
سلالة الماعز الظفاري ذات قيمة اقتصادية عالية خاصة في سد احتياجات صغار المربين من اللحم والحليب
مكتب صلالة - عامر بن غانم الرواس -
سلالات الماعز المحلي تعتبر ذات قيمة اقتصادية عالية حيث إنها تعتبر أحد الموارد الوراثية الحيوانية في السلطنة. وتعتبر سلالة الماعز الظفاري من السلالات ذات القيمة الاقتصادية العالية خاصة عند البدو الذين يعيشون في الصحراء حيث يعتمدون كلية على إنتاج الحليب من الماعز. وتتواجد سلالة الماعز الظفاري في معظم مناطق محافظة ظفار حيث تنتشر في الجبال وسهل صلالة والنجد، وتتميز هذه السلالة بتعدد الألوان حيث يوجد بها اللون الأبيض والبني الفاتح والغامق والأسود كما توجد خليط من الألوان المبرقشة وينتشر اللون الأبيض في منطقة النجد ويكسو جسمها شعر قصير ولديها أذن صغيرة وقرون مائلة للخلف في الإناث والذكور. وتعتبر هذه السلالة صغيرة الحجم وتتميز بغزارة إنتاج الحليب حيث قد يصل متوسط الإنتاج اليومي من الحليب في بعض الأفراد إلى أكثر من 2 كجم إضافة إلى مقاومتها للأمراض المستوطنة بالمنطقة وتحمل الظروف البيئية المحلية، هذا ويبلغ متوسط وزن المولود عند الميلاد 3 كجم وعند الفطام 13 كجم وعند عمر سنة 20 كجم. أما متوسط نسبة الخصوبة فتتراوح من 80-85% ونسبة التوائم من1.21-135%. يمثل الماعز الظفاري 13% من اجمالي أعداد الماعز الموجودة في السلطنة وفقاً للتعداد الزراعي لعام 2013 م.
البرنامج الوراثي لتحسين الماعز الظفاري عن طريق الانتخاب بدأ منذ أوائل التسعينات في محطة البحوث الحيوانية بصلالة (التابعة للمديرية العامة للبحوث الزراعية والحيوانية) وذلك عن طريق تكوين قطعان محلية نقية من سلالة الماعز الظفاري لهدف حفظ وصيانة هذه السلالة وإجراء التحسين الوراثي للصفات الإنتاجية والتناسلية لها للوصول إلى أعلى عائد وراثي متوقع. وذلك من خلال اتباع الطرق الحديثة في مجال تربية الحيوان وإعداد خطط انتخاب طويلة الأجل.
وركزت أهداف البرنامج البحثي على تحسين الكفاءة الإنتاجية للماعز المحلي وإنتاج ذكور محسنة وراثيا توزع على المربين والحفاظ على الموارد الوراثية الحيوانية المحلية وضمان استدامتها ويتكون قطيع النواة للماعز الظفاري بمتوسط 500 رأس ذكور وإناث مع توابعها، نظام التربية المتبع هو ولادة واحدة سنوياً، تستخدم الذكور في التلقيح لموسم واحد أو موسمين على الأكثر ثم يتم توزيع الذكور المستخدمة على المربين بعد ذلك. يبدأ موسم التلقيح في شهر سبتمبر، تدخل الإناث للتلقيح لأول مرة عند عمر 18 شهراً يستمر موسم التلقيح لمدة 45 يوماً ثم يتم إخراج الذكور بعد ذلك، يبدأ موسم الولادات في منتصف فبراير ويتم فطام المواليد عند عمر ثلاثة أشهر وعند الفطام يتم فرز الذكور عن الإناث. يتم استخدام برامج التربية الحديثة وبرامج التحليل الإحصائي مثل برنامج الـ SAS وذلك لتحليل البيانات والحصول على النتائج.
الجدير بالذكر أنه يتم تنفيذ هذا البرنامج من قبل باحثي الإنتاج الحيواني بمحطة البحوث الحيوانية بصلاله ( المهندس عبدالعزيز بن ربيع جمعان الشجيبي و المهندس نايف بن أحمد سعيد بيت راشد) وأهم ما يميز برنامج التحسين الوراثي للماعز الظفاري هو إنتاج ذكور محسنة ومتفوقة وراثيا يتم توزيعها سنويا على المربين لمحافظة ظفار للاستفادة من نقل التطور في مجال البحوث إلى المربين ونشر التراكيب الوراثية الجيدة في الحيوانات التي تربى لديهم مما يعود على زيادة الناتج المحلي من الماعز وبالتالي يقلل من الاستيراد للحيوانات الأجنبية مما يعمل على تحقيق الأمن الغذائي بالمحافظة. ويركز برنامج الانتخاب على صفات التوأمية ومعدلات النمو وإنتاج الحليب للحصول على حيوانات عالية القيمة التربوية وذات كفاءة وراثية متميزة في إنتاج التوائم والحليب واللحم.
كذلك تم توصيف سلالة الماعز الظفاري على المستوى الجزيئي والحصول على المعلومات الوراثية والجينية للسلالة من أجل توثيقها دوليا للحفاظ على حقوق الملكية وتسجيل السلالة في السلطنة. حيث تم تحديد البصمة الوراثية للماعز الظفاري والخريطة الجينية لها ومدى علاقتها بسلالات الماعز المحلية الأخرى بالسلطنة حيث تبين أن هناك تباعدا وراثيا بينها وبين سلالات شمال السلطنة مما ساعد في وضع برنامج انتخاب خاص لها لزيادة المقدرة الإنتاجية ورفع العائد الوراثي المتوقع. الجدير بالذكر بأن النتائج البحثية لتحسين السلالة خلال السنوات السابقة بينت استجابة السلالة لبرنامج التحسين الوراثي حيث زادت معدلات النمو بنسبة تزيد عن 15% وزاد معدل إنتاج التوائم بنسبة 19%.
هذا وتبذل وزارة الزراعة والثروة السمكية ممثلة في المديرية العامة للبحوث الزراعية والحيوانية الجهود في سبيل تحسين السلالات المحلية الحيوانية والحفاظ عليها كمورد وراثي مهم للسلطنة كما تقوم بتوفير الدعم الكامل للبحوث والبرامج البحثية الجارية في كافة مجالات الثروة الحيوانية وذلك للنهوض بالثروة الحيوانية وتحقيق الأمن الغذائي بالسلطنة.