أثناء التعرف على عمل الأنذار المبكر
أثناء التعرف على عمل الأنذار المبكر
آخر الأخبار

بدر الرمحي: السلطنة مؤهلة لأن تكون مركزا إقليميا بحكم كفاءة الأجهزة والكادر الوطني

12 نوفمبر 2017
12 نوفمبر 2017

مسقط/١٢ نوفمبر ٢٠١٧/نوح المعمري: أشار بدر بن علي الرمحي مدير دائرة التنبؤات الجوية والإنذار المبكر من المخاطر المتعددة بالهيئة العامة للطيران المدني إلى أن السلطنة قادرة على إصدار أول إنذار لحدوث أمواج تسونامي في غضون 6 دقائق، متفوقة على عدد من الدول المطلة على بحر العرب وبحر عمان. ويبعد صدع مكران المحاذي لسواحل إيران وباكستان عن سواحل السلطنة ما يقارب 300 كم حيث إن المؤشرات تشير الى أن مدة وصول الأمواج في حالة حدوث زلزال بقوة 6.5 أو أكثر بالصدع من الممكن أن تؤثر بأمواج تسونامي خلال أقل من نصف ساعة. وأوضح الرمحي أن المديرية العامة للأرصاد الجوية وبالتعاون مع عدد من الجهات الحكومية تقدم الآن عددا من المحاضرات والنشرات التي تحذر من مخاطر أمواج تسونامي، وتستمر حتى 20 نوفمبر الجاري، واستهدفت المحاضرات عددا من المدارس المطلة على بحر عمان وطلبة الكليات، وذلك لزيادة الوعي بمخاطر الأمواج. حيث تم اختيار 4 مدارس من كل محافظة، في كل من محافظات جنوب وشمال الباطنة، ومحافظة مسقط، وجنوب الشرقية. كما أوضح الرمحي أن هناك تنسيقا تم خلال شهر سبتمبر من السنة الماضية 2016 مع الجهات المعنية لعمل تدريب عملي شارك فيه عدد من المدارس للحد من الأضرار ولتوعية المجتمع من مخاطر أمواج تسونامي.

وبمناسبة اليوم العالمي للتوعية من مخاطر التسونامي الذي يصادف 5 نوفمبر من كل عام، أشار الرمحي إلى أن السلطنة تقع في منطقة تأثر بأمواج تسونامي محلية من أخدود مكران وأمواج تسونامي بعيدة المدى من أخدود سوندا قبالة سواحل إندونيسيا. كما قد تتعرض لأخطار أخرى من الحالات المدارية والفيضانات المفاجئة. موضحا أنه في غضون 5 دقائق بعد حدوث الزلزال يتم استخدام دليل إجراء تشغيلي للمركز يتم اتباع خطواته للتعرف على إمكانية حدوث تسونامي بحيث تكون قوة الزلزال أكبر من 6.5 في منطقة صدع مكران ثم يعالج في نظام محاكاة أمواج تسونامي في الدقيقة التالية كجزء من نظام مزود بما يقارب من 3000 سيناريو محتمل لتسونامي في قاعدة البيانات بالإضافة إلى برنامج آني يستخدم في محاكاة أمواج تسونامي. كل من بيانات الزلزال وأمواج تسونامي المتوقعة تنشر في بيان التحذير من أمواج تسونامي وتوزع من خلال قنوات الاتصال المختلفة لكل الجهات والمؤسسات بالدولة وأيضا للعامة لاتخاذ اللازم من إجراءات.

وقال الرمحي إن آخر زلزال في أخدود مكران كان بقوة 8.3 في عام 1945 والذي تسبب في وفاة أكثر من 4000 شخص في باكستان وإيران كما تأثرت ولاية صور بأمواج تجاوز ارتفاعها 3 أمتار، وفي عام 2004 تسبب تسونامي سومطرة في وفاة أكثر من 200 ألف شخص في كل من أندونيسيا وتايلند وماليزيا وبنجلاديش والهند وسيريلانكا وكذلك في الصومال وكينيا. حيث إن هذه الأمواج وصلت إلى سواحل محافظة ظفار بارتفاع 3 أمتار.

كما أن نظام الإنذار المبكر من أمواج تسونامي يوفر معلومات عن الزلازل التي تولد أمواج تسونامي، ومستوى التهديد من هذه الأمواج. وتعد السلطنة الوحيدة من بين الدول العربية العضو من ضمن الدول المطلة على المحيط الهندي التي تمتلك مركزا متخصصا وكوادر مؤهلين في مركز بعمليات الإنذار من المخاطر الطبيعية ضمن دليل إجراءات تشغيلي.

في عام 2004 تم تسجيل زلزال بالقرب من جزيرة سومطرة أثرت أمواج تسونامي المصاحبة له على معظم الدول المطلة على المحيط الهندي، وأخذت الأمواج حوالي 7 ساعات حتى تصل الساحل الجنوبي الشرقي للسلطنة قدرت بارتفاع مترين إلى 3 أمتار أثرت على سواحل محافظة ظفار والوسطى بصورة أكبر، ولم تحدث خسائر مادية أو بشرية. مشيرا الرمحي الى أنه بعد حدوث هذا الزلزال صدرت توجيهات سامية بإنشاء نظام إنذار مبكر وتم خلالها عمل مشروع الإنذار المبكر بالتعاون مع منظمة اليونيسكو. وتم افتتاح المشروع في عام 2015م.

