اسرائيل تتحدى قرار العدل الدولية وتقصف غزة ورفح .. وأبطال المقاومة صامدون
لم تعبأ اسرائيل بقرار محكمة العدل الدولية وقف عملياتها العسكرية في رفح فورا وواصلت قصفها الوحشي أمس على قطاع غزة بما في ذلك رفح.
كما أمرت محكمة العدل الدولية وهي أعلى هيئة قضائية تابعة للأمم المتحدة وتعد قراراتها ملزمة قانونا لكنها تفتقر إلى آليات لتنفيذها، إسرائيل الجمعة بالإبقاء على معبر رفح بين مصر وغزة مفتوحا،فيما لا يزال المعبرمغلق منذ إطلاق عمليتها البرية في هذه المحافظة في أوائل مايو.
وزعمت اسرائيل إنها "لم ولن تنفذ عمليات عسكرية في منطقة رفح من شأنها أن تؤدي إلى ظروف حياة يمكن أن تتسبب بتدمير السكان المدنيين الفلسطينيين كليا أو جزئيا".من جهتها رحبت حماس بقرار المحكمة الدعوة إلى وقف الهجوم على رفح، لكنها قالت إنها كانت تنتظر أن يشمل "كامل قطاع غزة وليس محافظة رفح فقط".
وعقب القرار الصادر عن المحكمة الجمعة، تواصل أمس السبت القصف الإسرائيلي على قطاع غزة وكذلك الاشتباكات بين الجيش الإسرائيلي وعناصر من كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس.
وقالت أم محمد وهي فلسطينية من مدينة غزة نزحت بسبب العنف في دير البلح وسط القطاع "نأمل أن يشكل قرار المحكمة ضغطا على إسرائيل لإنهاء حرب الإبادة هذه لأنه لم يبق شيء هنا".
وفي المدينة نفسها قال محمد صالح "إسرائيل تعتبر نفسها فوق القوانين. لذا لا أعتقد أن إطلاق النار أو الحرب يمكن أن يتوقفا بشكل آخر غير القوة".وبالنسبة ليحيى (34 عاما) الذي رفض الكشف عن اسمه الكامل فإن القرار "جاء متأخرا جدا".
واضاف "ربما هذه القرارات التي لم تلتزم بها إسرائيل سواء السابقة أو الحالية تجعل العالم الغربي خصوصا يتحرك لأجل قضيتنا بشكل أقوى، وعلى مستويات شعبية وسياسية تدعم الاعتراف بدولة فلسطين وتزيد من فرض حقوقنا بشكل أقوى مما كان سابقا".
وأمس أفاد شهود فلسطينيون وفرق وكالة فرانس برس بحصول غارات إسرائيلية على مدينة رفح ودير البلح. كما قامت طائرات إسرائيلية بشنّ غارات على مخيم جباليا بشمال القطاع، بينما طال القصف المدفعي مناطق قريبة من محطة للكهرباء في شمال مخيم النصيرات وسط القطاع، وفق ما أفاد شهود عيان.
من ناحيته أعترف الجيش الإسرائيلي أمس ان المقاتلين ان أبطال المقاومة في جباليا فتحوا النار على قوات الاحتلال" في رفح وشهدت "مواجهات ونيران الدبابات" في وسط قطاع غزة..
وبعد توقفها مطلع مايو، برزت مؤشرات إلى احتمال استئناف المفاوضات للتوصل الى هدنة في قطاع غزة تشمل الإفراج عن الأسرى وعن معتقلين فلسطينيين في سجون إسرائيل.
ويزور مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية وليام بيرنز باريس لإجراء مباحثات في محاولة لإحياء المفاوضات الهادفة إلى التوصل لهدنة في غزة، على ما أفاد مصدر غربي مطلع على الملف الجمعة.
وفي القدس، اعلن مسؤول اسرائيلي أمس أن لدى الحكومة "نية" لاستئناف المحادثات "هذا الاسبوع".
ولم يدل المسؤول الإسرائيلي بمزيد من التفاصيل حول الاتفاق. ولكن وسائل إعلام إسرائيلية نقلت أن رئيس الموساد ديفيد بارنيع وافق خلال اجتماعات في باريس مع الوسيطين مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي إيه) بيل بيرنز ورئيس الوزراء القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني على إطار جديد للمفاوضات المتوقفة.
وبحث الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ورئيس الوزراء القطري ووزراء الخارجية السعودي والمصري والأردني مساء الجمعة الوضع في قطاع غزة وتحقيق "حل (قيام) الدولتين" بين الإسرائيليين والفلسطينيين، وفق ما أعلنت الرئاسة الفرنسية.
- "لحظة مفصلية" - تزامنا تحدث وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن مع الوزير في حكومة الحرب الإسرائيلية بيني غانتس حول الجهود الجديدة للتوصل إلى وقف لإطلاق النار وإعادة فتح معبر رفح "في أقرب وقت"، حسب واشنطن.
ولا يزال الوضع الأمني والإنساني مثيرا للقلق في قطاع غزة حيث يلوح في الأفق خطر حصول مجاعة إضافة إلى خروج معظم المستشفيات عن الخدمة، بينما نزح نحو 800 ألف شخص من رفح في الأسبوعين الماضيين وفق الأمم المتحدة.
وقال منسق الشؤون الإنسانية لدى الأمم المتحدة مارتن غريفيث ليل الجمعة السبت "نحن في لحظة مفصلية. يجب أن يكون العاملون الإنسانيون وموظفو الأمم المتحدة قادرين على تأدية عملهم بأمان تام في وقت يغرق سكان غزة في المجاعة".