No Image
الاقتصادية

منظومة الموانئ.. نمو واعد يعززه رفع وتطوير القدرات التشغيلية

04 أغسطس 2023
صحار الأنشط في حركة التبادل التجاري
04 أغسطس 2023

4 مليارات ريال من الواردات دخلت عبر المنافذ البحرية خلال الثلث الأول من 2023

ارتفاع التصدير عبر ميناء صور مسجلا 140 مليون ريال

دور مهم للموانئ في تعزيز تنافسية الصادرات ومكانة سلطنة عُمان على خريطة التجارة واللوجستيات العالمية

بعد نمو بمعدلات مرتفعة خلال العام الماضي، واصل قطاع الموانئ البحرية في سلطنة عمان أداءه الجيد خلال العام الجاري بدعم من التعزيز المستمر للقدرات التشغيلية وافتتاح الخطوط الملاحية الجديدة مما ساهم في ارتفاع حجم المناولة والصادرات والواردات عبر الشحن البحري خاصة في الموانئ الرئيسية في صحار وصلالة والدقم.

وخلال الثلث الأول من العام الجاري حافظ ميناء صحار على مكانته في قيادة نمو حركة التبادل التجاري بين سلطنة عمان والعالم، مع إجمالي تبادل للصادرات والواردات عبر الميناء يقدر بحوالي 4.8 مليار ريال عماني منها صادرات بقيمة 1.6 مليار ريال عماني بنهاية الثلث الأول من العام الجاري، بينما ارتفع حجم الواردات عبر الميناء إلى 3.2 مليار ريال عماني خلال نفس الفترة المشار إليها، وتلاه ميناء صلالة بحجم صادرات 355 مليون ريال عماني وواردات بقيمة 476 مليون ريال عماني، ثم ميناء الدقم بحجم واردات 206 ملايين ريال عماني وصادرات بقيمة 25 مليون ريال عماني، كما شهدت حركة التصدير عبر ميناء صور نشاطا ملموسا منذ بداية العام مسجلا 140 مليون ريال عماني بنهاية أبريل الماضي.

وبشكل إجمالي، استحوذت الموانئ البحرية على ما يزيد على 4 مليارات ريال عماني من إجمالي واردات سلطنة عمان خلال الثلث الأول من العام والذي تخطى 6 مليارات ريال عماني. وكان حجم الواردات عبر الموانئ البحرية قد سجل 3 مليارات ريال عماني خلال الفترة من بداية عام 2022 حتى نهاية أبريل من العام نفسه.

وتعد منظومة الموانئ البحرية من بين أكثر القطاعات مساهمة في تطور أنشطة الشحن والخدمات اللوجستية وغيرها من الأنشطة الاقتصادية، كما تقوم المنظومة بدور مهم في تعزيز تنافسية الصادرات العمانية ومكانة سلطنة عُمان على خريطة التجارة واللوجستيات العالمية، حيث يحقق القطاع اندماجا ملموسا مع سلاسل الإمداد لحركة التجارة العالمية عبر التوسع في خطوط الشحن البحري التي تربط بين الموانئ العالمية والعمانية، والتوجه المستمر نحو الربط الملاحي المباشر لتسهيل حركة التجارة وخفض كلفتها وتعزيز تنافسية الصادرات، وتتضمن الخطوط المباشرة التي تم افتتاحها خلال العام الماضي الربط بموانئ المملكة العربية السعودية ومصر وليبيا واليونان، وفي الوقت نفسه يجتذب قطاع الموانئ باستمرار أعدادا متزايدة من الشركات اللوجستية العمانية والعالمية التي تنضم للعمل في مختلف الموانئ والمناطق الحرة في سلطنة عمان.

ويجد النمو في قطاع الموانئ زخما من العديد من التطورات المهمة التي تمهّد لمزيد من التوسع في حجم الأنشطة وعمليات المناولة خاصة مع تزايد تشغيل الأنواع الحديثة من الرافعات التي تسرع وتزيد من حجم المناولة وتمكن من التعامل مع أكبر سفن الحاويات العالمية، وخلال الأيام الماضية تم بدء التشغيل التجاري للرافعات الحديثة في ميناء الدقم التي يبلغ عددها الإجمالي 4 رافعات رصيف الميناء و12 رافعة جسرية، بطاقة تشغيلية مرتفعة وتتراوح ما بين 41 طنا للرافعات الجسرية إلى 65 طنا لرافعات الرصيف، وتتيح الرافعات للميناء القدرة على تحميل وتفريغ الحاويات بكفاءة وسرعة أعلى، كما يعزز ميناء صلالة قدراته التشغيلية بشكل مستمر بضم رافعات جديدة لزيادة قدرات مناولة البضائع العامة في إطار المبادرات الإستراتيجية للميناء لزيادة القدرة الاستيعابية وتحسين الكفاءة لتلبية متطلبات النمو في السوق، ورفع حجم عمليات مناولة البضائع في الميناء.

