1116232
1116232
الرئيسية

تدشين متوقع لمشـاريع التخرج الفـائزة في قطاع الاتصالات ونظـم المعلومـات

24 سبتمبر 2017
24 سبتمبر 2017

كتب - محمد الصبحي -

أكد مجلس البحث العلمي على الانتهاء من النماذج الأولية للمشاريع الفائزة في برنامج تحويل مشاريع التخرج إلى شركات ناشئة في قطاع الاتصالات ونظم المعلومات، وأن العمل مستمر لإصدار هذه المشاريع وتدشينها في الأسواق بعد اكتمال العمل عليها، وتمر المشاريع حاليا بمرحلة تطوير فكرة المنتج وإنشاء وتسجيل العلامة التجارية للمنتج، والتسويق للمنتج.

وقالت أصيلة بنت سيف الزيدية أخصائية برامج استراتيجية بقطاع الاتصالات ونظم المعلومات بمجلس البحث العلمي «دشن مجلس البحث العلمي برنامج تحويل مشاريع التخرج في قطاع الاتصالات ونظم المعلومات إلى شركات ناشئة بالتعاون مع شركاء البرنامج وهم الشركة العمانية للاتصالات «عمانتل»، ومركز ساس لريادة الأعمال التابع لهيئة تقنية المعلومات، والهيئة العامة لتنمية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة «ريادة»، والشركة العمانية لتطوير الابتكار ليتواكب مع أهمية الابتكار وتطلعات الشباب في مجال البحث العلمي والابتكار في مختلف الجامعات والكليات ومؤسسات التعليم العالي، وذلك ضمن أربعة مواضيع معينة في قطاع الاتصالات ونظم المعلومات، وهي: حلول المدن الذكية، وتطبيقات إنترنت الأشياء، وخدمات الحكومة الإلكترونية، وحلول أمن المعلومات».

وتضيف أصيلة الزيدية » قامت فكرة البرنامج على منح مشاريع التخرج في قطاع الاتصالات ونظم المعلومات فرصة للتحول إلى شركات ناشئة قادرة على النمو بوتيرة مستدامة من خلال توفير سلسلة من الدعم المادي والاستشاري والفني عبر مختلف الشركاء الداعمين للبرنامج، ثم تبني مشاريع التخرج الفائزة والعناية بها لتحويلها لشركات ناشئة ابتكارية عبر احتضان هذه المشاريع وتوفير التمويل التأسيسي اللازم، وإكساب فريق المشروع المهارات التجارية والمالية اللازمة الأمر الذي سيسهم في دفع عجلة الاقتصاد المبني على المعرفة، ويساعد في توفير فرص عمل جديدة، ويؤسس لثقافة العمل الريادي عند الطلبة، ويشجع الطلبة على اختيار مشاريع التخرج ذات المردود الاقتصادي والمرتبط بالصناعة».

الواقع المعزز لإثراء السائح

حقق مشروع الواقع الافتراضي للسياحة في عمان الفوز في البرنامج، وكان أحد المشاريع الفائزة في البرنامج، والمشروع عبارة عن نظام يستخدم تقنية الواقع المعزز لإثراء وتعزيز تجربة السائح أثناء تواجده في الأماكن السياحية بالسلطنة باستخدام تطبيق في هاتفه الذكي، بالإضافة الى توفير مقترحات لأماكن سياحية قريبة لزيارتها، وتوفير بعض الخدمات الأخرى التي يحتاجها السائح كالفنادق والمطاعم القريبة، ويقوم النظام بالتعرف على المعلَم الذي يوجه السائح هاتفه نحوه وبناء على ذلك يوفر له معلومات بأشكال مختلفة كالنصوص والصور والنماذج ثلاثية الأبعاد ومقاطع الفيديو المتعلقة بذلك المعلم السياحي، ويعتبر النظام الأول من نوعه محليا وإقليميا.

وحاليا تم الانتهاء من نموذج أولي للمشروع، حيث يوفر تجربة فريدة ونوعية للسائح في منطقة كورنيش مطرح والمتحف الوطني، أما عن الفترة القادمة، فقد تم اعتماد خطة متكاملة للعمل على تطوير المشروع من مختلف الجوانب حيث سيتم دعم لغات أكثر، وكذلك محافظات وولايات أكثر حتى يتمكن جميع السياح في كل ولايات السلطنة من استخدامه.

وعن أبرز نقاط القوة في المشروع، وفوائده للمجتمع، فإن المشروع يعمل على توفير تجربة جديدة ومثرية للسائح خلال تواجده في المعالم السياحية، وذلك من خلال استخدام تقنية الواقع المعزز والتي تدمج بين الواقع والخيال، بحيث يستمتع الزائر أثناء زيارته واستكشافه للمعالم السياحية، ويحصل على المعلومات بطريقة تفاعلية ومبهرة، أما عن فوائده للمجتمع فسيعمل المشروع على تعزيز تجربة السائح وتوجيهه لزيارة معالم سياحية أكثر وبالتالي إطالة بقائه لفترة أطول في السلطنة مما سيعمل على تعزيز القطاع السياحي وجذب المزيد من السياح.

