1108071
1108071
مرايا

تتجه إلى العمل التطوعي لحل القضايا الأسرية - حنان البوسعيدية: الأبناء يبتلعون مرارة التفكك لسنوات طويلة

20 سبتمبر 2017
20 سبتمبر 2017

أجرى الحوار- علي بن خلفان الحبسي -

يواصل أبناء هذا الوطن جهودهم الخيرة في مجالات العمل التطوعي ليشمل مختلف المجالات، وفي لقاء سريع مع حنان البوسعيدية حول توجهها للعمل التطوعي كمؤسسة للفريق الذي تعمل فيه أكدت أنها مثل باقي الأعضاء هدفها هو تقديم ما هو سام للمجتمع والنهوض بالفكر الشبابي التوعوي، والعمل التطوعي هو أكبر فرصة لفعل ذلك.

وقالت: أهمية العمل التطوعي من وجهة نظري بصفتنا نحن كأبناء آدم خلقنا لنعمر، والتعمير ليس فقط في البناء المادي وغيره، ولكن أيضا التعمير الفكري وبناء أفكار قيمة في عقولنا، ونحن نشتكي كثيراً من المجتمع ونلومه في عدة أمور، ولا نملك إلا ألسنتنا التي تعبت من التشكي والحديث دون الفعل والمبادرة، وأن يضحى كل فرد في المجتمع بعدة ساعات في الأسبوع أو الشهر ليقوم بالعمل التطوعي -الذي بالطبع لا يأمل فيه بمقابل مادي دنيوي- ستقل الكثير من المشكلات في مجتمعنا وسنصنع مجتمعا مواكبا للعصر متمسكا بأهم الأخلاقيات على استعداد دائم لمحاربة أي داء اجتماعي، فالعمل التطوعي مهم جدا في بناء مهارات فريدة مستقلة ومهارات اجتماعية بدورها تنمي باقي المهارات الإنسانية.

وعن سؤالها: هل المجتمعات العربية بحاجة إلى جمعيات تطوعية قالت: كوني عشت لسنوات سابقة في الغرب، وحاليا أعيش وأدرس البكالوريوس في أمريكا، فقد لاحظت أن زملائي الأمريكان كل منهم قام بساعات من العمل التطوعي أو سيقوم بها في المستقبل؛ لأن العديد من الجامعات الأمريكية تعطي أولوية مقاعدها لهؤلاء الطلبة الذين يملكون عدد ساعات ممارسة في العمل التطوعي قبل استلامهم شهادة الدبلوم التي تؤهلهم لدخول الجامعة، كما أن الكثير من الوظائف في أمريكا تلزم المتقدم بأن يكون لديه عدد ساعات معينة من العمل التطوعي، ومن وجهة نظري فإن الغرب يرسخ فكرة العمل التطوعي في أبنائه منذ الصغر، فيكبر الطفل وهو على يقين بأهمية العمل التطوعي.

وتابعت حديثها موضحة: لا أحبذ القوة والخضوع لأمر شخص بفعل الخير، ولكن إلزام الأبناء باستهلاك جزء من وقتهم للعمل التطوعي سيجعلهم يتكيفون مع حقيقة أهمية العمل التطوعي، وسيساهمون في بناء المجتمع، ولا أظن أن ساعات العمل التطوعي التي قضوها ستكون تجربة مزرية، فبالعكس إن اختار الشخص التطوع في المجال الذي يحبه ستكون تجربة رائعة مكللة بالنجاح لكل الأطراف.

وأضافت: تقوم المؤسسات الحكومية والخاصة بمسؤولياتها بشكل سطحي نوعا ما بسبب ضغط الواجبات عليهم نحو المواطنين، ويصعب على المؤسسات الكبيرة -التي تخدم الآلاف بل ملايين الناس بشكل يومي- التركيز بشكل كلي ودقيق على مشكلة اجتماعية واحدة، وربما يكون دور الفرق التطوعية هو مساعدة تلك المؤسسات الكبيرة على تبني بعض المشكلات الاجتماعية وكسب الخبرة والدعم في معالجتها عن طريق المؤسسات الحكومية والخاصة التي بدورها تتبنى وتساهم في نجاح الفرق التطوعية التي طلبت المساعدة أو الدعم منهم.

آفة اجتماعية

وعن السبب وراء اختيار العمل التطوعي في مجال التفكك الأسري قالت: أعتبر السبب شخصيا، وهو أن المجتمع أصبح ينظر للتفكك الأسري كأنه شيء عادي جدا، بينما هو آفة بغيضة جدا، ربما تفكك الزوجين يكون لصالحهما، ولكن في أغلب الحالات -ولا نستطيع إنكار ذلك- أن التفكك الأسري لا يتم بالطريقة الصحيحة، فيصبح الأبناء هم الضحايا ويبتلعون مرارة التفكك الأسري لسنوات طويلة؛ لذا قررت تشكيل هذا الفريق التطوعي لتوعية المجتمع ثم في المستقبل بمساعدة المختصين سنقوم بإذن الله بمعالجة هذه الآفة وتبني قضايا ضحايا التفكك الأسري.

