1225831
1225831
العرب والعالم

واشنطن وحلفاؤها يتفقون على تشديد تطبيق العقوبات على كوريا الشمالية

17 يناير 2018
17 يناير 2018

جوتيريش يؤكد أن الحرب مع بيونج يانج «يمكن تفاديها» -

فانكوفر (كندا) - (أ ف ب): تعهدت الولايات المتحدة وحلفاؤها أمس بتشديد الإجراءات لمنع الالتفاف على العقوبات الدولية المفروضة على كوريا الشمالية ومنها العمليات الأمنية البحرية لمنع التهريب البحري.

وحث وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون ونظيرته الكندية كريستيا فريلاند اللذين ترأسا محادثات في فانكوفر، دول العالم على دعم إجراءات «الحظر البحري».

وكررت الدولتان إلى جانب اليابان وكوريا الجنوبية ودول أخرى شاركت في الاجتماع رفيع المستوى التزامها «نزع الأسلحة النووية من شبه الجزيرة الكورية بشكل كامل، ويمكن التحقق منه ولا عودة عنه».

ويعد التحذير بتشديد إجراءات اعتراض الشحنات غير الشرعية لمواد نووية أو واردات تنتهك العقوبات، أكثر التدابير الملموسة التي خرج منها الاجتماع الذي استمر يومين ولم تدع إليه الصين وروسيا.

وشكك العديد من المراقبين وبينهم بكين وموسكو في جدوى عقد اجتماع لحلفاء سابقين في الحرب الكورية لمناقشة مسألة عندما يبقى دعم الصين مفتاح النجاح الدبلوماسي.

ولفت آخرون إلى اختلاف واضح للهجة بين الموفد الياباني المتشدد وزير الخارجية تارو اورو ونظيرته الكورية الجنوبية الأكثر حذرا كانغ كيونغ-والتي قالت إن المحادثات الكورية-الكورية الأخيرة دليل على أن العقوبات تقوم بعملها.

لكن بعد انتهاء الاجتماع أكد تيلرسون على تكاتف الحلفاء ومواصلتهم العمل مع الصين وروسيا لتطبيق العقوبات الدولية وإجبار كيم ونغ اون على التفاوض لنزع أسلحته النووية.

وقال تيلرسون «ستبقى وحدتنا وهدفنا المشترك مع آخرين في المنطقة، وخصوصا الصين وروسيا، قائمة رغم محاولات كوريا الشمالية المتكررة لتفريقنا وزرع الخلاف بيننا»، وأضاف: «ناقشنا أهمية العمل سويا لمواجهة الالتفاف على العقوبات وعمليات التهريب، كما وجهنا نداء للتحرك لتعزيز الحظر البحري بغية إحباط عمليات النقل غير الشرعية التي تتم من سفينة إلى أخرى».

وتُتهم كوريا الشمالية بالسعي للالتفاف على العقوبات القاسية التي فرضت على النظام المعزول، عن طريق نقل شحنات من سفن أجنبية إلى سفنها في عرض البحر.

ويقول بعض الخبراء إن الإجراءات البحرية لاعتراض السفن التجارية سيتم تفسيره كعمل حربي وسيتسبب في رد كوري شمالي يحتمل أن يكون مدمرا.

وتشير التقارير في واشنطن إلى أن القوات الأمريكية تخطط على الأقل لتسديد ضربة محتملة محدودة بهدف إقناع كيم أن أكثر خياراته الآمنة هي التفاوض على اتفاق.

ورفض تيرلسون مناقشة مسائل التخطيط العسكري ولم يعلق على ما إذا كان الرئيس دونالد ترامب على اتصال مع بيونج يانج، لكنه حذر من أن الأزمة تتصاعد.

وحذر قائلا «فيما يتعلق بما إذا كان على الأمريكيين أن يشعروا بالقلق إزاء اندلاع حرب مع كوريا الشمالية، أعتقد أنه علينا جميعا أن نكون واقعيين وواضحين بشأن الوضع الراهن» وذلك بعد أيام على إنذار خاطئ في هاواي يحذر من ضربة صاروخية.

وقال تيلرسون إن التجارب الأخيرة الكورية الشمالية لرأس حربي حراري نووي ولصاروخ عابر للقارات، تظهر «تقدمها المتواصل» في تطوير ترسانة تمثل تهديدا عالميا، وأضاف: «أعتقد أن مقاربتنا لجعل كوريا الشمالية تختار الخطوة الصحيحة هي بالقول لها إن المحادثات هي أفضل حل، وإن الحل العسكري لن يأتي بنتيجة جيدة لها».

ورحبت الوفود بقرار كوريا الشمالية لقاء مبعوثين من سول وإرسال وفد للمشاركة في الألعاب الأولمبية الشتوية، وهو ما يعتبره كثيرون اختراقا محتملا في الأزمة.

وقالت سول أمس إن كوريا الشمالية عرضت إرسال أكثر من 200 من المشجعين إلى ألعاب بيونج يانج والمشاركة في الألعاب الشتوية.

ولم تشارك موسكو وبكين في اجتماع فانكوفر وقللتا من أهميته، وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية لو كانغ: «الجهات المعنية الأكثر أهمية في مسألة شبه الجزيرة الكورية لم تشارك في الاجتماع؛ لذا لا أعتقد أن الاجتماع شرعي أو له طابع تمثيلي».

وندد لو «بعقلية الحرب الباردة» لدى الولايات المتحدة التي تحث بكين على وقف إمدادات الوقود إلى بيونج يانج - وهي خطوة غير مرغوبة لدى بكين التي تخشى انهيار نظام كيم أكثر من استسلامه.

من جهته، أكد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش أمس الأول أنه بالإمكان تفادي الحرب مع كوريا الشمالية، داعيا إلى إجراء محادثات مباشرة بين القوى الرئيسية من أجل وضع حد للبرنامج النووي الكوري الشمالي.

وإذ نوّه جوتيريش إلى أن الخطوات الأخيرة المتبادلة بين الكوريتين كانت على قدر من الأهمية، شدد على «وجوب أن لا ننسى أن المشكلة الأساسية لم يتم حلها بعد»، وقال «أعتقد أنه بالإمكان تفادي الحرب»، محذرا في الوقت نفسه من «أنني لست واثقا بعد من أن السلام بات مضمونا».

وأوضح الأمين العام للأمم المتحدة أن هدفه هو ضمان أن «يتمكن المعنيون الرئيسيون في النزاع من إجراء محادثات جدية وإيجاد سبيل لنزع السلاح النووي».