1125521
1125521
الرئيسية

الرئيس التنفيذي للعمليات ببنك العز الإسلامي لــ «عمان»: الصيرفة الإسلامية في السلطنة رغم حداثتها سجلت نموا لم تحققه بلدان أخرى في عشرات السنين

04 أكتوبر 2017
04 أكتوبر 2017

حوار ـ حمود المحرزي -

أكد موسى بن مسعود الجديدي الرئيس التنفيذي للعمليات ببنك العز الإسلامي أن الصيرفة الإسلامية في السلطنة رغم حداثتها حققت نموا لم تحققه بلدان أخرى، بدأتها منذ عشرة أعوام بعد أن تجاوزت الحصة السوقية للبنوك والنوافذ الإسلامية السوقية للقطاع المصرفي ما نسبته 11% خلال 4 سنوات.

وقال في حوار لـ “عمان الاقتصادي” إنه على الرغم من الجهود التي تبذلها الجهات المعنية وفي مقدمتها البنك المركزي العماني إلا أن البنوك الإسلامية لا تزال تواجه تحديا يتمثل في ندرة وقلة الكوادر، فأغلب الموظفين هم عبارة عن كوادر كانت تعمل في البنوك التقليدية.

ووصف الجديدي النتائج التي حققها بنك العز الإسلامي بأنها جيدة في مختلف الجوانب وتتماشى مع الخطة الرئيسية في التوسع والنمو، فقد وصل عدد الفروع إلى 9 أفرع، وقريبا سيتم تشغيل الفرع العاشر، كما يقدم 35 منتجا تلبي احتياجات الأفراد والشركات، وخلال النصف الأول من هذا العام وصلت محفظة التمويل للبنك إلى 95.386 مليون ريال مسجلة نموا بنسبة 56.21% مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي، كما زادت الودائع بنسبة 100.31%.

وأوضح أن حجم تمويل بنك العز للمشاريع التي تقوم الشركات بتنفيذها في السلطنة تجاوز 200 مليون ريال، مبديا تفاؤله باستمرار نمو هذا القطاع وهو ما يؤكده الإقبال المستمر على منتجات الصيرفة الإسلامية سواء من قبل الأفراد أو من قبل الشركات والمؤسسات. والى نص الحوار:ـ

في بداية الحديث هل من الممكن أن تسلط الضوء على النتائج المالية التي حققها البنك ؟

جاءت البيانات والأرقام المالية التي أعلنها البنك متماشية مع الاستراتيجية التي ينتهجها البنك في سبيل تطوير وتعزيز أعماله المصرفية المتوافقة مع أحكام ومبادئ الشريعة الإسلامية، وأوضحت البيانات والأرقام خلال النصف الأول من العام الحالي وصول محفظة التمويل للبنك إلى 95.386 مليون ريال عماني مسجلة نموا بنسبة 56.21% مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي ونموا بنسبة 23.71% من نهاية عام 2016. كما زادت الودائع بمبلغ 02.213 مليون ريال عماني مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي، مما يمثل نموا بنسبة 100.31% وبمبلغ 35.134 مليون ريال عماني عن نهاية سنة 2016 لتصل إلى 38.424 مليون ريال عماني، من ناحية أخرى زاد صافي إيرادات التشغيل بنسبة 19.39% عن نفس الفترة من العام الماضي ليصل إلى 5.26 مليون ريال عماني.

هل أنتم راضون عن النمو منذ بدء العمليات التشغيلية ؟

بكل تأكيد . . فبفضل التوجيهات والخطة الحصيفة التي صادق عليها مجلس الإدارة يسير بنك العز الإسلامي بخطى متقنة نحو تحقيق الاستراتيجية المنشودة منذ تأسيسه، حيث إننا سوف نكمل 4 سنوات منذ البدء في العمليات التشغيلية، وبفضل تكاتف الجهود كان النمو أفضل من المتوقع في بعض الحالات، وقد وصلت شبكة فروع البنك إلى 9 فروع وقريبا سيتم تشغيل الفرع العاشر.

أشرت في حديثك إلى نمو المحفظة التمويلية للبنك، هل هذه المحفظة التمويلية هي عبارة عن عمليات تمويل لشركات أم لأفراد ؟

المحفظة التمويلية لبنك العز الإسلامي تنقسم إلى ثلاثة أقسام وهي: التمويل الشخصي بمعنى التمويل المتعلق بالأفراد، وتمويل الشركات الصغيرة والمتوسطة، ومن ثم تمويل الشركات الكبيرة، ويندرج تحت تمويل الشركات الكبيرة تمويل المشاريع، وهناك بعض المشاريع قد لا يستطيع بنك واحد بتمويلها فيدخل البنك في شراكة مع بنوك أخرى.

