بهدف إنشاء مؤسسات صغيرة ومتوسطة في قطاع النفط والغاز - كتبت- شمسة الريامية - دشنت الجمعية العمانية للخدمات النفطية (أوبال) بالتعاون مع صندوق تنمية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة الدورة الأولى لبرنامج تأسيس تحت رعاية سعادة المهندس سالم بن ناصر العوفي وكيل وزارة النفط والغاز وذلك يوم الخميس الماضي في فندق كراون بلازا. ويهدف برنامج “تأسيس” إلى نشر وتطوير ثقافة العمل الريادي من ذوي الخبرة في قطاع النفط والغاز، وإيجاد مؤسسات صغيرة ومتوسطة في مجال النفط والغاز من خلال تقديم الدعم المالي والتوجيهي. وقال سعادة المهندس سالم بن ناصر العوفي وكيل وزارة النفط والغاز: إن “برنامج تأسيس” يسهم في توفير مؤسسات صغيرة ومتوسطة قادرة على القيام بعمليات الحفر وغيرها من الخدمات عن طريق ارتباطها بعقود عمل مع شركات النفط المختلفة بصورة دائمة. موضحا أنه مع تراكم خبرات هذه المؤسسات الصغيرة تستطيع تكوين شركات أكبر في المستقبل، وتوفر فرص عمل للعمانيين في مجالات عديدة. وأشار سعادته أنه يمكن للمؤسسات الصغيرة التي عملت في مشروع حقل خزان على مدى ثلاث سنوات ونصف السنة من الارتباط بعقود أخرى، وتستفيد تلك الشركات من خبرات الكوادر الوطنية في مجالات الحفر واللحام والكهرباء. وأكد سعادة العوفي على دعم كافة الجهات المختلفة لظهور مؤسسات صغيرة ومتوسطة في قطاع النفط والغاز، حيث أن صندوق تنمية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة يقدم الدعم المالي والفني للراغبين في إنشاء هذه المؤسسات، وأيضا جمعية أوبال ووزارة النفط والغاز تقدم الدعم عن طريق إخطار تلك المؤسسات بالفرص الموجودة في السوق. كما تم التنسيق أيضا مع وزارة القوى العاملة لتحويل مأذونيات طلبات شركات النفط والغاز قبل الموافقة عليها الى أوبال بحيث تقوم الأخيرة بمراجعة الطلب، وفي حالة توفر كادر عماني يتم إخطارهم بذلك بحيث تمنح للموظف العماني وبالتالي لا يتم إصدار المأذونية. وأكد العوفي أن النجاح بيد الشباب حيث ينبغي عليهم التحلي بالصبر والعزيمة، والرغبة الصادقة للإنجاز وتحقيق الطموحات، فدورنا هو دور تنسيقي وعلى الشباب المناضلة من أجل الوصول إلى أهدافهم، موضحا أن هناك الكثير من الشركات العمانية الناجحة التي كادت أن تنتهي لكن بالصبر والكفاح استمرت ونجحت. إشكالية تسريح العمال وقال عامر بن عوض الرواس، رئيس مجلس إدارة الجمعية العمانية للخدمات النفطية (أوبال): “إن برنامج تأسيس يأتي في الوقت الذي تشهد فيه بعض القطاعات الاقتصادية إعادة هيكلة ومنها قطاع النفط والغاز، وذلك لاستيعاب أكبر قدر من العمانيين دون التأثير على كفاءة العمل والإنتاجية. وأوضح الرواس أن أغلب المشاريع في قطاع النفط و الغاز هي مشاريع مؤقتة، وتنتهي بعد فترة زمنية معينة، أي بعد انتهاء العمل وإنجاز الأعمال في هذه المشاريع، ومن ثم يتم تسريح العمال العمانيين وفق القانون. ولذلك يأتي هذا برنامج تأسيس لحل مشكلة تسريح العمال من أماكن العمل من خلال تدريب