العرب والعالم

إندونيسيا تستهدف متشددين يعارضون حاكم جاكرتا

05 فبراير 2017
05 فبراير 2017

جاكرتا - (أ ف ب): بدأت إندونيسيا اتخاذ إجراءات تستهدف منظمة إسلامية متطرفة تحرض على التظاهر ضد حاكم جاكرتا المسيحي، لكن محللين اعتبروا أنه سيكون من الصعب تطويع شبكة تقيم روابط وثيقة مع المؤسسة الحاكمة.

وتحولت «الجبهة الدفاعية الإسلامية» في السنوات الأخيرة إلى حاملة لواء الإسلام السياسي المتشدد.

وبات نفوذها في أكبر بلد مسلم في العالم يزداد توسعًا رغم أنها منظمة هامشية ترفض الغالبية وجهة نظرها المتطرفة. وشن أفراد المجموعة حملات ضد الحانات التي تقدم الكحول خلال شهر رمضان كما تمكنت من إلغاء حفل للمغنية الأمريكية ليدي غاغا التي وصفوها بانها «رسول الشيطان»، وتظاهروا ضد مسابقة ملكة جمال العالم أثناء تنظيمها في إندونيسيا.

ويقود الجبهة شخص مثير للمتاعب هو محمد رزق شهاب الذي أمضى عقوبتين لفترة قصيرة في السجن.

وساهمت المجموعة في تظاهرات جمعت محافظين ومعتدلين مسلمين ضد حاكم جاكرتا باسوكي بورناما المسيحي من الأقلية الصينية بتهمة الكفر.

الحد من نفوذ المجموعة

وأدت المعركة ضد بورناما المتهم بالإساءة إلى الإسلام خلال حملة لإعادة انتخابه في 15 فبراير إلى تمركز الجبهة المتشددة في وسط الساحة السياسية، الأمر الذي يثير قلق المراقبين وبعض أعضاء الحكومة.

وتحركت السلطات ساعية للحد من نفوذ الجماعة.

وكثفت الشرطة جهودها في تحقيقات حول شهاب بدعم من الرئيس جوكو ويدودو وحكومته، وفقا للمراقبين.

وقال توبياس باسودي، المحلل في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية في جاكرتا: «هذا أمر غير مسبوق، إنها المرة الأولى التي يتحدى فيها الرئيس والحكومة علنا هذه المجموعة الإسلامية».

والأسبوع الماضي، أعلنت الشرطة أن شهاب أصبح مشتبها به بتهمة القذف والسب بحق الأب المؤسس لاندونيسيا، «سوكارنو» إيديولوجي الدولة، وذلك خلال كلمة ألقاها قبل عدة سنوات.

ما يعني أن لدى السلطات أدلةً كافيةً لكي يمثل شهاب أمام المحكمة.

وأضاف باسودي لوكالة فرانس برس: إن الحكومات المتعاقبة الإندونيسية امتنعت عن المس بالمجموعة خوفًا من اتهامها بمهاجمة الإسلام.

أساليب قديمة

وقال المتحدث باسم الجبهة سلامات معارف لفرانس برس: إن السلطات «تريد خنق حركة إسلامية للشعب تطالب بالعدالة بمواجهة الكفر».

وتتصدر «الجبهة الدفاعية الإسلامية» في كثير من الأحيان عناوين الصحف بتظاهراتها.لكن الجماعة لا تحظى بجمهور كبير في هذا البلد الذي يسكنه 255 مليون نسمة. وتتباهى الجبهة بأن لديها أربعة ملايين عضو، لكن الخبير في شؤونها في جامعة مردوخ الأسترالية ايان ويلسون يعتقد أن عددهم لا يتجاوز 200 ألف على حد أقصى. في المقابل، تحظى منظمات إسلامية رئيسية، مثل نهضة العلماء والمحمدية وهما من الاتجاه المعتدل، بعشرات الملايين من المؤيدين.

ومع ذلك، فإن محاربة الجبهة تعرقلها علاقاتها القديمة مع بعض النخب في المؤسسة الحاكمة ممن استخدموها في السابق للقيام بعملهم القذر، بحسب غونتور روملي الناشط من اجل إسلام تقدمي. وأضاف روملي المشارك في الحملة الانتخابية للحاكم بورناما إن «بعض البيروقراطيين والسياسيين الانتهازيين يحبذون مثل هذه المجموعة لان بإمكانهم أن يستخدموها كسلاح، بينما تدعي العمل باسم الإسلام».

يذكر أن «الجبهة الدفاعية الإسلامية» تأسست عام 1998 في مرحلة انتقالية بين الدكتاتورية والديمقراطية.

ويقول خبراء إن الجيش مثل الشرطة ساعدوا في إطلاقها من اجل استخدامها ضد أعدائهم في تلك الأوقات العصيبة. وغالبا ما ضبطت الشرطة أثناء قيامها بتقديم المساعدة لعمليات الجبهة أو أن تكون حاضرة دون أن تفعل شيئًا. كما يتهم بعض أعضاء النخب بتوظيف بلطجية بغرض تسهيل المعاملات التجارية الأكثر إثارة للشكوك. ويعرب خبراء عن اعتقادهم بان الحملة الحالية ضد الجبهة لن تؤدي إلى تفكيكها بشكل نهائي إنما الهدف منها تهدئة الأوضاع خلال الانتخابات في جاكرتا ومحاكمة الحاكم المنتهية ولايته.لكن فور انتهاء الاضطرابات «سنشهد حتما عودة إلى الأساليب القديمة» كما يحذر باسودي.