ولذلك فإن النمو الذي حصل في المحفظة التمويلية جاء من هذه الأقسام الثلاثة التي ذكرتها آنفا، وخلال الفترة الماضية تمكنا من تغطية احتياجات السوق وهذا الهدف كان في خطتنا منذ البداية، بمعنى أنه لا ينحصر تركيزنا على الشركات وحدها أو الأفراد فقط، بل إننا نسعى إلى أن يقدم البنك خدماته للوطن والمواطنين على حد سواء من خلال إيجاد الحلول التمويلية المتنوعة والاستشارية في بعض الأحيان، لأننا ننطلق من مبدأ الشراكة وليس فقط تمويل المعاملات، والنمو الذي يتحقق في الشركات بلا شك يعد أحد أهم الروافد في الوطن التي تؤدي إلى توفير وإيجاد إيرادات أخرى، وكذلك خلق بيئة للتوظيف، الأمر الذي يؤدي في الوقت نفسه إلى تعزيز الحصول على الرسوم المتنوعة لموازنة الدولة من خلال ازدهار النشاط التجاري والاقتصادي واستطعنا بفضل تكاتف الجهود من ترجمة استراتيجيتنا إلى واقع .

حقق بنك العز الإسلامي خلال الفترة الماضية خسائر مالية تجاوزت المليون ريال عماني، ما تبريركم لذلك ؟

ما ينبغي التأكيد عليه هو أن بداية كل مؤسسة لاسيما المؤسسات المصرفية عندما تبدأ عملياتها التشغيلية فإنها تحتاج إلى مصاريف تشغيلية والتي من بينها شراء الأجهزة والأنظمة وتوظيف الكوادر البشرية وكذلك دفع الإيجارات وإنشاء الفروع وكل هذه النقاط السالف ذكرها تعد مصاريف، والأرباح بلا شك تأتي نتيجة للنشاط البنكي وتتضاعف بعد فترة ومنها يتم تغطية المصاريف ومن ثم الانتقال من مرحلة الخسائر إلى مرحلة تحقيق الأرباح .

أنتم كبنك إسلامي وكجزء من القطاع المصرفي تواجهون تحديات ومنافسة من البنوك التقليدية، خاصة فيما يتعلق بالاستثمارات التي من الممكن أن تستثمر فيها البنوك، هل تواصلتم مع البنك المركزي العماني خاصة فيما يتعلق بهذه الجزئيات؟

نحن في تواصل مستمر مع البنك المركزي العماني، وهو لا يألو جهدا في دعم وتجديد وتعزيز كل شيء يتعلق بالصيرفة الإسلامية في السلطنة، وما يمكن قوله في هذه الجزئية إن نظام الصيرفة الإسلامية في السلطنة ما يزال حديثا مقارنة بالقطاع المصرفي التقليدي، والبنوك التقليدية خلال الفترة الماضية مرت بعدة مراحل وبتطوير مستمر حتى وصلت ما وصلت إليه اليوم ، أما بالنسبة لقطاع الصيرفة الإسلامية في السلطنة فلو ما تم مقارنته بالصيرفة الإسلامية في بلدان أخرى سنجد أنها تجاوزت ما نسبته 11% من الحصة السوقية للقطاع المصرفي خلال 4 سنوات في حين أن هذا النمو لم يتحقق في البلدان التي تأسست فيها الصيرفة الإسلامية قبل عشرات الأعوام .

ماهي الجهود المبذولة من قبل بنك العز الإسلامي في ابتكار المنتجات المتوافقة مع أحكام ومبادئ الشريعة الإسلامية ؟

بنك العز الإسلامي يقدم 35 منتجا تلبي احتياجات الأفراد والشركات سواء تمويل الأفراد أو السيارات أو الشركات أو شراء المنازل وغيرها من أشكال التمويل، وخلال الفترة القريبة الماضية تمكن البنك من تطوير عدة منتجات والتي من بينها حساب “ بشرى “ وهو عبارة عن حساب توفير للجوائز ويعد الأول من نوعه في السلطنة الذي يأتي متوافقا مع أحكام ومبادئ الشريعة الإسلامية وكذلك حساب التوفير للأطفال “ حصالتي “ وكذلك حساب “ ازدهار “ وهو عبارة عن حساب مخصص للودائع .

وخلال الأربع سنوات الماضية حاولنا بقدر الإمكان تغطية كافة الاحتياجات التي يحتاج إليها العميل، وأنشأنا كذلك قسم “ إدارة الثروات “ وكذلك قسم متخصص للمشاريع الصغيرة والمتوسطة، وقمنا أيضا بتدشين الخدمات المصرفية عبر الأنترنت وتطبيق الهاتف النقال، حيث يعد تطبيق الهاتف النقال من أفضل التطبيقات الموجودة في السوق، كما أننا دشنا جهاز الصرف التفاعلي ومن خلاله يمكن إنجاز ما نسبته 95% من المعاملات المصرفية للزبائن دون الحاجة للتوجه إلى أحد الفروع.

هل هناك خطة لتدشين منتجات جديدة خلال الفترة القادمة ؟

نعمل في بنك العز الإسلامي بشكل ديناميكي مستمر، بل أننا نشعر برغبة جامحة دائما في تلبية كافة احتياجات السوق، وخلال الفترة القريبة القادمة سيكون هناك تدشين لعدة منتجات كما أننا نعمل في الوقت الحالي على عدة مبادرات مع شركاء آخرين .