مجموعة من الشباب الذين يملكون خبرة في قطاع النفط والغاز على إدارة المشاريع والجوانب المالية بحيث يستطيعون إنشاء شركاتهم الخاصة ويقدمون خدماتهم لمختلف الشركات, وبالتالي يصبحوا هم أرباب العمل أنفسهم، ويقدمون أعمال معينة في فترة المشروع، وبعد الانتهاء منه، ينتقلون إلى مشروع آخر، الأمر الذي من شأنه يعطيهم ديمومة ودافعية للإنجاز بطريقة أفضل ووقت وتكلفة أقل، وبإمكان هذه الشركات الناشئة الاندماج مع بعضها البعض في المستقبل، وتكوين كيانات قوية، تستطيع تقديم خدمات وأعمال أكبر. توظيف العمانيين وأوضح مسلم بن راشد المنذري الرئيس التنفيذي للجمعية العمانية للخدمات النفطية (أوبال) في كلمة ألقاها، أن برنامج “تأسيس” هو أحد اهم المبادرات التي قامت الجمعية بتبنيها، وذلك بدعم من وزارة النفط والغاز، بهدف تأهيل الكوادر العمانية لتأسيس مشاريع خاصة، وإعادة توظيف مجموعة من المهنيين والفنيين في مجال حفريات النفط والغاز بالتعاون مع صندوق تنمية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة. ويعد هذا البرنامج برنامجا متكاملا لإنشاء مؤسسات تعمل في حفر آبار النفط والغاز، يتضمن مواضيع نظرية وعملية ، بحيث تؤسس المشارك في البرنامج، ليصبح قادرا على بناء مؤسسة صغيرة تعمل في هذا الجانب، مؤكدا ان برنامج تأسيس من ضمن المبادرات التي تهدف لدعم القيمة المحلية المضافة في (تنمية الموارد البشرية الوطنية) لقطاع النفط والغاز من خلال تأهيل الشباب. وأشار المنذري إلى أن أوبال قامت بأدوار كبيرة من أجل توظيف عدد من العمانيين في مجالات النفط والغاز، ولكنها واجهت مشكلة تسريح العمال نتيجة انتهاء المشاريع لتلك المؤسسات والشركات، ومع ذلك فقد استطاعت أوبال من خلال الجهود مع وزارة النفط والغاز إعادة تشغيل قرابة 5 آلاف موظف، ولكنها تظل أعمال مرتبة بفترات محددة وليست وظائف دائمة. ومن هنا جاءت فكرة إطلاق هذا البرنامج ليسهم في خلق مؤسسات صغيرة يمكن في المستقبل أن تكبر وتقوم بدور توظيف العمانيين. الدعم المالي وأكد صلاح بن هلال المعولي، الرئيس التنفيذي لصندوق تنمية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة على ضرورة التكامل بين الجهات المختلفة سواء من النواحي الإدارية أو التمويلية أو المالية لتحقيق النجاح للعديد من البرامج والمبادرات التي تطلقها بعض المؤسسات مشيرا إلى أن برنامج تأسيس من البرامج المهمة لرواد الأعمال الذين يملكون مهارات وخبرات في قطاع النفط والغاز. وأوضح المعولي أن عدد المتقدمين لهذا البرنامج بلغ 75 شخصا، تم اختيار منهم 60 شخصا بعد خضوعهم لـ3 اختبارات داخلية وذلك لمعرفة قدراتهم المختلفة، ثم بعد ذلك سيتم اختيار منهم 2-5 فقط شركات ممن استوفوا الشروط لتقديم الدعم المالي لها، والحصول على عقود عمل عن طريق أوبال. مشيرا إلى أن المبلغ المالي يتراوح بين 50- 500 ألف ريال مدعوم عن طريق شراكة من أجل التنمية. موجها الشباب على ضرورة الصبر والعمل بجد واجتهاد والمثابرة لتحقيق النجاح وتوفير فرص العمل.