية، طفلة لم تبلغ سوى ثلاثة أشهر، انتشلها سكان خان يونس من تحت الأنقاض، وهي الناجية الوحيدة من عائلة جهاد أبو حية، بعد استشهاد أمها وأبيها، وارتقاء أشقائها الست من الأطفال الذكور ومنهم شريف، 13 سنة، وجمال، 12 سنة، وجلال، 9 سنوات، وعلي، 8 سنوات، وعبدالله 3 سنوات، بالإضافة إلى شقيقتها المتزوجة وزوجها وأولادهما.

صاروخ موجه

عمة الرضيعة الناجية تقول: إن صاروخًا موجهًا من مقاتلة حربية صهيونية استهدف منزل أخيها جهاد أبو حية أثناء تناوله طعام العشاء رفقة عائلته، ليرتقي جميع من في المنزل، بمن فيهم ابنته الكبرى المتزوجة وأطفالها، لتصبح الحصيلة النهائية للشهداء في المنزل الواقعة بمنطقة عبسان 19 شهيدًا.

العمة توضح خلال حديثها لـ«عُمان» أن «ريم» تعاني من الجروح والحروق والشظايا الناتجة عن العدوان الصهيوني على المنطقة، حيث تسبب صاروخ العدو الصهيوني الذي وقع على منزل شقيقها جهاد، في استشهاده برفقة أبنائه السبعة وزوجته وابنته المتزوجة وزوجها وأولادها، ولم يتبق لها سوى جدتها والدة والدها وعمرها 70 عامًا.

وتؤكد العمة أن القصف تزامن مع زيارة ابنة شقيقها وزوجها وأطفالهما لمنزل الأب «جهاد»، حيث ارتقى جميع أفراد الأسرة الثانية أيضًا، وأصبحت الطفلة «ريم» هي الناجية الوحيدة من عائلة جهاد أبو حية، مصابة بحروق تركتها شظايا الصاروخ على جسدها النحيل، مشيرة إلى أن الرضيعة تتغذى طبيعيًا على لبن ثدي أمها وترفض الرضاعة من الحليب الصناعي.

ولم يتبق أحد لإعالة الطفلة «ريم» سوى جدتها، وهي امرأة مسنة سبعينية لا تستطيع رعاية نفسها، فضلًا عن رعاية طفلة رضيعة لا تبلغ من العمر سوى ثلاثة أشهر فقط، بعدما راح 19 شهيدًا من عائلتها في غارة جوية لجيش الاحتلال على منزل ابنها بمنطقة عبسان في خان يونس.

من سُيرضع ريم؟

تقول الجدة: إن الطفلة الصغيرة لا ترضى بالحليب الصناعي، وتبكي باستمرار جائعة وتريد الرضاعة من أمها، متسائلة: «من أين أتحصل لها على حليب أمها؟ هي تريد امرأة ترضعها من أين أجلب لها امرأة؟»، مشيرة إلى استشهاد ابنها وزوجته وأحفادها أثناء تناول طعام العشاء، في استهداف صاروخي ضرب منزلهم.

وتبيّن الجدة أن كل الشهداء من الأطفال، تتراوح أعمارهم بين عامين و5 أعوام، ولا يوجد بينهم أشخاص بالغين من سن 18 سنة فأكثر: «كلهم أطفال تحولوا إلى أشلاء»، منتقدة العالم وتخاذلهم وتطبيعهم مع الاحتلال رغم المخطط «الصهيو-أمريكي» الذي يرمي لتوقيع الإبادة الجماعية بحق أبناء الشعب الفلسطيني، وفقًا لتعبيرها.

وتوضح أن الاحتلال الإسرائيلي يتمتع بسند وظهير أمريكي يحميه، ويمده بالدبابات والطائرات ومختلف الآليات الحربية، فيما لا يملك الشعب الفلسطيني معدات قتالية سوى الأسلحة الخفيفة في يد المقاومة، ولا يحظى بأي دعم أممي، يمده بالمال والأسلحة الثقيلة اللازمين لتلجيم الاحتلال الإسرائيلي، ومنعه من قتل الأطفال والمدنيين.

وتعقب: «لو كان عندنا مقاتلة حربية واحدة لقمنا بإبادة الكيان الصهيوني في ساعة واحدة، ونسفناه من الوجود، ولكننا سنطردهم من أرضنا حتى لو بعد 100 سنة، هذه أرضنا ليس لهم عندنا ولا متر واحد».

العرب تخلوا عن ريم

وتعرب المسنة الفلسطينية، التي يوازي سنها عُمر الاحتلال الإسرائيلي، عن تأييدها للمقاومة الفلسطينية: «الصهاينة يقيمون في وطننا ويقتلون أولادنا، نحن مع المقاومة ونحن انتخبناهم، المقاومة تدافع عن وطننا وعن أرضنا، ونحن لا نريد العرب، الذين خذلونا، وتركونا لقمة سائغة للعدو الصهيوني».

سامح عبداللطيف، من سكان منطقة عبسان في خان يونس، يقول: إن الطفلة وجدوها بين الأنقاض بعد استشهاد عائلتها بالكامل، متسائلًا «أين العالم وأين مدعي الإنسانية، طفلة وحيدة هي الناجية من بين عائلة كاملة استشهدت في يوم واحد بسبب القصف الصهيوني على المدنيين والأبرياء».

ويستنكر الجار الفلسطيني خلال حديثه لـ«عُمان» إبادة جيش الاحتلال أسرة جهاد أبو حية، لتترك وراءها طفلة صغيرة، لا تجد من يرعاها: «عائلة كاملة مكونة من 10 أفراد لم ينجو منها أحد سوى الطفلة ريم»، متسائلًا: «مين سيرعاها؟ هذه الطفلة لم تتم 3 أشهر بعد. مين بدو يربيها؟ حسبي الله ونعم الوكيل في الصهيونية العالمية ومن يدعمها ويعينها على قتل الشعب الفلسطيني».

ويؤكد جلال الشامي الطبيب بمستشفى ناصر، استقبال ثلاجة الموتى في المستشفى أكثر من 10 شهداء من عائلة أبو حية، ارتقوا في غارة جوية للعدو الصهيوني على منزلهم في منطقة عبسان بمدينة خان يونس.

وأوضح لـ«عُمان» خلال حديثه أنه «لم يبق من هذه العائلة سوى الطفلة ريم وعمرها 3 أشهر»، مشيرًا إلى أن الشهداء هم والدها ووالدتها وأخواتها بالكامل، بالإضافة إلى زوج الابنة الكبرى وأطفالهما.

ولا يختلف حال ريم عن غيرها، فضحايا تلك الحرب في كافة مناحي قطاع غزة، ولم تتوقف آلة القتل بعد حتى يتمكن المسؤولون من حصر عدد الضحايا والأطفال الذين أصبحوا أيتامًا أو معوقين.