وترتبط شبكة الموانئ في سلطنة عُمان مع أهم الموانئ والأسواق العالمية، كما يسهم استحداث الخطوط الملاحية الجديدة في دعم دورها كمراكز لوجستية وبوابات تجارية، وتجد الموانئ دعما كبيرا من خلال تكاملها مع العديد من المناطق الاقتصادية والحرة والتي سجلت نجاحا ملموسا خلال الفترة الماضية في جذب الاستثمارات الجديدة مما يعزز أنشطة اقتصادية متعددة منها اللوجستيات والصناعة والصادرات، فضلا عن رفع حجم الاستفادة من الفرص التجارية العالمية، فيما يجد النمو المستقبلي في القطاع دعما من خطط التنويع الاقتصادي والتوجه نحو صناعات واعدة منها الهيدروجين الأخضر، إذ يتيح الموقع الجغرافي الفريد للموانئ العمانية إمكانيات كبيرة لتعزيز صناعات الهيدروجين الأخضر والاستفادة من القدرات التشغيلية للموانئ العُمانية في نقل وتصدير الهيدروجين الأخضر.

وخلال العام الماضي، ارتفع نمو العمليات التشغيلية في موانئ سلطنة عمان الرئيسية، صلالة وصحار والدقم، بنسبة 8 بالمائة، وتمت مناولة أكثر من 62.3 مليون طن من البضائع العامة بنسبة نمو بلغت 10 بالمائة مقارنة مع الفترة نفسها من عام 2021، بينما بلغت البضائع السائلة التي تمت مناولتها حوالي أكثر من 23.7 مليون طن بنسبة زيادة 22 بالمائة وبلغ عدد الحاويات المناولة في الموانئ الثلاثة حوالي 5.2 مليون حاوية نمطية، فيما تجاوز عدد السفن القادمة إلى هذه الموانئ أكثر من 6500 سفينة خلال عام 2022.

ويحقق ميناء صلالة تميزا ملموسا في تنافسيته العالمية إذ تم خلال عام 2022 مناولة 1157 حاوية يوميا وهو رقم قياسي حققه الميناء، كما تم الربط المباشر بين الصين واليمن عبر معبر المزيونة البري، وحصل ميناء صلالة على المركز الثاني في ترتيب موانئ الحاويات الأكثر كفاءةً في العالم لعام 2021 وفقا لتصنيف البنك الدولي، كما حافظ ميناء صلالة على مكانته كثاني أكثر ميناء حاويات فعالية في العالم للعام الثاني على التوالي، وفقًا لتقرير مؤشر أداء موانئ الحاويات لعام 2022.

أما ميناء الدقم متعدد الأغراض فهو يتمتع بغاطس عميق وموقع استراتيجي على طريق الشحن الدولي بين الشرق والغرب وقريب من الأسواق الناشئة الكبيرة في إفريقيا والهند ودول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، وتتزايد أهمية ميناء الدقم عبر تكامله مع المنطقة الاقتصادية الخاصة بالدقم مما يتيح للمستثمرين الاستفادة من حزمة الحوافز المشجعة للاستثمار، وتعد منطقة الدقم الاقتصادية الخاصة أحد أهم المحركات التي تستهدف تعزيز النمو وتحقيق استدامته عبر روافد حيوية مستدامة، وتم افتتاح الميناء رسميا بداية العام الماضي، ومن المتوقع أن يشهد نقله في الأنشطة مع التشغيل التجاري للرافعات الحديثة.

ومع توجهات طموحة نحو التنمية المستدامة، يعد تطوير التجارة الخارجية من الركائز الأساسية ضمن خطة التنمية الخمسية العاشرة والرؤية المستقبلية عمان 2040، وللوصول إلى ذلك تشهد سلطنة عمان توسعا مستمرا في منظومة المناطق الاقتصادية والحرة، وتعزيزا متواصلا للخدمات والتسهيلات اللوجستية والبنية الأساسية لقطاع الموانئ البحرية.