يواجه قطاع الصيرفة الإسلامية في السلطنة عدة تحديات، ما هي أبرز التحديات التي تواجهونها ؟

بنك العز الإسلامي كمؤسسة حديثة يحاول أن يحول التحديات إلى فرص نستفيد منها ونحولها لصالح أصحاب المصلحة لدينا، لكن التحدي الأكبر الذي نواجهه في القطاع المصرفي الإسلامي هو ندرة وقلة الكوادر، وأغلب الموظفين هم عبارة عن كوادر كانت تعمل في البنوك التقليدية، وبفضل تكاتف الجهود بين البنك المركزي العماني وكلية الدراسات المصرفية والمالية والبنوك الإسلامية تم تأهيل العديد من الكوادر، وأصبحت هذه الكوادر ترفد القطاع المصرفي الإسلامي بالخبرات والمهارات التي تم اكتسابها من عملية التأهيل مما أدى ذلك إلى تعزيز عوامل الجذب للمنتجات المصرفية الإسلامية .

تسعى بعض البنوك لتعزيز ملاءتها المالية إلى الاستثمار في الخارج ، هل هناك استثمارات خارجية لبنك العز الإسلامي ؟ وهل لديكم الرغبة للحصول على تمويل من الخارج أسوة ببعض البنوك في السلطنة ؟

إن أغلب المحفظة التمويلية لبنك العز الإسلامي موجودة في السلطنة، والتمويلات الخارجية تمر بمراحل كثيرة تعتريها الخطورة وكذلك عدم الإلمام الكافي بالسوق الخارجي، ومن وجهة نظري أرى أن سوق السلطنة كاف، بل تتواجد به الفرص الاستثمارية .

أما فيما يتعلق بالشق الآخر من السؤال فإنني أود التأكيد لك بأننا لم نحصل على أي تمويل من الخارج، كما لا توجد لدينا نية في الوقت الحالي، وخلال الفترة القريبة الماضية كان بنك العز الإسلامي مديرا لإصدار الصكوك السيادية بالسلطنة التي بلغت قيمتها 2 مليار دولار أمريكي، ونشكر الحكومة على الثقة التي أولتنا إياها في اختيار بنك العز الإسلامي لإدارة اكتتاب الصكوك، كما أن اختيارنا لإدارة هذا الاكتتاب الدولي هو أمر ذو أهمية كبيرة ومرموقة لبنك العز الإسلامي. إن الثقة التي وضعتها حكومة السلطنة في البنك من أجل إنجاز هذه المهمة على المستوى العالمي هي موضع تقدير حقيقي وأن الطرح نفسه حقق نجاحاً كبيراً .

كم يبلغ حجم تمويلكم للمشاريع في السلطنة ؟ وما هي قراءتك لواقع القطاع المصرفي الإسلامي خلال السنوات القادمة ؟

لقد تجاوز حجم تمويلنا للمشاريع التي تقوم الشركات بتنفيذها في السلطنة 200 مليون ريال عماني، وهي عمليات تمويل متنوعة بين “كبيرة وصغيرة” ، وفيما يتعلق بقراءتي لقطاع الصيرفة الإسلامية في السلطنة خلال السنوات القادمة تتخلص في استمرار نمو هذا القطاع وما يؤكد ذلك هو الإقبال المستمر على منتجات الصيرفة الإسلامية سواء من قبل الأفراد أو من قبل الشركات والمؤسسات .

إن ما يؤكد ذلك أيضا هو خلال الأربع سنوات الماضية استطاعت البنوك الإسلامية أن تثبت جدارتها من خلال تقديم منتجات جذابة وأثبتت قدرتها من النواحي التمويلية في تمويل المشاريع الكبيرة سواء في قطاع النفط أو في قطاع الصناعات وغيرها من القطاعات، كذلك فإن ثقافة ووعي المجتمع عن مفاهيم الصيرفة الإسلامية آخذ في النمو وانعكس ذلك على ارتفاع الحصة السوقية للبنوك الإسلامية من القطاع المصرفي بشكل عام .

هناك بعض المشاكل تواجه القطاع العقاري والمشاريع العقارية بشكل عام في الوقت الحالي، هل تضررت المشاريع العقارية التي قام البنك بتمويلها ؟

لم نواجه أي مشاكل في المشاريع العقارية التي قمنا بتمويلها، لأننا قبل إجراء أي تمويل نقوم بإجراء دراسة مستفيضة للمشروع من كافة الجوانب، وتمر الدراسة على عدة أقسام بدءا من القسم المختص الذي يرغب في التمويل إلى قسم إدارة المخاطر ومن ثم إدارة الرقابة الشرعية، والأمر الأكثر أهمية هو أننا نضع كل السيناريوهات المحتملة للمشروع سواء الإيجابية أم السلبية ولله الفضل والمنة لم تتأثر المشاريع ونؤكد بأنها سوف تحقق القيمة المضافة والمرجوة للوطن.