1131731
1131731
عمان اليوم

خزعل الماجدي: وعي الإنسان بمختلف الأديان يزيده رقيًّا ويجعله أقل تعصّبًا

13 أكتوبر 2017
13 أكتوبر 2017

في محاضرة ثقافية بجامعة السلطان قابوس -

قدّم الدكتور خزعل الماجدي محاضرة بعنوان «علم الأديان مكوناته، مناهجه، أعلامه، حاضره، مستقبله» وقد نظمت المحاضرة جامعة السلطان قابوس ممثلة بكلية الآداب والعلوم الاجتماعية وذلك مساء أمس الأول بقاعة المحاضرات رقم (6).

وتطرقت المحاضرة لمحاور كثيرة، جاء بينها التفريق بين الدين وبين علم الأديان، كما عرّفت بالمؤسسين الكبار للعلم الذين ساهموا في دراسة الظاهرة الدينية وأهم كتبهم إلى جانب نتاجاتهم التنظيرية في هذا الجانب. وشملت أيضًا مكونات ومناهج علم الأديان.

ويقول الماجدي: إن علم الأديان كبقية العلوم الأخرى التي تنحدر من صنف العلوم الإنسانية، وهو يدرس الأديان بطريقة علمية وليس بطريقة ذوقية أو أيدلوجية، ويحاول فهم الظاهرة الدينية من خلال الأدوات العلمية، ويضيف أن أنه بذلك يكون قد قطع شوطًا بالاقتراب من طبيعة الأديان أكثر من الفلسفة أو من الدين نفسه.

وخلال إجابته عن سؤال لماذا لا يُدرّس علم الأديان في جامعاتنا العربية قال الماجدي: إن سبب ذلك يعود لوجود ريبة وخوف حول هذا العلم باعتباره سيمسّ المعتقدات المقدّسة، وهذا وهم بل وأكثر من ذلك هو أكذوبة يمررها الكثيرون تحرّزًا من حدوث أمور يخافون منها.

ولا يرى الدكتور أن حجب الطالب عن مثل هذه المعلومات مجدٍ وخصوصًا في وجود الإنترنت، ومن جهة أخرى فإن وعي الإنسان بكل الأديان يزيده رقيًّا ويجعله أقل تعصّبًا.

ويضيف حول أهمية تدريسه أن هذا العلم سوف يعطي عمقًا شديدًا لفهم الدين الإسلامي بل وسيعزز توجهاته أكثر ويبرئه مما ليس فيه، كما أنه سيدين كل التصورات المغلوطة والخاطئة عن الإسلام بطريقة علمية موضوعية.

وفيما يتعلّق بنشأة الأديان يقول إنها نشأت بطريقة قومية والتوحيد جاء متأخرًا، ويعقّب أن الأديان التوحيدية أو الشمولية هي التي جعلت من إلهٍ قوميّ واحد إله للكون والبشرية كلها.

يؤكّد الدكتور أن كل دين من الأديان ينظر للحقيقة من زاويته الخاصّة، حيث إن الأديان عبارة عن دائرة كبيرة بثلاثمائة وستين درجة وكل دين يمثل درجة من الدرجات ومركز الدائرة هو الله وكلٌ ينظر له من زاويته.

ويقول فيما يخصّ وحدة الأديان إنها تتمثل في توحيد الخالق لان كلها تشتمل على فكرة المُقدّس الذي هو الله.

ويذكر أن التعبير الأدق الذي يفترض لدارس الأديان أن يمتثل به هو أنه لا يمكن لدرجة واحدة حصرًا أن تمثل الحقيقة، ولكن كل الأديان ساهمت في توضيح مفهوم الحقيقة وهو الله وكلها أدت وظيفتها بشكل صحيح ولا بد للأديان من التخلص من أشواكها بحيث لا تجبر أحدًا على اختيارها لأن الاختيار القسري سيدمرها لاحقا.

الجدير بالذكر أن الدكتور خزعل الماجدي حاصل على شهادة الدكتوراة في التاريخ القديم عام 1996، وعمل في وزارة الثقافة والإعلام العراقية بدائرة السينما والمسرح ثم استاذًا جامعيًا في جامعة درنة في ليبيا، ودرّس أيضًا في التاريخ القديم وتاريخ الفنّ، وما بين عامي 1996-1998 عمل في الأردن ونشر كتبه الفكرية الأولى.

عـاد إلى العراق في أغسطس 2003 وعمل مديرًا للمركز العراقي لحوار الحضارات والأديان في العراق. وما بين عامي 2007-2014 حاضر في جامعة لايدن وعمل في عدد من الجامعات المفتوحة في هولندا وأوربا وهو يدرِّس تاريخ الحضارات والأديان القديمة ، كما أنه عضو في اتحاد الأدباء والكتاب في العراق واتحاد الكتاب العرب واتحاد المسرحيين العراقيين ونقابة الصحفيين العراقيين واتحاد المؤرخين العرب وعضو في الأكاديمية العالمية للشرق – غرب في رومانيا، وهو كذلك مؤلف مسرحي بالإضافة إلى كونه مؤلفًا لأكثر من 77 كتابًا في المثولوجيا والتاريخ القديم والأديان القديمة.