No Image
الاقتصادية

«الروبوتات».. نقطة تحول في سرعة تخليص المعاملات وجودة الأعمال

30 أبريل 2023
30 أبريل 2023

أسهمت تقنيات الذكاء الاصطناعي والروبوتات في إنجاز الكثير من الأعمال بجودة عالية وسرعة هائلة، كما حافظت على كفاءة التدقيق التجاري، وتعزيز واستدامة العمليات، وتحليل البيانات الضخمة، وتشير التوقعات الاقتصادية إلى أن تبلغ قيمة الاستثمارات في عالم صناعة الروبوت الاستهلاكي أكثر من 33 مليار دولار بحلول عام 2025، ومن المتوقع أن تتضاعف تلك الاستثمارات إلى جانب إيجاد فرص عمل جديدة لم تكن متاحة من قبل للإنسان، وأكد الاتحاد الدولي للروبوت «IFR» أنه سوف ترتفع نسبة الاعتماد على الروبوت في الصناعة، فمع تقدم الوقت يصبح أكثر تطورا، ويقوم بعمل المهمات التي تطلب تدخل البشر.

وأشار داود الهنائي مؤسس الشركة العمانية لتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي إلى أهمية الروبوت في تخليص المعاملات السريعة للمراجعين، مما جعل خدمات الروبوتات ضمن الخطط المستقبلية في إطلاق النسخة الجديدة من روبوت خدمة المراجعين؛ للعمل على تطوير تطبيقات ذكية في المجال التعليمي، وإدخال الخدمات الذكية إلى قطاع العقارات، وزيادة المشاركات المساهمة في رفع الوعي المجتمعي بتقنيات الروبوتات والذكاء الاصطناعي. وردا على حوار «عمان» عن المخاطر من استخدام الروبوتات أوضح الهنائي قائلا: حين نسمع عن الروبوتات فأول ما يتبادر للأذهان هو الصورة النمطية عن الروبوتات من أفلام الخيال العلمي، والأضرار التي يمكن أن يقوم بها الروبوتات، وهذا مخالف للواقع في حين أن الواقع الآن يبين أن التعامل مع الآلات في المصانع والشركات يعرض العاملين في هذه المجالات لبعض الأخطار، ولكن حين نتحدث عن الروبوتات في زمننا الحالي فإنها تتميز بمعدلات أمان مرتفعة جدا. والعامل الثاني والمهم هو إمكانية استبدال الإنسان بالروبوتات في المهمات الخطرة التي قد تعرض حياة الإنسان للخطر، التي تعد بحد ذاتها عامل أمان للبشر. وحول أثر الروبوتات على تقليل الأيدي العاملة أوضح الهنائي أن الروبوتات يمكن أن تستبدل بعض مهارات العاملين في بعض المجالات بالأخص الأعمال التي تطلب السرعة والتكرار أو الأعمال التي تتسم بالخطورة، ولكن لا بد من مراعاة أن الروبوتات تحتاج لمن يصممها ويصنعها ويشغلها ويعمل على صيانتها، فكما هي تقلل فرص العمل في بعض الأعمال، فهي تفتح الكثير من الأبواب الأخرى لفرص عمل جديدة، بالطبع هذه الأعمال قد تتطلب من الأفراد امتلاك مهارات خاصة للتعامل معها.

الوعي المجتمعي للتقنيات

ولفت الهنائي إلى أن من أهم التحديات التي واجهت المشروع تمثلت في الوعي المجتمعي للتقنيات والخدمات التي يقدمها، ومدى أهمية دمجها في الأعمال الاعتيادية، وكيف يمكن أن تحل محل المساعد الذكي للبشر، بحيث توفر لهم المساحة الزمنية للتركيز على المهام الأكثر تقدما عوضا عن التركيز في جزئيات بسيطة تستغرق الوقت والجهد.

وأوضح الهنائي أن أحد أهم المشاريع الحالية للشركة هو روبوت التعقيم باستخدام الأشعة فوق البنفسجية، الذي يعمل على قتل وإبطال مفعول البكتيريا والفيروسات بطريقة آمنة تماما، ويقلل الوقت اللازم للقيام بعملية التعقيم بالطرق التقليدية إلى حد كبير، وقد تم التوقيع على اتفاقيات مع عدد من المستشفيات المحلية.

