Oman Daily K O
Oman Daily K O
كلمة عمان

إدانة عمانية للإرهاب في مصر وأفغانستان

21 أكتوبر 2017
21 أكتوبر 2017

بالرغم من أنه من المعروف على نطاق واسع، أن السلطنة تدعو دوما لإعلاء قيم الحوار، والتفاهم والتقارب بين البشر، جماعات وشعوب ودول، من أجل حل الخلافات والمشكلات بالطرق والوسائل السلمية، وبما يسهم بدوره في تعزيز سبل تحقيق السلام والأمن، والطمأنينة والاستقرار لمختلف الشعوب، وبما يمكنها من التفرغ لبناء حاضرها ومستقبلها، على النحو الذي تراه محققا لمصالحها، وبدون تدخل خارجي، إلا أن السلطنة أكدت دوما، وعلى نحو واضح وحاسم، وفي مختلف المناسبات وأمام مختلف المنظمات الإقليمية والدولية أيضا، رفضها لكل صور الإرهاب، أيا كانت أسبابه ودوافعه، وذلك من إيمان عميق بأن الإرهاب والتطرف والتعصب والعنف، لا يمكن أن يؤدي إلى حل صحيح ودائم للخلافات والمشكلات، كما أن الإرهاب يكون له في العادة ضحاياه من الأبرياء من البشر، فضلا عن أنه فشل دوما في تحقيق أي شيء إيجابي أو مفيد، حتى لمرتكبيه، لسبب بسيط هو أن النتائج الطيبة لا يمكن إلا أن تعتمد على وسائل طيبة، والإرهاب مخالف لكل الشرائع والنواميس، ومنها بالتأكيد الشريعة الإسلامية الغراء.

وفي هذا الإطار أدانت السلطنة أمس، وبأشد العبارات الحادث الإرهابي الذي وقع في منطقة « الواحات» بجمهورية مصر العربية الشقيقة يوم امس الأول، وأعربت عن تضامنها مع مصر الشقيقة، في مواجهة ما تتعرض له من أعمال خسيسة تستهدف المساس باستقرارها وأمنها، في فترة شديدة الأهمية على كل المستويات مصريا وعربيا وإقليميا ودوليا كذلك. وهو ما يتطلب في الواقع مساندة مصر والوقوف تضامنا معها في مواجهة الهجمة الإرهابية الشرسة التي تتعرض لها، والتي تكثفت عملياتها في الآونة الأخيرة لأسباب معروفة.

من جانب آخر فإن السلطنة، التي تسعى جاهدة للإسهام في الجهود المبذولة لتحقيق السلام واستعادة الاستقرار الى جمهورية أفغانستان الصديقة، والتي دفع الشعب الأفغاني ثمنا فادحا، للحروب والمواجهات المسلحة وأعمال الإرهاب المختلفة، منذ أواخر سبعينات القرن الماضي وحتى الآن، أدانت بشدة امس أيضا العمليات الإرهابية التي وقعت في مسجدين أفغانيين، وراح ضحيتها العشرات من المصلين، وهو ما يتنافى مع قيم الإسلام، بل مع القيم الإنسانية جميعها.

ومع الوضع في الاعتبار أن موجة الأعمال والهجمات الإرهابية، والتي ضربت العديد من المدن في مناطق مختلفة من العالم، باتت تهدد الكثير من الشعوب، فإن مواجهة هذه الأعمال، التي لايسفر عنها إلا قتل مزيد من الأبرياء، أو إصابتهم بجروح تؤثر على قدرتهم على مواصلة حياتهم بشكل طبيعي في كثير من الأحيان، يحتاج في الواقع الى تعاون كبير وحقيقي وصادق من جانب كل الدول، ليس فقط لحصار المنظمات والجهات المتورطة في هذه الأعمال الإرهابية، ولكن أيضا لقطع وتجفيف مصادر تمويلها وتسليحها، وهي مهمة تحتاج الى أوسع تعاون ممكن بين الدول. أما التجاهل والتقاعس، فإنه لن يؤدي إلا الى مزيد من اتساع نطاق تهديد الإرهاب، ليس فقط في المنطقة ولكن على المستويات الإقليمية والدولية، وبما يزيد من صعوبة مواجهته واجتثاثه عمليا.