1258066
1258066
العرب والعالم

ميستورا يؤكد الحاجة الملحة لوقف إطلاق النار ومنع قصف الغوطة الشرقية

23 فبراير 2018
23 فبراير 2018

مشددا على ضرورة البدء في إدخال المساعدات الإنسانية -

دمشق -عمان - بسام جميدة - وكالات -

أكد المبعوث الأممي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا في بيان، امس أن هناك حاجة ملحة لوقف إطلاق النار ومنع قصف الغوطة الشرقية، لإدخال المساعدات الإنسانية وإجلاء المرضى والجرحى.

وشدد دي ميستورا على ضرورة البدء في إدخال المساعدات الإنسانية إلى الغوطة الشرقية مباشرة بعد إعلان وقف إطلاق النار، وتسهيل إجلاء الجرحى والمصابين.

ودعا دي ميستورا الدول الضامنة لعملية أستانا (روسيا وتركيا وإيران) إلى الاجتماع بسرعة لإعادة تثبيت مناطق خفض التصعيد في سوريا.

ومن المقرر أن يكون مجلس الأمن الدولي قد أجرى تصويتا مساء أمس على مشروع قرار يطالب بهدنة لمدة 30 يوما في سوريا للسماح بتسليم المساعدات والإجلاء الطبي، ولكن لم يتضح بعد ما إذا كان مشروع القرار سيحظى بدعم جميع الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن أم لا.

ويتطلب مشروع القرار الأممي لتمريره 9 أصوات مؤيدة، وعدم استخدام أي من الدول الخمس دائمة العضوية، وهي روسيا والصين والولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا، حق النقض (الفيتو).

واقترحت روسيا إدخال تعديلات على مشروع القرار الذي صاغته الكويت والسويد، وقالت إن صياغته غير واقعية وإن أعضاء مجلس الأمن لا يمكنهم فرض هدنة في سوريا دون التشاور مع الأطراف المعنية.

ولم تتضح بعد التغيرات التي أُدخلت على مشروع القرار.

وقال مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا ان روسيا صاغت تعديلات على الوثيقة تتيح جعلها «منطقية وواقعية» ووزعتها على أعضاء المجلس.

وأكد نيبيزيا أن وقف إطلاق النار في الغوطة الشرقية له أهمية قصوى لكن يجب معرفة كيفية تطبيق ذلك.

وأوضح نيبينزيا أن آلاف المسلحين في الغوطة الشرقية ومن بينهم مسلحون من جبهة النصرة يرفضون التسوية، ويتخذون من سكانها رهائن، ويمنعون المدنيين من مغادرة المنطقة عبر معبر الوافدين على أطراف مدينة دوما شمال المنطقة.

وقال مندوب سوريا الدائم لدى الأمم المتحدة الدكتور بشار الجعفري ان مشروع القرار الذي تقدمت به الكويت والسويد إلى مجلس الأمن بشأن الوضع في سوريا لم يتم التنسيق بشأنه مع وفد سوريا وهذا عيب كبير.

وأضاف الجعفري خلال جلسة لمجلس الأمن الدولي اليوم حول الوضع في سوريا إن «المجموعات الإرهابية في الغوطة الشرقية تستهدف دمشق يوميا بمئات قذائف الهاون والصواريخ واليوم ارتقى عدد من الشهداء وأصيب 37 آخرون جراء ذلك» مؤكدا أن «تعريض حياة ثمانية ملايين سوري في دمشق للخطر من أجل حماية الإرهابيين في الغوطة أمر غير مقبول».

وأضاف الجعفري أن «التنظيمات الإرهابية في الغوطة الشرقية هي التي تتحكم بالمساعدات الإنسانية وتوزعها على عناصرها وتقوم باعتقال كل من يحتج من أهالي الغوطة على ذلك».

وبين الجعفري أن «التحالف الدولي الذي تقوده واشنطن بزعم محاربة الإرهاب انتقل من مرحلة العدوان بالوكالة عبر دعم الإرهاب فيها إلى مرحلة العدوان المباشر بالأصالة لتحقيق ما فشل الإرهابيون في تحقيقه».

وأشار الجعفري إلى أن «الأمم المتحدة تدير ظهرها وتصم أذانها عن الاعتداءات المتكررة التي ترتكبها قوات الاحتلال الإسرائيلي على أراضينا في إطار دعمها للمجموعات الإرهابية وتتجاهل جرائم «التحالف الدولي» الذي دمر مدينة الرقة بالكامل بحجة محاربة تنظيم «داعش» الإرهابي وتتجاهل كذلك العدوان التركي على مدينة عفرين ما يؤكد أن المنظمة الدولية تعيش أزمة مهنية وأخلاقية من خلال تبني مواقف الدول الداعمة للإرهاب في سوريا وإنكار حق الحكومة السورية في الدفاع عن مواطنيها». وتشهد دمشق استهدافا متواصلا بالقذائف، أسفرت عن وقوع ضحايا، توزعت في احياء القصاع وباب توما ودمشق القديمة وباب شرقي والمجتهد والدويلعة وعش الورور وبرزة وأبو رمانة والسبع بحرات والملك فيصل وباب السلام وشارع حلب والغساني بدمشق وضاحية الأسد وجرمانا بريفها، كما طالت القذائف الجمعة أحياء المزة 86 وبرزة والجورة والقابون وصلاح الدين وأسفرت عن سقوط قتيل وعدد من الجرحى.

