1135837
1135837
مرايا

رئيسة جمعية المرأة بالسيب في حوار خاص لـ«مرايا»: ثقة المرأة بنفسها أساس كل نجاح

18 أكتوبر 2017
18 أكتوبر 2017

وفاء العامرية[/caption]

حوار- مروة حسن -

هي وفاء بنت علي العامرية رئيسة جمعية المرأة بولاية السيب ومسؤولة قسم الشؤون الإدارية والمالية بجمعية الأطفال المعوقين، ولديها بصمة مميزة في مجال الفرق الكشفية والجوالة، وحاليا تحضر الماجستير في إدارة الأعمال ولديها خطة للوصول إلى الدكتوراة.

سعدت بلقائها والتحدث إليها للتعرف عليها عن قرب وعن أنشطتها ومسؤولياتها العديدة وطموحاتها في مجال العمل الخيري والتطوعي وذلك من خلال هذا اللقاء.

- كيف بدأت علاقتك بالعمل التطوعي؟

بدأت نشاطي التطوعي منذ أن كنت في المدرسة في جمعية الأطفال المعوقين خاصة فرع السيب، حيث نشأت على وجود الحس التطوعي لدينا في المنزل. لكن بعد انتهائي للشهادة العامة سنة 2000 أخذت مجموعة من الورش التدريبية في مجال رياض الأطفال، وبعد أن انتهيت عملت مباشرة في مدرسة والدتي الخاصة، ومن هناك بدأت حياتي الإدارية، فتعلمت على يد الوالدة الإدارة والمحاسبة والتسويق، بالإضافة إلى رعاية الأطفال، حيث اشتغلت مع الأطفال من عمر 3 سنوات إلى 5 سنوات، وكذلك كانت الوالدة مخصصة جزءا من أرباح المؤسسة لمساعدة ذوي الإعاقة والأيتام.

واستمر نشاطي التطوعي في جمعية الأطفال المعاقين لعدة سنوات، وبعد ذلك تم ترشيحي لعضوية مجلس الإدارة، وبالفعل نجحت في ذلك، لذا أصبحت مسؤولة عن لجنة الأنشطة والبرامج، وبعد أن أثبت نجاحي فيه، وكلوا إلى كذلك مهام لجنة الإعلام، وتم دمج اللجنتين في لجنة واحدة اسمها (لجنة الأنشطة والإعلام) واستمررت على ذلك لمدة عامين ووفقت في كثير من الأنشطة والفعاليات الخاصة بالجمعية، والتي كان منها المخيم الترفيهي للأطفال والذي يقام سنويا واسمه (إشراقة الأمل) واستفدت منه كثيرا حيث كان فرصة لتجمع كل الأطفال والمدرسات لكل فروع الجمعية المختلفة، وبذلك تعرفت على عطاء الآخرين من العاملين والمتطوعين بالجمعية، والأطفال والأهالي من مختلف الولايات.

استئناف الدراسة

بعد هذه التجارب وجدت نفسي أشتاق إلى الدراسة مرة أخرى، فقررت الالتحاق بالجامعة ودراسة إدارة الأعمال بكلية ولجات، وذلك لتعزيز ما بدأته في ممارسة العمل الإداري طيلة الفترة التي تسبق التحاقي بالجامعة، وممن شجعني أكثر على هذا التخصص أنه قبل ذلك بعام عرضت علي وظيفة دائمة بجمعية الأطفال المعوقين، وأصبحت مسؤولة بشكل رسمي عن الأنشطة والإعلام، وكنت بذلك مسؤولة عن كل ما يخص هذا النشاط لكافة فروع الجمعية بلا استثناء.

فرق الجوالة

- كيف جاءت خطوة التحاقك بفرق الجوالة والعشائر؟

جاء ذلك من خلال عملي كمسؤولة لجنة الأنشطة والإعلام بجمعية الأطفال المعوقين، حيث تعرفت على مجموعة من هذه الفرق والذين كانوا ينتسبون لكلية التقنية العليا وكذلك نادي السيب، وكان لديهم ما يسمى بمجلس عشائر الجوالة والجوالات، فاختاروني من ضمن هذا المجلس وبدأت أدخل في دورات القيادة الكشفية والإرشادية، وبالطبع كان ذلك متزامنا مع دراستي بالكلية.

وكان لهذه الدورات الأثر الإيجابي في تعلمي المزيد من الخبرات والتحدي، حيث كان بها كثير من المواقف التي تعلم التحمل والضغط، والقدرة على مخالطة البيئة في الساحة الكشفية، وحاليا أصبحت مساعد قائد تدريب، وفي خطواتي لأن أكون قائد تدريب. وكل هذا بشكل عام كان بمثابة سلم في حياتي، كل فترة أصعد إلى درجة جديدة وأتعلم شيء جديد، وعلى الرغم من بعض التحديات إلى أن الأمر ينتهي بشيء من المتعة والخبرة التي لا تنتهي.