المشاريع الفائزة

ووصفت أصيلة الزيدية المشاريع المتقدمة للبرنامج بالمهمة، حيث قالت: إن المشاريع الفائزة هي نخبة من المشاريع المجيدة المتقدمة للبرنامج، حيث إن البرنامج قد أعلن مسبقا عن مواضيع التخرج التي يستقبلها البرنامج، وجاءت هذه المشاريع لتغطي التطور الرقمي، والبرنامج يأمل بإنشاء شركات منبثقة من تلك المشاريع لتقدم خدمات جديدة ومواكبة للتطور التقني، وتتابع حديثها بالتأكيد إن مشاركة 62 مشروعا من مشاريع التخرج في البرنامج دليل على وجود وعي من الطلبة بالتطور التقني العالمي، وكذلك وعيهم بوجود أهمية بالغة لاستغلال وقتهم وربما أموالهم التي كرسوها في تنفيذ مشاريع تخرجهم وتحويلها لشركات ناشئة ذات مردود اقتصادي واجتماعي للمجتمع، وهذا كان أحد أهداف البرنامج بإيجاد موجة جديدة من مشاريع التخرج التقنية لخدمة المجتمع اقتصاديا، كما أن تفاعل الطلبة والمجتمع مع البرنامج بهذا الشكل الإيجابي يعد نتيجة مرضية للبرنامج في سنته الأولى.

وتناول الحديث مع أصيلة الزيدية تسليط الضوء على أهم الخطط التطويرية القادمة للبرنامج، إذ تقول: نخطط لإقامة حلقات عمل لطلبة مؤسسات التعليم العالي تتضمن مواد في كيفية اختيار مشاريع التخرج، إلى جانب استقطاب عدد أكبر من المؤسسات الداعمة، لتقديم حوافز أكثر لتساعد وتسرع مشاريع التخرج للتحول إلى شركات ناشئة.

توفير الحلول اللوجستية

ومن المشاريع الفائزة مشروع «عناوين» لتوفير الحلول اللوجستية وتعتبر منصة عناوين هي حل مبتكر لمشكلة العنونة في الدول العربية من خلال تقنيات متطورة لأصحاب الشركات لتساعدهم في العمليات اللوجستية للميل الأخير، ومن هنا جاء عنوان مشروع التخرج، ويهدف عناوين إلى توفير الحلول اللوجستية التي تتميز بها الشركات الكبيرة لجميع الشركات الصغيرة والمتوسطة بتكاليف رمزية وبسهولة فائقة للمستخدم والشركات، حيث كانت بداية المشروع ضمن مشروع آخر كبير يختص بالتجارة الإلكترونية، ولكن بسبب التحديات التي واجهها أعضاء الفريق في تطبيق حل شامل للتجارة الإلكترونية في السلطنة، قرروا أنه من الأفضل تقسيم المشكلة إلى مشاكل أصغر ومواجهة كل مشكلة على حدة، وكما يعلم الجميع أحد اكبر التحديات في التجارة الإلكترونية هي التوصيل، ومن هنا بدأ مشوار عناوين.

وحاليا وصل مشروع عناوين في مراحله الأخيرة، وخلال الفترة القادمة سيتم البدء بمرحلة تجريبية محدودة ومن ثم سيتم إطلاقه للجمهور، ويبرز هذا المشروع أنه منصة مفتوحة للجميع، وليس حكرا على شركات معينة، وهنا تكمن قوة عناوين، حيث تم تصميمه لتقبل جميع أنواع الشركات والتجار، كما أن منصة عناوين قابلة للتوسع بشكل كبير لمختلف الاستعمالات، ويقول الفريق: ان البرنامج وسع لنا الآفاق، وجعلنا ننظر للمشروع بطريقة لم نرها من قبل، وبزوايا لم تكن ضمن اهتمامنا وتلك التجربة المثرية هي أهم ما لدينا من برنامج عناوين.

التسوق الذكي

وأحد المشاريع الفائزة في البرنامج هو تطبيق النحلة، وهي منصة إلكترونية تعمل على تطوير ودعم المحلات باستخدام تقنيات حديثة، مما يزود المستخدم والتاجر بخصائص مرتبطة لخلق تجربة شراء ذكية وفريدة، وبدأ المشروع كفكرة تخرج من الجامعة الألمانية للتكنولوجيا في عُمان، والمشروع ما زال قيد التطوير، وهناك عدة أفكار جارٍ دراستها وسيتم بإذن الله تطبيقها قبل النشر النهائي.

ويتميز المشروع باستخدام تقنيات جديدة ويعتبر من أوائل المتبنين لهذه التقنية في السلطنة، والجدير بالذكر أنه تم المشاركة من الفريق في مؤتمر جوجل للمطورين في السعودية للتحدث عن التقنية المستخدمة، وأيضاً تأهل للمشاركة في النهائيات العالمية لمسابقة كأس التخيل التابعة لشركة مايكروسوفت في سياتل، بالولايات المتحدة الأمريكية للمنافسة بالتطبيق، كما يوفر التطبيق تجربة تسوق ذكية للمستخدمين، وأيضاً يعمل على دعم المحلات بتوفير عدة أدوات تساهم في تعزيز الهوية التجارية ودراسة المستهلكين لتوفير خدمة أفضل تماشياً مع التطور التقني.