وردا على انتهاكات المجموعات المسلحة لاتفاق منطقة تخفيف التوتر وتكرار اعتداءاتها على الأحياء السكنية في دمشق وجهت وحدات من الجيش العربي السوري ضربات دقيقة على النقاط التي انطلقت منها القذائف أسفرت عن تكبيد المجموعات المسلحة خسائر بالعتاد والأفراد.

ويواصل سلاح الجو الحربي تحليقه في سماء العاصمة دمشق، ويستهدف مواقع المسلحين في الغوطة الشرقية حرستا ودوما وضواحيهما حيث استهدف تنظيمي «فيلق الرحمن» و«جبهة النصرة» في بلدة حمورية وغيرها من الأماكن التي يتواجدون فيها. وتناقل ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي صورا لمنشورات قالوا إن مروحيات للجيش السوري ألقتها أمس على مناطق سكنية في الغوطة الشرقية تدعو سكانها للخروج عبر ممرات آمنة.

وحملت المنشورات تعليمات الخروج الآمن عبر المعبر الإنساني رقم 1 المحدد في منطقة مخيم الوافدين، فضلا عن توصيات بعدم حمل السلاح أثناء التوجه إلى المعبر، وإظهار الأيدي بشكل واضح على مقربة من نقاط الجيش. وقالت مندوبة الولايات المتحدة الدائمة لدى الأمم المتحدة نيكي هايلي، إن بلادها لا تستبعد استخدام القوة ضد القوات النظامية في سوريا.

وأوضحت هايلي خلال خطاب ألقته في معهد السياسة بجامعة شيكاغو الأمريكية ان «الحل العسكري لا يستبعد في أي حال من الأحوال.

لا نريد أن نكون في وسط النزاع السوري، لكننا نريد أن نعمل ما بوسعنا لحماية الناس من الأسلحة الكيميائية». وأشارت هايلي، إلى أن الولايات المتحدة تواصل ممارسة الضغط على روسيا التي برأيها «تغطي حكومة الرئيس السوري بشار الأسد، وتعرقل إيصال المساعدات الإنسانية إلى الغوطة الشرقية». وفي الوقت نفسه لم تستبعد هايلي أن تضرب واشنطن سوريا من جديد، مثلما كان عليه الحال في نيسان عام 2017، إذا تأكدت الأنباء حول استخدام الأسلحة الكيميائية.

وتابعت المتحدثة الأمريكية «القصف لا يتم بلا أسباب. يجب الفهم من سيكون في منطقة الضربة.

الرئيس (دونالد ترامب) قال إنه لن يتحدث عن خططه، لكن الأسد يدرك أننا سنقوم بخطوات، إذا رأينا أدلة على ذلك (استخدام الأسلحة الكيميائية)».

وفي تطورات الوضع في الشمال السوري، قالت مصادر ميدانية إن الجيش السوري باشر أمس استلام مدينة تل رفعت شمال حلب الواقعة شرق عفرين من قوات الحماية الكردية.

وتداول ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي صوراً قالوا إنها لقوافل من الجيش السوري وصلت تل رفعت حيث سينتشر فيها خلال ساعات.

وتسلّم الجيش السوري لمدينة تل رفعت من شأنه أن يكسر الطوق الذي تحاول القوات التركية والفصائل المسلحة من الجيش الحر المدعومة من أنقرة فرضه على مدينة عفرين.

وبحسب المعلومات المتداولة فإنّ القوات الكردية المتواجدة في تل رفعت توجهت إلى عفرين لمواجهة الجيش التركي والقوات السورية الموالية له على الجبهات هناك.

وأعلنت رئاسة الأركان العامة التركية في بيان لها الجمعة أنه تمّ قصف رتل مكوّن من 30-40 سيارة تابعة لقوات كردية وداعش في عفرين السورية، حسب تعبيرها. وقالت تنسيقيات المسلحين إنّ المدفعية التركية والفصائل المسلحة المدعومة تركياً قصفت بشكل عنيف مواقع وحدات الحماية الكردية على أطراف مدينة تل رفعت، في وقت قصفت فيه الأخيرة قرى مارع وكلجبرين وأعزاز بقذائف الهاون، حسب التنسيقيات.

من ناحية أخرى ردّت مدفعية الجيش السوري على القصف التركي الذي استهدف معبر الزيارة شمال مدينة نبل في ريف حلب الشمالي.

واستهدف القصف التركي قافلة كانت تحمل مواد إغاثية إلى مدينة عفرين وأدى إلى إصابات بصفوف المدنيين. ورد الجيش السوري بكثافة على مصادر القصف في مدينة أعزاز في ريف حلب الشمالي.

وقالت وكالة سانا السورية إن الجيش التركي وفصائل مدعومة من قبله استهدفوا رتل آليات محملة بالمساعدات والوقود وسيارات مدنية عابرة على الطريق الواصل بين نبل وعفرين بريف حلب الشمالي قبل وصولها الى مدينة عفرين ما تسبب باستشهاد وإصابة 13 مدنياً على الأقل بجروح.

يأتي هذا التطور قبيل وصول وفد شعبي سوري من الحسكة والرقة وعين العرب إلى المنطقة للتضامن مع أهالي المدينة، في وقتٍ أعلنت فيه وحدات حماية الشعب في مدينة حلب أنها تحركت إلى عفرين للمساعدة في صد الهجوم التركي، تزامناً مع انتشار وحدات من القوات الشعبية في الشريط الحدوديّ عند راجو وفي مركز البلدة شمال غرب عفرين.

ودخل 700 مقاتل إضافيّ من القوات الشعبية الخميس إلى عفرين لدعم الجبهات ضد العدوان التركي.