وأضاف: قدمت الشركة نموذجا فريدا لروبوت خدمة رواد المكتبات الأول من نوعه في سلطنة عمان، الذي صمم خصيصا ليكون قابلا للدمج مع أنظمة إدارة المكتبات؛ ليؤدي جميع المهام بمنتهى الدقة والفاعلية، كإجراء البحث الدقيق في قاعدة بيانات المكتبة، والتفاعل مع رواد المكتبات، وإرشادهم إلى أماكن الكتب التي يبحثون عنها بواسطة خدمة اتبع الروبوت إلى موقع الكتاب، بالإضافة إلى الإعارة الذاتية، وإعطاء جولة تعريفية للزوار عن المكتبة وأقسامها، وأهم الكتب الموجودة فيها، فضلا عن مساعدة موظفي المكتبات لتوصيل الكتب للزوار أو جمعها وإعادتها إلى أماكنها الصحيحة، ويتوفر الروبوت حاليا في مركز الإبداع في ولاية نزوى.

وتولدت فكرة المشروع لدى داود الهنائي من التوجه العام لسلطنة عمان للتحول الرقمي الذي يأخذ أشكالا متعددة، منها إدخال الخدمات التقنية المتقدمة لمختلف القطاعات التي تعتمد على تقنيات الذكاء الاصطناعي بالدرجة الأولى والروبوتات، الذي يعد بدوره جزءا رئيسيا من تحقيق «رؤية عمان 2040».

صناعة روبوتات التعقيم

وقال الهنائي: إن شركته بدأت في صناعة روبوتات التعقيم باستخدام الأشعة فوق البنفسجية التي جاءت من واقع التجارب العملية لعمليات التعقيم في المشافي، والوقت المستغرق في هذه العملية الذي في كثير من الأحيان يكون عائقا لاستخدام مرافق مؤسسات الرعاية الصحية بسبب طول المدة المستغرقة لعملية التعقيم التي قد تصل في بعض الأحيان إلى ثلاث ساعات للغرفة ذات المساحة المتوسطة. وتابع الهنائي قائلا: تعمل الروبوتات على تعقيم الأسطح داخل غرفة متوسطة المساحة في 8 دقائق فقط لا غير مع إمكانية الوصول إلى معدل مرتفع جدا من التعقيم يصل إلى Log 6 الذي يساوي قضاء على البكتيريا ومسببات الأمراض بنسبة 99.9%. وأفاد الهنائي أن ما يميز الروبوتات هي أنها ذاتية القيادة، وتمتلك قدرة عالية على الحركة ذاتية القيادة الآمنة مع القدرة على تجنب العقبات باستخدام مستشعرات الليزر لمسح المكان ورسم خريطة كاملة للمكان للقيام بعملية تعقيم فعّالة في أقل وقت ممكن بدون تدخل بشري لتحريك الروبوت.

وأضاف الهنائي: تقوم الشركة بتجهيز وإعداد مختبرات الذكاء الاصطناعي التعليمية، حيث يمكن تخصيص المختبرات؛ لتغطي جميع المراحل الدراسية للتعليم والتعليم العالي، وتشمل الخدمات التي تقدمها الشركة في هذا المجال تزويد الأجهزة والمعدات الروبوتية، والبرمجيات الخاصة، وتصميم البرامج والخطط الدراسية، وتدريب الكادر الأكاديمي، ودراسة خطة تطوير المختبرات بما يتلاءم وحاجة كل مؤسسة أكاديمية بشكل خاص.

وعن الدعم المادي والمعنوي أشار الهنائي إلى أن الدعم يأتي بشكل رئيسي من الشغف الموجود لدى الشباب العماني في التطوير والتحديث للوصول إلى جانب التوجه الحكومي لتوطين الصناعات والمهارات التقنية المتقدمة، فهو يشكل حافزا رئيسيا له في مشروعه للاستمرار قدما في هذا النهج، وتجاوز كل العقبات التي يواجهها في سبيل تحقيق رؤية ورسالة مشروعه المتمثلة في الإسهام الفعّال، وتسخير تقنيات الذكاء الاصطناعي والروبوتات لخدمة البشرية والعالم، وعن طريق إيجاد وتطوير الحلول المبتكرة في مجالات التعليم والصحة والبيئة، واحتضان المبتكرين والمبدعين والكفاءات البحثية الرائدة.