جمعية المرأة

- ولكن كيف بدأت علاقتك بجمعية المرأة بالسيب؟

في ظل انشغالي بالنشاط الكشفي لفت نظري أن كثيرا ممن كانوا في الحركة الكشفية أثناء الدراسة يتوقف نشاطهم بعد أن يتخرجون من الكلية، لذا فكرت أن ألجأ إلى جمعية المرأة بالسيب عام 2011، وأيامها كانت الأخت ماجدة المعمرية هي رئيستها، فأصبحت عضوة في الجمعية وعرضت عليها فكرة أن يكون هناك مظلة لهذه الفرق الكشفية لضمان استمرار نشاطها بشكل دائم، وبالفعل تحمست للفكرة وكان لها هذا السبق في احتضان عشائر الجوالات، وبدأ ذلك من خلال جمعية المرأة بالسيب وتم تدشينه رسميا عام 2012، وكنت نائبة القائدة في هذا الوقت ثم بعدها بعام صرت قائدة العشيرة، وترشحت في مجلس الإدارة، وبالفعل وثقوا في الأخوات في الجمعية ونجحت في عضوية مجلس الإدارة، وكنا نحن السباقين في جمعية المرأة بالسيب، ثم عممت التجربة بعد نجاحها وأصبحت في الأندية والجمعيات.

بعد خطوة انضمامي لمجلس إدارة الجمعية بالسيب بستة أشهر فقط أصبحت نائبة رئيسة الجمعية، وبالدورة الانتخابية التالية سلمتني الأخت ماجدة المعمرية رئاسة مجلس الإدارة- بالانتخاب- وحققت ثقة العضوات، وما زالت حائزة على هذه الثقة- بفضل الله- إلى وقتنا الحالي.

- ما أكثر التحديات التي واجهتك في رئاسة جمعية المرأة بالسيب؟

أكثر ما شعرت به هو المسؤولية التي أصبحت على عاتقي من خلال هذا الدور، ومحاولتي بأن لا أخذل من وضعوا ثقتهم فيّ، ولقد حرصت على شيء مهم جدا وهو ما أنصح به نفسي دوما وأنصح به الآخرين وهو: إكمال ما تم قبلك وليس هدمه والبدء من جديد، وهذا خطأ شائع يقع فيه البعض أحيانا، لذا بدأت في تطبيق ذلك بالإضافة إلى إدخال بعض التعديلات والأفكار الجديدة.

ومن الإنجازات التي حُققت أيضا الالتزام بعمل جلسة شهرية مع إحدى المختصات في مجال الصحة النفسية ورعاية الأسرة والصحة العامة، والمدارس والتحديات التي تواجه الأمهات، ومختلف المجالات الأخرى التي تهم المرأة بشكل عام، وكانت هذه فكرة ماجدة المعمرية في الأساس ونحن استمرينا عليها، بالإضافة إلى مساعدة الأسر المعسرة، حيث كانت لدينا فكرة وهي نقل الأسرة من حالة الإعسار إلى الإنتاج وبالفعل نجحنا في تطبيقها في العديد من الأسر.

تنظيم الوقت

- هناك سؤال قد يخطر ببال الكثيرين ممن يقرأ هذا الحوار وهو كيف استطعت تنظيم وقتك في ظل كل هذه الأنشطة والمسؤوليات؟

نعم بالفعل يعتقد الكثير من الناس أن كثرة المسؤوليات تسبب العشوائية أو الجهد والإرهاق المتواصل، ولكن من تجربتي تعلمت أن التطوع والاندماج في المجتمع يعلم تنظيم الوقت وجعلني أنجح في حياتي على كافة المستويات، الشخصية والأسرية والعملية، وأنا بالفعل أرتب كل مسؤولياتي وأكتبها في جدول يومي وشهري وأكتب فيها كل ما يتعلق بي وبأسرتي وعملي.

- دعينا نتحدث قليلا عن حياتك الأسرية وتوفيقك بينها وبين مسؤولياتك؟

أنا أم لأربع بنات وولد، وزوجي مساند جدا وهذا عامل مهم لنجاح أي امرأة، حيث يحرص على تشجيعي والوقوف بجانبي لتحقيق النجاح في كل مسؤولياتي الأسرية والعملية، كما أحرص على مشاركة أبنائي في الأنشطة التطوعية ليتذوقوا حلاوة العمل التطوعي وينشئون فيه.

- كيف تنظرين لما حققته المرأة العمانية في عصرنا الحالي؟

أرى أن المرأة العمانية حققت أشواطا كبيرة في كافة المجالات، ولكن ما زلت أرى أنها بحاجة للثقة بنفسها وبقدراتها، قبل أي شيء وبعدها يأتي تشجيع الأهل والأصدقاء لينمي هذه الثقة.

اصنعي أهدافك

- أخيرا ما هي نصائحك التي توجهيها إلى نساء جيلك؟

أقول لكل منهن خصصي وقتا لنفسك، حتى في ظل كل مسؤولياتك وحياتك وبيتك حاولي أن يكون لديك ولو نصف ساعة في قراءة كتاب جديد، اخرجي مع صديقاتك ولو مرة في الشهر، وتحدثن في أشياء بعيدة عن ضغوط العمل والحياة، وضعي لنفسك أهداف واكتبيها وحاولي أن تسعي إلى تحقيقها وثقي بنفسك وتأكدي أنك تستطيعين.