وتابعت مستطردة: التفكك الأسري هو شيء طبيعي جدا موجود في كافة المجتمعات، ولكن في رأيي فإننا في المجتمعات الخليجية نأخذ الأمر بشكل شخصي وخصوصي جدا، فنجد أن الأسر المفككة في صراع دائم لسنوات لا تنتهي، ونرى أن ضحايا الأسر المفككة من الأبناء لا يعرفون حقوقهم بعد تفكك الأسرة؛ لذلك يفقدون شعور الاستقرار والأمان، مما يترتب عليه ظهور آفات اجتماعية أخرى خطيرة.

وعن البرامج والخطط الموضوعة في مجال العمل التطوعي التي تقوم بها حنان البوسعيدية قالت: مثلما ذكرت سابقا نحن لا زلنا جددا على ساحة العمل التطوعي، فلقد أكملنا خمسة أشهر منذ إنشاء الفريق، ولا زلنا في مرحلة بناء فريقنا وتوعية المجتمع حاليا، فنحن فقط نود فتح عين المجتمع على هذه القضية والبحث عن مختصين مثل المحامين والمستشارين والدكاترة وأخصائيين لينظموا معنا؛ كي نستفيد من خبرتهم، ثم بإمكاننا فعليا التكفل بقضايا ضحايا التفكك الأسري التي أنا على يقين بوجودهم بشكل كبير في المجتمع، ونحن بفضل الله -الإداريين الأعضاء وكل الداعمين- تكللت معظم خططنا بالنجاح، ولكن لا زلنا نملك خطط مستقبلية أخرى نسأل الله أن يجعلها ناجحة وميسرة.

زيادة العمل التطوعي

وعن آلية كيفية اختيار أعضاء الجمعية للعمل فيها كمتطوعين أوضحت: من وجهة نظري لا يوجد هناك حدود للعمل التطوعي، بصراحة أي شخص أرى أنه يملك الشغف في العمل التطوعي ويملك أفكارا، فبإمكانه العمل الفعلي معنا وحضور الاجتماعات، ثم بعد الانضمام نرى من يقوم بالعمل الفعلي نجعله يكمل معنا، أما إذا لم نكن ضمن أولى اهتماماته، فنحن نستبعده لأن العمل التطوعي ليس قولا بل فعلا.

وأشارت قائلة: هناك تعاون مع عدة جهات خاصة أو شخصية، ولولاهم لم نكن لنصل لما نحن عليه اليوم، فلهم كل الشكر، ولكن يؤسفني أن أقول إننا لم نجد الدعم الذي توقعناه من المؤسسات الكبيرة إلا القليل منها، وكما قلت سابقا فالمجتمع لا زال ينظر للتفكك الأسري على أنه شيء ليس بتلك الخطورة.

وعن مدى تنامي الجمعيات التطوعية في السنوات الأخيرة قالت: كنت ولا زلت أعيش بأمريكا، ولي زيارة واحدة سنويا للسلطنة، وبصراحة في كل مرة أرجع فيها للوطن أشعر بالفخر من تزايد نسبة العمل التطوعي والتوعوي الذي أراه في الأماكن العامة والذي يدار من قبل شباب في مقتبل العمر، حقا إنه لشيء رائع ما يفعله ذخر شبابنا في المجال التوعوي والتطوعي الذي رأيته بعيني في آخر زيارة لي للسلطنة.

وعن المطلوب من الجمعيات التطوعية أوضحت: المطلوب من الفرق أو الجمعيات التطوعية أولا حسن النية في هذا العمل، فكل من دخل فريقا تطوعيا بإرادته فهو كالسفير الذي كفلت له مهام هذا الفريق في المجال الفلاني، ويجب أيضا على الفرق التطوعية التعاون في ما بينها والبعد عن الحسد وغيره من الصفات غير المحبوبة؛ لأن ما يميز الفرق التطوعية عن غيرها من المؤسسات أن الفرق التطوعية هي مؤسسات غير ربحية بمعنى أنها تعطي وتخدم في كل مكان وزمان.

أما المطلوب رسميا فسأتحدث عن فريقي التطوعي بشكل خاص، فنحن نأمل من الجهات العليا أن تتبنى فريقنا رسميا لدعمنا وجعلنا فريقا تطوعيا رسميا لدى الجهات المسؤولة، كما نأمل من الجهات العليا توفير مكاتب مستقلة لنا ولكل فريق أو جمعية تطوعية أثبتت حرصها على العمل التطوعي؛ لأن هذه المكاتب أو الأماكن إن وجدت مع كافة المتطلبات مثل هاتف أرضي وغيرها من الخدمات، يجعلها مثل المؤسسات الربحية، وسيكون التواصل أسهل مع ضحايا القضايا التي تتبناها هذه الفرق، فمثلا إن تعرضت فتاة للتعنيف الجسدي من قبل أحد والديها بسبب التفكك الأسري فستكون على علم بأن هناك مكتبا في المكان الفلاني سيرشدني ويتبنى قضيتي دون مقابل في مثل هذه الحالات الحرجة التي تتبناها الفرق التطوعية، ويكون الوضع أسهل وأخف نفسيا على الضحية إن ذهبت لمكتب الفريق التطوعي الذي يتكفل بالقضايا بسرية تامة، على أن تذهب الضحية لمركز شرطة يركز على حل القضية لوقت محدد فقط.