1142060
1142060
العرب والعالم

الرياض وبغداد تتوجان تقاربهما بمجلس تنسيق مشترك بحضور تيلرسون

22 أكتوبر 2017
22 أكتوبر 2017

تعهدتا بالتعاون على محاربة داعش -

الرياض- (أ ف ب): توجت المملكة السعودية تقاربها مع العراق بمجلس اقتصادي تنسيقي مشترك اطلقه رسميًا في الرياض أمس العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز ورئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي.

وجرى الاحتفال بانطلاق أعمال «مجلس التنسيق السعودي العراقي» بحضور وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون الساعي إلى إظهار قدرة الولايات المتحدة على التأثير في سياسات المنطقة في مواجهة إيران.

وقال الملك سلمان أمام العبادي والوفد الوزاري الكبير المرافق له: إن «الإمكانات الكبيرة المتاحة لبلدينا تضعنا أمام فرصة تاريخية لبناء شراكة فاعلة لتحقيق تطلعاتنا المشتركة».

وأضاف: «إننا نواجه في منطقتنا تحديات خطيرة تتمثل في التطرف والإرهاب ومحاولات زعزعة الأمن والاستقرار في بلداننا مما يستدعي منا التنسيق التام لمواجهة هذه التحديات».

وجرى خلال الاجتماع التوقيع على محضر تأسيس «مجلس التنسيق السعودي العراقي»، ووقع عن الجانب السعودي وزير التجارة والاستثمار ماجد بن عبدالله القصبي، وعن الجانب العراقي وزير التخطيط سلمان الجميلي.

وجاءت الخطوة في إطار التقارب الذي بدأ مؤخرًا بين بغداد والرياض، بعد قطيعة دامت نحو 27 عامًا.

وقطعـــــت السعودية علاقاتها مع العراق عقب اجتياح الرئيس العراقي السابق صدام حسين للكويت في العام 1990، واستمر التوتر بين البلدين خصوصًا خلال تولي نوري المالكي رئاسة الحكـــومة العراقية عـــــلى مدى ثماني سنوات.

لكن آثار التقارب بدأت تتضح مع افتتاح منفذ عرعر الحدودي بين العراق والسعودية في أغسطس الماضي، وصولًا إلى قيام شركة الرحلات السعودية الاقتصادية «طيران ناس» (فلاي ناس) بداية الأسبوع الحالي، بأول رحلة تجارية بين الرياض وبغداد منذ 1990.

وكان العبادي قد زار السعودية في يونيو الماضي، بعيد زيارة لوزير الخارجية السعودي عادل الجبير إلى بغداد للمرة الأولى لوزير خارجية سعودي منذ 14 عاما.

وقال العبادي، في كلمة بثتها وكالة الأنباء السعودية الرسمية (واس) أمس: إن «المجلس التنسيقي الأول العراقي السعودي هو ثمرة الجهود والنوايا الطيبة المشتركة التي تعبر عن توجهنا وسياستنا والتي لمسناها في نفس الوقت من أشقائنا في المملكة وبالأخص من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي العهد الأمير محمد بن سلمان». واستعرض العبادي عددًا من موضوعات التعاون والمصالح المشتركة بين المملكة والعراق، وربطها بشبكة علاقات بمختلف المجالات للإسهام في تحقيق الأمن والاستقرار والتنمية، وتوسيع التعاون الأمني والاقتصادي والتجاري والثقافي. وأكد أهمية تركيز التعاون في محاربة الإرهاب، والعمل لإيضاح أنه «لا يمثل ديننا الإسلامي، وهو عدو للإنسانية جمعاء، وأن الدول العربية والإسلامية هي الأكثر تضررًا منه ودمارًا».

ورأى رئيس الوزراء خلال الاجتماع أمس أن المنطقة «لا تحتمل المزيد من التقسيم ولا استمرار النزاعات»، داعيًا إلى «إنهاء النزاعات المسلحة ووقف سياسات التدخل في شؤون الآخرين من أجل مصلحةٍ خاصةٍ لهذه الدولة أو تلك، والبدء بمرحلة جديدة من التعاون الشامل والتكامل الاقتصادي المشترك».

وقالت وزارة الخارجية السعودية إن العبادي التقى على هامش إطلاق أعمال المجلس المشترك ولي العهد الأمير محمد بن سلمان وبحث معه «العلاقات الثنائية ومستجدات الأوضاع في المنطقة، والجهود المشتركة في مكافحة الإرهاب».

وتعمل السعودية ومن خلفها الولايات المتحدة على الحد من نفوذ إيران في المنطقة، خصوصًا في ظل السياسة المتشددة التي يتبعها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في مواجهة الجمهورية الإسلامية الإيرانية.

وتتمتع إيران، بنفوذ كبير في بغداد منذ سقوط نظام الرئيس السابق صدام حسين على أيدي القوات الأمريكية في عام 2003، وتسعى الرياض إلى مقارعة هذا النفوذ.

وقالت وكالة الأنباء الرسمية السعودية: إن المجلس المشترك الجديد يؤسس لمرحلة «طموحة من العمل التجاري والاقتصادي والاستثماري غير المحدود» على أن يشكل «حجر الأساس في العمل والتخطيط المتوسط والبعيد المدى».

وقال تيلرسون للصحفيين: «لن يؤدي مجلس التنسيق المشترك إلى تعاون أوثق في محاربة داعش فحسب لكنه سيساعد أيضا في دعم إعادة بناء المنشآت والبنية الأساسية في المناطق المحررة ».

«وسيسهم المجلس أيضًا في إصلاحات تؤدي إلى نمو وتنويع القطاع الخاص في العراق، وستشجع مثل هذه الإصلاحات الاستثمارات الأجنبية الضرورية لجهود إعادة إعمار العراق، وسيكون هذا مهما لإرساء السلام المستحق بفضل المكاسب العسكرية».

وأكد الوزير الأمريكي أن ذلك يبرهن على وجود اقتصاد قوي ومتنامي في العراق بمشاركة من جميع مواطنيه الأمر الذي سيضع الأساس لتعاون مثمر، مشيرًا إلى أن مجلس التنسيق السعودي العراقي يأتي لصالح البلدين والمنطقة بأكملها، مؤكدًا دعم الولايات المتحدة الأمريكية للتعاون المستمر بين المملكة والعراق.