توعويات: الاستعداد المبكر لدعم سياحة الخريف
حميد بن فاضل الشبلي -
humaid.fadhil@yahoo.com -
استبشر السياح من داخل السلطنة وخارجها الذين اعتادوا الذهاب إلى الموسم السياحي بصلالة عن طريق البر، بالأخبار والمنجزات في بعض المشاريع التي تم الإعلان عنها خلال الأشهر المنصرمة والمتمثلة في (افتتاح خط الباطنة السريع- أخبار عن مشروع الشارع المزدوج بين هيماء وأدم واحتمالية افتتاح أجزاء كبيرة مع منتصف العام- وقرب افتتاح الخط البري بين السلطنة والسعودية) وكلها مؤشرات تدعم زيادة السياحة عبر الطريق البري إلى مدينة الضباب والخضرة محافظة ظفار.
إن الأخبار التي سبق ذكرها تستوجب من جميع المؤسسات أن تكون هذا العام مستعدة لاستقبال السائحين بنهج وخطة تتناسب مع العدد الكبير المتوقع ذهابه لقضاء إجازة الصيف في الموسم السياحي بصلالة، وذلك من خلال مراجعة ملاحظات وسلبيات الأعوام المنصرمة، التي تحدث عنها وعانى منها كثير من السائحين على طول الطريق المؤدي إلى أرض اللبان، وشخصيا العام الماضي ألغيت الرحلة البرية إلى الموسم السياحي بصلالة، لما شاهدته ولامسته من عناء الرحلة التي قمت بها مع العائلة في العام الذي قبله، بعض محطات الوقود كانت تعاني من النقص المتكرر لكمية النفط في خزاناتها، والأعمال الإنشائية على طول الطريق كانت كذلك مصدر إزعاج، والسير في طريق فيه مسار واحد يضعك في مواجهة أصحاب القيادة المتهورة، وفيما يخص الاستراحات والمحطات فحدث ولا حرج من الازدحام على المصليات ودورات المياه لقلة عددها، بعض المناظر السيئة التي سجلتها بعض تلك المحطات مؤسفة وفي دورات المياه بوجه الخصوص، وكذلك مشاهدة بعض الأفراد يقوم مضطراً بإنزال أطفاله في الطريق لقضاء الحاجة، ناهيك عن عملية الازدحام على المطاعم والشقق الفندقية القليلة على طول الطريق.
إن ما نأمله هذا العام أن تكون جميع المؤسسات متعاونة في تهيئة الطريق بمختلف الخدمات، مع التأكيد على أن هذا العمل لا يقتصر فقط على عمل وزارة السياحة أو البلديات، ولكن يجب أن يكون هناك تعاون من جميع القطاعات ابتداء من مكاتب أصحاب السعادة المحافظين والولاة وبقية المؤسسات التي تشرف على الخدمات الموجودة في كل محافظة يمر بها الطريق إلى محافظة ظفار، لذلك ارتأينا أن يكون التذكير لهذا الموضوع مبكراً، حتى يتسنى لجميع المؤسسات الاستعداد بوضع جميع الخطط لتهيئة سلامة طريق المسافرين إلى صلالة. أتمنى التحرك من الآن لتقييم خدمات جميع المحطات والاستراحات والمساجد على طول الطريق، من حيث التأكيد والاستعداد الجيد للموسم السياحي القادم بإذن الله، وإرشادهم لتصليح الأعطال الموجودة في بعض تلك المنشآت من (أبواب ودورات مياه وتوصيلات الماء والكهرباء وإضافات أخرى)، مع التأكيد على ضرورة توفير عمال نظافة موجودين على مدار الساعة وخصوصا في شهر مايو وأغسطس، كذلك نقترح على وزارة السياحة ووزارة البلديات الإقليمية وبعض المؤسسات الأخرى في تشكيل لجنة مشتركة تعمل على متابعة وتقييم الخدمات المطلوبة في جميع الولايات التي يمر بها السائح إلى ظفار، وكذلك في توفير مصليات ودورات مياه متحركة، يتم وضعها في عدة مواقع على طول الطريق ولا يمنع أن تكون الخدمة مقابل مبلغ مالي معقول. وختاما نقدر جميع الجهود التي تبذلها جميع المؤسسات وخصوصاً في فترة الصيف لخدمة مرتادي طريق صلالة، ولكن نتمنى هذا الصيف أن يكون الاستعداد أكبر وخصوصا أنه متوقع تسجيل أعداد كبيرة بعد الأخبار التي تحدثت عن انتهاء مشاريع الصيانة لبعض الطرق، وقرب افتتاح الشارع المزدوج لمسافة طويلة من هيماء وحتى ولاية أدم فهل سيجد السائح هذا العام خدمات وتسهيلات بأرض الواقع بطول الطريق إلى مدينة صلالة أم ستبقى المعاناة كالمعتاد، أملنا في الله كبير ومن ثم في جهود المؤسسات ومعها جهود المخلصين من أبناء هذا الوطن المعطاء.