وقد أُعلن عن البرنامج رسميا في شهر سبتمبر2016م، ومع الإعلان عن تدشين البرنامج، انطلقت الحملة الإعلامية والتي شملت 18 زيارة غطت 23 مؤسسة تعليمية، وأكثر من 1000 طالب وطالبة، كما تواجد البرنامج في 8 معارض تعليمية مختلفة، وحظيت بتغطية إعلامية جيدة، وكان التسجيل في البرنامج بدأ في فبراير2017م واستمر لمدة شهرين، حيث استقبل البرنامج 62 مشروعا والتي دخلت عبر 3 مراحل من التصفيات، تأهل منها 38 من المرحلة الأولى، ثم 9 مشاريع من المرحلة الثانية، وفي 26 من شهر يوليو الماضي تم الإعلان عن الـ 3 المشاريع الفائزة في حفل أقيم في مقر الشركة العمانية للاتصالات عمانتل.

التطور الرقمي العالمي

ويلقى برنامج تحويل مشاريع التخرج لشركات ناشئة في قطاع الاتصالات ونظم المعلومات استحسانا كبيرا، خاصة أولئك الخريجين الساعين لتأسيس شركاتهم الخاصة، حيث إن البرنامج فتح لهم بابا واسعا لتحقيق أهدافهم، وكانت المشاريع التسعة المتأهلة للمرحلة الثالثة ذات جودة عالية وأهمية كبيرة للمجتمع، حيث تم اختيار ثلاثة مشاريع تخدم قطاعات مختلفة في السلطنة كالقطاع اللوجستي، والقطاع السياحي والقطاع التجاري، وسوف تحصل المشاريع الثلاثة الفائزة بالمراكز الأولى على كل المساعدة الممكنة لتحويل الفكرة من مشروع تخرج إلى شركة ناشئة، وذلك عبر حاضنات ريادة الأعمال، وتوفير التمويل التأسيسي اللازم، وإكساب فريق المشروع المهارات التجارية والمالية، وتقديم الاستشارات الفنية بالإضافة إلى فرصة تدريبية في إحدى الشركات العالمية ذات الصلة بالمشروع، في حين تكون إدارة العمل بتلك الشركات من اختصاص أصحاب المشروع أنفسهم، وسيكون لهم الرأي لتسجيل وحفظ ملكيتهم الفكرية، كما أن المشاريع الستة الأخرى المتأهلة للمرحلة الثالثة، والتي لم يحالفها الفوز في البرنامج استدعت انتباه عددا من المؤسسات الداعمة، حيث تلقى القائمون على البرنامج عددا من الاتصالات من بعض المؤسسات والشركات تطلب التواصل مع أصحاب المشاريع.

والمطلوب من المشاريع الفائزة في المراحل القادمة هو العمل على تطوير نموذج العمل التجاري للشركة، حيث يشمل على تطوير فكرة المنتج، وإنشاء العلامة التجارية، والتسويق المنتج، ولقد كان لشركاء البرنامج الأثر الكبير في نجاحه خلال المراحل الماضية.

واستعدادا للفترة القادمة، تقول أصيلة عن دور شركاء البرنامج خلال المرحلة الحالية: بأن البرنامج يتميز بالتعاون بين المؤسسات البحثية والصناعية والحكومية للقيام بأدوار تكاملية للوصول إلى الهدف الأسمى وهو تحويل مشاريع التخرج إلى شركات ناشئة ناجحة، وهذا من دوره ان يعطي وزنا لهذه الشركات لكونها تحت نظر خمس جهات حكومية وخاصة، وفي الوقت الحالي تقوم الهيئة العامة للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة «ريادة» ومركز ساس لريادة الأعمال على متابعة سير وتطور الشركة، من خلال الاحتضان وتقديم التسهيلات والاستشارات التجارية والتسويقية، كما تقدم عمانتل المال التأسيسي للشركات، ويقوم المجلس بالمتابعة والإشراف العام على الشركات الناشئة.

يأتي برنامج تحويل مشاريع التخرج في قطاع الاتصالات ونظم المعلومات إلى شركات ناشئة للاستفادة من مشاريع التخرج في مؤسسات التعليم العالي لوضع حلول مبتكرة للقضايا التقنية المعاصرة في مجالات الاتصالات ونظم المعلومات، بالإضافة إلى تحقيق قيمة اقتصادية مضافة من خلال مشاريع التخرج المتميزة، والذي بدوره سوف يعمل على رفد السوق المحلي بشركات عمانية ناشئة متخصصة في قطاع الاتصالات ونظم المعلومات عن طريق الشراكة مع القطاع الحكومي والخاص.