وقال الرمحي إن اهتمامنا في الوقت الحاضر ينصب في التوعية بخطر أمواج تسونامي على صدع مكران، والحكومة لها حركة سريعه في حالة حدث زلزال بهذا الصدع.

وتشير التقديرات في حالة حدوث زلزال قوي بالصدع من الممكن أن تصل ارتفاعات الأمواج إلى أكثر من 12 مترا.

وحول الاجهزة قال الرمحي: إن هنالك 21 محطة رصد للزلازل بالتعاون مع المركز الوطني لرصد الزلازل بجامعة السلطان قابوس، و10 محطات رصد مستوى سطح البحر بالتعاون مع البحرية السلطانية العمانية ومركز الأمن البحري.

وتم تركيب 10 محطات GPS، وكذلك تم إنشاء 5 رادارات بحرية بطول ساحل عمان تصل مدى التغطية لكل منها إلى 250 كيلومترا وأن عملية الربط بين كل هذه الأجهزة والمركز عن طريق شبكتين منفصلتين من الخطوط رئيسي/‏‏‏احتياطي. كما تعتزم الهيئة العامة للطيران المدني في زيادة عدد محطات الرادارات البحرية لتصل إلى 10 رادارات.

كما تترأس السلطنة الفريق المعني بدول المطلة على صدع مكران، والذي يضم السلطنة والهند وإيران وباكستان، وتم اختيار السلطنة بحكم تطور المركز، كما أن السلطنة مؤهله لإن تكون مركزا إقليميا لشبه الجزيرة العربية للتحذير من أمواج التسونامي بالأجهزة والأنظمة المستخدمة والكادر الوطني العامل في الأرصاد، كما أن السلطنة بحكم سياستها الخارجية المتزنة جعل لها التقدم في ترأس المجموعة.

الجدير بالذكر أن أمواج التسونامي القادمة من شرق آسيا تستغرق 7 ساعات تقريبا للوصول إلى شواطئ السلطنة، ولم تسبب أضرارا كبيرة لسببين، أولا: اصطدام الأمواج بسواحل شبه القارة الهندية قبل وصولها لشواطئ السلطنة أضعف من قوتها، كما تصادف وصول أمواج تسونامي مع وجود حالة جزر.أما بنسبة لحزام مكران الزلزالي شمال بحر عمان يمكن أن يولد أمواج تسونامي في حالة وقوع زلزال (بقوة أكثر من 6.5 درجة) داخل هذا الحزام. أمواج تسونامي التي تنشأ في هذا الحزام تستغرق أقل من نصف ساعة فقط حتى تصل إلى شواطئ بحر عمان مما يزيد من صعوبة إيصال التحذير في الوقت المناسب. وهنالك دلائل عامة من الممكن أن تستخدم للتعرف على إمكانية تأثر السواحل بأمواج تسونامي، أولى هذه الدلائل حدوث اهتزاز للأرض يتبعه زيادة مفاجئة أو تناقص سريع لمستوى سطح البحر. وانحسار البحر لمستوى يكون مساويا أو اقل من مستوى الجزر، وعند اقتراب الموجة الأولى لتسونامي يصاحب الموجة سماع هدير قوي مثل هدير المحركات النفاثة وتشكل جدار مائي عالٍ وتدفق سريع للحطام المصاحب لموجة تسونامي بعد دخولها لليابسة.

إذا داهمتك أمواج التسونامي بشكل مفاجئ، حاول الهرب ركضا على الأقدام والاحتماء بأي مكان مرتفع كأسطح المباني والأشجار، وإن لم تستطع حاول السباحة قدر الإمكان. في حالة ملاحظة حدوث تراجع غير طبيعي في مستوى سطح البحر، فهذا يمكن أن يكون إشارة لقدوم أمواج تسونامي، ولكن قد تصل أمواج تسونامي مباشرة بدون حدوث تراجع مسبق لمستوى سطح البحر.

في إندونيسيا، حدث تراجع غير طبيعي لمستوى سطح البحر خلال الكارثة الماضية، فقام الناس بمحاولة تجميع الأسماك قبل أن تداهمهم أمواج التسونامي بشكل فجائي. ومن التصرف الصحيح عند حدوث تسونامي مغادرة المناطق المنخفضة القريبة من الشاطئ الى مناطق اكثر ارتفاعا أو باتجاه المياه العميقة في حالة التواجد في القارب. والجري السريع على الأقدام وعدم إهدار الوقت في جمع الأغراض الشخصية.انتظار ومتابعة الإرشادات الرسمية والتي تسمح بالعودة إلى المناطق الشاطئية، وعدم الذهاب الى البحر مباشرة بعد انتهاء الخطر.

زيادة الوعي مطلب أساسي لمواجهة خطر تســـــونامي وكيفية التعامل مع خطرها و تفاديا للخسائر المادية و البشرية، كما يجب على الجميع الابتعاد عن الشواطئ في حالة وجود تحذير من أمواج تسونامي، أو التعرف على إحدى الدلائل لوجود تسونامي أو أكثر من دليل على تأثيره على السلطنة، حفظ الله عمان وشعبها وقائدها من كل مكروه.w